كتب Gregory Scott Brown M.D: قدمت دراسة حديثة منشورة في مجلة journal of psychiatric practice دليلًا واضحًا على أن اليوغا قد تكون خيارًا علاجيًّا فعالًا لمرضى الاكتئاب. قسمت الدراسة 30 مشتركًا إلى مجموعتين، تلقت الأولى جلستين من اليوغا مدة كل منهما 90 دقيقة، إضافةً إلى فروض منزلية من 4 جلسات، وتلقت المجموعة الثانية جلستين مماثلتين إضافةً إلى فرض منزلي من 3 جلسات على مدار أسبوع. أظهرت المجموعتان نتائج واعدة، تمثلت في زيادة الشعور بالإيجابية، وتناقص القلق وأعراض الاكتئاب، وتحسن النوم.
أعتقد أن أي أداة قادرة على مساعدتنا في محاربة الاكتئاب يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، لكن المثير للإعجاب في هذه الدراسة هو تثبيت جرعة مضادات الاكتئاب للمرضى الذين يتعالجون بها مدة 3 أشهر قبل الدراسة، ما ينفي تسبب هذه العقاقير في النتائج الإيجابية الملحوظة.
باعتباري طبيبًا نفسيًّا ذا جدول مزدحم بالمرضى، وأساعد المرضى على مقاومة الاكتئاب والقلق واستمع لقصصهم عن تألم النفس والمرونة والأمل، وأوفر التوجيه والعقاقير أحيانًا، أحدث المرضى أيضًا عن التغذية وأهمية الحركة والعثور على المتعة في رحلة البحث عن الحقيقة، لكني من محبي اليوغا بقدر ما أنا طبيب نفسي.
على الأقل مرة واحدة يوميًّا أحول انتباهي إلى تنفسي وأجد الوقت للسكينة، وإذا كنت محظوظًا يحدث ذلك في أحد مراكز اليوغا بعد العمل وتكون زوجتي بجانبي، مع عدد من الوجوه المألوفة. يحاول ممارسو اليوغا المعاصرون المنشغلون دومًا إيجاد 60 دقيقة ليوغا فنياسا، أو -إذا تمتعوا بالجرأة- ليوغا النحت. في ظل ازدحام الحياة، انتهز ميل عيادتي للسكون، فأغلق الباب وأخلع حذائي وأجلس على الأرض، 5 دقائق عادةً تكون كافية لصفاء الذهن.
اكتشفت اليوغا في الكلية، ولم ترتبط عندي بمراكز اليوغا الأنيقة أو قوائم تشغيل الموسيقى الأكثر استماعًا أو ملابس المصممين، بل كانت تمنحني 60 دقيقة من الحياة، أثني في أثنائها جسدي إلى أوضاع صعبة في غرفة حارة، وأسمح لأنفاسي بقيادتي خلال تجربة كوني ببساطة حاضرًا.
في البداية، كنت أرى اليُوغا مَهربًا. اليوغا بالتأكيد لها جانب بدني، لكنها تتمحور في النهاية حول تعلم تقدير الارتباط بين الجسد والذهن.
تعلمت أن أدفع جسدي إلى أماكن أستطيع فيها أن أجد الاتزان البدني، ثم فهمت أن الشيء الوحيد الذي يقود إلى الفشل هو الغرور، والذي تعلمت سريعًا تركه خارجًا. ومع الوقت، أصبحت متحمسًا للتركيز على أنفاسي، والاستقرار في وضعية الغراب، أو المحارب 2، وبعدها أنسى ولو لثانية أن الغرفة حارة. تمنحني العملية بمجملها إحساسًا بالإنجاز والقوة إضافةً الى الشعور الجيد.
تدعم الدراسات كون اليوغا والتنفس يُفعِّلان الجهاز العصبي اللاودي، إضافة إلى زيادة النواقل العصبية المثبطة مثل GABA، وتقليل مستوى الكورتيزول (المرتبط بالإجهاد)، وزيادة موجات ألفا في الدماغ، ما يهيئ لحالة من الاسترخاء السعيد. ما يعني أن العلم يدعم إمكانية إحداث اليوغا تغييرات بدنية إيجابية حتى على المستوى العصبي الكيميائي.
تجدر الإشارة إلى وجود أنواع مختلفة من اليوغا. وتسلط الدراسة الضوء على يوغا لينجار، التي تركز على اتخاذ أوضاع مختلفة تواليًا، لكن توجد أنواع أخرى من اليوغا: فنياسا، واليوغا الحارة، واليوغا الحديثة التي تمزج الفعاليات البدنية مع ممارسات مبنية على اليقظة الذهنية، وتساعد على علاج القلق والاكتئاب.
يوجد أيضًا يوغا ندرا المفيدة لعلاج الأرق، ويوغا ين وهي علاج محتمل للقلق، ولوحظ أيضًا تحسن الأعراض عند الأطفال الذين يعانون اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط بعد ممارسة اليوغا. إن القاسم المشترك الذي يجمع كل أنواع اليوغا هو الانتباه للتنفس.
في ممارستي السريرية، ليس نادرًا أن أجلس في سكون مع المريض، وأبدأ تسلسلًا من عدة دورات تنفسية. مثل عيادة أي طبيب نفسي، توجد أريكة ومنضدة للنقاش، لكن الجلوس على وسادة التأمل أحيانًا يعطي بُعدًا جسديا للإحساس بالاسترخاء والأمان، ويُشعر المرضى بتحسن واضح بعد دقيقة من ممارسة تمرين التنفس، وهو بذلك أسرع تأثيرًا من عقار Xanax، وحسب رأيي أكثر استمراريةً أيضا.
تقدم الأيورفيدا (علم الحياة) اليُوغا علاجًا لأسلوب الحياة، وهو منهج مهم جدًّا فيما يتعلق بالرعاية الصحية النفسية، إذ يساعد على تحويل تركيزنا من المرض إلى الصحة، وتعلم الإبحار في الحياة عن قصد، وتوظيف مبادئ اليوغا الأخلاقية لترك الأفكار والأحاسيس والتصرفات غير النافعة، وتعلم التمسك بالقناعة والاطمئنان واكتشافهما.
ليس عجيبًا أن المزيد من الدراسات تدعم كون اليوغا ليست فكرةً علاجية أفضل فحسب، بل إنها علاج حقيقي له فوائد صحية بدنية ونفسية في ذاته.
أما المنتقدون فيرون أن هذه الدراسات محدودة جدًّا، ولا يمكن استنتاج نتائج حاسمة منها. أرى أنه بالنظر إلى طرق دعم فوائد اليوغا بالأدلة (المطلوب توفرها غالبًا لأي علاج حتى يكون معتمَدًا) فإننا نوفر الأمل والخيارات لمن يعانون الاكتئاب.
وحين تزداد الأبحاث في هذا المجال، وتتقدم نهضة اليوغا باعتبارها علاجًا كما يجب أن تكون، سندرك حينها قدرتها على تسريع التعافي والشفاء.
المصدر:.ibelieveinsci
أعتقد أن أي أداة قادرة على مساعدتنا في محاربة الاكتئاب يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، لكن المثير للإعجاب في هذه الدراسة هو تثبيت جرعة مضادات الاكتئاب للمرضى الذين يتعالجون بها مدة 3 أشهر قبل الدراسة، ما ينفي تسبب هذه العقاقير في النتائج الإيجابية الملحوظة.
باعتباري طبيبًا نفسيًّا ذا جدول مزدحم بالمرضى، وأساعد المرضى على مقاومة الاكتئاب والقلق واستمع لقصصهم عن تألم النفس والمرونة والأمل، وأوفر التوجيه والعقاقير أحيانًا، أحدث المرضى أيضًا عن التغذية وأهمية الحركة والعثور على المتعة في رحلة البحث عن الحقيقة، لكني من محبي اليوغا بقدر ما أنا طبيب نفسي.
على الأقل مرة واحدة يوميًّا أحول انتباهي إلى تنفسي وأجد الوقت للسكينة، وإذا كنت محظوظًا يحدث ذلك في أحد مراكز اليوغا بعد العمل وتكون زوجتي بجانبي، مع عدد من الوجوه المألوفة. يحاول ممارسو اليوغا المعاصرون المنشغلون دومًا إيجاد 60 دقيقة ليوغا فنياسا، أو -إذا تمتعوا بالجرأة- ليوغا النحت. في ظل ازدحام الحياة، انتهز ميل عيادتي للسكون، فأغلق الباب وأخلع حذائي وأجلس على الأرض، 5 دقائق عادةً تكون كافية لصفاء الذهن.
اكتشفت اليوغا في الكلية، ولم ترتبط عندي بمراكز اليوغا الأنيقة أو قوائم تشغيل الموسيقى الأكثر استماعًا أو ملابس المصممين، بل كانت تمنحني 60 دقيقة من الحياة، أثني في أثنائها جسدي إلى أوضاع صعبة في غرفة حارة، وأسمح لأنفاسي بقيادتي خلال تجربة كوني ببساطة حاضرًا.
في البداية، كنت أرى اليُوغا مَهربًا. اليوغا بالتأكيد لها جانب بدني، لكنها تتمحور في النهاية حول تعلم تقدير الارتباط بين الجسد والذهن.
تعلمت أن أدفع جسدي إلى أماكن أستطيع فيها أن أجد الاتزان البدني، ثم فهمت أن الشيء الوحيد الذي يقود إلى الفشل هو الغرور، والذي تعلمت سريعًا تركه خارجًا. ومع الوقت، أصبحت متحمسًا للتركيز على أنفاسي، والاستقرار في وضعية الغراب، أو المحارب 2، وبعدها أنسى ولو لثانية أن الغرفة حارة. تمنحني العملية بمجملها إحساسًا بالإنجاز والقوة إضافةً الى الشعور الجيد.
تدعم الدراسات كون اليوغا والتنفس يُفعِّلان الجهاز العصبي اللاودي، إضافة إلى زيادة النواقل العصبية المثبطة مثل GABA، وتقليل مستوى الكورتيزول (المرتبط بالإجهاد)، وزيادة موجات ألفا في الدماغ، ما يهيئ لحالة من الاسترخاء السعيد. ما يعني أن العلم يدعم إمكانية إحداث اليوغا تغييرات بدنية إيجابية حتى على المستوى العصبي الكيميائي.
تجدر الإشارة إلى وجود أنواع مختلفة من اليوغا. وتسلط الدراسة الضوء على يوغا لينجار، التي تركز على اتخاذ أوضاع مختلفة تواليًا، لكن توجد أنواع أخرى من اليوغا: فنياسا، واليوغا الحارة، واليوغا الحديثة التي تمزج الفعاليات البدنية مع ممارسات مبنية على اليقظة الذهنية، وتساعد على علاج القلق والاكتئاب.
يوجد أيضًا يوغا ندرا المفيدة لعلاج الأرق، ويوغا ين وهي علاج محتمل للقلق، ولوحظ أيضًا تحسن الأعراض عند الأطفال الذين يعانون اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط بعد ممارسة اليوغا. إن القاسم المشترك الذي يجمع كل أنواع اليوغا هو الانتباه للتنفس.
في ممارستي السريرية، ليس نادرًا أن أجلس في سكون مع المريض، وأبدأ تسلسلًا من عدة دورات تنفسية. مثل عيادة أي طبيب نفسي، توجد أريكة ومنضدة للنقاش، لكن الجلوس على وسادة التأمل أحيانًا يعطي بُعدًا جسديا للإحساس بالاسترخاء والأمان، ويُشعر المرضى بتحسن واضح بعد دقيقة من ممارسة تمرين التنفس، وهو بذلك أسرع تأثيرًا من عقار Xanax، وحسب رأيي أكثر استمراريةً أيضا.
تقدم الأيورفيدا (علم الحياة) اليُوغا علاجًا لأسلوب الحياة، وهو منهج مهم جدًّا فيما يتعلق بالرعاية الصحية النفسية، إذ يساعد على تحويل تركيزنا من المرض إلى الصحة، وتعلم الإبحار في الحياة عن قصد، وتوظيف مبادئ اليوغا الأخلاقية لترك الأفكار والأحاسيس والتصرفات غير النافعة، وتعلم التمسك بالقناعة والاطمئنان واكتشافهما.
ليس عجيبًا أن المزيد من الدراسات تدعم كون اليوغا ليست فكرةً علاجية أفضل فحسب، بل إنها علاج حقيقي له فوائد صحية بدنية ونفسية في ذاته.
أما المنتقدون فيرون أن هذه الدراسات محدودة جدًّا، ولا يمكن استنتاج نتائج حاسمة منها. أرى أنه بالنظر إلى طرق دعم فوائد اليوغا بالأدلة (المطلوب توفرها غالبًا لأي علاج حتى يكون معتمَدًا) فإننا نوفر الأمل والخيارات لمن يعانون الاكتئاب.
وحين تزداد الأبحاث في هذا المجال، وتتقدم نهضة اليوغا باعتبارها علاجًا كما يجب أن تكون، سندرك حينها قدرتها على تسريع التعافي والشفاء.
المصدر:.ibelieveinsci