تويت
عن صفحة Ramona Abou Rjeily
#حاكمة_القلعتين رواية العجائب والغرائب، ومفاتن الأحرف العربية.
في كل صفحة دهشة جديدة، معرفة غير مألوفة، أفكار لاتخطر على بال، كل شيء جديد ومهيب' عن قلاع وملكات وأميرات وجنيات وعرافات تلتقي ٠لينا٠ أطيافهن وتخدرنا برواية أغرب من الخيال. وبنفس الوقت تدعم طريقة لعيش مشترك للإنسانية .
تعودنا على كتابات لينا المتجددة لكن هذه المرة هنالك مصيدة حقيقية لكل قارئ مهما كان متبحرا في عالم الكتب سيجد نفسه أمام كتابة جديدة .
منذ روايتها بنات نعش وسلطانات الرمل ولينا تحقق نقلات أدبية نوعية. تحررت من سطوة شهرة رائعتها #سلطانات_الرمل وانتقلت الى أسرار دمشق وبعدها قدمت الرواية الشاملة عن تاريخ مدينة حلب في رواية #ليست_رصاصة_طائشة_تلك_التي_قتلت_بيلا
قلم لينا الذي تفرّغ لكتابة التاريخ المتجاهل لأسباب كثيرة منها سياسية. ومثلما أدهشتنا بروايتها #أنطاكية_وملوك_الخفاء ورؤيتها التي تحمل نبؤة عجيبة عن هذه المدينة #أنطاكيا التي هي اليوم محور أخبار الزلال ويبدو أن لينا عقدت صلة لانعرفها مع ملوك الخفاء وأنها فعلا تخاطب الجن. وكُتبت هذه الرواية في توقيت مدهش.
واليوم في حاكمة القلعتين تفتح لنا كهف السحرة وتغدق علينا من معارف القدماء وقصصهم.
(بدأ كل شيء من حقيقة أو خرافة أو كذبة تقول: "أني ولدتُ في حقبة أميرة المغول"!؟
من منكم ولد وأمّه ساحرة؟ )
(علمتني كيف أقرأ الفلك وكيف أقرأ قلوب الآخرين وأسافر عبر السماء وأحمّل كلامي للرياح. لكل شيء لون ورائحة حتى الكلمات. يؤمن السحرة بمفعول الأحرف. دربتني بقسوة وعناد على "الدقة". كيف انجز كل شيء بدقة .على كل شيء نفعله أن يشبه التنفس المنتظم.)
(اذن الاستعانة بضوء شمعة ليس إلا اعتياد.
يمكننا مع الوقت اكتشاف ضؤونا والاعتماد عليه. لايمكن ذكر أسماء طاهرة وشريفة إلّا وأنت طاهر وشريف كذلك، فاحت رائحة البخور من صفيحة الفضة التي بين يدي وألقيتُ سلامي على سائر الأرواح التي في أربع جهات العالم: المشرق والمغرب والشمال والجنوب وبدأت مخاطبتي للأحرف والكلمات: " يا ملح يا مليح يا جوهر فصيح. . "
انتبهت إلى أنّ الكلمات والعبارات التي نطقتُها هي أحرف يرعاها كوكب عطارد ويمسك بكلّ أسرارها: "الشين والتاء والثاء والخاء" جفلتُ عندما تناهى إلى سمعي هسيس غامض احترت هل هو صدى أفعى تزحف في مكان ما قريب منّي أم حفيف قماشة ثوب ما. أحاط بين دخان البخور وخلاله تراءى لي طيفها.
لن أنس ما حييت عيني تلك المرأة التي انتصبت فوق دكة حجرية أعلى مني بحوالي درجتين أو ثلاث وعلى بعد لايتجاوز الخمسة أمتار.)
تحدثتا عن مفاتن اللغة العربية. لا اعرف مصدر الكاتبة عن قوة الأحرف ومعانيها لكن نتعلم أن الاحرف العربية هي امتداد طويل لتاريخ سحيق.
ويبد لنا أن همّ العيش هو فنّ العيش في هذه الرواية. تفكر معها ان السعادة من اشكال الكينونة حتى يكتمل المرء ويسعد.
تدعم الروح وفضائل النفس والتصرف الرشيد في كل الظروف ، وان السعادة في التوازن القائم بالتدرج بين الروح والجسد . نذهب مع الكاتبة في رحلة ذات مسار لبناء ذات عاطفية سليمة ،.
لكتابات لينا هوية سردية وحكائية ساحرة مثل بطلاتها .
استوقفني كثيرا ما جاء في فصل هيلا الصابئية عن نظافة الروح ورايت فيه جانب كبير تؤكده الحقيقة على ارض الواقع. سعدت بقراءة هذا الكتاب الذي يحمل بداهة الاشياء وجمالها الأول الذي لا زمان له .