متلازمة المرأة المعنفة: ما الأعراض وكيف تُعالج؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • متلازمة المرأة المعنفة: ما الأعراض وكيف تُعالج؟

    يتسبب أحيانًا التعرض للعنف المنزلي الشديد والمستمر باضطراب عقلي يسمى متلازمة المرأة المعنفة أو متلازمة الزوجة المُعنفة، ويعد أحد أنواع اضطراب ما بعد الصدمة PTSD.




    تكتسب المرأة المصابة بهذا الاضطراب ضعفًا وعجزًا يجعلها تعتقد أنها تستحق الإساءة الموجهة لها وأنها غير قادرة على الابتعاد عنها. في حالات كثيرة من هذه المتلازمة، لا تُبلّغ المرأة عن الإساءة للشرطة وتتجنب البوح لعائلتها وأصدقائها عن حقيقة ما تتعرض له.

    متلازمة المرأة المعنفة هي حالة في غاية الجدية، ففي بعض الأحيان يصل الأمر إلى قتل الزوج المعتدي، وهناك الكثير من الحالات المسجّلة.
    مراحل متلازمة المرأة المعنفة


    هناك أربع مراحل تمر خلالها المرأة المصابة بالمتلازمة:
    1. النكران: تكون المرأة في هذه المرحلة غير قادرة على تقبّل حقيقة كونها مُعنفة، فتلجأ إلى تبرير الإساءة.
    2. الشعور بالذنب: تشعر المرأة في هذه المرحلة أنها هي من تسببت بالإساءة لنفسها.
    3. الاستدراك: تستدرك المرأة في هذه المرحلة بأنها لا تستحق الإساءة وأن شريكها يمتلك شخصية عدائية.
    4. المسؤولية: هنا تتقبل المرأة أن المسؤولية تقع على عاتق الشريك. وفي بعض الحالات، تحاول المرأة الهروب من تلك العلاقة.

    معظم النساء اللاتي لديهن علاقات تعسفية لا يتجاوزن المرحلتين الثانية أو الثالثة، لأن العنف المنزلي يمكن أن يؤدي إلى الموت.





    تطور الحالة


    تنشأ متلازمة المرأة المعنفة من العنف المنزلي المكثف والمستمر.

    تتبع أغلب حالات العنف المنزلي نمطًا متوقعًا جدًا وهو كالآتي:
    • يحاول المعتدي كسب الضحية الجديدة بأساليب رومانسية وذلك للضغط على الضحية للدخول في علاقة جدية معه.
    • يبدأ التعنيف الجسدي والنفسي تدريجيًا، مثل صفعة على الخد بدلًا من توجيه لكمة أو لكم الحائط قرب الضحية عند الغضب.
    • يشعر المعتدي بالندم ويقسم بأنه لن يكرر الإساءة للفوز بحب الضحية وعطفها مجددًا.
    • ثم ستبدأ مرحلة تسمى فترة شهر العسل، يكون فيها سلوك المعتدي ألطف ما يمكن ليوهم الضحية بأنها في أمان معه وأن الأمور ستتغير للأفضل.
    • يبدأ التعنيف من جديد وتتكرر السلسلة أو الحلقة من جديد.

    تستمر النساء بعلاقات يتعرضن فيها للتعنيف لأسباب كثيرة منها:
    1. الاعتماد المادي على المعتدي.
    2. الحفاظ على العائلة من أجل الأطفال.
    3. الخوف من الرحيل.
    4. نكران وعدم تصديق أن الشريك معتدي.
    5. الاكتئاب الحاد أو انعدام الثقة بالنفس يجعل المرأة تعتقد أنها هي من تتسبب بالإساءة.
    6. إيمان الضحية بأن شريكها المعتدي سوف يتغير يومًا ما، وأنه ما يزال يحبها.

    تبدأ المتلازمة بالتطور لدى النساء اللاتي في مثل هذا النوع من العلاقات، عندها يصعب عليهن استعادة السيطرة على حياتهن.
    أعراض متلازمة المرأة المعنفة


    تؤدي متلازمة المرأة المعنفة إلى العديد من الأعراض البارزة منها:
    • تعتقد المرأة المُعنفة بأن ما تتعرض له من إساءة يكون بسببها.
    • إخفاء حقيقة تعنيفها عن عائلتها وأصدقائها.
    • الخوف على حياتها وعلى حياة أطفالها.
    • الإيمان غير المنطقي بأن المعتدي يعرف كل شيء، وأنه يستطيع رؤية كل تحركاتها وخططها.
    • القلق بشأن أي جانب سيظهر به المعتدي اليوم، هل سيكون محبًا وحنونًا أم قاسيًا.

    إذا كنت قلقًا بشأن إحدى أفراد عائلتك أو إحدى الصديقات، حاول مراقبة بعض العلامات التالية عليها التي تشير إلى كونها تتعرض للتعنيف في العلاقة التي تعيشها، وأنها تحتاج إلى المساعدة:
    • الانعزال والاعتذار المستمر عن رؤية عائلتها أو أصدقائها، والتوقف عن ممارسة أنشطتها المعتادة، وهذا غالبًا بسبب تحكم المعتدي.
    • شعورها بالخوف من الشريك وغالبًا ما تكون قلقةً عندما تكون بالقرب منه.
    • الكذب بشأن الكدمات أو الجروح في جسدها أو عدم إعطاء سبب واضح لهم.
    • عدم قدرتها على التصرف بالأموال أو السيارة بحُرّية.
    • اختلافات واضحة في شخصيتها.
    • اتصالات شريكها الكثيرة والتي ستجعلها أكثر قلقًا.
    • عندما يكون شريكها شديد التملك والغيرة وسريع الغضب.

    كما عليك أن تنتبه لملابس الضحية، مثل ارتدائها ملابس ذات أكمام طويلة في الصيف لإخفاء الكدمات.


    الآثار الجانبية قصيرة وطويلة الأمد


    ترتبط بالمتلازمة الكثير من الآثار الجانبية الخطيرة، منها ما هي قصيرة الأمد وأُخرى تؤثر على المصابة على المدى الطويل:

    تُلاحظ الآثار قصيرة الأمد بعد مدة قصيرة جدًا من بدأ التعنيف، وتشمل:
    • الاكتئاب.
    • قلة الثقة بالنفس.
    • ضعف العلاقة مع العائلة والأصدقاء أو حتى تحطمها.
    • القلق الشديد.
    • الشعور بالعجز واليأس.
    • الشعور بفقدان السيطرة.

    أما الآثار طويلة الأمد للعنف المنزلي ومتلازمة المرأة المعنفة فإنها تستمر لعقود أحيانًا، وتشمل:
    • أعراض مشابهة لأعراض اضطراب ما بعد الصدمةPTSD، وتشمل استحضار ذكريات قديمة مؤذية لا إراديًا وحالات الفصام ونوبات عنيفة ضد المعتدي.
    • مشاكل صحية ناتجة عن التوتر مثل ارتفاع ضغط الدم والمشاكل القلبية.
    • مشاكل صحية بسبب التعنيف الجسدي مثل تلف المفاصل أو التهاب المفاصل.
    • الصداع أو آلام الظهر المزمنة.
    • ازدياد خطر الإصابة بالسكري والربو والاكتئاب وضعف المناعة نتيجة التوتر المستمر.
    علاج متلازمة المرأة المعنفة


    الخطوة الأولى والأهم في علاج متلازمة المرأة المعنفة هي وضع خطة آمنة للانتقال إلى مكان آمن بعيدًا عن المعتدي. ولا يمكن للعلاج أن يتم دون اتخاذ تلك الخطوة. كما يجب فحص إصابات الضحية الناتجة عن تعنيفها طبيًا.




    الخطوة التالية هي استشارة أطباء نفسيين مختصين في حالات العنف المنزلي واضطراب ما بعد الصدمة PTSD، وذلك لتقييم حالة الضحية الذهنية ومساعدتها في التخلي عن فكرة كونها السبب في تعنيفها ومحاولة إعادة زرع الثقة والقوة فيها.

    يجب على الاختصاصي النفسي معرفة إذا كانت هناك مشاكل نفسية سابقة أدت إلى عدم قدرة الضحية على إدراك العلاقة التعسفية في مراحلها الأولى.

    تنشأ عن متلازمة المرأة المعنفة أمراض نفسية خطيرة، مثل القلق والاكتئاب، لذلك يصف الطبيب المعالج مجموعة من الأدوية مثل مضادات الاكتئاب ومضادات القلق والعلاج بالتحدث لمساعدة المرأة على استعادة السيطرة على حياتها.

    في بعض الحالات، يحث الاختصاصي النفسي المرأة على استرجاع علاقتها القوية مع داعميها من الأهل والأصدقاء بسبب تضرر تلك العلاقات نتيجة انعزال الضحية.


    كيف يمكنكِ الحصول على المساعدة؟


    إذا كنتِ تعتقدين أنك مصابة بمتلازمة المرأة المعنفة، فعليك طلب المساعدة في الحال. تواصلي مع أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك أو مراجعة طبيب نفسي أو الاتصال بإحدى منظمات حماية المرأة من العنف المنزلي في بلدك. توفر مثل هذه المنظمات مصادر ومعلومات عن كيفية إيجاد ملجأ أو وضع خطة آمنة للابتعاد عن المعتدي.



    أما إذا كنتِ في خطر الآن، اتصلي بالشرطة حالًا. العنف المنزلي يمكن أن يهدد حياتك والكثير من النساء المعنفات لقين حتفهن على أيادي أزواجهن، فلا تجازفي بحياتك.
    كيف يمكنك مساعدة الآخرين؟


    إذا كنت تعتقد أن إحداهن في علاقة تعسفية أو مصابة بمتلازمة المرأة المعنفة، فإن أفضل ما يمكنك فعله تجاه الضحية هو التوقف عن إصدار أحكام مسبقة.




    فعلى الرغم من أن الضحية ليست السبب بما يحصل لها من إساءة، إلا أن أغلب الناس يطرحون أسئلة مثل: لماذا تسمح بما يحدث لها؟ أو لماذا تقرر البقاء على الرغم من التعنيف؟

    في الواقع، تشعر أغلب النساء اللاتي في مثل تلك الظروف بالإحراج والخجل من الاعتراف بما يحصل. فلا تصعّب الأمر على الضحية وأخبرها بأنك ستكون سندًا لها عند الحاجة.

    وإذا كنت تملك معلومات أو مصادر يمكن أن تساعدها مثل وضع خطة آمنة للابتعاد عن شريكها المُعنِّف أو معلومات عن ملاجئ وطرق الوصول إليها فشاركها بها.

    كما يجب عليك ألا تجبر المصابة بمتلازمة المرأة المعنفة على فعل أي شيء دون أن تكون مستعدة لاتخاذ أي خطوة، لأنك ستكون المتحكم الثاني في حياتها، كما ستكون فرصة عودتها للمعتدي عالية إذا كانت قد أُجبرت على الرحيل، ما يعرضها لخطر أكبر.


    متلازمة المرأة المعنفة والقانون


    تُرافق متلازمة المرأة المعنفة الكثير من المشاكل القضائية والقانونية. فمثلًا النساء اللاتي يقدمن شكوى على أزواجهن يجب عليهن الشهادة ضدهم في المحكمة أو توقيع أوامر تقييد لإبعاد المعتدي عنهن وعن عائلاتهن.

    تعترف الكثير من الولايات في الولايات المتحدة الأمريكية بكون متلازمة المرأة المعنفة حالة نفسية خطيرة وكنتيجة لذلك فإن هذه الولايات تملك قوانين لحالات النوبات العنيفة ضد المعتدي والتي تؤدي إلى إصابات أو حتى قتلهم.

    قانونيًا، يمكن الفوز في مثل هذه التُهم على أنها دفاع عن النفس أو نتيجة ضرر نفسي حاد.


    المصدر:.ibelieveinsci
يعمل...
X