ربما تساعدنا الأحلام السيئة في مواجهة المخاوف في الحياة الحقيقية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ربما تساعدنا الأحلام السيئة في مواجهة المخاوف في الحياة الحقيقية

    يشير بحث جديد أنه حتى عندما نرى أحلامًا مخيفة أو مزعجة فإن تلك الأحلام قد تعمل كعلاج ليلي، مُعيدةً ضبط أدمغتنا لتتمكن من التعامل بشكل أفضل مع مخاوف اليوم التالي، ويعزز الاكتشاف الفكرة القائلة أن التدرب على الأحداث السيئة التي نحلم بها يعدّنا للحدث الحقيقي.




    عرفنا ذلك من خلال رصد نشاط الدماغ البشري خلال النوم، فوجد الباحثون أن الأشخاص الذين رأوا المزيد من الأحلام المخيفة أو المزعجة كان لديهم تثبيط أقوى للخوف أثناء الاستيقاظ. يقول عالِم الأعصاب لامبروز بيروغامفروس Lampros Perogamvros الباحث بجامعة جنيف: «حدَّدنا لأول مرة ارتباطات الخوف العصبية أثناء الأحلام، ولاحظنا أن مناطق مماثلة تنشط عندما نشعر بالخوف أثناء النوم واليقظة على السواء».

    كل من يستيقظ بعد نوم مقلق، يعرف من خبرته الشخصية الارتباط الوثيق بين المزاج والنوم، فكرة أن النوم قادر على ضبط انفعالاتنا ليست بفكرة جديدة، ورغم ذلك لا يزال النوم البشري يمثل لغزًا مبهمًا للعلماء، ويصعب عليهم معرفة سبب هذا الارتباط، فنحن نختبر مشاعر في أحلامنا كتلك التي نشعر بها في يقظتنا، بل إنها من الممكن أن تؤثر فينا حتى بعد الاستيقاظ.

    يُعتقد اليوم أن نوم حركة العين السريعة يعمل بطريقة ما على استقرار مشاعرنا وذكرياتنا السلبية، ولكن السؤال هو عما إذا كانت تلك المشاعر قادرة على التسرب إلى أحلامنا، فذلك أمر مختلف.

    تشير بالفعل الدلائل الأولية إلى أن المراكز العاطفية في دماغنا -مثل اللوزة الدماغية- تكون نشطة أثناء النوم، وثبت أن المشاعر في أحلامنا تقل حدتها إذا كانت هذه المناطق أقل نشاطًا، مع ذلك قد تكون هذه مجرد علاقات ارتباطية، إذ أن كل ما لدينا حتى الآن هو نظريات الارتباط الإحصائي.






    في إطار ما سُمي «نظرية محاكاة التهديد»، يقال إن أدمغتنا تتعامل مع الخوف في الحياة عن طريق «التدرب» على أحداث التهديد التي نختبرها أثناء أحلامنا.
    من ناحية أخرى، يقترح البعض أن قضاء ليلة نوم هانئة يعمل على حل الصراع العاطفي، وتخفيف حدة المزاج السلبي في اليوم التالي.

    لكن كلتا النظريتين تتفقان من حيث المبدأ على أن الشعور بالخوف في أحلامنا يؤدي إلى استجابات أفضل أثناء اليقظة، يكمن الاختلاف بينهما فقط في كيفية حدوث ذلك.

    حاليًا، تؤيد هذه النتائج الجديدة بقوة النظرية الأولى، محاكاة التهديد، يقول بيروغامفروس: «قد تُعتبر الأحلام تدريبًا حقيقيًا لردود أفعالنا المستقبلية، وقد تعدّنا لمواجهة مخاطر الحياة الحقيقية».




    تتبع الباحثون نشاط الدماغ أثناء النوم باستخدام أسلوب تخطيط أمواج الدماغ على 18 مشاركًا، وفي كل مرة استيقظ فيها المشاركون -وهو ما حدث عدة مرات أثناء الليل- سألوهم عن أحلامهم وعما إذا كانوا يشعرون بالخوف.

    عند تحليل النتائج، لاحظ الباحثون ارتباط منطقتين في الدماغ بالخوف: فص الجزيرة والتلفيف الحزامي، ففص الجزيرة مثله مثل اللوزة الدماغية -التي تشارك في إنشاء حالة من التكيُّف على الخوف- ينشط عند الشعور بالمحنة، ويشارك في تكيف المشاعر أثناء اليقظة. أثناء ذلك، يجعل التلفيف الحزامي أجسادنا متأهبة لهذه التهديدات.

    لمعرفة المزيد عن هذه المناطق وأدوارها، أعطى الباحثون دفاتر يوميات إلى 89 مشتركًا لتدوين أحلامهم بعد الاستيقاظ لمدة أسبوع، ليدونوا كيف يشعرون بعدما رأوا تلك الأحلام، ثم في نهاية الأسبوع، وضع الباحثون المشتركين في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، وعرضوا عليهم صورًا سلبية عاطفيًا إلى جانب صور محايدة لمعرفة ما إذا كانت المشاعر التي عاشوها في أحلامهم غيرت استجابتهم للخوف في الحياة الواقعية أم لا.

    تقول عالِمة الأعصاب فيرجيني ستيربنيخ Virginie Sterpenich الباحثة بجامعة جنيف: «وجدنا أنه كلما شعر شخص بالخوف في أحلامه، قلّ نشاط فص الجزيرة والتلفيف الحزامي واللوزة الدماغية عندما نظر الشخص نفسه الى الصور السلبية، بالإضافة الى ذلك ازداد نشاط قشرة الفص الجبهي الأمامي الوسطى -التي تثبط اللوزة الدماغية في حالة الشعور الخوف- بزيادة نسبة الأحلام السيئة».




    تدعم النتائج الادعاءات النظرية القائلة أن التدريب الليلي يمكن أن يعيد ضبط الدماغ من خلال التدرب على سلوك الانقراض أو أساليب أخرى، مع ذلك يقول الباحثون أن هذا على الأرجح لا يعمل في حالة الكوابيس.

    على عكس الأحلام السيئة التي يكون مستوى الخوف فيها معتدلًا، يمكن أن تسبِّب الكوابيس إجهادًا مفرطًا قد يؤدي لمشاكل في النوم ويؤثر سلبًا في مشاعرنا عندما نستيقظ، يقول بيروغامفروس: «نعتقد أنه إذا تجاوزنا حدًا معينًا من الخوف في حلم ما، فإنه يفقد دوره المفيد كمنظم لمشاعرنا».

    يهتم الباحثون الآن بالبحث في الكوابيس والعواطف الإيجابية في أحلامنا لرؤية كيف تؤثر علينا بعد الاستيقاظ.


    المصدر:.ibelieveinsci
يعمل...
X