بين الإيمان والحقيقة والمغفرة، كيف تفهم عقولنا المفاهيم المجردة ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بين الإيمان والحقيقة والمغفرة، كيف تفهم عقولنا المفاهيم المجردة ؟

    استخدم باحثون في جامعة كارنيجي ميلون أدوات اعتمدت على تعلم الآلة لتفسير صور للدماغ البشري، وسمح هذا للفريق بالكشف عن المناطق الدماغية المسؤولة عن تكوين المفاهيم المجردة كالعدالة والأخلاق والوعي.




    قال مارسيل جست -أستاذ علم النفس بكلية ديتريش للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة كارنيجي ميلون والمؤلف المشرف لهذه الورقة البحثية-: «يملك البشر قدرة فريدة على بناء مفاهيم مُجرّدة غير ممثلة في العالم المادي، ونحن نعد تلك القدرة من المسلمات، لكننا أظهرنا في هذه الدراسة مكونات المعنى التي تعرفنا عليها حديثًا، إذ يستخدمها الدماغ البشري في عمله الذي يشبه نظام الفهرسة في المكتبة لتكوين معنى المفاهيم المجردة».

    تُشكل قدرة البشر على التفكير المجرد سببًا رئيسًا في التقدم العلمي والفكري، وبخلاف المفاهيم الملموسة كالمطرقة، ليس للمفاهيم المجردة -كالأخلاق- مكان واضح في أجزاء الدماغ التي تتعامل مع الإدراك أو تتحكم في أجسامنا.



    قال روبرت فارغاس، طالب الدراسات العليا في الجامعة العامل في مختبر جست المؤلف الأول لهذه الورقة البحثية: «يستند معظم فهمنا للكيفية التي يعالج من خلالها الدماغ الأشياء والمفاهيم إلى طريقة التقاط حواسنا الخمسة للمعلومات، لذا يصعُب وصف البيئة العصبية للأفكار المجردة؛ لأن الكثير من أدوات العقل التي يستخدمها الدماغ لمعالجة تلك الأفكار هي ذاتها مجردة».




    في هذه الدراسة، فحص جست وفريقه أدمغة تسعة مشاركين باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، ودرس البيانات مستخدمًا أدوات تعتمد على تعلم الآلة لتحديد الأنماط الخاصة بالمفاهيم المجردة المدروسة البالغ عددها 28، وطُبقت الخوارزمية الآلية لتحديد أنماط لتلك المفاهيم.

    يقول جست إن هذه المفاهيم المجردة مبنية على أبعاد ثلاثة للمعنى في الدماغ، يتوافق البعد الأول مع المناطق المرتبطة باللغة، فمثلًا قد يرتبط مفهوم الأخلاق بكلمات أخرى مثل القواعد والآداب العامّة، على الإنسان أن يفهم أولاً تلك الكلمات؛ ليتمكّن من بناء المعنى الإضافي للأخلاق.

    يحدد البعد الثاني المفاهيم المجردة من ناحية مرجعيتها، فيرجعها للذات أو لمصدر خارجي، فتشير الروحانية مثلًا إلى الذات، في حين ترجع السببيّة إلى خارج الذات. يتجذّر البعد الأخير في البنى الاجتماعية، فهناك مُكون اجتماعي متأصل في مفاهيم الفخر والنميمة.

    يقول فارغاس: «كانت أكثر النتائج إثارة في هذه الدراسة بالنسبة لي، أننا تمكنا من التنبؤ بأنماط التفعيل العصبي الناتج عن المفاهيم المجردة الفردية بين الناس، من الغريب أن نعرف أن مفهوم الاحتمالية والروحانية يتشابهان من الناحية العصبية بين شخص وآخر، حتى لو اختلفت تجاربهم الروحانية».






    أثناء الفحوصات، قُدم كل مفهوم على حدة بشكل مرئي وسُمح للمشارك بالتفكير في الفكرة لمدة ثلاث ثوانٍ، نظر المشاركون إلى مجموعات الكلمات ست مرات.

    تغطي المفاهيم الثمانية والعشرون المشمولة في الدراسة سبعة مجالات: الرياضيات: (الطرح والمساواة والاحتمال والضرب)، والعلوم (الجاذبية والقوة والحرارة والتسارع)، الاجتماعية: (الثرثرة والتخويف والمغفرة والمجاملة)، العاطفة: (السعادة والحزن والغضب والفخر)، القانون: (العقد والأخلاق والجريمة والتبرئة)، الميتافيزيقية: (السببية والوعي والحقيقة والضرورة)، الدين: (الإله والروحانية والدنس والإيمان).

    اعتمدت الدراسة على التصوير الدماغي الذي أُجري على تسعة بالغين من مجتمع متجانس ثقافيًا في حرم جامعة كارنيجي ميلون.




    يقول جست: «من المبالغ فيه أن ندعو ذلك قراءة للأفكار، هذا العمل بالنسبة لي دليل على أننا تعرفنا إلى بعض عناصر نظام الفهرسة في الدماغ، وهو النطام الذي تستخدمه أدمغتنا لترميز المفاهيم التي ليس لها تمثيل مادي في العالم، وهي التمثيل اللفظي، والبعدان الخارجي والداخلي، والبعد الاجتماعي».


    المصدر:.ibelieveinsci
يعمل...
X