الاضطراب المفتعل - حينما يصبح المريض مزوراً محترفاً أو ربما قاتلاً!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاضطراب المفتعل - حينما يصبح المريض مزوراً محترفاً أو ربما قاتلاً!

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	malingering-disorder-vs-factitious-disorder-384x253.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	23.4 كيلوبايت 
الهوية:	72893


    الاضطراب المفتعل هو اعتلال عقلي يدفع الشخص للتصرف ليبدو كما لو كان مُصابًا بمرضٍ جسدي أو عقلي، فيصطنع عن عمد أعراض هذا المرض أو ينتج علامات في جسده لإيهام من حوله بأنه مُصاب، في حين أنه لا يكون مريضًا في الحقيقة.




    شعر المُصاب بالاضطراب المفتعل باحتياج داخلي عميق أن يُنظر إليه على أنه مريض أو مُصاب؛ كي يحظى بالتعاطف النفسي والاهتمام والرعاية التي ينالها المريض الفعلي. الشخص المصاب بالاضطراب المفتعل يعي أنه يصطنع أعراضًا، ورغم ذلك فإنه لا يُدرك أن لديه مشكلة أو لا يعي تمامًا الأسباب الكامنة وراء تصرفاته. اعتُبر الاضطراب المفتعل مرضًا عقليًا لارتباط تواجده بحدوث مشاكل عاطفية قاسية وحالات توتر لدى الشخص المصاب.
    يوجد نوعان من الاضطراب المفتعل:

    1. اضطراب مفتعل مفروض على النفس:


    فيه يصطنع الشخص المصاب الأعراض في نفسه، أو يُحدث علامات أو يلحق الأذى بنفسه؛ لكي يظهر على أنه مريض.

    أحد أشهر الأمثلة على هذا النوع من الاضطراب هو تقليد الشخص لأعراض مرض عقلي مثل الفُصام؛ فيسلك سلوكًا غير مفهوم ويصرح بأمور غريبة ومن الممكن أن يتناول حبوبًا مهلوسة لكي ينتج أعراض الهلوسة (الهلوسة هي الوعي أو الإحساس بشيء مادي، في حين أن هذا الشيء غير موجود في الحقيقة مثل سماع المهلوس أصواتًا لا يسمعها أحد غيره).

    كان يُطلق على هذا النوع من الاضطراب المفتعل المفروض على النفس اسم متلازمة مونخهاوزن Munchausen syndrome إشارةً إلى البارون مونخهاوزن الذي كان ضابطًا بسلاح الفرسان في الجيش الألماني في القرن الثامن عشر ثم شرع في التقاعد والتحدث عن مغامراته الأسطورية غير المنطقية ما جعل الناس يطلقون عليه البارون الكذاب.


    2. النوع الثاني: اضطراب مفتعل مفروض على الآخرين:


    فيه يدعي الشخص المصاب وجود أعراض مرض ما على أشخاص آخرين يخضعون لرعايته مثل الأطفال أو المسنين أو الأشخاص من ذوي الإعاقة أو الحيوانات الأليفة، وقد يضع الشخص المصاب بالاضطراب بإنتاج علامات جسدية أو يلحق الأذى بهؤلاء الأشخاص للإيحاء بأنهم يعانون من مرضٍ ما!

    كثيرًا ما نرى أمهات يتعمدن إيذاء أطفالهن ليحظين بتعاطف ولجذب الانتباه، هنا نجد أن الجدير بالتشخيص ليس الطفل الذي يُفرض عليه افتعال المرض إنما الأم التي فرضت هذه الأعراض على الطفل الذي قد يتعرض للأذى أو يتلقى رعاية طبية غير مناسبة لحالته. كان يُعرف هذا النوع من الاضطراب المفتعل باسم متلازمة مونخهاوزن بالإنابة، لأن فيه يدعي الشخص المصاب بالاضطراب الأعراض على شخص آخر نيابةً عنه.

    يختلف الاضطراب المفتعل Factitious Disorder عما يُطلق عليه التمارض أو ادعاء المرض Malingering كون مُدعي المرض يتمارض بغية الحصول على منفعة مادية أو تجنبًا لالتزام معين أو للابتعاد عن وضع ما أو للتهرب من مسؤولية، بينما المُصاب بالاضطراب المفتعل لا يصطنع الأعراض سعيًا لنفع مادي إنما جذبًا للتعاطف، وأيضًا يُعتبر الاضطراب المفتعل اضطرابًا عقليًا له تشخيصه، بينما التمارض ليس كذلك.

    أيضًا يختلف الاضطراب المفتعل عما يُسمى التوهم المرضي Hypochondriasis وهو الشكوى المستمرة من أعراض جسدية يفسرها الشخص المتوهم على أنها علامات لأمراض جسدية خطيرة رغم كونه بحالة صحية جيدة، ومهما حاول المتخصصون إقناعه بعدم خطورة حالته الصحية أو أن هذه الأعراض ليست لتلك الأمراض التي يخشى إصابته بها فإنه لا ينكفّ عن التردد على الأطباء وإجراء التحاليل والفحوصات. ومع هذا، لا يعني ذلك أن المصاب بالتوهم المرضي يدعي المرض؛ فإنه يعتقد أن أعراضه حقيقية، بينما الشخص المصاب بالاضطراب المفتعل يعي أنه يصطنع أعراض مرض ليس فيه.





    إشارات تنذر بالإصابة:


    هنالك علامات قد تنذر باحتمالية الإصابة بالاضطراب المفتعل، من ضمنها:
    • تاريخ مرضي مأساوي غير متسق ببعضه.
    • أعراض غامضة تخرج عن السيطرة وتزداد حدتها أو تتبدل بمجرد البدء بالعلاج.
    • حالات انتكاس متوقعة تعقب تحسن الحالة.
    • معرفة واسعة بالمستشفيات أو المصطلحات الطبية أو كليهما، وكذلك القدرة على الوصف الطبي الدقيق للأمراض كما تذكره المراجع الطبية.
    • وجود كثير من الندوب الناتجة عن إجراء عدد من العمليات الجراحية من قبل.
    • ظهور أعراض مستجدة أو إضافية إذا أسفرت نتائج الفحوصات عن عدم وجود مرض.
    • وجود الأعراض تحديدًا حينما يُترك المريض وحيدًا أو عندما لا يكون تحت الرعاية أو الملاحظة.
    • تحمس واستعداد لإجراء الفحوصات الطبية.
    • تاريخ مرضي ممتلئ بالكثير من زيارات المستشفيات والمستوصفات وعيادات الأطباء ربما حتى في مدن مختلفة.
    • رفض المريض السماح لمتخصصي الرعاية الصحية بمقابلة أفراد أسرته أو التحدث إليهم، كذلك الأصدقاء ومن سبق لهم معالجته.
    • رفضه الخضوع للتقييم النفسي بيد طبيب أو اختصاصي نفسي.
    • التكهن بفشل نتائج العلاج حتى لو لم يوجد دليل على ذلك.
    • محاولة إفشال إجراءات خروجه من المستشفى أو التمارض بشدة فجأةً حينما يكون على وشك الخروج.
    هل الاضطراب المفتعل شائع؟


    لا يتوفر لدينا حتى الآن إحصائيات دقيقة بشأن عدد الأشخاص المصابين بالاضطراب المفتعل في دولة كالولايات المتحدة الأمريكية لأن الحصول على إحصائيات دقيقة لاضطراب كهذا يعد أمرًا غاية في الصعوبة؛ يميل المصابون بالاضطراب المفتعل إلى الذهاب للعلاج في مراكز طبية شتى وعدم المتابعة في مكان واحد؛ ما يتسبب في الحصول على إحصائيات غير دقيقة.

    أشارت تقديرات إلى أن 1% من أولئك الذين دخلوا المستشفيات يُعتقد أنهم مصابون بالاضطراب المفتعل، ومن المرجح أن تكون الأعداد الحقيقية أكبر من ذلك.


    الأسباب


    السبب الحقيقي للاضطراب المفتعل ما زال مجهولًا حتى الآن، لكن يعتقد الباحثون أن الاضطراب ينشأ نتيجة العوامل البيولوجية والنفسية على حدٍ سواء.

    ترى بعض النظريات أن معاناة الشخص من الإساءات أو الإهمال أثناء فترة الطفولة، أو دخوله المستشفى بشكل متكرر هو أو أحد أفراد عائلته، ربما تكون عوامل في تطور الاضطراب أيضًا.

    لدى الغالبية من مرضى الاضطراب المفتعل تاريخ من الخبرات الحياتية المثيرة للضغوط مثل: الإساءات أو الصدمة أو المشاكل الأسرية أو العزلة الاجتماعية أو المعاناة من أمراض طبية مزمنة مبكرة أو العمل بمهنة داخل مجال الرعاية الصحية.
    الأعراض


    ربما يلاحَظ على المريض الآتي:
    • الكذب بشأن الأعراض أو افتعالها.
    • إيذاء النفس لاستجلاب الأعراض.
    • تضليل الفحوصات (تلويث عينة بول أو العبث بالجروح لمنع التئامها).
    • إبداء استعداد وتحمس لإجراء اختبارات أو عمليات مؤلمة أو خطرة.

    لا يصدق معظم الأشخاص الذين لديهم هذه الأعراض أنهم مُصابون بالاضطراب المفتعل. ربما لا يكون الشخص المصاب مدركًا تمامًا للسبب الذي يجعله يستحث أعراض المرض؛ فالكثير من الأشخاص المصابين بالاضطراب المفتعل قد يعانون أيضًا من اضطرابات عقلية أخرى، خاصةً اضطرابات الشخصية واضطرابات الهوية.
    التشخيص


    إن تشخيص الاضطراب المفتعل صعب للغاية نظرًا لما يفتعله المُصاب من سلوكيات مضلِّلِة، لذا يعتمد الأطباء في التشخيص على غياب أي اضطراب نفسي آخر فيما تعرف هذه الطريقة بالتشخيص التفريقي Differential diagnosis. يتوجب على الأطباء أولًا استبعاد أية احتمالية لوجود أمراض جسدية أو عقلية لها علاقة بالأعراض الظاهرة عليه، ما يتطلب استخدام مجموعة متنوعة من الفحوصات والإجراءات قبل الشروع في التفكير في التشخيص بالاضطراب المفتعل.

    إذا لم يجد الطبيب علةً جسدية للأعراض الراهنة؛ يُحال الشخص إلى طبيب أو اختصاصي نفسي ممن تخصصوا في مجال الصحة العقلية وتدربوا على تشخيص وعلاج الأمراض العقلية. يطلع الأطباء والمختصون النفسيون على التاريخ الطبي المتاح للشخص كاملًا ويجرون فحوصات طبية معملية وتصويرية Imagery واختبارات نفسية لتقدير الحالة الجسدية والعقلية للشخص المُصاب ومتابعة سلوك المريض وتصرفاته.

    من الاضطرابات التي يجب التأكد من عدم وجودها هي الأخرى قبل التفكير بالتشخيص بالاضطراب المفتعل اضطرابان مُشابهان له وهما:
    • الاضطراب جسدي الشكل Somatic Symptom Disorder وفيه لا يدعي المريض أو يفتعل الأعراض، وفي نفس الوقت لا يمكن للأطباء تفسير سببها بشكل كامل من خلال الحالة الطبية العامة أو من خلال تأثير مادة ما، يختلف هذا الاضطراب عن الاضطراب المفتعل بكونه غير مرتبط باضطرابات نفسية أخرى بينما يرتبط الاضطراب المفتعل باضطرابات عقلية أخرى كما ذُكر بالأعلى.
    • الاضطراب التحويلي Conversion Disorder وفيه يعاني الشخص من آلام عسيرة وأعراض عصبية لا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بوجود سبب عضوي مؤكد. يُعتقد أن هذه الأعراض تنشأ بصفتها رد فعل على المواقف العصيبة أو نتيجة لمرض عقلي يعاني منه المريض بالفعل كالاكتئاب، أي أن الشخص المصاب بهذا الاضطراب لا يدعي الأعراض أو يفتعلها هو الآخر.
    علاج الاضطراب المفتعل


    تكمن الغاية الأساسية من العلاج في تغيير سلوك الشخص والحد من إساءة استهلاكه للموارد الطبية. في حالة الإصابة بالنوع المفروض على الآخرين، يكون الهدف الأهم هو ضمان سلامة وحماية الضحايا المجني عليهم أو من يُحتمل وقوعهم ضحية الشخص المُصاب، ما أن يتم هذا، يبدأ العمل على حل أية مشاكل نفسية يمكن أن تكون السبب وراء سلوك الشخص المُصاب.

    يُعد العلاج النفسي Psychotherapy أول الحلول، فيركز على تغيير طريقة تفكير وسلوك الشخص تجاه الاضطراب (علاج سلوكي إدراكي)، وربما يساعد العلاج الأسري في توعية أفراد العائلة بعدم تشجيع أو تدعيم سلوكيات الشخص المصاب بالاضطراب. لا توجد أي عقاقير بإمكانها معالجة الاضطراب المفتعل ولكن قد يُستخدم الدواء لعلاج اضطرابات أخرى متعلقة به مثل الاكتئاب أو القلق.
    المضاعفات


    يتعرض الأشخاص المصابون بالاضطراب المفتعل لخطورات صحية مرتبطة بإيذاء أنفسهم من خلال التسبب بظهور أعراض المرض، فضلًا عن ذلك، ربما يعانون من مشاكل صحية بسبب خضوعهم المتكرر لاختبارات خطرة أو إجراء فحوصات أو علاج له أضرار جانبية، وهم أكثر عرضة لتعاطي المخدرات ومحاولات الانتحار، وفي النوع المفروض على الآخرين قد يحدث استغلال للضحايا وقد يصل الأمر إلى وفاتهم.
    الوقاية من الاضطراب المفتعل


    حتى اليوم، لا توجد طريقة للوقاية من الاضطراب المفتعل. مع ذلك، قد يكون من المفيد البدء بعلاج المُصاب بمجرد أن تظهر عليه بوادر أعراض الاضطراب.


    التكهن بمستقبل المُصاب


    يعاني بعض المصابين بالاضطراب المفتعل مرة أو مرتين من نوبات الأعراض وبشكل موجز، غير أن الاضطراب المفتعل غالبًا ما يكون مرضًا مزمنًا يطول أجله وتتعسر معالجته.

    بالإضافة إلى أن الأشخاص المصابين به لا يسعون للعلاج أو المتابعة العلاجية والكثير منهم يرفضون الاعتراف بأنهم يدعون الأعراض أو يلحقون الأذى بأنفسهم، حتى لو ووجهوا بدليل موضوعي كشريط فيديو مثلًا، فإنهم غالبًا ما ينكرونه ويرفضون تلقي المساعدة تجاه الاضطراب؛ نظرًا لانخفاض الوعي بالذات لديهم.


    المصدر:.ibelieveinsci
يعمل...
X