الفارق العمري في العلاقة. يفوق عدد الرجال الذين يواعدون ويتزوجون نساءً أكبر منهم سنًا العدد الذي نظنه. نتذكر جميعًا ثنائيات هوليوود الشهيرة مثل ديمي مور وزوجها أشتون كوتشر الذي يصغرها بستة عشر عامًا، ولكن ربما يكون فارق السن هذا أكبر في العديد من العلاقات. هل استشعرت الحرج من قبل حينما سألت صديقك عن سن صديقته ليخبرك بأنها أكبر منه سنًا؟ إن كنت ممن يظنون أن الرجال الذين يرتبطون بنساء أكبر منهم قليلون فربما تحتاج إلى إعادة النظر بشأن هذه الرؤية.
لم تكن عشر سنوات -وهي الفارق العمري بينهما- عائقًا في طريق ارتباط المطربة شاكيرا ولاعب برشلونة الكتالوني جيرارد بيكيه الأصغر منها، قصة حب ألهمت الكثيرين وما زالت، ولكن الفارق يتجاوز هذا الرقم بشكل كبير في العديد من العلاقات الأخرى.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متزوج من امراة تكبره بأربعة وعشرين عامًا، فبينما كان ماكرون طالبًا ثانوي كانت بريجيت زوجته الحالية مدرِسةً في ذات المدرسة إذ التقوا آنذاك حين كان في الخامسة عشرة من عمره. بالطبع لم يرتبطا إلا عند بلوغه سن الرشد. عبر العديد من السنوات تعرض ماكرون وبريجيت لتمحيص جماهيري عام، ونالا ما قد نالاه من أحكام الناس، إنه أمر مستشرٍ في عصرنا هذا، وهما ليسا الوحيدين اللذين تعرضا لذلك.
رغم القوالب النمطية والأعراف التي تسيطر على المجتمعات، إلى جانب وصمة العار التي تنتظر كل من يقدم على هذا الأمر؛ فإن العلاقات التي تحوي فارقًا عمريًا بين امرأة أكبر ورجل أصغر سنًا ما زالت تنتشر بل وتثبت نجاحًا أيضًا، وتخبرنا الدراسات عن السبب.
نشر موقع Today.com مقالًا سرد فيه شرحًا مستفيضًا للعديد من الأسباب التي تجعل الشباب يقعون في عشق النساء الأكبر سنًا. شارك الرجال الذين أُجريَت معهم المقابلات بالأسباب التي تجعل من تلك النساء شريكات رائعات لهم، مثل كونهن «واثقات بأنفسن، ومتحدثات لبقات، ولا يضعن كل همهن فقط في تكوين أسرة».
يرى البعض منهم أن ذكاء تلك النساء قد زاد من مستوى الثقة بالنفس والاعتداد بالذات لديهن، أقر البعض الآخر بأن مثل أولئك النساء يمتلكن خبرةً أكبر في مواجهة الحياة، ومزيدًا من الاستقرار العاطفي، وقدرةً أرسخ على الوقوف بثبات في مواجهة الحياة اليومية، إلى جانب قدرتهن على إعطاء المشورة الصادقة، ولفت انتباه شركائهن إلى وجهات نظر مختلفة.
يدعى أحد هؤلاء الرجال الذين أُجريَت معهم المقابلات فريد، والذي تلى معاناته في الفترة التي قضاها مع إحدى الفتيات اليافعات محاولًا إجراء أي محادثات ذات معنى بدلًا من الرقص على أصوات الأغاني الصاخبة في الملاهي الليلية. الشكوى الخطيرة حقًا بشأن مواعدة هذا النوع الفتيات والتي أشار إليها فريد هو أنه يُحتَّم عليك التعامل مع السلوكيات غير الناضجة والألاعيب!
متى يكون الفارق كبيرًا؟
ازدواجية المعايير في نظرة المجتمع
عام 1984أجرت غلوريا كوان بجامعة كاليفورنيا دراسةً نشرتها مجلة Sex Roles، فحصت خلالها كيف يُنظر إلى العلاقات ذات الفارق العمري سواء كان الفارق لصالح الرجل أو المرأة. استعانت غلوريا بمشاركين من الذكور والإناث، مراهقين وراشدين، واستطلعت آراءهم حول النتائج المحتملة لنجاح العلاقات ذات الفارق العمري. أوضحت النتائج أن المشاركين من الجنسين رأوا أنه كلما اتسع فارق السن عن 18 عامًا لصالح المرأة قلت احتمالية نجاح العلاقة.
تبيَّن أيضًا أن آراء المشاركين في التجربة تأثرت بعاملين رئيسيين، وهما: جنس الطرف الأكبر، والفارق العمريّ؛ إذ تغير رأي المشاركين عن مدى نجاح العلاقة بتغير هذين العاملين. إن المثير للدهشة هو أن آراء المتطوعين الذكور لم تتغير حينما قيَّموا العلاقات ذات الفارق العمري المعتدل (7 سنوات) سواء كان هذا الفارق لصالح المرأة أو للرجل، على عكس المتطوعات الإناث اللائي أظهرن الكيل بمكيالين حينما حكمن على نفس النوع من العلاقات!
رسم بياني يوضح قيم متوسطات النتائج المحتملة للعلاقة حسب وجهة نظر المشاركين في التجربة من الذكور والإناث، المراهقين والراشدين في خمسة حالات/ أوضاع من العلاقات وهي من اليسار إلى اليمين:
حقوق الصورة لمجلة Sex Roles, Vol. 11, Nos. 1/2, 1984
لموقع link.springer.com
ربما تُفسر هذه النتائج ما قاله «فريد» حول كون مواعدة الفتيات اليافعات لم تخلق له العمق والنضج العاطفي اللذين كان يبحث عنهما، بل فضَّل مواعدة نساء يكبرنه بعشرة سنوات كاملة؛ موضحًا أنهن واثقات بأنفسهن وسويّات إلى جانب أن «الفتيات اليافعات لم يتحن له الفرصة للنضوج مثلما أتاحت النساء الأخريات الأكبر سنًا».
كيف تصطاد النساء الشباب الأصغر سنًا؟
علمنا أن عددًا من الرجال يميلون إلى إعجابهم بنساء أكبر منهم سنًا، السؤال هنا: كيف تنشأ علاقة كهذه؟ من الطرف البادئ؟ هل تقوم المرأة بالإغواء كما صورت لنا الأفلام السينمائية؟
هذا ما بحثت عنه ميلين ألاري الباحثة بمركز بحوث وخبرات علم الشيخوخة الاجتماعي بمونتريال في دراسة بعنوان «هم من يطاردون الفهدة وليس العكس». أظهرت فيها -وعلى عكس ما يُشاع- أن عددًا ضئيلًا جدًا من النساء يستخدمن الإغواء للفت انتباه الرجال الأصغر سنًا، بل تصبح النساء بعد فترة عمرية ما ساكنات -بشكل سلبي- منتظرات أن يُتغزَل بهن.
باستخدام بيانات جُمعَت من 55 مقابلةً أُجريَت مع نساء يواعدن رجالًا أصغر منهن، ترواحت أعمارهن بين 30 و60 عامًا، وجدت ميلين أنه من المرجح بدرجة أكبر أن دور النساء في بدء العلاقة تضاءل عندما تتجاوز المرأة سن الأربعين، مقارنةً بنظيراتها اللائي كُنَّ في الثلاثينيات من عمرهن.
ترى ميلين أن قدرة ورغبة الأنثى على إجراء ما يُطلق عليه “Gender Script Renegotiation”، والمسؤول عن حث الأشخاص للسعي لإنشاء العلاقات، يضمحل لدى الإناث بمرور الزمن بسبب «ثقافة المجتمع والأعراف التقليدية» فبعض المجتمعات تعتبر اهتمام المرأة بمظهرها وسعيها نحو العلاقات مع الرجال الأصغر في هذا السن أمرًا مشينًا، بل ويُطلقون على مثل هذه المرأة «امرأةً متصابية» بمثابة نوع من أنواع الاستنكار لهذا السعي!
الحب الحقيقي لا عمر له
حاول كلٌ من براين كوليسون ولوسيانا دي ليون الوقوف على أسباب انتشار ظاهرة العلاقات ذات الفارق العمري المتسع في دراسة أجرياها عام 2018 لتفسير تلك الظاهرة التي تناقض ما تقوله نظرية التطور، إن الإناث يفضلن الرجال الأكبر منهن بعض الشيء والعكس صحيح؛ وذلك لتحقيق أقصى لياقة تناسلية reproductive fitness، وسعيًا لتحصيل الموارد.
توصل الباحثان من خلال الدراسة إلى أن مثل هذه العلاقات غير المألوفة -خاصةً عندما تكون المرأة هي الأكبر- يُنظر إليها من بعيد بأنها شذوذ عن القاعدة المُطبقة في العلاقات النمطية المعتادة، أما في الواقع، وعند إلقاء نظرة عن كثب يتضح أن بعض الرجال يختارون امرأةً أكبر سنًا لوجود إحساس بمزيد من «التكافؤ في العلاقة». مثل هذه العلاقات أكثر شيوعًا مما يظن الناس، بل وأكثر نجاحًا أيضًا.
المصدر:.ibelieveinsci
لم تكن عشر سنوات -وهي الفارق العمري بينهما- عائقًا في طريق ارتباط المطربة شاكيرا ولاعب برشلونة الكتالوني جيرارد بيكيه الأصغر منها، قصة حب ألهمت الكثيرين وما زالت، ولكن الفارق يتجاوز هذا الرقم بشكل كبير في العديد من العلاقات الأخرى.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متزوج من امراة تكبره بأربعة وعشرين عامًا، فبينما كان ماكرون طالبًا ثانوي كانت بريجيت زوجته الحالية مدرِسةً في ذات المدرسة إذ التقوا آنذاك حين كان في الخامسة عشرة من عمره. بالطبع لم يرتبطا إلا عند بلوغه سن الرشد. عبر العديد من السنوات تعرض ماكرون وبريجيت لتمحيص جماهيري عام، ونالا ما قد نالاه من أحكام الناس، إنه أمر مستشرٍ في عصرنا هذا، وهما ليسا الوحيدين اللذين تعرضا لذلك.
رغم القوالب النمطية والأعراف التي تسيطر على المجتمعات، إلى جانب وصمة العار التي تنتظر كل من يقدم على هذا الأمر؛ فإن العلاقات التي تحوي فارقًا عمريًا بين امرأة أكبر ورجل أصغر سنًا ما زالت تنتشر بل وتثبت نجاحًا أيضًا، وتخبرنا الدراسات عن السبب.
نشر موقع Today.com مقالًا سرد فيه شرحًا مستفيضًا للعديد من الأسباب التي تجعل الشباب يقعون في عشق النساء الأكبر سنًا. شارك الرجال الذين أُجريَت معهم المقابلات بالأسباب التي تجعل من تلك النساء شريكات رائعات لهم، مثل كونهن «واثقات بأنفسن، ومتحدثات لبقات، ولا يضعن كل همهن فقط في تكوين أسرة».
يرى البعض منهم أن ذكاء تلك النساء قد زاد من مستوى الثقة بالنفس والاعتداد بالذات لديهن، أقر البعض الآخر بأن مثل أولئك النساء يمتلكن خبرةً أكبر في مواجهة الحياة، ومزيدًا من الاستقرار العاطفي، وقدرةً أرسخ على الوقوف بثبات في مواجهة الحياة اليومية، إلى جانب قدرتهن على إعطاء المشورة الصادقة، ولفت انتباه شركائهن إلى وجهات نظر مختلفة.
يدعى أحد هؤلاء الرجال الذين أُجريَت معهم المقابلات فريد، والذي تلى معاناته في الفترة التي قضاها مع إحدى الفتيات اليافعات محاولًا إجراء أي محادثات ذات معنى بدلًا من الرقص على أصوات الأغاني الصاخبة في الملاهي الليلية. الشكوى الخطيرة حقًا بشأن مواعدة هذا النوع الفتيات والتي أشار إليها فريد هو أنه يُحتَّم عليك التعامل مع السلوكيات غير الناضجة والألاعيب!
متى يكون الفارق كبيرًا؟
ازدواجية المعايير في نظرة المجتمع
عام 1984أجرت غلوريا كوان بجامعة كاليفورنيا دراسةً نشرتها مجلة Sex Roles، فحصت خلالها كيف يُنظر إلى العلاقات ذات الفارق العمري سواء كان الفارق لصالح الرجل أو المرأة. استعانت غلوريا بمشاركين من الذكور والإناث، مراهقين وراشدين، واستطلعت آراءهم حول النتائج المحتملة لنجاح العلاقات ذات الفارق العمري. أوضحت النتائج أن المشاركين من الجنسين رأوا أنه كلما اتسع فارق السن عن 18 عامًا لصالح المرأة قلت احتمالية نجاح العلاقة.
تبيَّن أيضًا أن آراء المشاركين في التجربة تأثرت بعاملين رئيسيين، وهما: جنس الطرف الأكبر، والفارق العمريّ؛ إذ تغير رأي المشاركين عن مدى نجاح العلاقة بتغير هذين العاملين. إن المثير للدهشة هو أن آراء المتطوعين الذكور لم تتغير حينما قيَّموا العلاقات ذات الفارق العمري المعتدل (7 سنوات) سواء كان هذا الفارق لصالح المرأة أو للرجل، على عكس المتطوعات الإناث اللائي أظهرن الكيل بمكيالين حينما حكمن على نفس النوع من العلاقات!
رسم بياني يوضح قيم متوسطات النتائج المحتملة للعلاقة حسب وجهة نظر المشاركين في التجربة من الذكور والإناث، المراهقين والراشدين في خمسة حالات/ أوضاع من العلاقات وهي من اليسار إلى اليمين:
- الطرفان من نفس العمر (32 عامًا)
- رجل بعمر 36 عامًا مع إمرأة بعمر 29 عامًا (الرجل أكبر بفارق 7 سنوات)
- رجل بعمر 40 عامًا مع إمرأة بعمر 22 عامًا (الرجل أكبر بفارق 18 عامًا)
- امرأة بعمر 36 عامًا مع رجل بعمر 29 عامًا (المرأة أكبر بفارق 7 سنوات)
- امرأة بعمر 40 عامًا مع رجل بعمر 22 عامًا (المرأة أكبر بفارق 18 عامًا)
حقوق الصورة لمجلة Sex Roles, Vol. 11, Nos. 1/2, 1984
لموقع link.springer.com
ربما تُفسر هذه النتائج ما قاله «فريد» حول كون مواعدة الفتيات اليافعات لم تخلق له العمق والنضج العاطفي اللذين كان يبحث عنهما، بل فضَّل مواعدة نساء يكبرنه بعشرة سنوات كاملة؛ موضحًا أنهن واثقات بأنفسهن وسويّات إلى جانب أن «الفتيات اليافعات لم يتحن له الفرصة للنضوج مثلما أتاحت النساء الأخريات الأكبر سنًا».
كيف تصطاد النساء الشباب الأصغر سنًا؟
علمنا أن عددًا من الرجال يميلون إلى إعجابهم بنساء أكبر منهم سنًا، السؤال هنا: كيف تنشأ علاقة كهذه؟ من الطرف البادئ؟ هل تقوم المرأة بالإغواء كما صورت لنا الأفلام السينمائية؟
هذا ما بحثت عنه ميلين ألاري الباحثة بمركز بحوث وخبرات علم الشيخوخة الاجتماعي بمونتريال في دراسة بعنوان «هم من يطاردون الفهدة وليس العكس». أظهرت فيها -وعلى عكس ما يُشاع- أن عددًا ضئيلًا جدًا من النساء يستخدمن الإغواء للفت انتباه الرجال الأصغر سنًا، بل تصبح النساء بعد فترة عمرية ما ساكنات -بشكل سلبي- منتظرات أن يُتغزَل بهن.
باستخدام بيانات جُمعَت من 55 مقابلةً أُجريَت مع نساء يواعدن رجالًا أصغر منهن، ترواحت أعمارهن بين 30 و60 عامًا، وجدت ميلين أنه من المرجح بدرجة أكبر أن دور النساء في بدء العلاقة تضاءل عندما تتجاوز المرأة سن الأربعين، مقارنةً بنظيراتها اللائي كُنَّ في الثلاثينيات من عمرهن.
ترى ميلين أن قدرة ورغبة الأنثى على إجراء ما يُطلق عليه “Gender Script Renegotiation”، والمسؤول عن حث الأشخاص للسعي لإنشاء العلاقات، يضمحل لدى الإناث بمرور الزمن بسبب «ثقافة المجتمع والأعراف التقليدية» فبعض المجتمعات تعتبر اهتمام المرأة بمظهرها وسعيها نحو العلاقات مع الرجال الأصغر في هذا السن أمرًا مشينًا، بل ويُطلقون على مثل هذه المرأة «امرأةً متصابية» بمثابة نوع من أنواع الاستنكار لهذا السعي!
الحب الحقيقي لا عمر له
حاول كلٌ من براين كوليسون ولوسيانا دي ليون الوقوف على أسباب انتشار ظاهرة العلاقات ذات الفارق العمري المتسع في دراسة أجرياها عام 2018 لتفسير تلك الظاهرة التي تناقض ما تقوله نظرية التطور، إن الإناث يفضلن الرجال الأكبر منهن بعض الشيء والعكس صحيح؛ وذلك لتحقيق أقصى لياقة تناسلية reproductive fitness، وسعيًا لتحصيل الموارد.
توصل الباحثان من خلال الدراسة إلى أن مثل هذه العلاقات غير المألوفة -خاصةً عندما تكون المرأة هي الأكبر- يُنظر إليها من بعيد بأنها شذوذ عن القاعدة المُطبقة في العلاقات النمطية المعتادة، أما في الواقع، وعند إلقاء نظرة عن كثب يتضح أن بعض الرجال يختارون امرأةً أكبر سنًا لوجود إحساس بمزيد من «التكافؤ في العلاقة». مثل هذه العلاقات أكثر شيوعًا مما يظن الناس، بل وأكثر نجاحًا أيضًا.
المصدر:.ibelieveinsci