متلازمة هافانا Havana syndrome

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • متلازمة هافانا Havana syndrome

    قصص طبية غريبة: ما هي متلازمة هافانا ؟ سنغوص دون تردد في عالم التجسس الغامض وأسلحة الطاقة والهيستيريا الجماعية المحتملة، لأن هذه الدراسة، التي ظهرت في مجلة الجمعية الأمريكية الطبية JAMA، ستستحضر واحدةً من أغرب القصص الطبية خلال خمسة الأعوام الفائتة.




    تعرف هذه الحالة بالعامية باسم متلازمة هافانا Havana syndrome. في أواخر عام 2016، بدأ دبلوماسيون أميركيون في كوبا باختبار مجموعة أعراض غريبة. بدأت هذه الأعراض بشكل مفاجئ بضغط في الأذنين، وكانت في بعض الأحيان متعلقة بالأصوات ذات النبرة المرتفعة.

    كان ذلك مربكًا، وفي بعض الحالات مؤلمًا. تتضمن عوارض متلازمة هافانا الصداع والغثيان ومشاكل في الرؤية ومشية غير مستقرة وتساقط الشعر. بعض الأفراد ما زالوا يعانون من هذه الأعراض حتى الآن.

    هل كان ذلك سلاحًا جديدًا بالموجات المكروية؟ حزم طاقة موجهة؟ جهازًا صوتيًا؟

    أظهر التحليل لاحقًا أن هذا الصوت الحاد هو في الحقيقة صوت أحد أنواع الصراصير المحلية في كوبا. ما دفع البعض إلى الاعتقاد أن ذلك لم يكن هجومًا قط، بل كان مرضًا جماعيًا نفسي المنشأ نتاج التفكير المستمر في الحرب الباردة في بيئة من الإرهاق الشديد.




    بغض النظر عن السبب، قلصت الولايات المتحدة تدريجيًا الدور الدبلوماسي في هافانا في أيلول/سبتمبر 2017. صرح الرئيس ترامب في تشرين الأول/أكتوبر من ذلك العام: «أنا أومن أن كوبا المسؤولة، أنا مؤمن بذلك».

    نشرت مجلة الجمعية الأمريكية الطبية في آذار/مارس 2018 دراسةً ثانيةً بالنظر إلى صور الرنين المغناطيسي MRI لواحد وعشرين مصابًا بهذه المتلازمة. كانت النتائج غير جازمة إلى حد ما، شوهدت بعض التغيرات الطفيفة في شبكات الدماغ لكن دون شذوذات هيكلية كبيرة.



    أعطتنا الدراسة الجديدة تصويرًا أدق للدماغ من الذي كان بحوزتنا سابقًا، ورفعت الرهان عبر مقارنة الأفراد المتأثرين مع شواهد مماثلة لهم. حدد الباحثون أربعين مصابًا بمتلازمة هافانا وقارنوهم مع 48 شاهدًا سليمًا.




    خضع جميع المشاركين لتصوير تقليدي هيكلي والتصوير بالانتشار والتصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي fMRI. إحصائيًا، شوهدت اختلافات هامة بين المرضى والشهود في مجالات متعددة.

    امتلك المرضى كمية أقل من المادة البيضاء في أدمغتهم مقارنةً بالسليمين، لكن دون وجود فروقات في المادة الرمادية. كان لديهم كمية أكبر من المادة البيضاء في الألياف الإسقاطية projection fibers ولكن كمية أقل في الألياف الترابطية association fibers. أظهر تصوير الرنين المغناطيسي الوظيفي نقصًا في الشبكات الفرعية السمعية والبصرية، لكن ليس في الوظيفة التنفيذية لهذه الشبكات.

    في المخيخ -الذي دُرِس بشكل خاص بسبب مجموعة الأعراض التي غالبًا ما تتضمن الدوار- كان هناك انخفاض في معدل الانتشار في الدودة المخيخية ومعدل تباين أعلى.

    سألنا المؤلفة الرئيسية د. راجيني فيرما Dr Ragini Verma عن هذه النتائج، ما الذي نستنتجه من ذلك؟




    إحدى النتائج هي أننا نرى عقابيل عصبية واضحة لشيء ما. ربما يكون سلاحًا، أو ربما فيروسًا غير معروف بعد. لكن هذا ليس التفسير الوحيد. نحن لا نملك مسوحًا سابقة لهؤلاء الدبلوماسيين، لذلك لا نستطيع مقارنة الموجودات في أدمغتهم قبل وبعد مهمتهم في كوبا. قارنهم الدارسون مع شواهد مماثلة، لكن من الصعب الحصول على تماثل جيد.

    حاولوا إيجاد أفراد حاصلين على درجات جامعية ووظائف تتطلب تعدد المهام، لكن مهمة الدبلوماسيين في دولة مثل كوبا قد تضع ضغوطًا فريدة على هؤلاء الأشخاص، مستقلةً عن أية أسلحة سرية. إذا كنا نختار مجموعة الشواهد، فيُفضل إجراء المسح على الدبلوماسيين غير المتأثرين في كوبا ودراسة كيف تظهر أدمغتهم.

    لنكن صريحين، لسنا واثقين مما يحدث هنا، لكن من الواضح أن الدبلوماسيين يعانون، ومن الجيد رؤية الباحثين يحاولون تحديد السبب.


    المصدر:.ibelieveinsci
يعمل...
X