أبو مسلم الخراساني
عندما توفي النبي الله ، كان واحداً من أعمامه ما زال حياً ، وهو العباس بن عبد المطلب ، وكان العباس مع ابن أخيه علي بن أبي طالب أبرز شخصيات آل الذي وكان أقدم اسلاماً من العباس ، وألصق بالنبي ، فقد أسلم العباس يوم فتح مكة ، وكان قبل ذلك معارضاً للاسلام لأسباب كان على رأسها وضعه المالي ، حيث حدد انتماءه الطبقي وبالتالي موقفه السياسي ، فقد كان من أثرياء مكة ، لذلك كان حليفاً لأبي سفيان وخصماً مثله لابن أخيه النبي بالا ، حتى هزما فأسلما معا في مناسبة واحدة الله
وبعد الاسلام استقر العباس في المدينة وأخذ ينافس ابن أخيه علي على المكانة ، انما بشكل حذر خفي ، لكن بعد وفاة النبي ، بان الخفاء وظهر الخلاف بينهما فاحتكما الى أبي بكر ثم عمر
وبعد وفاة العباس خلفه ابنه عبد في المكانة ، ولم ينافس عبد الله ابن عمه ، بل نجده عندما تسلم علي بن أبي طالب الخلافة يلتحق بخدمته ويسير بركبه أينما توجه ، وبعد معركة صفين وعودة علي الى العراق واستقراره في الكوفة أوكل أمور البصرة الى ابن عباس ، وعندما وضح أن الوضع السياسي في الكوفة أخذ يزداد انهياراً ، قام خلاف بين
علي وبين ابن عباس ، فجمع ابن عباس ماكان في بيت مال البصرة ، من ملايين الدراهم ، وحمل ذلك كله وتوجه به الى مكة ، حيث عاش حياة كلها ترف
وعبثاً حاول علي استرداد المال ، وتوفي علي وانتزع معاوية الخلافة لنفسه ، فلم يتعرض لابن عباس بسوء ، ولم يتورط ابن عباس بدوره بأي نشاط سياسي بارز لاضد معاوية ولا في عهد ابنه يزيد من بعده . وقبيل وفاة يزيد أعلن عبد الله بن الزبير الثورة في مكة ، وبعد وفاة يزيد نادى بنفسه خليفة على المسلمين ، ونظراً لما آلت اليه أمور الخلافة الأموية في الشام نجح ابن الزبير في مد سلطانه الى كثير من مناطق الدولة العربية .
، ابن الزبير ، واضطر ابن عباس الى ترك مكة الى الطائف ، ومنها تراسل مع عبد الملك بن مروان الذي نشط آنئذ في سبيل اعادة بناء الدولة الأموية ، وكان من نتائج هذه الاتصالات أن نصح ابن عباس ابنه عليا بالتوجه الى الشام والسكنى هناك ونفذ علي وصية أبيه ، فاستقر في جنوب الشام قرب البحر الميت في قرية عرفت باسم الحميمة قامت على الطريق الذي كان يسلكه الحجيج من الشام الى الحجاز .
وفي مكة قام نزاع بين ابن عباس ، الذي كان قد كف بصره وبين
خلفاء بني وفي الشام تقرب علي بن عبد الله بن عباس من أمية ، ومن الشام أخذ أبناء العباس يتطلعون الى السلطة ، وهنا تختلف الآراء والاخبار حول كيفية حدوث ذلك . فهناك من يروي بأنه بعد أن أخفقت ثورة المختار بن أبي عبيد الثقفي الهادف آلت زعامة الجزء الأكبر في حزب الكيسانية الشيعي الى أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفيه، حيث أعاد تنظيم هذا الحزب ، وأخذ بالعمل السري لكن الخلافة الأموية شعرت بالأمر ، فاستدعى الخليفة سليمان بن عبد الله أبا هاشم اليه ، وحقق معه ، ، ثم أوعز بدس السم له عند مغادرته دمشق الى الحجاز .
وفي الطريق شعر أبو هاشم بدنو أجله ، وكان لا يملك ولداً خاصاً ، لذلك عرج في طريقه على الحميمة ونزل عند آل العباس، وهناك توفي ، لكن قبل وفاته كشف سر دعوته وعين محمداً بن علي بن به من صليه عبد الله بن عباس اماما
من بعده . وأخذ صاحب الدعوة الجديدة يعمل من الحميمة بحذر وحيطة حتى توفي سنة ١٢٦ هـ وخلفه من بعده ابنه ابراهيم الذي عرف بالامام ، فشهدت الدعوة على يديه بداية مرحلة جديدة وحاسمة ، حيث انتقلت من السرية الى العلنية
أنه بعدما وإذا كان هو المشهور لدى غالبية الرواة ، فهناك من يرى أسقط العرب الامبراطورية الساسانية ، وأخذوا في التوسع شرقاً ، اضطروا لأسباب متعددة ابقاء نظام الادارة والجباية الساساني على حاله ، وكان النظام الساساني قائماً على اقطاعيات الفرسان ، وكانت القرى والرساتيق تدار وتحيى الضرائب منها ، من قبل زعماء عرفوا بالدهاقين - مفردهم دهقان
وحافظ المسلمون على جماعة الدهاقين ، وبعد أمد قصير مضى على سقوط الحكم الساساني ، أخذ غالبية الدهاقين بالدخول بالاسلام ، لأن المصلحة اقتضت ذلك ، وتورط بعض الدهاقين في بعض الثورات
والحركات التي عارضت المسلمين ، أو الدولة الأموية والتي قضي عليها جميعاً ونتيجة لذلك أخذ بعض الدهاقين في اعداد تنظيم سري بهدف الاطاحة بالحكم الأموي ، وحيث وجدت القناعة باستحالة اعادة الح الحكم الساساني تقرر ايجاد أسرة زعامة عربية قرشية ، ولم يكن أمام الدهاقين سوى اختيار أحد أفراد أسرة علي بن أبي طالب أو أبناء العباس ، وكان غالبية العلويين متورط في حركات خاصة ، وله عقائده وتنظيماته الموروثة والمرصودة من قبل السلطات الأموية ، لذلك اختار تنظيم الدهاقين أحد أفراد الأسرة العباسية ، لابعاد الشبهات ، ولأنهم أرادوا أسرة الزعامة ان تملك دون ان تحكم وهكذا قام الاتصال بين التنظيم والأسرة العباسية وضم اثني نقياً الدعاة بلغ السبعين ، التنظيم أو داعي الدعاة ، وأخذ هؤلاء بالدعوة الى الرضا من آل محمد ، وعرفت دعوتهم بالهاشمية ، نسبة الى هاشم الجد الأعلى للنبي وآله من علويين وعباسيين هذا التنظيم عشر وجههم جميعاً قائد عدد مع من
هذه في ونشط الدعاة في خراسان، وهي بلاد شاسعة ، نائية عن دمشق منها ما كان في السابق تحت الحكم الساساني ، ومنها ما افتتحه العرب حديثاً ، وكان الاسلام قد بدأ ينتشر في خراسان ، كما عاش البلاد أعداد لا بأس بها من الجند العرب الموالمين والمعادين للحكم الأموي، وكان سكان خراسان لهم أصول عرقية وحضارية ودينية متباينة ، لهذا سهل عمل الدعاة الهاشميين فيها ، وكان هم هؤلاء الدعاة تجميع القوى الساخطة على الحكم الأموي حتى وان تباينت في الأهداف والمواريــــث والعقائد
عندما توفي النبي الله ، كان واحداً من أعمامه ما زال حياً ، وهو العباس بن عبد المطلب ، وكان العباس مع ابن أخيه علي بن أبي طالب أبرز شخصيات آل الذي وكان أقدم اسلاماً من العباس ، وألصق بالنبي ، فقد أسلم العباس يوم فتح مكة ، وكان قبل ذلك معارضاً للاسلام لأسباب كان على رأسها وضعه المالي ، حيث حدد انتماءه الطبقي وبالتالي موقفه السياسي ، فقد كان من أثرياء مكة ، لذلك كان حليفاً لأبي سفيان وخصماً مثله لابن أخيه النبي بالا ، حتى هزما فأسلما معا في مناسبة واحدة الله
وبعد الاسلام استقر العباس في المدينة وأخذ ينافس ابن أخيه علي على المكانة ، انما بشكل حذر خفي ، لكن بعد وفاة النبي ، بان الخفاء وظهر الخلاف بينهما فاحتكما الى أبي بكر ثم عمر
وبعد وفاة العباس خلفه ابنه عبد في المكانة ، ولم ينافس عبد الله ابن عمه ، بل نجده عندما تسلم علي بن أبي طالب الخلافة يلتحق بخدمته ويسير بركبه أينما توجه ، وبعد معركة صفين وعودة علي الى العراق واستقراره في الكوفة أوكل أمور البصرة الى ابن عباس ، وعندما وضح أن الوضع السياسي في الكوفة أخذ يزداد انهياراً ، قام خلاف بين
علي وبين ابن عباس ، فجمع ابن عباس ماكان في بيت مال البصرة ، من ملايين الدراهم ، وحمل ذلك كله وتوجه به الى مكة ، حيث عاش حياة كلها ترف
وعبثاً حاول علي استرداد المال ، وتوفي علي وانتزع معاوية الخلافة لنفسه ، فلم يتعرض لابن عباس بسوء ، ولم يتورط ابن عباس بدوره بأي نشاط سياسي بارز لاضد معاوية ولا في عهد ابنه يزيد من بعده . وقبيل وفاة يزيد أعلن عبد الله بن الزبير الثورة في مكة ، وبعد وفاة يزيد نادى بنفسه خليفة على المسلمين ، ونظراً لما آلت اليه أمور الخلافة الأموية في الشام نجح ابن الزبير في مد سلطانه الى كثير من مناطق الدولة العربية .
، ابن الزبير ، واضطر ابن عباس الى ترك مكة الى الطائف ، ومنها تراسل مع عبد الملك بن مروان الذي نشط آنئذ في سبيل اعادة بناء الدولة الأموية ، وكان من نتائج هذه الاتصالات أن نصح ابن عباس ابنه عليا بالتوجه الى الشام والسكنى هناك ونفذ علي وصية أبيه ، فاستقر في جنوب الشام قرب البحر الميت في قرية عرفت باسم الحميمة قامت على الطريق الذي كان يسلكه الحجيج من الشام الى الحجاز .
وفي مكة قام نزاع بين ابن عباس ، الذي كان قد كف بصره وبين
خلفاء بني وفي الشام تقرب علي بن عبد الله بن عباس من أمية ، ومن الشام أخذ أبناء العباس يتطلعون الى السلطة ، وهنا تختلف الآراء والاخبار حول كيفية حدوث ذلك . فهناك من يروي بأنه بعد أن أخفقت ثورة المختار بن أبي عبيد الثقفي الهادف آلت زعامة الجزء الأكبر في حزب الكيسانية الشيعي الى أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفيه، حيث أعاد تنظيم هذا الحزب ، وأخذ بالعمل السري لكن الخلافة الأموية شعرت بالأمر ، فاستدعى الخليفة سليمان بن عبد الله أبا هاشم اليه ، وحقق معه ، ، ثم أوعز بدس السم له عند مغادرته دمشق الى الحجاز .
وفي الطريق شعر أبو هاشم بدنو أجله ، وكان لا يملك ولداً خاصاً ، لذلك عرج في طريقه على الحميمة ونزل عند آل العباس، وهناك توفي ، لكن قبل وفاته كشف سر دعوته وعين محمداً بن علي بن به من صليه عبد الله بن عباس اماما
من بعده . وأخذ صاحب الدعوة الجديدة يعمل من الحميمة بحذر وحيطة حتى توفي سنة ١٢٦ هـ وخلفه من بعده ابنه ابراهيم الذي عرف بالامام ، فشهدت الدعوة على يديه بداية مرحلة جديدة وحاسمة ، حيث انتقلت من السرية الى العلنية
أنه بعدما وإذا كان هو المشهور لدى غالبية الرواة ، فهناك من يرى أسقط العرب الامبراطورية الساسانية ، وأخذوا في التوسع شرقاً ، اضطروا لأسباب متعددة ابقاء نظام الادارة والجباية الساساني على حاله ، وكان النظام الساساني قائماً على اقطاعيات الفرسان ، وكانت القرى والرساتيق تدار وتحيى الضرائب منها ، من قبل زعماء عرفوا بالدهاقين - مفردهم دهقان
وحافظ المسلمون على جماعة الدهاقين ، وبعد أمد قصير مضى على سقوط الحكم الساساني ، أخذ غالبية الدهاقين بالدخول بالاسلام ، لأن المصلحة اقتضت ذلك ، وتورط بعض الدهاقين في بعض الثورات
والحركات التي عارضت المسلمين ، أو الدولة الأموية والتي قضي عليها جميعاً ونتيجة لذلك أخذ بعض الدهاقين في اعداد تنظيم سري بهدف الاطاحة بالحكم الأموي ، وحيث وجدت القناعة باستحالة اعادة الح الحكم الساساني تقرر ايجاد أسرة زعامة عربية قرشية ، ولم يكن أمام الدهاقين سوى اختيار أحد أفراد أسرة علي بن أبي طالب أو أبناء العباس ، وكان غالبية العلويين متورط في حركات خاصة ، وله عقائده وتنظيماته الموروثة والمرصودة من قبل السلطات الأموية ، لذلك اختار تنظيم الدهاقين أحد أفراد الأسرة العباسية ، لابعاد الشبهات ، ولأنهم أرادوا أسرة الزعامة ان تملك دون ان تحكم وهكذا قام الاتصال بين التنظيم والأسرة العباسية وضم اثني نقياً الدعاة بلغ السبعين ، التنظيم أو داعي الدعاة ، وأخذ هؤلاء بالدعوة الى الرضا من آل محمد ، وعرفت دعوتهم بالهاشمية ، نسبة الى هاشم الجد الأعلى للنبي وآله من علويين وعباسيين هذا التنظيم عشر وجههم جميعاً قائد عدد مع من
هذه في ونشط الدعاة في خراسان، وهي بلاد شاسعة ، نائية عن دمشق منها ما كان في السابق تحت الحكم الساساني ، ومنها ما افتتحه العرب حديثاً ، وكان الاسلام قد بدأ ينتشر في خراسان ، كما عاش البلاد أعداد لا بأس بها من الجند العرب الموالمين والمعادين للحكم الأموي، وكان سكان خراسان لهم أصول عرقية وحضارية ودينية متباينة ، لهذا سهل عمل الدعاة الهاشميين فيها ، وكان هم هؤلاء الدعاة تجميع القوى الساخطة على الحكم الأموي حتى وان تباينت في الأهداف والمواريــــث والعقائد
تعليق