تويت
هوى أفلام الرسوم المتحركة التي تنتجها شركة ديزني، يظل لفيلم التحريك الطويل «فانتازيا» - إنتاج عام 1940 - مكانة خاصة في قلبي؛ فأذكر مشاهدته حين كنت صغيرة في العمر، وما زلت استدعي مقطوعاته جيدًا. فكان بعضها مبهجًا حين ظهر ميكي ماوس مرتديًّا زي ساحر، أو مضحك حين أدى فرس النهر رقصة باليه، أو مخيف مع ظهور مخلوقات مخيفة وسحرة. إلا أن هناك مقطوعة فريدة جذبت اهتمام الجميع لتبقى محفورة في أذهان كثيرين طوال العمر؛ حيث تناولت تاريخ نشأة كوكب الأرض وعرض لفترة صعود الديناصورات وسقوطها، وتُعرف تلك المقطوعة باسم «طقوس الربيع».
بدأت فكرة فيلم «فانتازيا» عام 1937، عندما ناقش والت ديزني مع ليوبولد ستوكوسكي، وهو أحد أبرز القادة الموسيقيين في أوائل القرن العشرين، فكرة فيلم موسيقي قصير كان يعمل عليها؛ فتطورت الفكرة لتصبح فيلم تحريك طويل على ألحان أعمال الموسيقى الكلاسيكية. قضى الاثنان شهورًا عملا خلالها على اختيار مقطوعات كلاسيكية وزعها ستوكوسكي وسجلها مع فرقته الأوركسترالية؛ وقام ديزني ورفاقه الفنانين بالتعبير عنها بالرسم.
في فيلمه، اختار ديزني عرض إحدى النظريات العلمية الناشئة في ذلك الحين عن نشأة كوكب الأرض على الشاشة، وذلك على ألحان باليه «طقوس الربيع» لإيجور سترافينسكي، والتي تعد من الأعمال الثورية الرائعة. وعوضًا عن تقديم موسيقى سترافينسكي في صورة سلسلة بسيطة من الرقصات، صورها ديزني استعراضًا يصور العالم ما قبل التاريخ. فمزج العلم والفن في ذلك المقطع الذي وصفه كثيرين بـ«خيال يستند إلى حقائق»؛ حيث كان البحث والدقة أهم مكونات المقطوعة.
قدم المقطوعة ديمز تايلور، وهو ملحن أميركي ومروِّج للموسيقى الكلاسيكية وبمثابة المضيف الرسمي للفيلم، قائلًا: «كَتَبَ العلم، لا الفن، سيناريو تلك المشاهد». والقصة التي عرضتها المقطوعة، كما وصفها تايلور «ليست نتاج خيال بشري، بل نسخ دقيق لما اعتقد العلم حدوثه قديمًا في مليارات السنين القليلة الأولى من نشأة هذا الكوكب».
يبدأ مقطع «طقوس الربيع»، وهو أطول مقاطع فيلم «فانتازيا»، بالنشأة المبكرة للأرض، قبل ظهور أية حياة عليها. ويقول تايلور في مقدمته للمقطوعة «والآن، تخيلوا أنفسكم في الفضاء، منذ مليارات ومليارات السنين، تنظرون إلى ذلك الكوكب الصغير الوحيد والمعذب، الذي يدور في بحر من عدم».
وبعد عرض مشهد لمجرة درب التبانة من بعيد، برع فنانو شركة ديزني في رسم لوحة لم تلتقطها أية صورة بعد؛ وهي مشهد لكوكب الأرض كما يُرى من الفضاء الخارجي. ثم يتبع المشهد نظرة أقرب إلى كوكب الأرض؛ فيبدو حارًا وبركانيًّا. وتكمن براعة أغلب أعمال رسوم التحريك في ذلك المقطع في مشاهد اندلاع البراكين، وغليان الحمم البركانية وتدفقها على سطح الأرض، والنشأة التدريجية للبحار والحياة أحادية الخلية بداخلها.
وفقًا للعلم، كانت أولى أشكال الحياة كائنات وحيدة الخلية، نشأت تحت البحر؛ وبعد ذلك، ظهرت هناك جميع أنواع المخلوقات البحرية. وبعد مليارات السنين، زحفت سمكة طموحة حتى وصلت إلى الأرض، مما أدى إلى نشأة الحياة الحيوانية وظهور الديناصورات. 
ولتصوير السكان الأوليين للكوكب، استشار ديزني أخصائيين، ونصح الفنانين ألا تبدو شخصياتها في رسومهم حيوانات لطيفة، بل جعلها أقرب للواقع. وتبعًا لذلك، جلب إلى الأستوديو حيوان الإجوانا الزاحف الأليف وصغير تمساح لإلهام الفنانين. فكانت فكرة الصراع على الحياة هي الفكرة المسيطرة على المقطع؛ حيث جسد الفنانين معركة شرسة بين التيرانوصور والستيجوصورس.
ينتهي المقطع بجفاف شديد، وزلازل قوية، وفيضانات تمحي كل شيء. وبفضل عرض تلك الاكتشافات العلمية الرائدة على الشاشة، اتجه ملايين من الأطفال إلى عشق الديناصورات، وصاروا فيما بعد أخصائيين عظماء في علوم الأحياء التطورية.
شخصيًّا، أعشق فيلم «فانتازيا» ككل، وأوصي الجميع بمشاهدته، وخاصة عشاق أفلام التحريك والموسيقى. وأود أن أذكركم بأنه لم يتم إنتاج أي من مشاهد الفيلم بواسطة الكمبيوتر؛ فجميعها رسوم يدوية تمت قبل تطبيق أي من تقنيات الرسوم المتحركة بواسطة الكمبيوتر، وكذلك الموسيقى عزفتها في أداء حي أوركسترا حقيقة. يعد الفيلم حقًا عمل سابق لوقت إنتاجه؛ فإن أردت الحكم على الفيلم، عليك التفكير مستخدمًا معايير أربعينيات القرن الماضي لا معاييرنا الحالية.
بدأت فكرة فيلم «فانتازيا» عام 1937، عندما ناقش والت ديزني مع ليوبولد ستوكوسكي، وهو أحد أبرز القادة الموسيقيين في أوائل القرن العشرين، فكرة فيلم موسيقي قصير كان يعمل عليها؛ فتطورت الفكرة لتصبح فيلم تحريك طويل على ألحان أعمال الموسيقى الكلاسيكية. قضى الاثنان شهورًا عملا خلالها على اختيار مقطوعات كلاسيكية وزعها ستوكوسكي وسجلها مع فرقته الأوركسترالية؛ وقام ديزني ورفاقه الفنانين بالتعبير عنها بالرسم.
في فيلمه، اختار ديزني عرض إحدى النظريات العلمية الناشئة في ذلك الحين عن نشأة كوكب الأرض على الشاشة، وذلك على ألحان باليه «طقوس الربيع» لإيجور سترافينسكي، والتي تعد من الأعمال الثورية الرائعة. وعوضًا عن تقديم موسيقى سترافينسكي في صورة سلسلة بسيطة من الرقصات، صورها ديزني استعراضًا يصور العالم ما قبل التاريخ. فمزج العلم والفن في ذلك المقطع الذي وصفه كثيرين بـ«خيال يستند إلى حقائق»؛ حيث كان البحث والدقة أهم مكونات المقطوعة.
قدم المقطوعة ديمز تايلور، وهو ملحن أميركي ومروِّج للموسيقى الكلاسيكية وبمثابة المضيف الرسمي للفيلم، قائلًا: «كَتَبَ العلم، لا الفن، سيناريو تلك المشاهد». والقصة التي عرضتها المقطوعة، كما وصفها تايلور «ليست نتاج خيال بشري، بل نسخ دقيق لما اعتقد العلم حدوثه قديمًا في مليارات السنين القليلة الأولى من نشأة هذا الكوكب».
يبدأ مقطع «طقوس الربيع»، وهو أطول مقاطع فيلم «فانتازيا»، بالنشأة المبكرة للأرض، قبل ظهور أية حياة عليها. ويقول تايلور في مقدمته للمقطوعة «والآن، تخيلوا أنفسكم في الفضاء، منذ مليارات ومليارات السنين، تنظرون إلى ذلك الكوكب الصغير الوحيد والمعذب، الذي يدور في بحر من عدم».
وبعد عرض مشهد لمجرة درب التبانة من بعيد، برع فنانو شركة ديزني في رسم لوحة لم تلتقطها أية صورة بعد؛ وهي مشهد لكوكب الأرض كما يُرى من الفضاء الخارجي. ثم يتبع المشهد نظرة أقرب إلى كوكب الأرض؛ فيبدو حارًا وبركانيًّا. وتكمن براعة أغلب أعمال رسوم التحريك في ذلك المقطع في مشاهد اندلاع البراكين، وغليان الحمم البركانية وتدفقها على سطح الأرض، والنشأة التدريجية للبحار والحياة أحادية الخلية بداخلها.
ينتهي المقطع بجفاف شديد، وزلازل قوية، وفيضانات تمحي كل شيء. وبفضل عرض تلك الاكتشافات العلمية الرائدة على الشاشة، اتجه ملايين من الأطفال إلى عشق الديناصورات، وصاروا فيما بعد أخصائيين عظماء في علوم الأحياء التطورية.
شخصيًّا، أعشق فيلم «فانتازيا» ككل، وأوصي الجميع بمشاهدته، وخاصة عشاق أفلام التحريك والموسيقى. وأود أن أذكركم بأنه لم يتم إنتاج أي من مشاهد الفيلم بواسطة الكمبيوتر؛ فجميعها رسوم يدوية تمت قبل تطبيق أي من تقنيات الرسوم المتحركة بواسطة الكمبيوتر، وكذلك الموسيقى عزفتها في أداء حي أوركسترا حقيقة. يعد الفيلم حقًا عمل سابق لوقت إنتاجه؛ فإن أردت الحكم على الفيلم، عليك التفكير مستخدمًا معايير أربعينيات القرن الماضي لا معاييرنا الحالية.