في نهاية عام 1999 وقبيل انتهاء القرن العشرين تسابقت مواقع التواصل الاجتماعي والهيئات الثقافية الدولية – الرسمية منها والمدنية ‒ في عمل استفتاء مفتوح للجميع حول ما يسمى بأفضل «شيء» في القرن العشرين: أفضل فيلم سينمائي، أو نادٍ رياضي، أو اختراع، أو مناضل سياسي... إلخ. وكان من ضمن من قاموا بهذا الاستفتاء موقع وكالة ناسا؛ حيث طرحت الوكالة استفتاءً على أجمل صورة فلكية التقطت في القرن العشرين.
طرح الاستفتاء تحديدًا على ثلاث صور التقطت جميعها بعدسة تليسكوب هابل الفضائي. ونوهت وكالة ناسا بعدة ملاحظات لراغبي الاشتراك في التصويت، كان في صدارتها أن يرتكز التصويت على معايير فنية وجمالية بحتة، ويليها موضوع الصورة وأهميتها العلمية. كانت الصور الثلاث لكوكب الأرض من الفضاء، وحلقات كوكب زحل، وسديم الصقر.
أما الصورة الأولى، فأظهرت كوكب الأرض بلونه الأزرق الأخَّاذ مع خلفية الفضاء الأسود الداكن، والتباين في شكل الكوكب وتضاريسه، وكيف أظهرت عمليات معالجة الصور جمال وبهاء هذا الكوكب وفصلتها بما لا يدع مجالًا للشك في قضية كروية الأرض. وأما الصورة الثانية، فأظهرت حلقات كوكب زحل كأنها لوحة فنية رسمت بيد فنان متمرس حاذق، وعالم بمعايير الجمال ودرجات الألوان وتراكيبها، وكيف أن كوكب زحل بتلك الحلقات يستحق أن ينال لقب «جوهرة كواكب المجموعة الشمسية». وأما الصورة الثالثة التي اختيرت أفضل صورة فلكية في القرن العشرين، فكانت لسديم الصقر.
والسديم سحابة ضخمة جدًّا، وهو يُعدُّ مادة خامة لميلاد النجوم؛ فهو يتكون من خليط متباين من الغازات المتأينة وغير المتأينة، بالإضافة إلى وجود غبار كوني كثيف يتخلل تلك الغازات. والسبب في طرح هذه الصورة تحديدًا للتصويت هو أنها تؤكد فكرة أو نظرية تطور حياة النجوم، وكيف أن النجوم تولد وترتقي وتنمو، بل تموت أيضًا. كلُّ هذه الأمور تثبتها هذه الصورة؛ غير أنه في هذه الصورة شيء يدعو إلى التأمل وتذوق الجمال بكل أركانه بحق. فيوجد في صورة «سديم الصقر» تكوين لوني غاية في العبقرية. وأنا أدعو القارئ العزيز لينظر معي إلى هذا التكوين، ويطلق لخياله العنان، ويتفكر في تفسير وكالة ناسا.
يوجد في أعلى الصورة وفي المنتصف قليلًا مكان ميلاد نجم جديد خلَّف بقعة بنية هلامية باهتة، كأنها رحم يخرج منه النجم الوليد. وأسفل مكان هذا النجم الوليد على الجانبين تكوينان من الغازات؛ الأول على اليمين كأنه شخص أو إنسان يهلل فرحًا بقدوم النجم الوليد. والتكوين الثاني على اليسار يبدو كوجه إنسان ينظر مشدوهًا مترقبًا لهذا الحدث الجميل. كل هذه المعاني موجودة في صورة فلكية لم ترسمها يدُّ بشر، ولكنها التقطت بين آلاف الصور التي نجح تليسكوب هابل الفضائي في التقاطها.
وقد أسهمت تلك المعاني والتخيلات الفنية الراقية في نجاح الصورة وحوزها لقب «أفضل صورة في القرن العشرين». فلم يبحث من شاركوا في التصويت عن أسباب تباين الغازات ولا عن درجات التأين المختلفة لها، ولكن جذبهم الشرح الفني العميق والمعاني الفنية الراقية في الصورة. ولم تشفع حلقات زحل الزاهية ولا لون كوكب الأرض الأزرق اللامع لصورتيهما لمنافسة صورة سديم الصقر؛ حيث انتصرت اللوحة الفنية الكونية في هذه الصورة ومعناها الذي يعطي المثل في التمسك بالأمل والاستمرار في العطاء والميلاد، حتى في عالم النجوم.
طرح الاستفتاء تحديدًا على ثلاث صور التقطت جميعها بعدسة تليسكوب هابل الفضائي. ونوهت وكالة ناسا بعدة ملاحظات لراغبي الاشتراك في التصويت، كان في صدارتها أن يرتكز التصويت على معايير فنية وجمالية بحتة، ويليها موضوع الصورة وأهميتها العلمية. كانت الصور الثلاث لكوكب الأرض من الفضاء، وحلقات كوكب زحل، وسديم الصقر.
أما الصورة الأولى، فأظهرت كوكب الأرض بلونه الأزرق الأخَّاذ مع خلفية الفضاء الأسود الداكن، والتباين في شكل الكوكب وتضاريسه، وكيف أظهرت عمليات معالجة الصور جمال وبهاء هذا الكوكب وفصلتها بما لا يدع مجالًا للشك في قضية كروية الأرض. وأما الصورة الثانية، فأظهرت حلقات كوكب زحل كأنها لوحة فنية رسمت بيد فنان متمرس حاذق، وعالم بمعايير الجمال ودرجات الألوان وتراكيبها، وكيف أن كوكب زحل بتلك الحلقات يستحق أن ينال لقب «جوهرة كواكب المجموعة الشمسية». وأما الصورة الثالثة التي اختيرت أفضل صورة فلكية في القرن العشرين، فكانت لسديم الصقر.
والسديم سحابة ضخمة جدًّا، وهو يُعدُّ مادة خامة لميلاد النجوم؛ فهو يتكون من خليط متباين من الغازات المتأينة وغير المتأينة، بالإضافة إلى وجود غبار كوني كثيف يتخلل تلك الغازات. والسبب في طرح هذه الصورة تحديدًا للتصويت هو أنها تؤكد فكرة أو نظرية تطور حياة النجوم، وكيف أن النجوم تولد وترتقي وتنمو، بل تموت أيضًا. كلُّ هذه الأمور تثبتها هذه الصورة؛ غير أنه في هذه الصورة شيء يدعو إلى التأمل وتذوق الجمال بكل أركانه بحق. فيوجد في صورة «سديم الصقر» تكوين لوني غاية في العبقرية. وأنا أدعو القارئ العزيز لينظر معي إلى هذا التكوين، ويطلق لخياله العنان، ويتفكر في تفسير وكالة ناسا.
يوجد في أعلى الصورة وفي المنتصف قليلًا مكان ميلاد نجم جديد خلَّف بقعة بنية هلامية باهتة، كأنها رحم يخرج منه النجم الوليد. وأسفل مكان هذا النجم الوليد على الجانبين تكوينان من الغازات؛ الأول على اليمين كأنه شخص أو إنسان يهلل فرحًا بقدوم النجم الوليد. والتكوين الثاني على اليسار يبدو كوجه إنسان ينظر مشدوهًا مترقبًا لهذا الحدث الجميل. كل هذه المعاني موجودة في صورة فلكية لم ترسمها يدُّ بشر، ولكنها التقطت بين آلاف الصور التي نجح تليسكوب هابل الفضائي في التقاطها.
وقد أسهمت تلك المعاني والتخيلات الفنية الراقية في نجاح الصورة وحوزها لقب «أفضل صورة في القرن العشرين». فلم يبحث من شاركوا في التصويت عن أسباب تباين الغازات ولا عن درجات التأين المختلفة لها، ولكن جذبهم الشرح الفني العميق والمعاني الفنية الراقية في الصورة. ولم تشفع حلقات زحل الزاهية ولا لون كوكب الأرض الأزرق اللامع لصورتيهما لمنافسة صورة سديم الصقر؛ حيث انتصرت اللوحة الفنية الكونية في هذه الصورة ومعناها الذي يعطي المثل في التمسك بالأمل والاستمرار في العطاء والميلاد، حتى في عالم النجوم.