إن التنبؤات القائلة بأن نهاية العالم باتت وشيكة يتم تداولها منذ قرون عدة. ويتم استقراء تلك التنبؤات استنادًا إلى الآثار المتوقعة لعديد من المؤثرات طويلة الأجل؛ والتي تشمل الكوارث الطبيعية وتلك التي من صنع الإنسان على حدٍّ سواء. ومع ذلك، فإن العامل غير المؤكد في تلك الافتراضات هو التدخل البشري في الطبيعة، والذي من المرجح جدًّا أن يؤدي في نهاية الأمر إلى إبادة نسبة عالية جدًّا من سكان العالم.
بالنسبة للبشر، حتمًا ستكون تلك أبشع مأساة، ولكن بالنسبة للطبيعة، فسوف تكون مجرد عملية طبيعية. والخبر السيئ هو أنه في يوم ما سوف ينتهي العالم، ليس فقط على سطح الكرة الأرضية، ولكن أيضًا سوف تنتهي المذنبات، والأقمار، والكواكب، والنجوم، وكل شيء في الكون الذي نعرفه. غير أن الخبر الجيد هو أن تلك النهاية ربما لن تكون في وقت قريب.
فالعالم لم ينتهِ في عام 2012 كما خشي الكثيرون؛ حيث كانت التوقعات واسعة النطاق، ولكن دارت جميعها حول نهاية العالم على كوكبنا فقط، في حين تستمر بقية الكون في الدوران على النحو المعتاد. وفي الواقع، هناك تصورات عديدة للمخاطر المعروفة والتي يمكن أن يكون لها تأثير على كوكبنا. فمن وجهة نظر بشرية، تشمل تلك المخاطر إساءة استخدام التكنولوجيا، أو الحروب النووية، أو ظاهرة الاحترار العالمي. وبالمثل، هناك عديد من الكوارث الطبيعية التي تشكل تهديدًا بنهاية العالم، والتي تشمل التفاعلات التجاذبية مع أجسام أخرى في النظام الشمسي، أو الزيادة المطردة في درجة سطوع الشمس، أو ربما نضوب الموارد. وتلك الظواهر الطبيعية الأخيرة تعد جزءًا من بنية الكون؛ فلا يشكل البشر وأفعالهم سوى عوامل طفيفة لن تمنع حدوث مثل تلك الظواهر.
فالنجوم التي تتحرك عشوائيًّا قد تقترب بما يكفي لتسبب ضررًا بالنظام الشمسي؛ فقد تؤدي تلك المواجهة إلى زيادة أعداد المذنبات التي بإمكانها الوصول إلى النظام الشمسي الداخلي. ومن بين الآثار الناجمة عن مثل ذلك الحدث ظهور سحابة تؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الأرض بنحو 15 درجة مئوية في غضون أسبوع، وتوقف عملية التمثيل الضوئي لشهور عديدة. ومن المتوقع أن يمر نحو 100 مليون سنة على أقل تقدير قبل حدوث مثل ذلك الحدث الجلل.
ومن المتوقع أيضًا أن تصل الشمس إلى مرحلة "العملاق الأحمر" في غضون حوالي خمسة مليارات عام. فالنجوم تقوم بتحويل غاز الهيدروجين إلى هيليوم لإنتاج الضوء والإشعاعات الأخرى. ومع مرور الوقت، يغوص الهيليوم الأثقل وزنًا إلى مركز النجم لتحيط به قوقعة من الهيدروجين. وعندما ينضب الهيدروجين لا يعد بإمكانه إصدار ما يكفي من الطاقة والضغط لدعم الطبقات الخارجية للنجم. وبانهيار النجم ترتفع درجة الحرارة والضغط بدرجة كافية لدمج الهيليوم مع الكربون، مما يعني بدء احتراق الهيليوم.
ولكي يشع النجم الطاقة الناتجة عن احتراق الهيليوم، يبدأ في التمدد ليتحول إلى عملاق أحمر. ومن المرجح أن يتمدد حجم الشمس لتبتلع كلاًّ من كوكبي عطارد والزهرة، ويبلغ نصف قطرها الحد الأقصى– نحو 180.000.000 كم – فيتفاعل كوكب الأرض بشكل مدِّي مع الغلاف الجوي الخارجي للشمس، والذي من شأنه تقليل نصف قطر مدار كوكب الأرض. وستعمل تلك الآثار بدورها على تحقيق التوازن بين تأثير الكتلة المفقودة من الشمس، وعلى الأرجح ستبتلع الشمس كوكب الأرض.
وهناك سبب آخر لنهاية العالم، وهو واحد من قائمة طويلة من الاستقراءات، وهو نضوب الموارد الناجم عن الزيادة السكانية. فكل الفصائل على كوكب الأرض، بما فيها البشر، سوف تتكاثر حتى تتجاوز كثافتها الموارد اللازمة لاستمرارها؛ فيتراجع نصيب الفرد من الغذاء، وتصبح الطاقة أكثر ندرة، وتستنزف المياه الجوفية. وعلى الرغم من أن الزيادة السكانية عادة ما تكون محلية، فإنها أصبحت الآن أزمة عالمية؛ ويتبع الإفراط السكاني لزامًا إصلاحات طبيعية، وغالبًا ما تكون في صورة مجاعة تدمر نسبة كبيرة جدًّا من السكان.
عندما ننظر إلى العالم من حولنا اليوم قد نعتقد أننا بالفعل قد وصلنا إلى نهايته؛ حيث يطغى على عصرنا الحالي القسوة والقبح، فنتعمد غض الطرْف عن تلك الفوضى التي قد تسببنا فيها. ويضيع البشر نعمة الوقت التي يتمتعون بها على هذا الكوكب؛ ومع ذلك، يكمن الأمل في أنه ما زال هناك وقت لتصحيح أخطائنا.
بالنسبة للبشر، حتمًا ستكون تلك أبشع مأساة، ولكن بالنسبة للطبيعة، فسوف تكون مجرد عملية طبيعية. والخبر السيئ هو أنه في يوم ما سوف ينتهي العالم، ليس فقط على سطح الكرة الأرضية، ولكن أيضًا سوف تنتهي المذنبات، والأقمار، والكواكب، والنجوم، وكل شيء في الكون الذي نعرفه. غير أن الخبر الجيد هو أن تلك النهاية ربما لن تكون في وقت قريب.
فالعالم لم ينتهِ في عام 2012 كما خشي الكثيرون؛ حيث كانت التوقعات واسعة النطاق، ولكن دارت جميعها حول نهاية العالم على كوكبنا فقط، في حين تستمر بقية الكون في الدوران على النحو المعتاد. وفي الواقع، هناك تصورات عديدة للمخاطر المعروفة والتي يمكن أن يكون لها تأثير على كوكبنا. فمن وجهة نظر بشرية، تشمل تلك المخاطر إساءة استخدام التكنولوجيا، أو الحروب النووية، أو ظاهرة الاحترار العالمي. وبالمثل، هناك عديد من الكوارث الطبيعية التي تشكل تهديدًا بنهاية العالم، والتي تشمل التفاعلات التجاذبية مع أجسام أخرى في النظام الشمسي، أو الزيادة المطردة في درجة سطوع الشمس، أو ربما نضوب الموارد. وتلك الظواهر الطبيعية الأخيرة تعد جزءًا من بنية الكون؛ فلا يشكل البشر وأفعالهم سوى عوامل طفيفة لن تمنع حدوث مثل تلك الظواهر.
فالنجوم التي تتحرك عشوائيًّا قد تقترب بما يكفي لتسبب ضررًا بالنظام الشمسي؛ فقد تؤدي تلك المواجهة إلى زيادة أعداد المذنبات التي بإمكانها الوصول إلى النظام الشمسي الداخلي. ومن بين الآثار الناجمة عن مثل ذلك الحدث ظهور سحابة تؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الأرض بنحو 15 درجة مئوية في غضون أسبوع، وتوقف عملية التمثيل الضوئي لشهور عديدة. ومن المتوقع أن يمر نحو 100 مليون سنة على أقل تقدير قبل حدوث مثل ذلك الحدث الجلل.
ومن المتوقع أيضًا أن تصل الشمس إلى مرحلة "العملاق الأحمر" في غضون حوالي خمسة مليارات عام. فالنجوم تقوم بتحويل غاز الهيدروجين إلى هيليوم لإنتاج الضوء والإشعاعات الأخرى. ومع مرور الوقت، يغوص الهيليوم الأثقل وزنًا إلى مركز النجم لتحيط به قوقعة من الهيدروجين. وعندما ينضب الهيدروجين لا يعد بإمكانه إصدار ما يكفي من الطاقة والضغط لدعم الطبقات الخارجية للنجم. وبانهيار النجم ترتفع درجة الحرارة والضغط بدرجة كافية لدمج الهيليوم مع الكربون، مما يعني بدء احتراق الهيليوم.
ولكي يشع النجم الطاقة الناتجة عن احتراق الهيليوم، يبدأ في التمدد ليتحول إلى عملاق أحمر. ومن المرجح أن يتمدد حجم الشمس لتبتلع كلاًّ من كوكبي عطارد والزهرة، ويبلغ نصف قطرها الحد الأقصى– نحو 180.000.000 كم – فيتفاعل كوكب الأرض بشكل مدِّي مع الغلاف الجوي الخارجي للشمس، والذي من شأنه تقليل نصف قطر مدار كوكب الأرض. وستعمل تلك الآثار بدورها على تحقيق التوازن بين تأثير الكتلة المفقودة من الشمس، وعلى الأرجح ستبتلع الشمس كوكب الأرض.
وهناك سبب آخر لنهاية العالم، وهو واحد من قائمة طويلة من الاستقراءات، وهو نضوب الموارد الناجم عن الزيادة السكانية. فكل الفصائل على كوكب الأرض، بما فيها البشر، سوف تتكاثر حتى تتجاوز كثافتها الموارد اللازمة لاستمرارها؛ فيتراجع نصيب الفرد من الغذاء، وتصبح الطاقة أكثر ندرة، وتستنزف المياه الجوفية. وعلى الرغم من أن الزيادة السكانية عادة ما تكون محلية، فإنها أصبحت الآن أزمة عالمية؛ ويتبع الإفراط السكاني لزامًا إصلاحات طبيعية، وغالبًا ما تكون في صورة مجاعة تدمر نسبة كبيرة جدًّا من السكان.
عندما ننظر إلى العالم من حولنا اليوم قد نعتقد أننا بالفعل قد وصلنا إلى نهايته؛ حيث يطغى على عصرنا الحالي القسوة والقبح، فنتعمد غض الطرْف عن تلك الفوضى التي قد تسببنا فيها. ويضيع البشر نعمة الوقت التي يتمتعون بها على هذا الكوكب؛ ومع ذلك، يكمن الأمل في أنه ما زال هناك وقت لتصحيح أخطائنا.