الاضطرابات التفارقية أو الاضطرابات الانشقاقية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاضطرابات التفارقية أو الاضطرابات الانشقاقية

    ما هي الاضطرابات التفارقية ؟ كلمة (تفارق-Dissociation) تعني انقطاع الاتصال عن الاخرين وعن العالم المحيط بك أو عن نفسك. يصف المصطلح (الاضطرابات التفارقية-Dissociative Disorders) حالة عقلية مستمرة تتميز بالشعور بالانفصال عن الواقع أو كون الشخص خارج جسمه أو الإحساس بفقدان الذاكرة (النسيان-Amnesia). مثال: اضطراب الشخصية الفصامي.






    يختبر حوالي 2% من تعداد سكان الولايات المتحدة اضطرابات تفارقية حقيقية وليس فقط أحاسيس عابرة وقصيرة من الانفصال. يتأثر بهذا الاضطراب أُناس من كل الأعمار والخلفيات العرقية والعرفية والاجتماعية والاقتصادية. تعد النساء أكثر عرضة للتشخص به من الرجال.
    أنواع الاضطرابات التفارقية


    توجد ثلاثة أنواع أساسية من الاضطرابات التفارقية:
    • تعدد الشخصية الفصامي – Dissociative Identity Disorder.
    • اضطراب تبدد الشخصية – Depersonalization/Derealization Disorder.
    • نسيان انفصالي – Dissociative Amnesia.

    اضطراب التوتر الحاد و (اضطراب الكرب التالي للرضح-Post Traumatic Stress Disorder) أو (PTSD) يرتبطان بشكل كبير بحدوث الاضطرابات التفارقية إذ يتشاركان بعض الأعراض كفقدان الذاكرة وتبدد الشخصية والابتعاد عن الواقع.

    أسباب الاضطرابات التفارقية




    تبدأ عادة الاضطرابات التفارقية بالتشكل والتطور بمثابة طريقة للتعامل مع حدث أليم أو كارثي أو مع التوتر طويل الأمد أو سوء المعاملة أو الصدمة أو الأذى النفسي. يكون ذلك فعليًا عندما تحدث هذه الأمور في عمر الطفولة.

    في هذا الإطار من الوقت في الحياة تكون هناك حدود لقدرة الشخص على استيعاب وتفهم ما يحدث، وتكون آليات التكيف غير مكتملة، والحصول على الدعم والموارد يعتمد على وجود أُناس بالغين وذوي قدر كاف من المعرفة للاعتناء بالشخص.



    قد تكون إزالة الشخص من الأذى النفسي (كحادث، أو كارثة طبيعية، أو أذى نفسي أو جنسي) أو إبعاده عنها آلية تكيف فعالة تساعد الشخص في الابتعاد عن الألم على المدى القصير. يصبح ذلك مشكلة طويلة الأمد إذا استمر ذلك في فصل الشخص عن الواقع وشلّ ذاكرته لفترات زمنية كاملة من الوقت.


    الأعراض


    ينبع اضطراب تعدد الشخصية الفصامي الذي عُرف سابقًا باضطراب تعدد الشخصيات عادة بعد المرور بتجارب كارثية أو صدمات أو أذى نفسي في عمر الطفولة. حوالي 90% من الأشخاص الذين لديهم هذا النوع من الاضطراب كانوا ضحايا للتعنيف في الطفولة (جسديًا أو جنسيًا) أو الإهمال الأُسري.
    أعراض اضطراب تعدد الشخصية الفصامي تتضمن:
    • وجود شخصيتين أو أكثر منفصلتين أو حالات تظهر بها الشخصيات. لكل شخصية أشياء محددة أو مجموعة من التصرفات وردود فعل وتفضيلات وذكريات وطرق للتفكير يمكن ملاحظتها من قبل الآخرين وقد يمكن مُلاحظتها حتى من قبل الشخص نفسه. التنقل ما بين الشخصيات من شخصية لأخرى غير طوعي وفُجائي وقد يحصل ما بين ثانية وأخرى.
    • فجوات في الذاكرة فيما يتعلق بالأحداث اليومية والمعلومات الشخصية أو الأحداث الأليمة من الماضي.
    • مشاكل في أماكن تواجد الشخص، مكان عمله أو الحياة اليومية والمهام المعتادة. قد يمتد نطاق جدية هذه المشاكل من مشاكل بسيطة إلى مشاكل واضحة وبالغة الجدية.

    تعد محاولات الانتحار وتشويه الجسم (جرح الشخص لنفسه بالسكاكين) والتصرفات الأخرى الهادفة لإيذاء النفس أعراضًا شائعة لمرضى اضطراب تعدد الشخصيات الفصامي. حاول أكثر من 70% من المرضى الذين لم يدخلوا للمشفى الانتحار.
    أعراض اضطراب تبدد الشخصية الفصامي:


    تتواجد في الشخص نفسه واحدة أو اثنتين من الحالات التالية بنمط متكرر لمدة طويلة من الزمن:
    • تبدد الشخصية – Depersonalization: الإحساس بالوهم وانفصال الشخص عن عقله أو جسمه أو ذاته. يصبح ذلك وكأن المرء مراقب لأحداث حياته عوضًا عن كونه مشاركًا فيها.
    • الغياب عن الواقع – Derealization: أحاسيس بالوهم والانفصال عن محيط الشخص. يصبح الناس والأشياء المحيطة وكأنهم غير حقيقيين.

    يكون الشخص واعيًا للأشياء المحيطة خلال هذه النوبات ويعلم أن الحالة التي يختبرها غير طبيعية. حتى وإن لم يُظهر الشخص الكثير من المشاعر بمثابة رد فعل لهذه النوبات، يُفسر الشخص هذه النوبات في معظم الأحيان على أنها غير مريحة ومزعجة.




    قد تبدأ الأعراض بالظهور في عمر الطفولة، ويُعد العمر الوسطي لاختبار أول تجربة كهذه 16 سنة. يواجه أقل من 20% من الناس تجربتهم الأولى من هذا الاضطراب بعد سن العشرين.
    أعراض النسيان الانفصالي:


    لا يعني النسيان الانفصالي عدم القدرة على تذكر معلومات عن ماضي الشخص. هذا ليس الاضطراب، ليس ببساطة نسيان بعض الأشياء، إذ إنه عادة يرتبط بحدث أليم أو حدث معين سبب الكثير من التوتر لفترة من الزمن.

    نوبة النسيان تأتي بشكل مفاجئ وقد تستمر لعدة دقائق وأيضًا قد تستمر لفترات طويلة كشهور أو حتى سنين. ليس هناك عمر معين لبدء الاضطراب. قد تحدث النوبات بشكل دوري خلال حياة الشخص.
    يوجد ثلاثة أنواع من النسيان:
    • النسيان المُوَضّع – Localized Amnesia: لا يستطيع الشخص تذكر حدث أو فترة من الزمن، وهو نوع شائع من النسيان.
    • النسيان الانتقائي -Selective Amnesia: لا يستطيع الشخص تذكر تفاصيل أو أحداث عن فترة معينة من الزمن.
    • النسيان المُعمم -Generalized Amnesia: فقدان كامل للشخصية وتاريخ حياة الشخص، ويعد هذا النوع من النسيان نادرًا.

    قد لا يعي الشخص فقدان ذاكرته أو قد يكون لديه القليل من الإدراك لذلك. وحتى عند إدراكه لفقدانه الذاكرة، غالبًا ما يُقلل من أهمية عدم تذكر حدث معين أو فترة معينة من الزمن.


    الفحوصات والتشخيص

    كيف تُشخَص الاضطرابات التفارقية؟


    يتضمن تشخيص الاضطرابات التفارقية نظرة عامة لأعراض الشخص وتاريخ حياته. قد تجرى فحوصات جسدية لاستبعاد الحالات الجسدية والطبية التي قد تسبب أعراضًا كفقدان الذاكرة أو الإحساس بالغربة عن الواقع.

    بإمكان بعض هذه الحالات أن تتضمن أذى في الرأس أو ورمًا دماغيًا أو مشاكل في النوم أو تعاطي المخدرات أو شرب الكحول.

    بمجرد استبعاد الأعراض الجسدية، يتدخل اختصاصي بعلم النفس لتحليل تفاصيل حالة الفرد.
    كيف تُعالج الاضطرابات التفارقية؟


    يتكون علاج الاضطرابات التفارقية عادة من العلاج بالتحليل النفسي بهدف مساعدة الشخص لتوحيد الشخصيات المتعددة وليستجمع القدرة على التحكم بعملية الانفصال والأعراض. يمكن للعلاج النفسي أن يكون طويلًا وصعبًا إذ قد يتضمن التذكر وتعلم كيفية التعامل مع الأذيات النفسية في الماضي.




    وُجد أن العلاج المعرفي السلوكي (المعرفي يشير إلى التعامل مع النشاطات العقلية للمريض) فعال في معالجة هذا الاضطراب. يُركز نوع جديد من العلاج يدعى نزع الحساسية ومعالجة حركة العين (Eye Movement Desensitization and Reprocessing-EDMR) تحديدًا على الدور الذي تلعبه الذكريات المزعجة والأليمة في تطور الاضطرابات العقلية.

    لا توجد أدوية معينة لمعالجة الاضطرابات التفارقية إلا أنه يمكن وصف مضادات اكتئاب عند الحاجة لمعالجة عَرَض الاكتئاب.


    المصدر:.ibelieveinsci
يعمل...
X