علم النفس البيولوجي أو علم النفس الحيوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علم النفس البيولوجي أو علم النفس الحيوي

    علم النفس الحيوي أو علم النفس البيولوجي هو تطبيق مبادئ علم الأحياء على العمليات الدماغية والسلوك، كما يمكن اعتباره بمثابة دراسة علم النفس من خلال آليات الجسم الحي. تُعتَبر الفكرة القائلة أن العمليات النفسية يقابلها عمليات حيوية الافتراض الأساسي لكل مجالات علم النفس الحيوي. ومن خلال أساليب بحثية مختلفة، يأمل علماء النفس المتخصصون بهذا المجال في كشف المعلومات التي ستثري الفهم البشري للعمليات التي تجري في الجهاز العصبي ودماغنا، كما سيمدنا ذلك بالبيانات القيمة التي ستُمكّن العاملين في المجال الطبي من تطوير علاج للمرضى بأمراض مختلفة، جسمانية وعقلية على حد سواء.




    يُعتَبر علم النفس الحيوي مجالًا بارزًا منذ بدايته في أوروبا وأمريكا الشمالية ولا يزال مجالًا رئيسيًا للأبحاث والتعليم في بلدان عديدة. وعلى مدار القرنين الماضيين، كشف علم النفس الحيوي عن طريقة جديدة للإجابة عن الأسئلة القديمة، وأثار أسئلةً جديدة هامة، إذ كانت التجارب السلوكية المصممة بعناية والتقنيات الحيوية المبتكرة ضرورية لتطور هذا العلم.

    العالم ابن سينا، كانت كتاباته من أوائل الأعمال المعروفة التي ربطت بين علم النفس وعلم وظائف الأعضاء

    يشتمل المجال الحالي لعلم النفس الحيوي على المواضيع التالية:


    تطور الدماغ والسلوك، تطور الجهاز العصبي والسلوك على طول المدى العمري للإنسان، علم الأدوية النفسية، العمليات الحسية والإدراكية، التحكم في الحركات والأفعال وتنسيقها؛ التحكم في الحالات السلوكية (التحفيز)، متضمنًا ممارسة الجنس والسلوك الإنجابي، تنظيم الانفعالات الداخلية في الجسم، الإيقاعات البيولوجية وعملية النوم، العواطف والاضطرابات النفسية، الآليات العصبية للتعلم والذاكرة، عملية التعافي بعد تلف الجهاز العصبي، مجالات متداخلة أخرى مثل علم الوراثة السلوكي وأيضًا دراسة علم الوراثة والسلوك. تمثل كل تلك الأساليب نطاقًا حيويًا لتحسين جودة الحياة الأصحاء، ومن يعانون من الأمراض.
    مصطلحات في علم النفس البيولوجي


    يشتمل مصطلح علم النفس الحيوي على مرادفات مثل علم النفس البيولوجي، علم الأعصاب السلوكي، البيولوجيا النفسية. ينصب تركيز علم النفس البيولوجي على الآليات العصبية للإدراك والسلوك من خلال التلاعب المباشر بأدمغة الحيوانات غير البشرية في تجارب موجهة.
    تاريخ العلم


    ترجع دراسة علم النفس البيولوجي للعالم العربي ابن سينا ( 980-1037 م) الطبيب المعروف بكتابه القانون في الطب، استخدم ابن سينا علم النفس البيولوجي في علاج الأمراض المرتبطة بالعواطف، وطور نظامًا يربط فيه تغيرات معدل نبضات القلب بالمشاعر الداخلية للمرضى.




    وضع أيضًا ابن سينا تفسيرات نفسية لبعض الأمراض الجسدية، وربط دائمًا بين الأمراض الجسدية والنفسية. وفسر أن وجود “رطوبة” داخل الدماغ قد يتسبب في اضطرابات في المزاج، وأدرك حدوث ذلك عند تغير مقدار “التنفس”: تزيد السعادة من معدلات التنفس، والتي تؤدي إلى زيادة الرطوبة داخل الدماغ، ولكن إذا تجاوزت الرطوبة الحدود المسموح بها، سيفقد الدماغ قدرته على التحكم بالعقلانية ويؤدي ذلك إلى اضطرابات عقلية.

    عالم الطب النفسي ويليام جيمس



    ظهر علم النفس البيولوجي بمثابة مبدأ علمي لاحقًا من الممارسات الفلسفية والعلمية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. في الفلسفة، ظهر أولًا ما يسمى بـِ” مشكلة العقل والجسد” وهي تقوم على تفسير العلاقة بين العقل أو العمليات الدماغية وحالات الجسد أو العمليات الحيوية في الجسم.

    الثنَوية أو الازدواجية الثنائية: هو مذهب للمقتنعين بفكرة العلاقة بين العقل والجسد. وقد نوقشَت قديمًا في الفلسفة الغربية في كتابات الفلاسفة أفلاطون وأرسطو. ولكن لأسباب مختلفة اقتنع كلًا منهما أنه لا يمكن التعرف على الذكاء البشري أو تفسيره من خلال الجسد المادي.

    ولعل النسخة الأشهر من مذهب الازدواجية هو رينيه ديكارت معبرًا عن ذلك في كتابه المنشور عام 1641 ( تأملات في الفلسفة الأولى)، فيرى أن العقل مادة غير قابلة للتوسع وغير مادية. يُعتَبر ديكارت أول من عرف بوضوح كل من الوعي، والوعي الذاتي، والتمييز بينه وبين الدماغ (موطن الذكاء).




    ساهم علماء آخرون في نشأة علم النفس، وربطوه كذلك بالعمليات الحيوية. يُعد كتاب مبادئ علم النفس، للعالم ويليام جيمس (1890)، أحد أوائل المؤلفات في ذلك المجال، ويجادل خلاله وجوب بناء الدراسة العلمية لعلم النفس على فهم علم الأحياء.

    مثل معظم علماء النفس الأوائل، قام وليام جيمس بتجارب مهمة في مجال علم النفس، إذ يمكن تتبع كلًا من علم النفس وعلم النفس البيولوجي عن طريق ظهور علم وظائف الأعضاء من علم التشريح، وخاصةً علم التشريح العصبي.

    كما ساهمت الأعمال المؤثرة للعلماء أمثال: كلود برنارد، وتشارليز بيل، وويليام هارفي في إقناع المجتمع العلمي بإمكانية الحصول على معلومات قيمة عن طريق التجارب على الأجسام الحية.

    تظهر بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي مناطق النشاط العصبي بالدماغ (باللون الأصفر والأحمر) استجابةً لمحفز بصري.



    استُخدِم مصطلح “علم النفس البيولوجي”، في سياقات عديدة في مؤلفات مختلفة، لكنه استخدم لأول مرة في كتاب العالم نايت دونلاب “موجز عن علم البيولوجيا النفسية” المنشور عام 1914.


    أساليب البحث


    تكون عادةً الخاصية المميزة لتجربة علم النفس البيولوجي إما كون المتغير المستقل للتجربة، أو بعض المتغيرات التابعة بيولوجيًا. أو بمعنى آخر، يُعدل الجهاز العصبي للكائن الحي تحت الدراسة بشكل دائم أو مؤقت، أو بمعنى قياس بعض جوانب الجهاز العصبي لهذا الكائن (عادةً ما تكون متغيرات سلوكية). في أغلب الأحيان، تُجرى مثل تلك المُعالجات والقياسات للجهاز العصبي على الكائنات غير البشرية، وذلك من خلال التجارب التالية:
    تعطيل أو تقليل الوظائف العصبية


    يمكننا تعطيل الوظائف العصبية عن طريق إحداث ضرر أو آفة في منطقة معينة بالدماغ، وتُعتَبر هذه الطريقة من الطرق الكلاسيكية إذ تُعطل المنطقة قيد الدراسة بالدماغ، ويمكن وضع الآفة أو الضرر بدقة بالغة بفضل مجموعة الأطالس المتنوعة للدماغ التي تمدنا بخرائط الدماغ ذات الإحداثيات المجسمة ثلاثية الأبعاد.

    وتُجرى تلك العملية عن طريق تدمير الأنسجة العصبية كهربيًا أو كيميائيًا. ويمكن تطبيق تلك التجربة على الإنسان عن طريق عملية التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة.

    ويمكن تعطيل الوظائف العصبية بطريقة المُعالجات وعلم الأدوية النفسية وذلك باستخدام مضادات المستقبل الكيميائي الذي يتداخل مع النقل العصبي في الدماغ.


    تعزيز الوظائف العصبية




    تستخدم هذه الطريقة مجموعةً مختلفةً من الأساليب التجريبية مثل:
    • التحفيز الكهربائي
    • المعالجات باستخدام الأدوية النفسية
    • عملية التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة.
    قياس النشاط العصبي


    توجد بعض التقنيات الخاصة بعلم النفس البيولوجي لقياس النشاط العصبي مثل:
    • تسجيل الوحدة المفردة
    • التسجيل متعدد القطب
    • التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي- (fMRI)
    • تخطيط أمواج الدماغ – (EEG)
    • التشريح العصبي الوظيفي
    مجالات الدراسة في علم النفس البيولوجي


    بشكل عام، يتناول علماء علم النفس البيولوجي تقريبًا نفس مواضيع علماء النفس الأكاديميين، إذ تتناول معظم أدبيات علم النفس البيولوجي العمليات الدماغية والسلوكية المشتركة بين أنواع الثدييات، مثل: الإحساس والإدراك، السلوك المحفز (الجوع والعطش والجنس)، التحكم في الحركة، التعلم والذاكرة، النوم والإيقاعات البيولوجية، والعواطف. وساهم علماء علم النفس البيولوجي مؤخرًا في مواضيع بحث علم النفس الكلاسيكية مثل: اللغة، المنطق واتخاذ القرار، والوعي.




    لمجال علم النفس البيولوجي أيضًا إسهامات قوية في العديد من الأمراض فيما يسمى علم الأمراض النفسية أو علم النفس غير الطبيعي، إذ يمدنا علم النفس البيولوجي بالبيانات العلاجية المهمة لمجموعة متنوعة من الأمراض، تشمل:
    • مرض الشلل الرعاش؛ وهو مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي ويسبب خللًا في القدرات الحركية والكلام لدى المصابين به.
    • مرض الزهايمر؛ مرض تنكسي عصبي، يصيب عادةً الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا ويتميز هذا المرض بالتدهور التدريجي في وظائف الإدراك، مع انخفاض في أنشطة الحياة اليومية وأعراض الاضطرابات العصبية والنفسية وتغير السلوك.
    • الاكتئاب السريري؛ وهو مرض نفسي شائع، يتميز بانخفاض مستمر للحالة المزاجية، وفقدان الرغبة في ممارسة الأنشطة المعتادة.
    • انفصام الشخصية؛ وهو مرض عقلي يتميز بحدوث خلل في الإدراك والتعبير عن الواقع، وعادةً ما يتطور بظهور هلوسات سمعية وأوهام وكلام غير منتظم.
    • التوحد؛ وهو اضطراب في نمو الدماغ يسبب خللًا في التفاعلات الاجتماعية والتواصل، ويمارس فيه المريض سلوكًا مقيدًا ومكررًا، بحيث يبدأ كل هذا قبل بلوغ الطفل عمر 3 سنوات.
    • القلق؛ وهو حالة فزيولوجية مركبة تشمل مكونات إدراكية، وحسية، وعاطفية، وسلوكية. تتحد هذه المكونات فيما بينها لتنشأ المشاعر المعروفة مثل الخوف، والهلع، والقلق.
    • تعاطي المخدرات؛ بما في ذلك إدمان الكحول.
    المصدر:.ibelieveinsci
يعمل...
X