أشياء لا تعرفها عن نفسك: دوافعك ووجهة نظرك ومظهرك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أشياء لا تعرفها عن نفسك: دوافعك ووجهة نظرك ومظهرك

    من المحتمل أنك لا تفهم نفسك بقدر ما تعتقد. ”في سلسلة المقالات التي سننشرها ستتعرف على ثلاثة أشياء لا تعرفها عن نفسك مع بعض الشروحات عن كيفية التغلب على نظرتنا المشوهة عن أنفسنا! استعدوا للاستمتاع واكتشاف أنفسكم!“




    1. وجهة نظرك عن نفسك مشوهة.

    تكون “ذاتك” أمامك مثل كتاب مفتوح. فقط انظر في الداخل واقرأ: من أنت، وما تحب وتكره، وما هي آمالك ومخاوفك، كل شيء موجود أمامك ببساطة لتفهمه. هذه الفكرة معروفة ولكنها غالبًا خاطئة تمامًا! تظهر الأبحاث النفسية أننا لا نستطيع الوصول بسهولة إلى معرفة أنفسنا. فعندما نحاول أن نقيّم أنفسنا بدقة، فإننا كمن يتلمّس طريقه في الضباب.

    ”وهم الاستبطان introspection illusion“ هو المصطلح الذي تطلقه عالمة النفس إميلي برونين بجامعة برينستون Princeton University، المتخصصة في الإدراك الذاتي للناس وصنع القرار، على الاعتقاد الخاطئ بأننا قادرون على الوصول إلى داخلنا.






    الطريقة التي نرى بها أنفسنا مشوهة، لكننا لا ندرك ذلك. بالنتيجة، فإن صورة الذات الخاصة بنا ليس لها تأثير يذكر على أعمالنا. على سبيل المثال، قد نكون مقتنعين تمامًا بأننا متعاطفون وكريمون ولكن نمر بجانب شخصٍ مشرد في يوم بارد دون أن يرفّ لنا جفن.

    سبب هذا الرأي المشوه بسيط للغاية، حسب برونين. بما أنّنا لا نريد أن نكون بخيلين أو متكبرين أو مرتكزين حول ذواتنا، فإننا نفترض أننا لا نمتلك هذه الصفات. و كدليل، تشير برونين إلى وجهات نظرنا المتباينة لأنفسنا والآخرين.

    ليس لدينا أي مشكلة في إدراك كيف يتصرف زميلنا في مكتبنا بشكل متحيز أو غير عادل. لكننا لا نعتبر أننا يمكن أن نتصرف بنفس الطريقة: لأننا نرغب بأن نكون صالحين من الناحية الأخلاقية، فنحن لا نعتقد أننا يمكن أن نكون متحيّزين أيضًا.
    قامت برونين بتقييم فرضيتها في عدد من التجارب. فطلبت من المشاركين بدراستها إكمال اختبار شمل الوجوه مع البيانات الشخصية، ومن المفترض أن يقيّم هذا الاختبار ذكاءهم الاجتماعي.

    بعد ذلك، قيل لهم إنهم فشلوا وطُلب منهم تحديد نقاط الضعف في إجراء الاختبار. على الرغم من أن آراء المشاركين التي أبدوها أثناء أدائهم للاختبار السابق كانت منحازة بشكل شبه مؤكد (فلم يكونوا فقط قد فشلوا ”نظريًا“ في الاختبار، بل طُلب منهم أيضًا نقد هذا الاختبار)، قال معظمهم إن تقييماتهم كانت موضوعية تمامًا.




    ظهر نفس النمط في الحكم على الأعمال الفنية، فإن الأشخاص الذين استخدموا استراتيجية متحيزة لتقييم جودة اللوحات يعتقدون أن حكمهم كان متوازنًا. تجادل برونين بأننا مبرمجون لإخفاء تحيزاتنا.

    هل كلمة ”الاستبطان introspection” هي مجرد استعارة جميلة؟ ألا نستطيع أن ننظر إلى داخل ذاتنا، وعوضًا عن ذلك ننتج صورة ذاتية مُبهرة تنكر الإخفاقات التي لدينا؟ وصلت الكثير من الأبحاث عن معرفة الذات إلى أدلة كثيرة تدعم هذا الاستنتاج. على الرغم من أننا نعتقد أننا نلاحظ أنفسنا بوضوح، فإن صورتنا عن ذاتنا تتأثر بعمليات لا تزال غير واعية. تلك أشياء لا تعرفها عن نفسك.

    2. إن دوافعك لغزٌ كبير بالنسبة لك.






    إلى أي حد يعرف الناس أنفسهم؟ عند الإجابة على هذا السؤال، يواجه الباحثون المشكلة التالية: لتقييم صورة الذات عند الشخص، يجب على الباحث أن يعرف من هو هذا الشخص حقًا. يستخدم الباحثون مجموعة متنوعة من التقنيات لمقاربة هذه الأسئلة. على سبيل المثال، يقارنون التقييم الذاتي للمشاركين في الاختبار مع سلوك هؤلاء الأشخاص في مواقف ضمن المختبر ”laboratory situations“ أو في الحياة اليومية. ويطلبون من أشخاص آخرين، مثل الأقارب أو الأصدقاء، تقييم المشاركين أيضًا. ويستطلع الباحثون الميول اللاواعية باستخدام طرق خاصة.

    لقياس الميول اللاواعية، يمكن لعلماء النفس تطبيق طريقة تُعرف باسم اختبار الارتباط الضمني ”implicit association test IAT“، الذي طوره أنتوني جرينوالد من جامعة واشنطن Anthony Greenwald of the University of Washington وزملاؤه في التسعينيات، للكشف عن السلوكات الخفية. ومنذ ذلك الحين، تم تصميم العديد من المتغيرات لدراسة القلق والتهور وحب الاختلاط بالآخرين ”sociability“، من بين ميزات أخرى. تفترض هذه المقاربة أن ردود الفعل لحظية لا تتطلّب أي تفكير، عندها تظهر الأجزاء اللاواعية من الشخصية إلى الواجهة.

    بشكل خاص، يسعى مصممو التجارب إلى تحديد مدى ارتباط بعض الكلمات المُميِّزة لشخص ما بمفاهيم معينة. على سبيل المثال، طُلب من المشاركين في إحدى الدراسات الضغط على مفتاح بأسرع ما يمكن عندما تظهر كلمة تصف خاصية تعبّر عن الانبساط ”extroversion“ (مثل “ثرثار” أو “حيويّ”) على الشاشة. كما طُلب منهم الضغط على نفس المفتاح بمجرد أن يروا كلمة على الشاشة تتعلق بأنفسهم (مثل اسمهم).

    كان عليهم أن يضغطوا على مفتاح مختلف بمجرد أن تظهر خاصية تصف الانطواء ”introversion“ (على سبيل المثال، “الهدوء” أو “الانسحاب”) أو عندما تتعلق الكلمة بشخص آخر (اسم شخص آخر). بالطبع، تم تبديل الكلمات والمجموعات على مدار العديد من عمليات الاختبار. إذا كان رد الفعل أسرع عندما تتبع كلمة متعلقة بالمشارك كلمة تدل على الانبساط، تم الافتراض أن الانبساط ربما يكون جزءً لا يتجزأ من الصورة الذاتية للشخص.




    تتوافق هذه الصورة الذاتية “الضمنية” بشكل ضعيف مع تقييمات الذات التي يتم الحصول عليها من خلال الاستبيانات. إن الصورة التي ينقلها الناس في الاستطلاعات ليس لها علاقة تذكر بردود أفعالهم السريعة على الكلمات التي لها ثقل عاطفي. وغالبًا ما تتنبأ الصورة الذاتية الضمنية للشخص بسلوكه الفعلي، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعصبيّة أو التواصل الاجتماعي ”sociability“.

    من ناحية أخرى، تعطي الاستبيانات معلومات أفضل حول سمات مثل الضمير أو الانفتاح على التجارب الجديدة. يوضح عالم النفس Mitja Back من جامعة مونستر ”Münster“ في ألمانيا أن الاستجاوبات المصممة لتحرّي ردود الفعل التلقائية تعكس المكونات العفوية أو المعتادة لشخصيتنا. من ناحية أخرى، يتطلب الوعي والفضول درجة معينة من التفكير وبالتالي يمكن تقييمهما بسهولة أكبر من خلال التفكير الذاتي.

    3. تخبر المظاهر الخارجية الكثير عنك للناس حولك.






    تشير الكثير من الأبحاث إلى أن أقرباءنا وأحبّاءنا يعرفوننا أكثر مما نعرف أنفسنا. كما أوضح عالم النفس سيمين فازير من جامعة كاليفورنيا، ديفيس، ”Simine Vazire of the University of California, Davis“ فإن شرطين على وجه الخصوص قد يمكّنان الآخرين من التعرف على حقيقة ذاتهم: أولًا، عندما يكونون قادرين على التعرف على صفة من خلال الخصائص الخارجية ”outward characteristics“، وثانيًا، عندما تملك الصفات طابعًا إيجابيًا أو سلبيًا واضحًا (مثلًا الذكاء والإبداع مرغوب فيهما، على العكس من عدم الأمانة والتمركز حول الذات) فإن تقييماتنا لأنفسنا تتماشى مع تقييمات الآخرين عندما يتعلق الأمر بالخصائص الحيادية.

    الخصائص الأكثر قابلية للقراءة من قبل الآخرين هي تلك التي تؤثر بشدة على سلوكنا. على سبيل المثال، عادةً ما يفضل الأشخاص المحبون للاختلاط التحدث والبحث عن رفقة؛ وغالبًا ما يتجلى نقص الأمان ”insecurity“ في سلوكيات مثل عصر اليد عند السلام ”handwringing“ أو تجنب النظر إلى عيون الآخر. على النقيض من ذلك، فإن السكينة هي صفة داخلية بشكل عام، وهي محتضنة داخل عقل الشخص ”قليلًا ما تتظاهر بسلوكيات“.

    نحن غالبًا ما نجهل تأثيرنا على الآخرين لأننا ببساطة لا نرى تعبيرات الوجه الخاصة بنا وإيماءاتنا ولغة جسدنا. بالكاد أدرك أن عيني التي ترمش، تشير إلى أني أشعر بالإجهاد أو أن الترهل ”slump“ في وضعية جسدي يعبّر عن مدى ثقل شيء ما على عاتقي. نظرًا لصعوبة ملاحظة أنفسنا، يجب أن نعتمد على ملاحظات الآخرين، خاصة أولئك الذين يعرفوننا جيدًا. من الصعب معرفة من نحن ما لم يخبرنا الآخرون بكيفية تأثيرنا عليهم. وهذه من ضمن أشياء لا تعرفها عن نفسك.


    المصدر:.ibelieveinsci
يعمل...
X