بحث فلسفي في جوهرالكلام عن «البدء من النهاية»..ديانا أيوب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بحث فلسفي في جوهرالكلام عن «البدء من النهاية»..ديانا أيوب



    أعمال مستمدة من نصوص فلاسفة العصر الإسلامي. تصوير: أحمد عرديتي
    المصدر:ديانا أيوب - دبي
    التاريخ: 24 أبريل 2013
    «البدء من النهاية».. بحث فلسفي في جوهر الكلام
    يعنى الفنان البريطاني إدريس خان بالتفاصيل الصغيرة، فنجده يحرص على أن تكون أعماله صغيرة التفاصيل والحجم، سواء النحتية أو الرسومات أو حتى الفيديو. هذا التوجه انعكس في معرضه الأخير «البدء من النهاية»، والذي افتتح أخيرا في غاليري ايزابيل فإن دين آيند، حيث عمل على اللون الأسود، ليشكل من خلال الحبر وطباعة الكلمات أشكالاً تجريدية تفتح أفق المخيلة على المفاهيم الميتافيزيقية والفلسفية. يتجاوز خان من خلال معرضه مبدأ الفن الملتزم بالكلاسيكية التي تعتمد على الريشة والألوان ليصل الى جوهر الكلام ومعناه، من خلال اعتماده على نصوص فلسفية في أعماله الـ‬10، ومقدماً بذلك الفكرة على التقنية.
    خان في سطور



    يعمل الفنان إدريس خان، الذي ولد في بريطانيا، على النحت والتصوير والفيديو، منطلقاً من المصادر الأدبية والموسيقية والتاريخية. يعتمد خان على التقنيات الحديثة ليوصل من خلالها أفكاراً، الأمر الذي يبرز نزوعه الى الفن المفاهيمي المحدد الثيمة. وقد عرض مجموعة من أعماله في متاحف دولية، وكذلك معارض دولية، ومنها التي عرضت في وتورث غاليري، ومانشستر، والسويد. كما شارك في معارض جماعية في لندن ونيو يورك، وغوغنهايم، وايفن لامبريت، ولديه مجموعة من الأعمال في المتاحف الدائمة، منها متحف سان فرانسيسكو للفن الحديث، ومتحف فيلاديلفيا للفنون، وسنتر جوجيوس بامبيدو في العاصمة الفرنسية باريس.
    تتشعب النصوص التي يطرحها خان في أعماله فيأخذ كل منها شكلاً تجريدياً مختلفاً، حيث تطبع النصوص عبر سطور متراصفة في وسط اللوحة لتشكل بلونها الأسود المطبوع على أوراق سوداء ما يشبه الخيال الذي لا يرى الا من مسافة بعيدة. وإن اعتماد خان على الحروف لم يكسب العمل أي نوع من المباشرة في الطرح، فهو يطبع الكلمات فوق بعضها بعضاً عبر طبقات كثيفة، وبعضها لاسيما المتمركز في وسط اللوحة، لا يتسم بالوضوح، بينما تقع الكلمات المقروءة عند أطراف اللوحة فقط. هذه الكلمات التي تقرأ تمنح المرء فكرة ملمة عن طبيعة النصوص التي اختارها خان، فقد انطلق من فلسفة الحياة والجمال والمرأة، البداية والنهاية، الكواكب والشمس، وكل ما يمكن ان يرتبط بحياة الانسان. أما التقنية التي طبعت فيها الكلمات، فتجعلها تبدو كأنها مختومة عبر الأختام التي تستخدم في التواقيع.

    نصوص فلسفية

    هذا التوجه في المعرض الذي يستمر حتى الخامس من مايو المقبل، يبرز ابتعاد خان عن تقنيات الفن، ونزوعه إلى أن يكون في مصاف أصحاب الأفكار الذين يهتمون بجوهر ما تحمله اللوحة. وقد عزز هذا التوجه نزوع خان إلى النصوص الفلسفية لتسعة من فلاسفة العصر الاسلامي، أمثال ابن رشد، والغزالي، وابن سينا.

    واستعان خان بترجمة النصوص الفلسفية إلى العربية، بمساعدة المسؤولة عن الفن الحديث والمعاصر الشرق أوسطي في المتحف البريطاني، لويزا ماكميلان. واستطاع من خلال هذه الاعمال أن يقودنا الى فلسفة المفاهيم الحياتية، فأعماله تحمل دعوة صريحة الى تحليل الوجود وعدم الاكتفاء بتلقيه من الخارج أو لعب أي دور في الحياة دون وجود عمق في تحليل كل ما يحيط الانسان. أما التوحد مع الذات فيتجلى من خلال التكرار، التقنية التي توجد لدى كل مستخدميها حالة من التوحد مع الذات، والوصول من خلالها الى التفكير بالخالق والكون والابحار في أعماق هذه العلاقات.

    على الرغم من ابتعاد خان عن الألوان في كل أعماله إلا أنه ومن خلال الطباعة التي استعان فيها بالحبر والألوان الزيتية عمل على احد جدران غاليري ايزابيل فان دين آيند، ليقدم عملاً جدارياً ضخماً منحه عنوان «جوهر هذا الوجود».

    هذا الجدار الذي نفذه خان ليس الاول، فقد قدم سابقاً ثلاثة أعمال على الجدران، وقد منحه خان لوني الأسود والأزرق في الطباعة، فكان أكثر أعماله وضوحاً في الشكل والهيئة. وقد يكون أبرز ما يدعو المتلقي للتفكير في هذه الأعمال هو البداية والنهاية وهو العنوان الذي حمله المعرض، حيث إنه حتى ومع أكثر الأعمال وضوحا، يصعب تحديد نقطة البدء او الانتهاء في العمل.

    يقدم خان من خلال هذا الأسلوب دعوة الى الابحار داخل الذات واين تقع بدايتها ونهايتها، ويطرح مفهوم اللامتناهي في الحياة، الأفكار، البشر، القيم، الحب، الفرح، كل هذه المشاعر وكل القيم يصعب تحديدها، فهي تحمل صفة اللامتناهي.
يعمل...
X