معاوية بن ابي سفيان .. كتاب مائة أوائل من تراثنا ، الكاتب عبد الهادي حرصوني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معاوية بن ابي سفيان .. كتاب مائة أوائل من تراثنا ، الكاتب عبد الهادي حرصوني

    معاوية بن ابي سفيان

    [ ت : ٦٠ ه / ٦٨٠ م ]

    إن الله تبارك وتعالى بعث محمداً من مكة ثم إنه لم يرضها له داراً حتى نقله إلى المدينة ، وكانت المدينة داره وقراره إلى أن أدركته الوفاة لا ، والمدينة موضع قبره ومنزله ومنبره ، ثم صار الأمر من بعده إلى أبي بكر ثم إلى عمر ، ثم إلى عثمان - رضي الله عنهم - - فلما قتل أهل المدينة عثمان ، انتقلت الخلافة إلى الشام ، والشام دار الخلافة ) الحصين بن نمير السكوني )

    معاوية هو ابن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ، وكان أبو سفيان كبير رجالات بني أميه ، وأكثرهم ثروة ، وكان قائد القوافل التجارية المكية ، لذلك عند من أرفع زعماء مكة القرشيين ، وهو الذي تزعم قبيلة قريش ، وقاد جندها بعد الهجرة ، وقد أسلم يوم فتح مكة ، واعتبر من المؤلفة قلوبهم . وكان أبو سفيان رجلا مزواجاً ، وكانت هند بنت عتبة إحدى شهيرات نساء قريش ، فتزوجها أبو سفيان ، فكان ثالث أزواجها وآخرهم ، وكان معاوية أول ولد أنجبته لأبي سفيان ، وحدث ذلك قبل البعثة بعامين ، وفي مكة نشأ معاوية ، وتأثر بأبيه ، لكن أثر أمه فيه كان
    أشد وأعمق ، وأسلم معاوية مع أبيه و عام الفتح ، فكان يقال له الطليق بن الطليق

    وقد فقد أبو سفيان مع بني أمية سلطانهم حين فتحت مكة ، لكن النبي أحسن معاملتهم وعثين رجالاتهم في مراكز بارزة في إدارة الدولة ، وهكذا صار معاوية أحمد كتاب الوحي ، وبعد وفاة الذي توجه إلى الشام تحت لواء أخيه يزيد بن أبي سفيان ، الذي قاد أحد الجيوش الثلاثة التي أرسلها أبو بكر إلى الشام وبعد وفاة أبي بكر ، وعندما أصبح عمر خليفة ، جعل يزيداً واليا على أحد أقسام بلاد الشام سنة ١٨ هـ / ٦٣٩ م عين وبعد وفاة یزید مكانه معاوية وكان معاوية داهية من الرجال موصوفا بجزالة الرأي ، والحلم والأناة والسخاء ، وكان عمر إذا نظر إليه يقول : هذا كسرى العرب ) . وعقب مقتل عمر ، وفي عهد عثمان ، وهو أحد أقارب معاوية ، فوض إليه حكم جميع بلاد الشام ، ثم أضاف إليه ولاية الجزيرة سنة ٢٥هـ / ٦٤٥ ، وولاية الجزيرة كان أقامها عمر لتفصل بين العراق والشام ، وتوازن وتصل ، ذلك أنهما بلدان لهما تاريخ قديم مشترك تحكمت فيه عوامل عديدة أولاها جغرافية ، تمثلت بحرمان العراق من منفذ على المتوسط ، لذلك كان تاريخ البلدان عبارة عن صراعات مستمرة ومعارك على سبيل المثال نجد من المدهش أنه بعد الهجرة بسنوات قلائل انتصرت بيزنطة على فارس في معركة نينوى قرب الموصل ، ثم بعد فترة وجيزة ، وفي ظل الإسلام ، بعد ضم اقليم الجزيرة لحكم والي الشام معاوية ، وزوال أداة الوصل والفصل والتوازن هذة ، قامت معركة طاحنة ، صفين الشهيرة بين الشام والعراق ...
    مملكة لقد أتاحت الأزمات التي حدثت في عهد عثمان الفرصة أمام معاوية لا لينفرد بحكم الشام ، بل ليظهر بمظهر الحاكم المطلق لهذه الولاية وبعد مصرع عثمان استغل معاوية ذلك لصالحه خیر استغلال ، فتصدى للخليفة الجديد ، وتزعم جماعة المطالبين بدم عثمان ، فكانت معركة صفين ثم قضية التحكيم . وتبع ذلك انشغال علي بأمور العراق ، ثم اغتياله على يد أحمد الخوارج ، ثم تنازل الحسن بن علي له ، ومكن هذا كله معاوية من استحواذ المركز الأول في ديار الإسلام ، وجعله قادراً على أن يوقع الهزيمة بني هاشم ، ويعيد زعامة أسرته ، ويقيم وراثية عاشت قرابة قرن هذا وقد أسهب المؤرخون في الحديث عن معاوية ، فوصفوا شخصيته الفذة ، فذكروا أن أبرز ما كان يميزها الحلم ، والدهاء ، وحسن السياسة ، والكرم ، وهذه الصفات ما تزال مقترنة باسم معاوية حتى هذا اليوم ، وليس ثمة شك أن صفاتاً كهذه مع ما تميز به الرجل من طموح كبير كانت وراء نجاحه في بلوغ أهدافه ، ولقد أعطت مواهبه في الحكم ثمارها خلال الفترة الطويلة التي حكم فيها الشام ، وهي طويلة امتدت عبر ثلاثة من الخلفاء الراشدين، استطاع خلالها تأكيد سلطانه ، وبناء جيش قوي مطواع بقوة السلاح استولى معاوية على السلطة ، الخلافة ، وأسس أسرة مالكة ، وليس بموجب أي حق شرعي مسوغ ، أو دعوى قانونية صحيحة ، لذلك لاقى حكمه وحكم أسرته معارضة شديدة دائمة ، فاضطر إلى الابقاء على استخدام القوة المسلحة ، وكان لهذا نتائج في غاية الخطورة ، لعل من أهمها زيادة عدد الجند الشامي ، وزيادة نفق اته ، مما سبب تسخير موارد فترة وانتزع لنفسه منصب
    وجري الجند وراء الربح السريع، أثر على سياسة الفتوح ، ويمكنه أن يفسر صورة الخط البياني لها ، ويعلل ما آلت إليه الأمور ، كما أن استئثار الجند الشامي بموارد الدولة جعل قوات بقية الأمصار خاصة في العراق تثور بشكل حاد ، لهذا كان العراق الشغل الشاغل للحكم ، ووجد هذا الحكم أن مشكلة المعارضة العراقية لا تحل إلا بنفي جنده إلى خراسان وفعلا حدث هذا ، وأوجد هذا النفي في خراسان قواتا ساخطة ، ستتمكن في المستقبل من إسقاط الدولة الأموية تحت لواء أبي مسلم الخراساني . الأموي

    الدولة له ، ونظراً لوجود الإلحاح المالي الدائم ، فقد اضطرت الدولة إلى حرمان معظم فئات الجند غير الشامي ، ثم اضطرت إلى انتهاج سياسة مالية قاسية فيها استغلال وحيف ، والحاجة إلى المال كانت وراء عدد من الثورات ، ووراء عدم التشجيع على الدخول في الإسلام شعوب الأمم المفتوحة

    وزيادة الاعتماد على الجند الشامي، سبب تدخل هذا الجند في شؤون الدولة ، ونظراً لأن هذا الجند جاء من قبائل الشام العربية ، فقد عظم دور هذه القبائل ، وتحول قادتها إلى ارستقراطية خاصة ، وقام تناحر بين هؤلاء القادة ، وتكونت بالشام قوى متصارعة على التحكم بالسلطة ) وهو ما سيدعى بالعصبية القبلية )

    ثم إن الاعتماد الأموي على الجند ، لم يكسب حكم هذه الأسرة صفة الشرعية ، كما حدث للخلافة العباسية فيما بعد ، وباتت منية الدولة مرتبطة بقوة الجند الشامي وتماسكة واخلاصه ، وكان حدوث أي خلل سيؤدي إلى الدمار

    واتخذ معاوية من الشام مقراً لخلافته ، وهذه البلاد بحكم موقعها


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠١.٥٢_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	66.8 كيلوبايت 
الهوية:	72579 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠١.٥٣_1.jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	72.3 كيلوبايت 
الهوية:	72580 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠١.٥٣ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	74.0 كيلوبايت 
الهوية:	72581 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠١.٥٤_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	69.4 كيلوبايت 
الهوية:	72582 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠١.٥٤ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	57.6 كيلوبايت 
الهوية:	72583

  • #2
    Muawiyah bin Abi Sufyan [T: 160 / 680 AD]

    God, Blessed and Exalted be He, sent Muhammad from Mecca, then He did not please him with a home until he moved him to Medina, and Medina was his home and his residence until death overtook him. - May God be pleased with them - - When the people of Madinah killed Uthman, the caliphate moved to the Levant, and the Levant is the abode of the caliphate (Al-Husayn bin Numayr al-Sakuni)

    Muawiyah is the son of Abi Sufyan Sakhr bin Harb bin Umayyah bin Abd Shams bin Abd Manaf bin Qusai bin Kilab, and Abu Sufyan was the chief of the Umayyad men, and the most wealthy of them. Quraish, and led its army after the migration, and he converted to Islam on the day of the conquest of Mecca, and he was considered one of those whose hearts were to be reconciled. Abu Sufyan was a married man, and Hind bint Utbah was one of the famous women of Quraysh, so Abu Sufyan married her, and he was her third and last husband. He was
    Stronger and deeper, and Muawiyah embraced Islam with his father and in the year of the conquest, so he was called Al-Taliq bin Al-Taliq

    Abu Sufyan and the Umayyads lost their authority when Mecca was conquered, but the Prophet treated them well and appointed their men to prominent positions in the administration of the state, and thus Muawiya Ahmed became the Book of Revelation, and after the death of the one who headed to the Levant under the banner of his brother Yazid bin Abi Sufyan, who led one of the armies The three that Abu Bakr sent to the Levant, and after the death of Abu Bakr, and when Umar became caliph, he made Yazid the ruler of one of the divisions of the Levant in the year 18 AH / 639 AD. When Omar looked at him, he would say: This is Chosroes of the Arabs. After the killing of Umar, and during the reign of Othman, who was one of Muawiyah’s relatives, he delegated to him the rule of all the countries of the Levant, then he added to it the state of the Jazira in the year 25 AH / 645, and the state of the Jazira was established by Umar to separate Iraq and the Levant, balance and connect, because they are two countries that have a common ancient history It was controlled by many factors, the first of which was geography, which was represented by depriving Iraq of an outlet on the Mediterranean, so the history of the countries consisted of continuous conflicts and battles. In the shadow of Islam, after the annexation of the Jazira region to the rule of Muawiya, the governor of Sham, and the demise of this tool of connection, separation and balance, a fierce battle took place, the famous Siffin between the Levant and Iraq.....!
    Kingdom The crises that occurred during the era of Uthman provided an opportunity for Muawiyah not to rule alone in the Levant, but to appear as the absolute ruler of this state. . This was followed by Ali's preoccupation with the affairs of Iraq, then his assassination at the hands of Ahmad al-Khawarij, then al-Hasan ibn Ali abdicated to him, and all of this enabled Muawiyah to take over the first place in the lands of Islam, and made him able to inflict defeat on Banu Hashim, and restore the leadership of his family, and establish a hereditary family that lived kinship This century, historians spoke at length about Muawiyah, describing his unique personality, and they mentioned that the most prominent features that distinguished him were dreaminess, shrewdness, good policy, and generosity, and these qualities are still associated with the name of Muawiyah to this day, and there is no doubt that such qualities are in addition to what distinguished him. A man of great ambition was behind his success in achieving his goals, and his talents in governance bore fruit during the long period in which he ruled the Levant, a long period that extended through three of the Rightly Guided Caliphs, during which he was able to assert his authority and build a strong army that was obedient to the force of arms, when Muawiya seized power. The caliphate, and the foundations of a royal family, and not according to any justified legal right, or a valid legal claim, so his rule and the rule of his family met with permanent strong opposition, so he was forced to keep using armed force, and this had extremely dangerous results, perhaps the most important of which is the increase in the number of the Levantine army, and tunnel increase He came, causing him to harness the resources of a period and grab himself the position of
    And the running of the soldiers after the quick profit affected the policy of the conquests, and it can explain the picture of the graph of it, and justify the way things turned out, just as the Levantine army’s monopoly on the resources of the state made the forces of the rest of the cities, especially in Iraq, revolt sharply. This judgment found that the problem of the Iraqi opposition could not be solved except by deporting his army to Khurasan, and indeed this happened, and this exile created disaffected forces in Khurasan, who will be able in the future to overthrow the Umayyad state under the banner of Abu Muslim al-Khorasani. Umayyad

    The state belongs to him, and due to the constant financial urgency, the state was forced to deprive most categories of the non-Syrian army, then it was forced to pursue a harsh financial policy in which there was exploitation and injustice, and the need for money was behind a number of revolutions, and behind not encouraging the entry into Islam of the peoples of the conquered nations

    Increasing reliance on the Levantine army is the reason for the intervention of this soldier in the affairs of the state, and given that this soldier came from the Arab tribes of Levant, the role of these tribes has been magnified, and their leaders have turned into a special aristocracy, and rivalry has arisen between these leaders, and conflicting forces have formed in the Levant over control of power. This will be called tribalism.

    Moreover, the Umayyad reliance on the soldiers did not give the rule of this family the status of legitimacy, as happened to the Abbasid caliphate later on, and the state’s will became linked to the strength, cohesion and loyalty of the Shami soldiers, and the occurrence of any defect would lead to destruction

    And Mu`awiyah took the Levant as the seat of his caliphate, and this country is due to its location

    تعليق

    يعمل...
    X