بتهوفن (لودفيغ فان)
Beethoven (Ludwig van-) - Beethoven (Ludwig van-)
بتهوفن (لودفيغ فان ـ)
(1770 ـ 1827)
لودفيغ فان بتهوفن Ludwig Van Beethoven مؤلف موسيقي ألماني ولد في بون وتوفي في فيينة، وهو من أصل فلمنكي. كان والده مغنياً في الكنيسة، فلقّن ابنه لودفيغ الدروس الأولى في الموسيقى، وقسى عليه في التدرب على العزف على البيانو والكمان ليجعل منه «الطفل المعجزة» كما كان يلقب موزارت Mozart سابقاً. واستمر لودفيغ يتلقى دروس العزف على البيانو والأرغن Organ على يد كثير من الأساتذة حتى بلغ الإتقان في الأداء، فتنوعت بذلك أساليب تعليمه بتعدد أساتذته. وكانت أبرز مواهبه «الارتجال»[ر]. ويعود الفضل في تربية بتهوفن الموسيقية إلى المؤلف الموسيقي وعازف الأرغن كريستيان نيفه (1748-1798) C.Neefe وأوحى إليه بـ «الأسلوب العاطفي» لكارل فيليب إيمانويل باخ C.Ph.E.Bach، الابن الثاني ليوهان سباستيان باخ J.S.Bach. وأتاحت لبتهوفن ملازمته لعائلة فون برونينغ Von Bruning مناقشة الحياة الأدبية لشعراء وفلاسفة معاصرين له، مما فتح أمام بتهوفن مجالات واسعة في عوالم الموسيقى والأدب والفلسفة. وكانت الابنة ليونورا برونينغ، تلميذته، أفضل أصدقائه المخلصين. واتخذه فرانتز M.Franz، أسقف بون، عازفاً على الأرغن في الكنيسة، ثم أرسله إلى فيينة لمتابعة دراسته الموسيقية على يد موزارت الذي استمع إليه وبارك موهبته. ثم تابع بتهوفن، بعد وفاة موزارت بعام واحد، دراسته الموسيقية على يد هايدن Haydn وغيره من الموسيقيين. وكان بتهوفن سيئ الظن بمعلميه فكان ينتقل من أستاذ إلى آخر لأنه كان يتوق إلى المزيد من المعلومات.
عاش بتهوفن بقية حياته في فيينة، وقد فتح الدعم المادي والأدبي من الكونت فالدشتاين Waldstein أمامه أبواب القصور ومهد له سبل الاندماج في الحياة مؤلفاً موسيقياً وعازفاً للبيانو. كما كان الأمير ليشنوفسكي K.Lichnowsky، مع أسرته، نصيراً له ومشجعاً للموسيقى مما أتاح الفرصة أمام بتهوفن لإظهار عبقريته في الحفلات التي كانت تقام في قصر الأمير، وصار نداً لجهابذة الفن والعلم والأدب في عصره. ومع أنه عاش في ذلك القصر سنوات عدة، فقد خرج عن تقاليد القصر المتبعة التي التزمها موزارت وهايدن وغيرهما. وفي عام 1796 قام بتهوفن بعدة جولات موسيقية في الكثير من المدن الأوربية وشاعت موسيقاه فيها ولاقت نجاحاً باهراً.
كانت بداية آلام السمع في أذني بتهوفن، منذ عام 1798 سبباً في عدم قدرته على سماع جميع الأصوات. وقد بلغ الصمم عنده أقصاه عام 1815، وعجز عن قيادة الأوركسترا (الفرقة الموسيقية) يوم حفل افتتاح أوبراه الوحيده «فيديليو» (1814) Fidelio، فانقطع عن المشاركة في الأنشطة الموسيقية العامة، ولم يستطع مشاركة الناس في سماع ألحانه، وقد دفع اليأس به إلى التفكير بالانتحار.
كان قلب بتهوفن جياشاً بعواطف الحب والمشاعر الإنسانية، ولم يفلح في أن يجد زوجاً له، وعاش حياته عاشقاً بائساً. وقد اشترك في تشييع جنازته ما يربو على عشرين ألف نسمة. وفي عام 1888 وضع رفاته في تابوت خاص وأحكم إغلاقه بثلاثة أقفال من الذهب ونقل إلى مقبرة العظماء في فيينة.
كانت ألحان بتهوفن حرة طليقة في ابتكاراتها، وكان لكل عمل من أعماله صيغته وبناؤه الخاصان به، وقد جعلته هذه الطريقة الفردية والشخصية في الابتكار قريباً من الحركة الإبداعية Romanticism التي سادت معظم القرن التاسع عشر، كما جعلت منه شخصية فردية لأنه كان يستمد موضوعات عميقة لموسيقاه نابعة من أغوار تجاربه الذاتية، إذ كان لصممه الأثر الكبير في مؤلفاته، وهذا ما يفسر الصرخات المتعددة في ألحانه التي امتازت بالقسوة والتحدي والانفعال، فأعطى تلك الألحان طابعاً مميزاً خاصاً به. وهكذا، ابتدع بتهوفن لنفسه أسلوباً مميزاً ساعد على انطلاقة قوية ذاتية لم يعرفها زملاؤه التقليديون، ففتح الباب على مصراعيه للتجديد والتحديث. ومع أنه كان يعيش في كنف الطبقات الأرستقراطية، فقد كان يعشق الحرية. ففي سمفونيته الثالثه (1804) التي أهداها إلى نابليون بونابرت، في بادئ الأمر، تقديراً لبطولته ودفاعه عن الحرية، ثم مزق الإهداء حين أعلن نابليون نفسه امبراطوراً فاستبدل العنوان «البطولة» Eroica بإهدائه الأول «إلى ذكرى رجل عظيم». إن ألحان بتهوفن تعابير شديدة التركيز مشحونة بطاقة كبيرة تتضمن كل ما ينبثق عنها ولا تنكشف إلا عند تفاعل اللحن. فقد لخّص مطلع سمفونيته الخامسة (1808) بجملة موسيقية قصيرة جداً مؤلفة من ثلاث علامات سريعة تليها علامة طويلة (القدر يقرع الباب). فمن هذه النقرات (العلامات) الأربع المتتالية بنى بتهوفن الحركة[ر. السوناتا] الأولى من سمفونيته ولخّص بها صراعه مع القدر، وقدم للعالم سمفونية من أشد الألحان تركيزاً وإعجازاً في التصميمات السمفونية. وأفرد سمفونية كاملة، السادسة «الريفية» Pastorale، لحبه وافتتانه بالطبيعة فجاءت بسيطة معبرة، فرسمها بالأصوات والنغمات. وتتألف هذه السمفونية من خمس حركات تمثل أجمل لوحة تصويرية للطبيعة في تاريخ الموسيقى. وقد استعار المخرج السينمائي الأمريكي والت ديزني W.Disney بعض ألحان هذه السمفونية في فيلمه الشهير «فانتازيا» Fantasia موضحاً لها برسوم حركية تحاكي أفكار بتهوفن الموسيقية، وتعد أول سمفونية اشتملت قصة أو موضوعاً محدداً فيما يسمى بـ «البرنامج الموسيقي» Program Music الذي سار على هداه، فيما بعد، مؤلفون موسيقيون كثيرون مثل ليست Liszt، وبرليوز Berlioz، وريتشارد شتراوس R.Strauss. وجاء «نشيد السعادة» الذي وضعه الشاعر الألماني شيلر ملائماً لآمال بتهوفن فضمنّه الحركة الأخيرة بلحن جميل وبسيط ليختم به سمفونيته التاسعة. وضرب بتهوفن صفحاً عن «رقصة المنويت» Minuet [ر.الصيغ الموسيقية] في السوناتا والسمفونية واستخدم عوضاً عنها «السكيرتْسو» (المداعبة أو المزاح) Scherzo وهي حركة رشيقة ثلاثية الإيقاع كالمنويت.
مراحل أعمال بتهوفن
من الشائع تقسيم مؤلفات بتهوفن الموسيقية إلى ثلاث مراحل متتالية:
تتصف المرحلة الأولى، التي تنتهي عام 1799، بالدراسة والإعداد. وتبدو تأثيرات هايدن وموزارت الاتباعية Classicism واضحة في أعمال هذه المرحلة، هذا إضافة إلى آثار الانفعالات النفسية العميقة التي سببتها له كارثة بداية صممه. وتعد السوناتا «المؤثرة» Pathétique للبيانو من روائع إنتاج هذه المرحلة.
أما المرحلة الثانية (1800-1814) فكانت فترة النضج، ويبدو فيها توجّه بتهوفن نحو الإبداعية وأحدث فيها قفزة سريعة في إنتاجه الموسيقي، إذ يلمس الفرق واضحاً في أسلوبه بين المرحلتين الأولى والثانية. وقد كتب الكثير من أعماله الشهيرة في هذه المرحلة مثل سمفونياته السبع، بعد الأولى، وحوارياته (كونشرتو) Concerto الثلاث الأخيرة للبيانو مع الأوركسترا (من أصل خمس حواريات) وحوارية الكمان، والحوارية المثلثة للكمان والتشيلّو Cello[ر.الكمان] والبيانو، وأوبرا فيديليو، وبعض السوناتات للبيانو مثل «في ضوء القمر» Moonlight، و«ذات الشغف أو المنفعلة» Appassionata، و«الفالدشتاين»، و«الوداع» Les Adieux.
أما المرحلة الثالثة التي تبدأ عام 1815 حتى وفاته فهي فترة الاكتمال. كتب بتهوفن في هذه المرحلة عدداًَ من القطع الموسيقية تعد في قمة أعماله، من أشهرها: السمفونية التاسعة، و«القداس الحافل» Missa Solennis [ر.الأنشودة الدينية]، ورباعيات Quartet وترية وسوناتات عدة للكمان وللتشيلو وللبيانو.
مؤلفات بتهوفن
بدأ بتهوفن مزاولة الموسيقى في سن العاشرة. وكان بطيئاً في نتاجه الموسيقي قياساً إلى سابقيه، وذلك بأنه كان يفكر أكثر من غيره من المؤلفين الموسيقيين في اختيار الألحان الملهمة له. وقد استغرق إنجاز كثير من أعماله سنوات عدة مثل السمفونية التاسعة (سبع سنوات)، والقداس الجنائزي (خمس سنوات)، وأربع افتتاحيات Overture لأوبراه أنجزها في تسع سنوات. وكتب ألحاناً في أنواع متعددة من الصيغ الموسيقية يذكر منها (إضافة إلى ما ورد): سبع افتتاحيات منها «كوريولان» (1807) Coriolan، و«إيغمونت» (1810) Egmont، و«فانتازيا» للبيانو والجوقة الغنائية مع الأوركسترا (1808)، و32 سوناتا للبيانو، و17 رباعية وترية، وبعض أغاني «الليد» Lied [ر.الأغنية]، وبعض القطع الموسيقية المختلفة لآلات منفردة وللأوركسترا، وينسب بعضهم اكتشاف مخططات لسمفونية عاشرة له.
حسني الحريري
Beethoven (Ludwig van-) - Beethoven (Ludwig van-)
بتهوفن (لودفيغ فان ـ)
(1770 ـ 1827)
لودفيغ فان بتهوفن Ludwig Van Beethoven مؤلف موسيقي ألماني ولد في بون وتوفي في فيينة، وهو من أصل فلمنكي. كان والده مغنياً في الكنيسة، فلقّن ابنه لودفيغ الدروس الأولى في الموسيقى، وقسى عليه في التدرب على العزف على البيانو والكمان ليجعل منه «الطفل المعجزة» كما كان يلقب موزارت Mozart سابقاً. واستمر لودفيغ يتلقى دروس العزف على البيانو والأرغن Organ على يد كثير من الأساتذة حتى بلغ الإتقان في الأداء، فتنوعت بذلك أساليب تعليمه بتعدد أساتذته. وكانت أبرز مواهبه «الارتجال»[ر]. ويعود الفضل في تربية بتهوفن الموسيقية إلى المؤلف الموسيقي وعازف الأرغن كريستيان نيفه (1748-1798) C.Neefe وأوحى إليه بـ «الأسلوب العاطفي» لكارل فيليب إيمانويل باخ C.Ph.E.Bach، الابن الثاني ليوهان سباستيان باخ J.S.Bach. وأتاحت لبتهوفن ملازمته لعائلة فون برونينغ Von Bruning مناقشة الحياة الأدبية لشعراء وفلاسفة معاصرين له، مما فتح أمام بتهوفن مجالات واسعة في عوالم الموسيقى والأدب والفلسفة. وكانت الابنة ليونورا برونينغ، تلميذته، أفضل أصدقائه المخلصين. واتخذه فرانتز M.Franz، أسقف بون، عازفاً على الأرغن في الكنيسة، ثم أرسله إلى فيينة لمتابعة دراسته الموسيقية على يد موزارت الذي استمع إليه وبارك موهبته. ثم تابع بتهوفن، بعد وفاة موزارت بعام واحد، دراسته الموسيقية على يد هايدن Haydn وغيره من الموسيقيين. وكان بتهوفن سيئ الظن بمعلميه فكان ينتقل من أستاذ إلى آخر لأنه كان يتوق إلى المزيد من المعلومات.
كانت بداية آلام السمع في أذني بتهوفن، منذ عام 1798 سبباً في عدم قدرته على سماع جميع الأصوات. وقد بلغ الصمم عنده أقصاه عام 1815، وعجز عن قيادة الأوركسترا (الفرقة الموسيقية) يوم حفل افتتاح أوبراه الوحيده «فيديليو» (1814) Fidelio، فانقطع عن المشاركة في الأنشطة الموسيقية العامة، ولم يستطع مشاركة الناس في سماع ألحانه، وقد دفع اليأس به إلى التفكير بالانتحار.
كان قلب بتهوفن جياشاً بعواطف الحب والمشاعر الإنسانية، ولم يفلح في أن يجد زوجاً له، وعاش حياته عاشقاً بائساً. وقد اشترك في تشييع جنازته ما يربو على عشرين ألف نسمة. وفي عام 1888 وضع رفاته في تابوت خاص وأحكم إغلاقه بثلاثة أقفال من الذهب ونقل إلى مقبرة العظماء في فيينة.
كانت ألحان بتهوفن حرة طليقة في ابتكاراتها، وكان لكل عمل من أعماله صيغته وبناؤه الخاصان به، وقد جعلته هذه الطريقة الفردية والشخصية في الابتكار قريباً من الحركة الإبداعية Romanticism التي سادت معظم القرن التاسع عشر، كما جعلت منه شخصية فردية لأنه كان يستمد موضوعات عميقة لموسيقاه نابعة من أغوار تجاربه الذاتية، إذ كان لصممه الأثر الكبير في مؤلفاته، وهذا ما يفسر الصرخات المتعددة في ألحانه التي امتازت بالقسوة والتحدي والانفعال، فأعطى تلك الألحان طابعاً مميزاً خاصاً به. وهكذا، ابتدع بتهوفن لنفسه أسلوباً مميزاً ساعد على انطلاقة قوية ذاتية لم يعرفها زملاؤه التقليديون، ففتح الباب على مصراعيه للتجديد والتحديث. ومع أنه كان يعيش في كنف الطبقات الأرستقراطية، فقد كان يعشق الحرية. ففي سمفونيته الثالثه (1804) التي أهداها إلى نابليون بونابرت، في بادئ الأمر، تقديراً لبطولته ودفاعه عن الحرية، ثم مزق الإهداء حين أعلن نابليون نفسه امبراطوراً فاستبدل العنوان «البطولة» Eroica بإهدائه الأول «إلى ذكرى رجل عظيم». إن ألحان بتهوفن تعابير شديدة التركيز مشحونة بطاقة كبيرة تتضمن كل ما ينبثق عنها ولا تنكشف إلا عند تفاعل اللحن. فقد لخّص مطلع سمفونيته الخامسة (1808) بجملة موسيقية قصيرة جداً مؤلفة من ثلاث علامات سريعة تليها علامة طويلة (القدر يقرع الباب). فمن هذه النقرات (العلامات) الأربع المتتالية بنى بتهوفن الحركة[ر. السوناتا] الأولى من سمفونيته ولخّص بها صراعه مع القدر، وقدم للعالم سمفونية من أشد الألحان تركيزاً وإعجازاً في التصميمات السمفونية. وأفرد سمفونية كاملة، السادسة «الريفية» Pastorale، لحبه وافتتانه بالطبيعة فجاءت بسيطة معبرة، فرسمها بالأصوات والنغمات. وتتألف هذه السمفونية من خمس حركات تمثل أجمل لوحة تصويرية للطبيعة في تاريخ الموسيقى. وقد استعار المخرج السينمائي الأمريكي والت ديزني W.Disney بعض ألحان هذه السمفونية في فيلمه الشهير «فانتازيا» Fantasia موضحاً لها برسوم حركية تحاكي أفكار بتهوفن الموسيقية، وتعد أول سمفونية اشتملت قصة أو موضوعاً محدداً فيما يسمى بـ «البرنامج الموسيقي» Program Music الذي سار على هداه، فيما بعد، مؤلفون موسيقيون كثيرون مثل ليست Liszt، وبرليوز Berlioz، وريتشارد شتراوس R.Strauss. وجاء «نشيد السعادة» الذي وضعه الشاعر الألماني شيلر ملائماً لآمال بتهوفن فضمنّه الحركة الأخيرة بلحن جميل وبسيط ليختم به سمفونيته التاسعة. وضرب بتهوفن صفحاً عن «رقصة المنويت» Minuet [ر.الصيغ الموسيقية] في السوناتا والسمفونية واستخدم عوضاً عنها «السكيرتْسو» (المداعبة أو المزاح) Scherzo وهي حركة رشيقة ثلاثية الإيقاع كالمنويت.
مراحل أعمال بتهوفن
من الشائع تقسيم مؤلفات بتهوفن الموسيقية إلى ثلاث مراحل متتالية:
تتصف المرحلة الأولى، التي تنتهي عام 1799، بالدراسة والإعداد. وتبدو تأثيرات هايدن وموزارت الاتباعية Classicism واضحة في أعمال هذه المرحلة، هذا إضافة إلى آثار الانفعالات النفسية العميقة التي سببتها له كارثة بداية صممه. وتعد السوناتا «المؤثرة» Pathétique للبيانو من روائع إنتاج هذه المرحلة.
أما المرحلة الثانية (1800-1814) فكانت فترة النضج، ويبدو فيها توجّه بتهوفن نحو الإبداعية وأحدث فيها قفزة سريعة في إنتاجه الموسيقي، إذ يلمس الفرق واضحاً في أسلوبه بين المرحلتين الأولى والثانية. وقد كتب الكثير من أعماله الشهيرة في هذه المرحلة مثل سمفونياته السبع، بعد الأولى، وحوارياته (كونشرتو) Concerto الثلاث الأخيرة للبيانو مع الأوركسترا (من أصل خمس حواريات) وحوارية الكمان، والحوارية المثلثة للكمان والتشيلّو Cello[ر.الكمان] والبيانو، وأوبرا فيديليو، وبعض السوناتات للبيانو مثل «في ضوء القمر» Moonlight، و«ذات الشغف أو المنفعلة» Appassionata، و«الفالدشتاين»، و«الوداع» Les Adieux.
أما المرحلة الثالثة التي تبدأ عام 1815 حتى وفاته فهي فترة الاكتمال. كتب بتهوفن في هذه المرحلة عدداًَ من القطع الموسيقية تعد في قمة أعماله، من أشهرها: السمفونية التاسعة، و«القداس الحافل» Missa Solennis [ر.الأنشودة الدينية]، ورباعيات Quartet وترية وسوناتات عدة للكمان وللتشيلو وللبيانو.
مؤلفات بتهوفن
بدأ بتهوفن مزاولة الموسيقى في سن العاشرة. وكان بطيئاً في نتاجه الموسيقي قياساً إلى سابقيه، وذلك بأنه كان يفكر أكثر من غيره من المؤلفين الموسيقيين في اختيار الألحان الملهمة له. وقد استغرق إنجاز كثير من أعماله سنوات عدة مثل السمفونية التاسعة (سبع سنوات)، والقداس الجنائزي (خمس سنوات)، وأربع افتتاحيات Overture لأوبراه أنجزها في تسع سنوات. وكتب ألحاناً في أنواع متعددة من الصيغ الموسيقية يذكر منها (إضافة إلى ما ورد): سبع افتتاحيات منها «كوريولان» (1807) Coriolan، و«إيغمونت» (1810) Egmont، و«فانتازيا» للبيانو والجوقة الغنائية مع الأوركسترا (1808)، و32 سوناتا للبيانو، و17 رباعية وترية، وبعض أغاني «الليد» Lied [ر.الأغنية]، وبعض القطع الموسيقية المختلفة لآلات منفردة وللأوركسترا، وينسب بعضهم اكتشاف مخططات لسمفونية عاشرة له.
حسني الحريري