وقواعد للزحف المنظم ، وكانت أسلحتهم خفيفة ، ومؤنهم قليلة للغاية ، وبكلمة موجزة ، كانت قوات أبي بكر قواتــــا غير نظامية ، وغير محترفة ، وقع عليها واجب قتال الجيوش النظامية لأعرق الامبراطوريات في معرفة فنون القتال والزحف والتعبئة ، ولهذا كانت أولى مهام القوات العربية تمزيق تجمع القوات المعادية ، ثم إنهاك هذه القوات ، وإضعاف معنوياتها ، وأخيراً إنزال ضربة قاصمة وسريعة بها ، وكان هذا ما حصل في الشام بشكل خاص
فإلى الشام أرسل أبو بكر قواته على شكل مجموعات صغيرة لتعيث في كل بقعة وتدمرها ، ولتجبر قوات بيزنطة على التمزق والملاحقة للعدو بدون فائدة ، وكانت القوات العربية تتجمع بين آونة وأخرى لتنزل ضربات كبيرة بالقوات البيزنطية ، وهكذا فقد اصطدمت القوات العربية بقوات بيزنطة في أكثر من معركة كبيرة ، كانت كلها مقدمة المعركة فاصلة وقعت في اليرموك
إن عمل الوحدات الصغيرة ، ضد الجيش النظامي البيزنطي ، لم يوجد حلا لمشاكل التموين ، وأربك العدو فقط ، لكن مكن أيضاً من جمع معلومات عن الأرض والعدو ، كما سهل فصل المحكومين الرعية ، عن الحكام بعدما أظهر عجز هؤلاء الحكام ، وهذا ما يعلل كثرة المعاهدات التي صنعها العرب مع حكام القرى والجماعات الصغيرة والمتوفرة أخبارها في المصادر ، ثم فوق هذا كله إن الغارات المتوالية لاشك قد بثت الرعب في صفوف الخصم وأنزلت معنويات جنده إلى الحضيض ، وجاء ذلك تطبيقاً لقوله لال لاله : نصرت بالرعب من مسيرة شهر. العاص توجه من المدينة سالكا الطريق الموازي لشاطىء البحر الأحمر نحو فلسطين من جنوبها ، بينما ملك بیدو أن جيش عمرو بن
الجيشان الآخران طريق المدينة ، تبوك ، معان ، فوادي الأردن، واصطدمت هذه القوات يجيوش بيزنطة فهزمتها ، وكان الامبراطور البيزنطي هرقل مقيما في حمص ، وعندما جاءته أخبار زحف الجيوش العربية ، وأنباء انتصاراتها ، وهزائم قواته حرك قواتاً ضخمة بقيادة أخيه تيودور ووصلت أخبار التحرك البيزنطي هذه إلى العرب ، فكتب أبو عبيدة بخبرها إلى أبي بكر ، فكتب أبو بكر إلى خالد ابن الوليد : و أما بعد ، فإذا جاءك كتابي هذا ، فدع العراق ، وخلف فيه أهله الذين قدمت عليهم وهم فيه ، وامض متخففاً في أهل القوة من أصحابك الذين قدموا العراق معك من اليمامة وصحبوك من الطريق ، وقدموا عليك من الحجاز ، حتى تأتي الشام ، فتلقى أبا عبيدة ، ومن معه من المسلمين، فإذا التقيتم فأنت أمير الجماعة ، والسلام عليك » . واستجاب خالد الأوامر ، وتحرك نحو الشام ، فاجتاز الصحراء بسرعة مدهشة ، وكان عبوره على الطريق القديم المهجور الذي كان يصل تدمر بالعراق ، وجاء هذا العبور من أعظم الأعمال العسكرية ، وأكثرها مغامرة وشجاعة ، وهو دليل على معرفة جغرافية عميقة لدى المسلمين ، فقد ظهر خالد بشكل مفاجىء في صحراء تدمر ، ثم في منطقة دمشق وجنوب بلاد الشام ، فهاجم بصرى وهزم حاميتها تم صالح أهلها ، وهكذا صار سيداً لمنطقة حوران ، وأربك ظهور خالد هذا تيودور ، وأوقعه بين نارين ، فكان سبب إخفاق مهمته ، وبعثت أعمال خالد النشاط والحماس بين القوات العربية ، ومن حوران راسل أمراء الجيوش العربية ، وطلب منهم أن يلاقوه جميعاً في منطقة أجنادين ليس بعيداً عن الرملة .
وفي أجنادين التقت القوات العربية المتحدة التي قاربت الخمس الفا والعشرين من المقاتلين مع القوات البيزنطية لفلسطين وجيوش تيودور وكانت هذه القوات تفوق القوات العربية عدد أو عدداً ، وهزم خالد البيزنطيين ، وألحق بتيودور المار ، وجعله يفر نحو أخيه ، فسبب رحيل الامبراطور عن حمص نحو أنطاكية لجمع جيش جديد ، وإرساله ضد المسلمين لمنعهم من التقدم شمالاً
. وسقط بين القتلى في أجنادين حاكم فلسطين البيزنطي ، وقـــــد حررت هذه المعركة فلسطين من الحكم البيزنطي ، وأعادتها عربية الشعب والحكم والعقيدة ، وهذه المعركة تشابه من هذه الزاوية في نتائجها معركة القادسية بالنسبة للعراق ، وقد حدثت هذه الوقائع كلها سنة ١٣ ٠ ٧٣٤ م في أواخر حياة أبي بكر وبعد أجنادين أصبح الطريق مفتوحاً أمام العرب للتحرك نحـــــو دمشق ، وقبيل مشارف دمشق ، هزم العرب النجدات البيزنطية التي أرسلها هرقل في معركتين عنيفتين للغاية في مرج الصفر وفحل ، ووصلوا
أسوار دمشق وأخذوا في حصارها . وفي هذه الأثناء وصلتهم أخبار وفاة أبي بكر ، واستخلاف عمر ابن الخطاب ، وافتتح عمر عبده بعزل خالد عن القيادة العامة للقوات العربية في الشام ، لأنه كان حريصاً على منع الجند من التدخل في شؤون السياسة والحكم وهمه مصالح الأمة فوق مصالح الفرد وشهرة البطل ، وقد أحل عمر أبا عبيدة بن الجراح محل خالد ، ولم يحدث هذا المزل تأثيراً على وضع القوات العربية ، إذ بقي خالد القائد الفعلي بشكل مؤثر ، حيث أن أبا عبيدة كان لا يقدم على عمل إلا بعد مشورة خالد ، ثم بعد ذلك كان يوكل إليه تنفيد كل ما كان
فإلى الشام أرسل أبو بكر قواته على شكل مجموعات صغيرة لتعيث في كل بقعة وتدمرها ، ولتجبر قوات بيزنطة على التمزق والملاحقة للعدو بدون فائدة ، وكانت القوات العربية تتجمع بين آونة وأخرى لتنزل ضربات كبيرة بالقوات البيزنطية ، وهكذا فقد اصطدمت القوات العربية بقوات بيزنطة في أكثر من معركة كبيرة ، كانت كلها مقدمة المعركة فاصلة وقعت في اليرموك
إن عمل الوحدات الصغيرة ، ضد الجيش النظامي البيزنطي ، لم يوجد حلا لمشاكل التموين ، وأربك العدو فقط ، لكن مكن أيضاً من جمع معلومات عن الأرض والعدو ، كما سهل فصل المحكومين الرعية ، عن الحكام بعدما أظهر عجز هؤلاء الحكام ، وهذا ما يعلل كثرة المعاهدات التي صنعها العرب مع حكام القرى والجماعات الصغيرة والمتوفرة أخبارها في المصادر ، ثم فوق هذا كله إن الغارات المتوالية لاشك قد بثت الرعب في صفوف الخصم وأنزلت معنويات جنده إلى الحضيض ، وجاء ذلك تطبيقاً لقوله لال لاله : نصرت بالرعب من مسيرة شهر. العاص توجه من المدينة سالكا الطريق الموازي لشاطىء البحر الأحمر نحو فلسطين من جنوبها ، بينما ملك بیدو أن جيش عمرو بن
الجيشان الآخران طريق المدينة ، تبوك ، معان ، فوادي الأردن، واصطدمت هذه القوات يجيوش بيزنطة فهزمتها ، وكان الامبراطور البيزنطي هرقل مقيما في حمص ، وعندما جاءته أخبار زحف الجيوش العربية ، وأنباء انتصاراتها ، وهزائم قواته حرك قواتاً ضخمة بقيادة أخيه تيودور ووصلت أخبار التحرك البيزنطي هذه إلى العرب ، فكتب أبو عبيدة بخبرها إلى أبي بكر ، فكتب أبو بكر إلى خالد ابن الوليد : و أما بعد ، فإذا جاءك كتابي هذا ، فدع العراق ، وخلف فيه أهله الذين قدمت عليهم وهم فيه ، وامض متخففاً في أهل القوة من أصحابك الذين قدموا العراق معك من اليمامة وصحبوك من الطريق ، وقدموا عليك من الحجاز ، حتى تأتي الشام ، فتلقى أبا عبيدة ، ومن معه من المسلمين، فإذا التقيتم فأنت أمير الجماعة ، والسلام عليك » . واستجاب خالد الأوامر ، وتحرك نحو الشام ، فاجتاز الصحراء بسرعة مدهشة ، وكان عبوره على الطريق القديم المهجور الذي كان يصل تدمر بالعراق ، وجاء هذا العبور من أعظم الأعمال العسكرية ، وأكثرها مغامرة وشجاعة ، وهو دليل على معرفة جغرافية عميقة لدى المسلمين ، فقد ظهر خالد بشكل مفاجىء في صحراء تدمر ، ثم في منطقة دمشق وجنوب بلاد الشام ، فهاجم بصرى وهزم حاميتها تم صالح أهلها ، وهكذا صار سيداً لمنطقة حوران ، وأربك ظهور خالد هذا تيودور ، وأوقعه بين نارين ، فكان سبب إخفاق مهمته ، وبعثت أعمال خالد النشاط والحماس بين القوات العربية ، ومن حوران راسل أمراء الجيوش العربية ، وطلب منهم أن يلاقوه جميعاً في منطقة أجنادين ليس بعيداً عن الرملة .
وفي أجنادين التقت القوات العربية المتحدة التي قاربت الخمس الفا والعشرين من المقاتلين مع القوات البيزنطية لفلسطين وجيوش تيودور وكانت هذه القوات تفوق القوات العربية عدد أو عدداً ، وهزم خالد البيزنطيين ، وألحق بتيودور المار ، وجعله يفر نحو أخيه ، فسبب رحيل الامبراطور عن حمص نحو أنطاكية لجمع جيش جديد ، وإرساله ضد المسلمين لمنعهم من التقدم شمالاً
. وسقط بين القتلى في أجنادين حاكم فلسطين البيزنطي ، وقـــــد حررت هذه المعركة فلسطين من الحكم البيزنطي ، وأعادتها عربية الشعب والحكم والعقيدة ، وهذه المعركة تشابه من هذه الزاوية في نتائجها معركة القادسية بالنسبة للعراق ، وقد حدثت هذه الوقائع كلها سنة ١٣ ٠ ٧٣٤ م في أواخر حياة أبي بكر وبعد أجنادين أصبح الطريق مفتوحاً أمام العرب للتحرك نحـــــو دمشق ، وقبيل مشارف دمشق ، هزم العرب النجدات البيزنطية التي أرسلها هرقل في معركتين عنيفتين للغاية في مرج الصفر وفحل ، ووصلوا
أسوار دمشق وأخذوا في حصارها . وفي هذه الأثناء وصلتهم أخبار وفاة أبي بكر ، واستخلاف عمر ابن الخطاب ، وافتتح عمر عبده بعزل خالد عن القيادة العامة للقوات العربية في الشام ، لأنه كان حريصاً على منع الجند من التدخل في شؤون السياسة والحكم وهمه مصالح الأمة فوق مصالح الفرد وشهرة البطل ، وقد أحل عمر أبا عبيدة بن الجراح محل خالد ، ولم يحدث هذا المزل تأثيراً على وضع القوات العربية ، إذ بقي خالد القائد الفعلي بشكل مؤثر ، حيث أن أبا عبيدة كان لا يقدم على عمل إلا بعد مشورة خالد ، ثم بعد ذلك كان يوكل إليه تنفيد كل ما كان
تعليق