خالد بن الوليد
ت : [ ٢١ / ٦٤٢ م ] لتفتحن الشام ، ويهرب هرقل إلى أقصى مملكته ، فتظهرون على الشام فلا ينازعكم أحد ، ولتفتحن اليمن وليفتحن هذا المشرق ، ويقتل كسرى بعده .
مغازي الواقدي : ٤٥٠/٣
يرتبط خلود الإنسان بعظيم الانجازات التي يصنعها أثناء حياته ، فمن الأعمال ما هو كالشرر يتطاير في كل مكان ، فيسبب الحريق لكل ما حوله ثم ما يلبث أن يخمد ، ومن الأعمال ما يدوم تأثيره ولا ينمحي ، وبهذا ينال صفة الخلود ، وفي تاريخ الانسانية المديد، حدثت أعمال كبرى كثيرة ، ووجد عدد لا يحصى من العظماء في السياسة والحرب والعلوم والآداب وغير ذلك ، إنما يلاحظ أن صفة الخلود لم تكتب إلا لقلة من الرجال ارتبطت أعمالهم وانجازاتهم بعقيدة ، أو وجهت من قبل ديانة من الديانات فإذا كان الشرق أرض أول الحضارات ، فهو أيضاً مهد الديانات الكبرى منها والصغرى ، ولقد مر بالشرق أحداث كبار ، وشهد تقلبات لا حصر ٦ - مائة أوائل .
.
لها ولا هد ، جاءت حكومات ، وقامت أنظمة، ووضعت قوانين ، وشيدت قصور وصروح ، ثم زال ذلك كله وبدل وطمعت معالمه ، وقد حل هذا كله بكل شيء إلا بالديانات ، فما من ديانة طمست معالمها نهائيا ، وما من ديانة إلا واستمرت بعضاً أو كلا
وختمت الديانات جميعها بالإسلام، ذلك أن الله تعالى بعث نبيه
ليتمم مكارم الأخلاق بعثه بالشريعة الكاملة الشاملة ، وقد بين الله تعالى
بأنه هو الذي بعث نبيه بالحنيفية السمحة ، وأنه جل وعلا سيحفظ
هذه الشريعة حتى يرث الأرض ومن عليها
لهذا نلاحظ في تاريخ الشرق وأجزاء كبيرة من العالم ، أنه منذ ظهور
الإسلام ، أصبح كل عمل أنجز في سبيل الله قد كتب له الخلود ، وكل
ما سواه مقدر عليه الفناء واللعنة ،
ومن هذا المنطلق وعلى أساسه
يمكن أن نبحث في حياة خالد بن الوليد ، ونعرف سر نجاحاته
و سبب خلوده المطلق
ولد خالد بن الوليد في مكة ، ربما في آواخر القرن السادس الميلاد. وفيها نشأ فكان أحد اشراف قريش في الجاهلية ، وقد أسندت قريش إليه والقبة والأعنة ، ، ، فأما القبة فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما يجهزون به الجيش ، وأما الأعنة فإنه كان يوجد على خيول قريش في الحروب ) .
لكن حدث ذلك لقد دخل خالد بن الوليد رحاب التاريخ لا بسبب وظيفته هذه اتصل بالدعوة الإسلامية وقامت له علاقة بها، يوم وكان ذلك في البداية عدائياً يوم أحد ، لكنه ما لبث أن تحول إلى شكله الصحيح ، وحدث ذلك كما هو مرجيح سنة ثمان للهجرة ، ففي هذه السنة هاجر خالد إلى النبي مال ودخل في الإسلام، ومنذ ذلك الوقت صار أبرز قادة الأمة الإسلامية العسكرية ، واعتبره النبي سيف الله سله على الكفار والمنافقين ، ولهذا لم يعرف الهزيمة قط ، فسف الله لا
: يهزم إن خلود خالد بن الوليد مرتبط بدوره الذي أداء في حركة الفتوحات الإسلامية الكبرى، ولا يمكن لهذا الدور أن يفهم دون التعرف إلى قضية الفتوحات ، وهذه القضيه هي معجزة التاريخ الانساني الكبرى، ومعضلته المحيرة ، التي يصعب حل جميع ألغازها ، وتقوم مشكلتها على عدة مسائل أهمها
-1 كيف استطاعت جموع غالبيتها من بدو الصحراء في شبه جزيرة العرب ، لا تتقن إلا مبادى بسيطة في القتال وليس لديها سابق تجربه في خوض معارك عظمى ، ضد جيوش نظامية مدربة ، ثم لا تملك إلا بعض الأسلحة الخفيفة ، غير جيدة الصنع ، قهر الجيوش النظامية المدربة لأكبر امبراطوريات العالم يومذاك ٢ - كيف استطاعت هذه الجموع تحويل الفتح العسكري إلى احتلال دائم، مرج الأرض ومن عليها ، وغير معالم الإنسان في الزمان والمكان وذلك لأول مرة في التاريخ ، وجاء بإنسان جديد أبدع الحضارة العربية الإسلامية هي
هل تمت الفتوحات بناء على خطة واضحة ، وهدف معلوم أم جاء ذلك بمحض الصدفة ، ونجح وتطور بعامل الزمن ٤ - ما هو المحرك الذي دفع إلى الفتح ، وساعد عليه ، وأبقى حركته حيثة فيها حرارة وتدفق مستمران
وفي محاولة للإجابة على مجموع هذه الأسئلة ، وغيرها ، نجد أن مؤرخي العصور الوسطى من مسلمين وغير مسلمين - وغالبيتهم كتب
ت : [ ٢١ / ٦٤٢ م ] لتفتحن الشام ، ويهرب هرقل إلى أقصى مملكته ، فتظهرون على الشام فلا ينازعكم أحد ، ولتفتحن اليمن وليفتحن هذا المشرق ، ويقتل كسرى بعده .
مغازي الواقدي : ٤٥٠/٣
يرتبط خلود الإنسان بعظيم الانجازات التي يصنعها أثناء حياته ، فمن الأعمال ما هو كالشرر يتطاير في كل مكان ، فيسبب الحريق لكل ما حوله ثم ما يلبث أن يخمد ، ومن الأعمال ما يدوم تأثيره ولا ينمحي ، وبهذا ينال صفة الخلود ، وفي تاريخ الانسانية المديد، حدثت أعمال كبرى كثيرة ، ووجد عدد لا يحصى من العظماء في السياسة والحرب والعلوم والآداب وغير ذلك ، إنما يلاحظ أن صفة الخلود لم تكتب إلا لقلة من الرجال ارتبطت أعمالهم وانجازاتهم بعقيدة ، أو وجهت من قبل ديانة من الديانات فإذا كان الشرق أرض أول الحضارات ، فهو أيضاً مهد الديانات الكبرى منها والصغرى ، ولقد مر بالشرق أحداث كبار ، وشهد تقلبات لا حصر ٦ - مائة أوائل .
.
لها ولا هد ، جاءت حكومات ، وقامت أنظمة، ووضعت قوانين ، وشيدت قصور وصروح ، ثم زال ذلك كله وبدل وطمعت معالمه ، وقد حل هذا كله بكل شيء إلا بالديانات ، فما من ديانة طمست معالمها نهائيا ، وما من ديانة إلا واستمرت بعضاً أو كلا
وختمت الديانات جميعها بالإسلام، ذلك أن الله تعالى بعث نبيه
ليتمم مكارم الأخلاق بعثه بالشريعة الكاملة الشاملة ، وقد بين الله تعالى
بأنه هو الذي بعث نبيه بالحنيفية السمحة ، وأنه جل وعلا سيحفظ
هذه الشريعة حتى يرث الأرض ومن عليها
لهذا نلاحظ في تاريخ الشرق وأجزاء كبيرة من العالم ، أنه منذ ظهور
الإسلام ، أصبح كل عمل أنجز في سبيل الله قد كتب له الخلود ، وكل
ما سواه مقدر عليه الفناء واللعنة ،
ومن هذا المنطلق وعلى أساسه
يمكن أن نبحث في حياة خالد بن الوليد ، ونعرف سر نجاحاته
و سبب خلوده المطلق
ولد خالد بن الوليد في مكة ، ربما في آواخر القرن السادس الميلاد. وفيها نشأ فكان أحد اشراف قريش في الجاهلية ، وقد أسندت قريش إليه والقبة والأعنة ، ، ، فأما القبة فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما يجهزون به الجيش ، وأما الأعنة فإنه كان يوجد على خيول قريش في الحروب ) .
لكن حدث ذلك لقد دخل خالد بن الوليد رحاب التاريخ لا بسبب وظيفته هذه اتصل بالدعوة الإسلامية وقامت له علاقة بها، يوم وكان ذلك في البداية عدائياً يوم أحد ، لكنه ما لبث أن تحول إلى شكله الصحيح ، وحدث ذلك كما هو مرجيح سنة ثمان للهجرة ، ففي هذه السنة هاجر خالد إلى النبي مال ودخل في الإسلام، ومنذ ذلك الوقت صار أبرز قادة الأمة الإسلامية العسكرية ، واعتبره النبي سيف الله سله على الكفار والمنافقين ، ولهذا لم يعرف الهزيمة قط ، فسف الله لا
: يهزم إن خلود خالد بن الوليد مرتبط بدوره الذي أداء في حركة الفتوحات الإسلامية الكبرى، ولا يمكن لهذا الدور أن يفهم دون التعرف إلى قضية الفتوحات ، وهذه القضيه هي معجزة التاريخ الانساني الكبرى، ومعضلته المحيرة ، التي يصعب حل جميع ألغازها ، وتقوم مشكلتها على عدة مسائل أهمها
-1 كيف استطاعت جموع غالبيتها من بدو الصحراء في شبه جزيرة العرب ، لا تتقن إلا مبادى بسيطة في القتال وليس لديها سابق تجربه في خوض معارك عظمى ، ضد جيوش نظامية مدربة ، ثم لا تملك إلا بعض الأسلحة الخفيفة ، غير جيدة الصنع ، قهر الجيوش النظامية المدربة لأكبر امبراطوريات العالم يومذاك ٢ - كيف استطاعت هذه الجموع تحويل الفتح العسكري إلى احتلال دائم، مرج الأرض ومن عليها ، وغير معالم الإنسان في الزمان والمكان وذلك لأول مرة في التاريخ ، وجاء بإنسان جديد أبدع الحضارة العربية الإسلامية هي
هل تمت الفتوحات بناء على خطة واضحة ، وهدف معلوم أم جاء ذلك بمحض الصدفة ، ونجح وتطور بعامل الزمن ٤ - ما هو المحرك الذي دفع إلى الفتح ، وساعد عليه ، وأبقى حركته حيثة فيها حرارة وتدفق مستمران
وفي محاولة للإجابة على مجموع هذه الأسئلة ، وغيرها ، نجد أن مؤرخي العصور الوسطى من مسلمين وغير مسلمين - وغالبيتهم كتب
تعليق