الإمام الشافي ٢_a .. كتاب مائة أوائل من تراثنا ، الكاتب عبد الهادي حرصوني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمام الشافي ٢_a .. كتاب مائة أوائل من تراثنا ، الكاتب عبد الهادي حرصوني

    أعجمي ، فمع الثورة العباسية ثم بمرور جزء كبير من الطور العباسي الاول ظهر الى الوجود معالم ما ندعوه الآن باسم الوطن العربي حاويا للعراق والشام ومصر والغرب الاسلامي مع شبه الجزيرة ، كما جاء الى الوجود معالم الأوطان الأعجمية

    كانت معركة معقدة ، وفي غاية الخطورة ، لم تسبر أرضيتها بعد أقلام الباحثين ، نعم انتصرت مرو على بغداد ، وقام المأمون بمسايرة قوى خراسان، لكنه ما لبث أن انقلب عليها ، وقرر ترك مرو ، والذهاب الى بغداد ، وفي بغداد ، ورغم التجربة المريرة التي مر بها المأمون في مرو، استمر يفتش عن ايدولوجية جديدة غير ايدولوجية بغداد ، وكان الآن لنشأته ونوعية الثقافة التي نالها أثر حاسم في عملية الاختيار ، آخذين بعين الاعتبار أنه لم يكن قد بقي أمام المأمون ما يختاره سوى التيار الفلسفي ، الذي تجسد الآن في حركة المعتزلة وحزبهم .

    وكان العصر العباسي الذي عاشه المأمون في العالم الاسلامي والعالمين المسيحيين الشرقي والغربي، عصر الاباطرة المتفتحين على الفلسفة ، والذين يسعون الى اقامة مجتمعات لكل منها ايدولوجية واحدة لحزب واحد ، وهكذا تحالف المأمون المعتزلة ، وفور قيام هذا التحالف ، كثر التيار الفلسفي عن أنيابه وأظهر العداوة الجهرية للاسلام ، وتوجهت رماياته أولا نحو السنة النبوية ، ثم ركزت على القرآن ، والاسلام بـــلا قرآن ، يكاد يكون لاشيء مع

    وكما فعل غلاة الفرق والمتطرفين من قبل حين أغنوا صفات الامام واستعاروا من الافلاطونية المحدثة والغنوصية تجاربها حول العلم الباطني وتأويل النصوص المقدسة ، فقالوا بأن الامام عنده علم الباطن والتفرد بتأويل آيات القرآن الكريم، ثم تدرجوا في عمليات تعطيل الشريعة
    هذا ان وصل الامر بالفرقة السبعية الى القول بأن الانبياء ذوي العزم هم سبعة : آدم . نوح . ابراهيم . موسى . عيسى . محمد ، والقائم ، وهو آخرهم واعظمهم مكانة ، فهو الذي سيعلن القيامة العظمى ، ومعنى تعطيل الشريعة والمجيء بشريعة جديدة غير الاسلام ، وفي ذلك خروج من مأزق أن النبي محمد آخر الانبياء ، والقرآن الكريم آخر الكتب المنزلة ، وكذلك فعل التيار ( الفلسفي » حيث بدأ بالتشكيك ، كتعطيل جزئي تم الى أن وصل الى التعطيل الكلي باعلان فكرة خلق القرآن الكريم ، ذلك أن كل مخلوق ميت لا محالة تدرج

    هذه مسألة خطيرة منعرج عليها ثانية - (١) لاشك ان الامـ 6 العراق ولا في هنة الشافعي بعقلة العظيم ، ووعيه الكبير ، قد أدركها أكثر من ادراكنا وحيث أن زعامة فكر الاسلام قد آلت اليه ، نجده لا يقر له قرار في الحجاز ، حيث رأى أن يهاجر الى قاعدة اكثر ضمانـــــا لعمله ، وأن يترك في بغداد المهزومة من يتابع المقاومة من تلامذته ، واقتضى أمر الهجرة اختيار موقع يمكن الدفاع ، والاستمرار في حمل أعباء الرسالة ، وكانت بلدان الحجاز آنئذ غير مؤهلة لذلك ، ثم بلاد الشام ، منذ قيام الثورة العباسية وظهور بواكير انقسام العالم الاسلامي الى عالمين : عربي وأعجمي ، كانت هذه البلاد أيضاً غير مؤهلة ولا تحمل الصفات والشروط المطلوبة، وتوفرت هذه الصفات في مصر ، وكانت شخصية مصر الاسلامية النازعة نحو الاستقلال والزعامة قد اخذت بالظهور ، وأهلها لذلك موقعها الممتاز ، وطبيعة مجتمعها المتجانس ، وتراثها ، وثرواتها الطائلة ، لهذا اختار الشافعي أرض الكنانة ، تاركاً العظيم

    (1) لدى الحديث عن الحاكم بأمر الله . احمد بن حنبل .
    في بغداد ، من يتولى شؤون المقاومة ، وسيتجسد ذلك في شخصية الامام أحمد بن حنبل ، أبرز تلامذة الشافعي

    ووصل الشافعي الى مصر عام ۱۹۹ هـ ، وفيها وجد بغيته ، فمصر كانت دار الليث بن سعد ، ودار تلامذة الامام مالك ، وللعرب بها سلطان ، وفي مصر نال الشافعي الحظوة والفوز بنشر آرائه وعلمه وفقهه ، انما لسوء الحظ لم تطل اقامة الشافعي في مصر ، ذلك ان المنية عاجلته عام ( - ٢٠٤ » هـ وهو في الرابعة والخمسين من عمره ، وقد قيل فيما قيل بأنه توفي إثر ضربة من عصابة رجل عرف باسم فتيان ، ادعــــــى التعصب لمذهب الامام مالك ، لكن يبدو أن المسألة غير ذلك ... ؟

    لقد كان العصر الذي عاش به الشافعي العصر الذهبي بالنسبة للفكر الاسلامي ، فيه عاش عباقرة الفكر ، وبلا شك كان الشافعي ممثل العبقرية الاسلامية في ميادين الفقه والحديث في هذا العصر ، فقد كان في غاية الذكاء بليغاً نهل من العلم طوال حياته وأعطى ما لم يعطه غيره لذلك شغل العلماء في عصره وأقبل عليه التلاميذ ، ومدحه كل من عرفه ، وأثنى عليه خلقا وعلما وتدينا ، واخلاصا في طلب الحقائق ، وقف حياته على العلم الاسلامي ، وعلى العمل لنفي الشوائب التي أريد الحاقها بهذا العلم ، وبالفكر الاسلامي بشكل عام . فعصر الشافعي كان عصر الجدل ، وعلم الكلام ، ونشاط الفرق ، ومناقشة قضايا الامامة والحكم ، وفضائل الصحابه وصفات الله تعالى ومشاكل القول بالقدر وغير ذلك كثير ، وقد اطلع الشافعي على قضايا علم الكلام وسواه ، وكان له مواقف محددة تجاه كل المسائل والقضايا


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.٥٠_1.jpg 
مشاهدات:	17 
الحجم:	79.4 كيلوبايت 
الهوية:	72474 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.٥٠ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	74.6 كيلوبايت 
الهوية:	72475 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.٥١_1.jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	73.9 كيلوبايت 
الهوية:	72476 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.٥٢_1.jpg 
مشاهدات:	5 
الحجم:	67.8 كيلوبايت 
الهوية:	72477 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.٥٢ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	33.3 كيلوبايت 
الهوية:	72478

  • #2
    Non-Arabs, so with the Abbasid revolution, and then with the passage of a large part of the first Abbasid phase, the features of what we call now as the Arab homeland came into existence, containing Iraq, the Levant, Egypt, and the Islamic West with the peninsula, just as the features of the non-Arab countries came into existence.

    It was a complex and extremely dangerous battle, the ground of which had not yet been explored by the pens of researchers. Yes, Marw triumphed over Baghdad, and Al-Ma’mun went along with the forces of Khorasan, but he soon turned against them, and decided to leave Marw, and go to Baghdad, and in Baghdad, despite the bitter experience he had gone through. Al-Ma'mun in Merv continued to search for a new ideology other than the ideology of Baghdad, and now his upbringing and the quality of culture he acquired had a decisive impact on the selection process, taking into account that there was nothing left for Al-Ma'mun to choose except the philosophical current, which was now embodied in the Mu'tazila movement and their party .

    The Abbasid era, which al-Ma'mun lived in the Islamic world and the eastern and western Christian worlds, was the era of emperors who were open to philosophy and who sought to establish societies each with one ideology for one party. Islam, and directed its shootings first towards the Sunnah of the Prophet, then focused on the Qur’an, and Islam without the Qur’an is almost nothing with

    And just as the extremist sects and extremists did before when they enriched the qualities of the Imam and borrowed from Neoplatonism and Gnosticism their experiences about esoteric knowledge and the interpretation of the sacred texts, they said that the Imam has the knowledge of the esoteric and uniqueness in the interpretation of the verses of the Holy Qur’an, then they graduated in the operations of disrupting the Sharia to
    This is if the matter came to the Seven Division to say that the prophets of determination are seven: Adam. Noah . Ibrahim . Musa . Issa . Muhammad, and the Qaim, and he is the last of them and the greatest of them in stature, for he is the one who will announce the Great Resurrection, and the meaning of disabling the Sharia and bringing a new Sharia other than Islam. As a partial nullification, it was completed until it reached the total nullification by announcing the idea of ​​creating the Noble Qur’an, because every dead creature is inevitably included.

    This is a serious issue that we will turn to again - (1) There is no doubt that the Imam 6 of Iraq, nor in Hana al-Shafi’i, with his great wisdom and great awareness, has realized it more than we do, and since the leadership of the thought of Islam has devolved to him, we find that he does not decide for him a decision in the Hijaz, as he saw that He emigrates to a base that is more secure for his work, and leaves in defeated Baghdad those of his students who continue the resistance. The matter of emigration necessitated choosing a location that could be defended, and continuing to carry the burdens of the message. The countries of the Hijaz at that time were not qualified for that, then the Levant, since the establishment of the Abbasid revolution and the emergence of its early days. The division of the Islamic world into two worlds: Arab and non-Arab. This country was also unqualified and did not carry the required qualities and conditions. These qualities were available in Egypt. And its vast wealth, that is why Al-Shafi’i chose the land of Kinana, leaving the great

    (1) When talking about al-Hakim bi-Amr Allah. Ahmad ibn Hanbal .
    In Baghdad, who is in charge of the affairs of the resistance, and this will be embodied in the personality of Imam Ahmed bin Hanbal, the most prominent of Al-Shafi’i’s students.

    Al-Shafi’i arrived in Egypt in 199 AH, and there he found his purpose. Egypt was the house of Al-Layth bin Saad, and the house of the students of Imam Malik, and the Arabs had authority over it. In Egypt, Al-Shafi’i gained favor by spreading his views, knowledge and jurisprudence. He passed away in the year 204 AH when he was fifty-four years old, and it was said that he died as a result of a blow from a gang of a man known as Futyan, who claimed fanaticism to the doctrine of Imam Malik, but it seems that the issue is different...?

    The era in which Al-Shafi’i lived was the golden age for Islamic thought, in which the geniuses of thought lived. Undoubtedly, Al-Shafi’i was the representative of the Islamic genius in the fields of jurisprudence and hadith in this era. He occupied the scholars of his time, and the disciples turned to him, and everyone who knew him praised him and praised him for his morals, knowledge, religiosity, and sincerity in seeking facts. The era of al-Shafi’i was the era of controversy, theology, the activity of the sects, the discussion of the issues of leadership and governance, the virtues of the Companions, the attributes of God Almighty, the problems of saying by destiny, and many other things.

    تعليق

    يعمل...
    X