إضافة صورة جديدة بواسطة Aboud Salman إلى الألبوم: قراءات نقدية تشكيلية سورية : عبود سلمان.
٨ نوفمبر ٢٠٢١ ·
قراءة اولية نقدية في تجربة الفنان التشكيلي المصمم للازياء السوري والكاتب أحمد شعبان :
تبقى سورية والساحة الفنية التشكيلية العربية السورية حاضرة في الملمح التشكيلي والابداعي العالمي وذلك عبر فنون ابنائها التشكيليون الذين ينتشرون في العالم وبكل الاتجاهات والاطياف راسمين لها الحضور القوي والمبدع عبر فنونهم الانسانية والابداعية .
هذا ماجاءنا مع تجربة الفنان التشكيلي العربي السوري ( احمد شعبان ) المغترب عن بلاده منذ الولادات الاولى فقد ولد بدولة الكويت بحكم عمل اقامة والده الكريم الذي كان هناك معلما يتقن فنون التربية والتعليم عندما يكون للمعلم دورا انساني لايضاهي بين الاجيال . وهذا مانشأ عليه فنانا التشكيلي الذي تعلم منذ البدء كيف يقرأ ابجديات عالمه الانساني بفنون الاغتراب .
حيث الهمته المناهل الابداعية هناك على طبيعة بلدان عربية كانت مناهل للابداع والتفتح والانفتاح على الآخر. ليقول في النهاية كلمته التي ارادها بفن الرسم والتصميم والهندسة الروحية ان تكون مناحي حياته التعبيرية المعاشة على دقة قدراته الجمالية والانسانية .
لهذا جاءت ضمن فواصل حياته وكانها المسلسل الابداعي لحياة مبدع يمتلك من طاقاته التعبيرية والفنية . بحيث تجعله هو القادر على الابتكار والعطاء والابداع . كما الموسيقى التصويرية في ربيع ايامه المشتهاه . وعبر فنون حواسه التعبيرية الرؤيوية ..التي تخالط الايام بثوب الايام وخاصة عندما يكون في ملحمة ايامه فواصل هامة .
كتلك الفاصلة التي غيرت مجرى التاريخ وصنعت احداث لاتنسى . في كينونة ايامه عندما انتقل من دولة الكويت الى سورية بلده الاصلي يعد حوادث ( غزو الكويت ) وهجرة المقيمين منها وعودتهم الى بلادهم . فكانت الزيداني وريف دمشق عالمه الثاني . بحكم انها مسقط الرأس وجذر الاهل والسكان .
ومابين الكويت والخليج العربي وبين اشجار الغوطة في ريف دمشق وضواحيها . ومناخات اشجار العمر. بكل وقائعها وذاكرة المكان فيها واصالة الحضارات الاولى. كدلالة واضحة على غنى حياة الانسان بالمكان .
جاءت يوميات فنانا التشكيلي احمد شعبان وكانها متحف جديد للحياة بأمل معانقة الحياة بكل مرئياتها وجوانبها ومخزون الذاكرة بها . الذي يعايشه في عين البصيرة والوعي والتفتح على مراهقة هذا الزمان بالمكان وهذا الحيز البيئي .
الذي منه يستمد عنفوان تسلق الاشجار والاغصان في سماء الله حيث زقزقة العصافير وندى رطوبة الصباحات التي تتاغم مع فيرزيات كل الصباحات الشامية .
ومابين فن الصحراء وقيمة عمر حضارة الفيحاء .
حاول الفنان جاهد ان يلملم عالمه الانساني في شكل لوحة . كانت هي مزيج من احتفالات النفس الكريمة التي جاءت على غفلة من الوقائع . لتكتب ايامها مشتاقة الى الحلم والامل بثياب الامل والدفء والتحنن . ومابينهما من مساحة . كانت هي وهج . عالمه الفني والتشكيلي في انسانية المواقف التي اوقفها على ألم التصالح مع منبت الاهل وحكايا الجدات والامهات والاعمام والاخوال وكان العائلة آرث حضاري للعلاقات الانسانية التي تصنع عالمه الانساني في شكل لوحته . المنجزة بالف شكل ولون . راسما بها
اختلاجات النفس القلقة عندما يكون القلق حالة وجدانية صافية صادقة نابعة من افق ايامنا القلقة . حيث لااستقرار الا في نهايات العمر المديد وبشكل قدري ليس لنا سلطة فيه .
ومن صلب هذا الحيز والانتقال من مكان الى اخر. كانت يوميات اعماله الفنية التي يحاول بها تلمس فكر الوجود وكان الفلسفة الانسانية هي حراك ابداعي لاينتهي . وهو بعض الانعكاس الحقيقي لوجوده الذي اوقف عليه الكثير من جهده الانساني في الفن .
لهذا كان مقصده لدراسة فن التصميم والازياء عالم آخر بدء يضج به وبكل تفاصيله . فمن الثوب الذي هو ستر في شكل هيئة الانسان وبكل تلاوين الى ذلك القالب الجمالي في حقيقة مشاعره الانسانية .
التي تتجسد في عمق افكاره الجرئية . بذاكرته المتقدة. وعبر نضجه ورجولته في ريعان شبابه . وهي بلا شك . مرحلة تمفصل في عميق ايامه المعاشة بالف شكل ولون . لهذا سعى الفنان احمد شعبان للتفتيش مابداخله كانسان وتجسد هذا بكل تحديات الواقع وشرقيته المتصوفة على ألم الروح الدفينة .
طارحا وبشكل لايقبل الجدل جدلية الجسد في عالمه الابداعي. كما فعل الكثيرون من مبدعي الشان الانساني في شروط الحياة والوجودية والفلسفة والشعر والسياسة . ومابين كل هذا جاءت لو حاته ترجمة حقيقة رافضة لكل ماهو سائد في يوميات معارضنا التشكيلية . وامام كل هذا التحدي رسم لوحاته بعنف تاثيراته التصويرية واللونية وفي محاكاة لواقع مرير مسكوت عنه في الكثير من ايامنا المعاشة.
فقد تجرأ ورسم اعضاء تناسلية واشكال انسانية هلامية ب ملامح وبتفاصيلات شتى . جعلت من لوحته تظهر حقيقة المشاعر الانسانية المكتنزة بطاقاتها الكامنة عندما تتباين ذاته الانسانية المبدعة لتقول ان كل الكلام لم يقل بعد . وان الفن كان الحصن الحصين لكل التماعات الفكر الانساني لهذا كان من الاجدى للفنان ان يكون امين على عقلنة روحه المشتاقة الى الحرية . وامام الاديب او الفنان او المفكر . ان يكون هو حصان روحه الجامحة. لهذا رسم الفنان التشكيلي احمد شعبان حالات وجدانية موحية بمحتويات يرفض الواقع والمجتمع النقاش به ولكنه يضع كل مفردة وخصوصية في عوالم من يتطق لها في حيز الرفض والقطيعة . فيكتب الاعلام الرسمي باعلان صريح . ان هذا ممنوع .
وهنا قمة المأساة التي يحاول فنان احمد شعبان رسمها غير مبالي بمن يرضى ومن لايرضى بالوصول الى عمق فكرته المصاغة في قالب فني مباشر اراد له الوضوع والتماهي كي يدلل على عميق ازماتنا الروحية والانسانية والاجتماعية في عميق ايامنا المشاكسة لها الاعين المحافظة وكان العادات والتقاليد هي من صنع الخالق وحده ( عزوجل ) وهذا غير صحيح . لان من فصل ورسم مقاس الشعوب هم افراد من داخل هذه الشعوب .
وكثيرا منهم ماكن يرسم الاحكام لصالحه في فنون عيون الطاعة والاستعباد حتى لو مس هذا جسد افراد مقدسون برؤى مختلفة .
اسوق كلامي هذا وانا اتأمل في لوحات الفنان التشكيلي احمد شعبان . الحالة التأملية التواصلية في اساليب بنيتها الانطباعية الوحشية التي تتكور على افعال الكائن البشري الذي جلس الى رسمه كي يكون وثقية دامغة على تخلف الانسان وسطوة العادات والامراض في حياته . حيث يعيش الانسان ضمن مليون رداء يغطي بها عورات لاتنتهي من الآلم والانعكاس المتعب .,
في اقحام انعكاسات ايامنا المرسومة دون جذر حقيقي . قد يعمل عليه الفنان بفكره المتواقد كي يحرك ماهو راكد في تراثنا الانساني . حيث المجال رحبا للتفكير وانتشاق الحرية والهواء الطلق بصفاء النفس الامينة لكل مجريات حلمها في داخل كينونة الانسان , لهذا عاند الفنان وقائعه فرسم لوحته باختلاف كبير عن السائد العام الذي يحجب الرؤية والنساء بحجاب متعفن اسود مقيت . وكانه التراث الخالد الذي جاء به الانسان منذ بدء الخلسقة .
ولهذا تكمن في محددات الوانه وخطوطه تداخل عجيب من النمنمات والمزركشات وكاننا امام ثوب انساني غير جميل .
وبالوان كثيرة قد تخرج من تدرجات دائرة الالوان والحراة والظل والنور والدفء والالتحام تعيش لوحة الفنان احمد شعبان روحيتها المتصوفة بتتوق الى روح الخط واللون والفكرة والنقاء بالصفاء
عندما لايكون الصفاء الا في ذهن المبدع الفنان الانسان . وهذا الم الفنان احمد شعبان . في عالمه المتيافيزيقي . الناهل من نفسيه الحياة والعيش بها . عبر كل خط ولمسة ولون ولوحة وتصميم وعمر مازال يصدم بالكثير من العقبات التي يناضل من اجلها وتكريسها
كما تفعل ( نوال السعداوي ) في فكرها وحربها والمها واعمالها في كتاباتها . وهذا واقعنا العربي المتزمت في ابهى صور التجريدية والحداثات المحافظة .
في حيواتنا الاجتماعية الشرقية التي استكان بها المبدع والاديب والفنان دون سؤال . وهنا موت الفن . لهذا لخص الفنان احمد شعبان الذكريات في الماضي ومشاهدات الحاضر فكانت لوحته حلول مقاومة للتخلف التشكيلي العربي عندما يرسم عالمه بكثيرا من الفرادة والخصوصية غير مبالي بمايكتب او يقال . وهو المتواضع الانساني الشفاف الجميل . لكل من يقترب منه ويعيش معه في ادق ايامه الانسانية والجمالية .
احمد شعبان مبدع عربي سوري متمرد ومثخن بالامل والحلم ولايبالي . الا بروحه الصادقة . ناهلا ضد التخلف اصابع الحب كي يرسم لوحته الاخيرة . ولازال . يرسم نداءات الجسد المتعب في انساننا العربي المطحون جدا . في ثياب الالم والحياة .
عبود سلمان
جميع الحقوق محفوظة
الميادين منبر الابداع العربي
17 يناير 2011