Aboud Salman
١ أبريل ٢٠٢١ ·
Esmat Dawestashy
يعتبره المعلم التشكيلي العربي عصمت داوستاشي، من اهم الفنانين التشكيليين العرب، وهو من اهم نخبة كبار الفنانين التشكيليين العرب في مصر، واحد الرموز العربية التشكيلية الرائدة،والمعاصرة في خصوصية تجريتها الفنية التي تقوم على المياومة مابين التراث والمعاصرة، والمغرقة في مورثها الشعبي الاصيل، وهو الباحث التشكيلي الحيوي، والمجرب بحدود شتى، مفتوحة على الحداثة في صيغ محلية تصطبغ بها خصوصية عالمه التشكيلي المفتون في شعبياته المغرقة في مصريتها ومحليتها ،الباحثة في خبرة اؤلئك الخبراء التشكيليين الجماليين، القلائل الاستثناء في مسيرة الحركة الفنية التشكيلية العربية ، والمصرية،والعالمية، ومن عنفوان نشاطه الدؤوب الذي لايتوقف في مدينته الإسكندرية،وهو احد أبرز رموزهاالوطنية المصرية ، حيث في مدينته وكان ولازال اهم مسؤوليين بنيالي الإسكندرية العربي المصري الشهير، واتيليه الإسكندرية الغالية، عروس حوض البحر الأبيض المتوسط، ومن اقدم الملتقيات التشكيلية العربية الرائدة لزمن بعيد،واساسي في الحركة التشكيليةالعربية المصرية،وقبل انطفاءها تحت اي شروط اخرى، يظل ذلك الفنان الرائد،والمعلم التشكيلي،والمجرب الذي يضج شبابية رغم تقدمه بالعمر،ويظل جهده الريادي في توثيق مسيرة الحركة الفنية ،من خلال الكتابة التشكيلية حول اهم رموز الفن المصري،وتقديره في كتاب مستقل يشتغل عليه منذ سنوات ،ويوزعه عبر البريد الورقي،وعلى حسابه الخاص، بحيث له دور ثقافي تنويري ،يساهم في تأصيل مكانة الفن التشكيلي العربي المصري في الآفاق الرحبة، ولهذا يظل كنز من كنوز المعرفة التشكيلية،وتعبير صادق عن جهود باحث تشكيلي عربي مختلف،واستثناءي،صادق وامين ،ونزيه ،ونظيف،بحيث لايؤمن بالحكي ،والثرثرات المجانية، وكثر الكلام الفارغ، التي يمتهنها البعض من ادعياء الكتابة التشكيلية ، والتاريخ التشكيلية، ولكنه يبقى مدون للتاريخ وهو المؤرخ الصادق الامين، ومنها لن أنسى ذلك اليوم التاريخي الذي تكللت في لقاءه ، عندما وجدته ذات يوم ،في وجهي الكريم، و عندما كنت اقيم في دمشق اقضي خدمتي الالزامية، في احد ايام سنة ١٩٨٨ م، كنت أزور معرض دمشق الدولي بشكل دوري، مثل عادة ككل السوريين، وفي جناح جمهورية مصر العربية، وجدته يقف مثل ابي الهول العظيم، في خيمته التشكيلية، ومعروضات جمهورية مصر العربية، ولوحات مبدعيها الكبار، الاصلاء الامناء، على سمعة الفن العربي الاصيل، وبحيث يشتهر في معارضه التشكيلية، واغلبها حداثية وبعضها مفاهيمية شعبية ،تستهلم حياة روح الشعبيةالمصرية،ونبض روح احلام الناس ،حيث هو فنان الشعب بامتياز،وخارج عن مالوف رتابة الحكاية التشكيلية، والمعرض التشكيلي، يبقى هو قامة من قامات الفن المصري الخصب، في ريادته المعروفة، وفجأة وانا اتجول ووجدت هو روح نبض جناح جمهورية مصر العربية، وقد سكن في حيوية واخلاص منتصب تلك القامة التشكيلية العربية المصرية الرائدة امامي، بكل حيويته الديناميكية، وجمال مصداقيته ,الحقيقية ، كان يقف معي، وحيث من يحرص ان تكون عروضه التشكيلية خارجة عن المالوف، ولكنها ليس ذلك الغرائبي المجاني العدمي، وانما ذلك المبتكر الخلاق، وبكل حنان وجمال انساني و رحابة صدر ، عانقته لاني كنت معجب به وفنه ومسيرته المميزة، والتي كنت اقرء عنه في مجلة المجلة الموقف العربي السياسية ، وهي مجلة كانت تصدر من قبرص ، وعربية الاتجاه ،وفيها كان يرسم الفنان السوري يوسف عبد لكي رسوماته الناقدة، حيث احظي دائما في حوار صحفي في القسم الثقافي معه ،وكم يسعدني ان اجد فكر وفن استاذنا عصمت داوستاشي،الذي هو غني بالمعلومات القيمة، والفكر والابداع ،والخصوصية الجمالية، في الطرح التشكيلي، ومع ذلك اللقاء الخاطف في سرور مدهش، دعوته لزيارتي وانتقلت معه الى مرسمي في باب الجابية، حيث اسكن في دمشق القديمة بعد جامع الدرويشية، وتواعدنا على التجول في أزقة دمشق القديمة ،وسوق المهن اليدوية،وسوق مدحت باشا ، وحمام نور الدين الشهير، ومقهى النوفرة، وباب توما،والحميدية،وان نأكل الفول والمسبحة والحمص، وكما طلب مني، ان يكون لقاء عفوي، خالي من اي برمجة اخرى، وببساطة تلقائية، كنا وقد تعرف على فنانين في مرسمي كانوا يزورني، وتبادل الحوار معه،وسره، ومنها تبادلنا العناوين البريدية، وتواعدنا على المراسلة الانسانية، وهكذا فعلنا ،وطلبت منه ان يقبل مني لوحة تذكارية من أعمالي الفنية، من احدث أعمالي الفنية، وكم سروري عظيم انه قبل لوحتي مني ،وان يكون تذكار عزيز على قلوبنا، وذكرى مستمرة، ليظل مستمرا في مراسلات لي ،وانا اقيم في مدينة الميادين شرق سورية، بالقرب من الحدود العراقية ، ولم يترك كتاب فني تشكيلي من ابداعه عن الحركة الفنية التشكيلية المصرية، الا وارسله لي ، متحمل اعباء اجرة البريد الي، وتكاليفه ،وفي كل مرة اشرح له ان يتوقف عن ذلك مغبة ان ترهقه ذلك، وهو يضحك عاليا ،ويبتسم ويكتب لي ان منتهى سروره ان تصل رسائله لي، ويطمن، وان تصل منشوراته الفنية المصرية ، عن الفن التشكيلي المصري ،والتعرف على اهم رموز وطنه الحبيب،وانه يكون سعيدا في ذلك مع امكانياته ان ينتشر بين الفنانين التشكيليين العرب، والسوريين، وبذلك يخلق مناخات مشتركة في عيون ابداع أشقاءهم، ولليوم اذكر اجمل كتاب ارسله لي ،ولن انساه كتاب عن فنان تشكيلي مصري مات في ريعان شبابه،واعماله مؤثرة ، وبه خصوصية لم نراها كثيرا في نتاجات العديد من الفناني العرب، لليوم احفظ اسمه انه : سعيد العدوي، اشهر رسامين الموتيف الصحفي الفني التشكيلي في خاصية الرسم التشكيلي،والاسكتش،وهو نابض بالافكار والمران، والعذب كالنيل في عطاءاته وتخيلاته،
وظلت مراسلاته تصلني لي فترة طويلة،تستلمهم امي وهي تفرح بهم، وتضمهم على صدرها، وتحتفظ بهم حتى تعطيهم لي، وترى ابتسامة على وجهي، وحتى ما سافرت الى فرنسا ومن بعدها السعودية، للعمل في مجال تدريس الفنون والتربية الفنية، انقطعت اخبارنا معا، والى بعدها بحثت عنه بالانترنت ،والشبكة العنكبوتية، ولم اجده كثيرا، قبل اخترع مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، منذ سنة ٢٠٠٠م، رغم انتشاري في الاعلام الالكتروني، وقتها واكتب كثيرا زمن المنتديات الإلكترونية، وفي سنة ٢٠١١ وفي بيروت عندما اقمت فيها مضطرا ويارب من حرائق وطني المنكوب سوريا، وجدت تواصلي معه عبر صديقة فنانة تشكيلية لبنانية من زغرتا، حيث كانت من المتدربات في مرسمي في الحمراء، وحيث نقلت لي خبر سعيد جدا، ان الاستاذ التشكيلي المعلم القدير ،المخضرم العربي الاصيل، الإسكندراني العزيز، كان يحضر مرات الى ملتقى الفنان العربي اللبناني جورج الزعني، للفن التشكيلي، وحيث في تخدم يقيم لفترة في الصيف هناك في اهدن ، وقتها طلبت منها ان تتكرم علي في صفحة ذلك النبيل التشكيلي، المتواضع المخلص، الوافي الحميم، ولم تكتفي انها ارسلت له صفحتي، بل حملت لي عبر البريد مجموعة لوحات عربون اهداء بيننا، ارسلهم صديقي الكبير الفنان الهام، لي كي اعرضهم ، وان اباعهم ،واتبرع في قيمتهم لصالح الشعب السوري، الذي يعاني من ازمات الحرب، وانا اتصرف في قيمة لوحاته لصالح بعدما عرف العوز والضيق الذي مررت به ، وقتها لن أنسى رسالته المؤثرة والمرفقة مع لوحاته الهامة التي احتفظ بهم لليوم، واتمنى ان يكون جزء من حياة قيمة ذلك الجمال في تراث الانسانية والابداع الانساني، حيث يرسم جهود ذلك الفنان الانساني عصمت داوستاشي مكانته مع قيمة حياته في ابداعه النابض في اهمية قيمة الانسان ،وفي خصوصية جمال تجريداته الشعبية، في ميزة فن التصوير الشعبي العربي الشرقي ،الطالع من تراث مصر المحروسة،وملامح الوانه الحيوية المتطورة على شكل التلقائية، والشعبية المحلية، المدرسة في ايقاعاته،وتكاوينها ،ووفق حس درامي فكري ،يحاور ادمياتها المرسومة في حنو شديد، والمشبعة بالتكاوين الحرة، في فرادة مناخاتها السابحة في منمنماته المصرية، والرسم الشعبي المفتون بالابيض ، وهو الذي يصوغ ،بصمات خصوصيته، واجساد احاسيس الموتيف الشعبي التشكيلي لدى حكايا ناس بلده ،وقصص موالده الشعبية، في حس غرافيكي مشاكس للتقليدية المعهود، التي تعاند السائد لذلك الرسم التقليدي،حيث يصاهر اللون الطازج وجوه نساءه الجميلا، المصريات في مكانة اهمية المرأ فيه، حيث هو العاشق المصري الاسكندراني الامين، وفي اللوحة عبق اشجان روحه ،وطن اخر، تضاف لها قيمة وجدانية،في عبق حاضر كله ،ماضي بعيد، وماضوية حديثة فيها، كل الفلسفة الجمالية، وفكونا الحرف العربي المحدد وفق غرافيكية موثراتهوسمات تكوينه لذلك الرسم والخط المتجلي، في توزعه وانتشاراته العفوية ،والمقصودةفي تشكيلاتهاالجمالية،المصاغة وفق الق سحر الشرق المصري، وحضارة ابن ارض الكنانة والنيل، وحول الأبيض المتوسط، ابن الاسكنظرسة،وفنان ارثها الحضاري والانساني ،والوانه،ونوزعها المنمنمة وفق تشكيل يرفض الا ان يكون جزء حميم من عطاءاته المبذولة ،للحياة والحلم والمدى في امل يراقب نبض الفنان الشعبي المثقف في مستوى حسه وادراكه ،ومستويات وعيه الجمالي، حيث هو راعي التفضل والجماليات الحنونة، وكانها المنمنمات الانسانية المصرية، حيث الارابيسكية وطنه التشكيلي في لوحته، وحيث المميزات والملامح سمة عمق حبه واحترامه لنساء مصريته، وسر جمال حالاته الشعبية ،وقد استفاد من مكمن اهمية الوجدان الشعبي العربي المصري الفرعوني العالمي، حيث تتشابه الفضاءات الجمالية لتنطلق سابحة وكانها مشهد جماهيري جيث يعانق اهل الإسكندرية مع عبق نسائم شم النسيم، تاركين رياح الخماسين الى مدى اخر، في فروسية الفارس التشكيلي المصري الرائد الجميل عصمت داوستاشي، ومنه نقرا سر جمال مواقد الضوء على منارات عوالمه السارحة والرب راعيها،
قراءة نقدية : عبود سلمان/ كندا