Aboud Salman
6 مايو 2021 ·
لليوم لن أنسى ذلك الوجه الباسم الحنون الصبوح، المتواضع الجم، الحكيم في فنون شتى، ذلك الوجه للفنان والناقد التشكيلي العربي الفلسطيني السوري الراحل عبد الله ابو راشد، وهو يدخل صالة المعارض الفنية في المركز الثقافي العربي بابي رمانة بدمشق، حيث يدلف بكل حفاوة ورحابة صدر، ليعانقنا جميعا، ويهمس في اذني محبا وممازحا لي، انتبه ياعبود ابن سلمان، اني جئت معرض، ومعرض اصدقاءك العرب، بدون ان ترسل لي بطاقة دعوة خاصة، ولأنها فنانين ليس بيننا بطاقة، يخجلني في ذلك واقبله ويكرر القول، ولايهمك انا خال اولادك وانت صهرنا،ونحن الفلسطينين نحب الصهر ونحترمه ونقدره،ونعرفه من الفرسان الشجعان،ونضحك سوية بعدما استنجد في زوجتي بنت فلسطين الابية، وتاتي ام الفرات ضاحكة ويشاع الفرح والبهجة والسرور ، وتحلق الأنفس المحبة ،ويتجول في ردهات اورقة قاعة المعارض، بعدما يشرب فنجان القهوة ويمضي مع اللوحات والفنانين المشاركين معنا، ويظل محب ومرح وفرح في لمتنا، لنلتقي مرات ومرات داخل حيطان المعرض، وفي كل مرة يوصيني بفكرة،وينادي على فنان اهر للتحدث معه، وبعد كمية الحب والبهجة ناخذ الصور ونتبادل العناوين والاصدارات الفنية، ويمضي جميلا في لباسه البسيط الجميع حيث يحب أن يلبس التشيرت البرتقالي،ويتابط حقيبة كتف جلدية صغيرة بنية، ويوصيني ان اتابع اي جريدة، تشرين الثورة او البعث او الاسبوع الادبي، لانه سوف يكتب ملاحظاته النقدية عن المعرض، وفي كل مرة ، نعبر على ذلك عبر الشبكة العنكبوتية العالمية، حيث اكون مقيما في الرياض ويخبرني بذلك صديقي المؤيد منيف الذي يحبه ويحترمه، ويقدره لانه تعرف عليه في دمشق، وفي كل مرة يسألني عنه، وهكذا اصبح له معارف من الفنانين العرب، وفي كل مرة عندما نحضر الى دمشق نحرص على لقاءه في معارضنا التشكيلية وملتقياتنا، ونفرح بوجوده ونسعد، ولليوم لا أنسى كيف يتابع انشطتنا الفنية بدمشق ،او نلتقي به، في قاعات العرض التشكيلي بدمشق، حيث هو ا أبرز الوجوه الفنية الدمشقية المميزة والهامة، ومن اصحاب الرأي النقدي الحريص الحصيف، ومابين النقد وانسانيته، وفنه نسج خصوصية حياته وان كان قليل الانتاج الفني، من رسم او حفر حيث احب تلك الميزة الفنية عندما أجاد هذا الفن التشكيلي، وذلك الاختصاص الفني، ولكنه تالق في كتابة النقد التشكيلي حول واقع الفن التشكيلي العربي الفلسطيني في خلصة،والفن السوري والعربي، لهذا يعتبر في نتاجاته من اهم النقاد التشكيليين العرب، وابرزهم رغم كمية التعتيم والاقصاد والتهميش عليه في سورية، من كافة وسائل الإعلام الرسمي، وفي سورية ان لم يكن ابن الحزب الحاكم، او انه محسوب على جهة ما، لن يفلح كثيرا، مهما كانت نجاعة الفكرة ونصاعتها، وفي النهاية محسوبيات الواسطة والعلاقات الخاصة والشللية والاخوانيات، هي من تقرر وجودك الفني او الابداعي، بغض النظر عن الموهبة والقدرة والمقدرة، ومقدار الحرية المقتدرة فيه، ولهذا كان الناقد التشكيلي الراحل محارب بشكل تعسفي كبير، رغم انه مرات يعمل المستحيل لاختراق ذلك التابو الطائفي السوري الموجود في كافة الصحف والاعلام واروقة التلفزيون وغيرها، وحتى في طبيعة عمل صالات العرض التشكيلي، والامكنة الشعبية الفنية،والمحسوبة على حياة الثقافة والادب، لهذا كنت اسأله كلما يتاح لي المجال،في لقاءاتنا، كيف تخترق التابو ياعبد الله، يضحك وتضحك خدوده السميكة الراقصة، ويغمز لي ،ويقول لي هذه سر الصنعة يأتى الفرات، ونضحك معا، وفي سياق النص يقول، الساحة فاضية يااخي، ومرات هم يدعوني الى ملاءها لانه يثقون اننا نكتب للتاريخ وبدون مجاملة، والصحافة والاعلام، تنور شديد الالتهام، ياكل كل شيء ،وماتقدمه ينفع وفي كافة المناسبات، لهذا القائمون على تحرير تلك الصفحات يحتاجون الى كل جديد حد الاستهلاك،وانا امرر وجودي ووجود قلمي من خلال ذلك، ورغم ان البعض منزعج لانه تخرج مااكتبه من نقد وتغطية للمعارض،ودراساتي عن حقيقة المشهد التشكيلي، ومنها اثبت وجودي المتين، وبهذا اجد نافذة من النوافذ الممكنة، ناهيك ان حضوري عبر المنصات الالكترونية باسم فلسطين، والفن الفلسطيني، لفت الانظار على رائحة قلمي المناضل ضد القبح والمحسوبيات والاعاقة القكرية، ولاني مخلص لفني وتجربتي وفكرتي،وفكرتي ستجد بها الصدى، من قريب أو بعيد، استمر واكتب وارسم واناضل واتامل، ولاني في واقعي شعبي وليس نخبوي انتخابي لصالح زيد او عبيد، ولاني جاد في انتخابي اتجاه سيرة الفن والفنان، تجد استمر وتفرح بي الآفاق الرحبة، وهكذا نمضي يافتى الفرات الجميل، العنيد، وتحت الاصرار نكتب للزمن الاخر،والاجيال الاخرى، التي قد تقرء وتبحث وتجدنا باستمرار، وياريت نكون قد وقفنا لصالح ان تكون الكلمة صدقة جارية، ياابن الفرات النبيل، وهكذا كان المشهد ياعبود سلمان ،وبلغ تحياتي لمؤيد منيف صديقك، ففي كل مرة اشتاق ان التقى بكم في صيف دمشق، لان الوان الصحراء تشدني في لوحات زميلك العزيز، ونفرح سوية في تذكاراتنا العزيزة ،عن ذلك ذلك العصامي الذي كتب اسمه في أحرف من نور، انه ذلك المتفاني المحب لفلسطين والعرب والانسانية، عبد الله ابو راشد الانسان والفنان والناقد والباحث التشكيلي الجمالي، ومن افضل من وثف الفن التشكيلي العربي الفلسطيني المعاصر، واسكنه المدى ،وكتب عن كافة الاجيال التشكيلية العربية الرائدة في فلسطين وسورية والسعودية وغيرها، وكان خير عون للشباب والفنانين والرسامين والمصورين المحترفين والهواة، وهو من سجل لصوت فلسطين، كل كتابة عن التشكيلي العربي الفلسطيني، وعن الفن التشكيلي العربي السوري المعاصر، وله كتاب عن التذوق الفني والذائقة الجمالية، وشهدت العديد من الصحف والادبيات الكثير من قراءاته النقدية والجمالية ودراساته الفنية حول التشكيل العربي، ناهيك عن معارضه وعمله في التدريس في وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين الفلسطيين، انه نجم في افق الحياة الثقافية العربية الفلسطينية المعاصرة،وعلم من اعلامها البارزين، والمجددين في نسيج الحب الوطني الفلسطيني المناضل،
رحمه الله واسكنه فسيح جناته