النساء ينجذبن إلى الرجال المتحيزين جنسياً أكثر من أولئك الواعين !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النساء ينجذبن إلى الرجال المتحيزين جنسياً أكثر من أولئك الواعين !

    النساء ينجذبن إلى الرجال المتحيزين جنسيًا أكثر من أولئك الواعين


    تُعجَبُ النساء بـ”الأولاد السيئين”، على الأقل هذا ما يُتَداول. وهناك الكثير من الكتابات والطُرف التي تحاول دعم هذا الأمر. كثيرًا ما يشتكي الرجال من (ضمهم لقائمة الأصدقاء – friendzoned)، والفكرة هي أن الرجال المُحترِمين لاهتمامات الإناث يُمثلون دور الصديق بدلًا من احتمالية أن يصبحوا (أخلاء – boyfriend). تبنى (المجتمع الهادف لإغواء النساء – “pickup artist” community) هذا المفهوم، وعلم الرجال كيفية التصرف بطرق حاسمة مهيمنة، والتي يُزعَم أنها أكثر نجاحًا مع النسوة. وصفت الكثير من هذه المفاهيم والديناميكيات ذاتها، ب التحيز الجنسي والإساءة للنساء، ما يعكس المعتقدات الأساسية بكون الفتيات “تَدين” للرجال بالجنس.



    النساء الفتيات الرجال التحيز الجنسي



    مجتمع “incel” هو مجموعة من الذكور عبر الإنترنت والذين يشتكون بمرارة، وعنف، وغضب من كونهم (عزابًا مجبرين – involuntary celibates)، يهاجمون النساء لاختيار (الرجال الأشداء – “Alpha males”) بدلًا من الرجال الأكثر رقةً وطيبةً، أي مثلهم. إن النسوة المُعترفات بأنهن يُعجَبن بـِ”الأولاد السيئين” -أي المنجذبات إلى الرجال الحازمين أو المسيطرين-، يُنتقَدن أحيانًا بتبطينهن سلوكًا مبغضًا للنساء، أو باعتبارهن ببساطة ساذجات أو حمقاوات، يفشلن بملاحظة أو الاعتراف بأن (التمييز الجنسي – sexism) ضار.

    خلال الحملة الرئاسية لعام 2016، دعت الإناث المؤيدات لترمب -المرشح في ذلك الوقت- بفخر مرشحهن إلى (التحرش بهن – grab them)، بعد الكشف عن أشرطة لترامب يناقش فيها تحرشه بالنساء دون موافقتهن. وُصفَت هؤلاء النساء بأنهن خائنات لنساء أخريات، أو انتقدن ببساطة لكونهن مضللات. واقترح آخرون أن الفتيات قد يخترن “الولد السيئ” للحصول على الحماية من الرجال الآخرين الأكثر عداءً وعدوانية، وهي نظرية يشار إليها باسم (مضرب الحماية – protection racket).

    يقترح البعض ببساطة أن التحيز الجنسي خبيث، وأن هذه الديناميكية تتسلل إلى خياراتنا دون أن نلاحظ. هذه الديناميكيات المعقدة والمُسيسة إلى حد كبير، تُعزز الصراعات وتفرق بين الجنسين. لسوء الحظ، تشير الأبحاث إلى أن النساء يجدن الرجال المتحيِزين جنسيًا جذابين فعلًا. نشر كل من (جول وكوبفر – Gul and Kupfer) مؤخرًا أبحاثًا حول تجارب متعددةً قاموا بها، واختبروا انجذاب الفتيات إلى أنواع مختلفة من الرجال، واختبروا كذلك ما يثير النساء.

    اقترحت الأبحاث السابقة أن علم الأحياء التطوري يفسر هذه الديناميكيات، مشيرًا إلى نتائج تفيد بتفضيل النسوة للرجال الذين يتمتعون بميزات ذكورية أكثر، ومؤشرات أكثر لياقة. بالرغم من ذلك، تُعتَبر العديد من تلك النتائج المثيرة موضع تساؤل، مع فشل (التنسخ – replications) (انتقالها من جيل لآخر)، ما يشكك بإمكانية التنبؤ بهذه التأثيرات أو قياسها بشكل موثوق به.




    يتخذ كل من جول وكوبفر نفس الفكرة، لكنهما يتجهان باتجاه مختلف قليلًا، ويقترحان أن اهتمام المرأة بالرجل المتحيز جنسيًا، وبالأخص الرجال الذين يُظهرون (التحيز الجنسي الخير – benevolent sexism) قد يكون بسبب أنهم أكثر اهتمامًا باستثمار الموارد في المرأة.

    التحيز الجنسي النافع مفهومٌ يصف شكلًا من أشكال التمييز الجنسي الأقل عدائيةً وكراهيةً للنساء، بشكل واضح، وهي معتقدات تلقيتها باعتباري رجلًا من جنوب الولايات المتحدة.
    تشمل معتقدات التحيز الجنسي الخيّر:
    • على الرجل أن يؤمن بمثالية المرأة
    • ينبغي أن يحتجن الرجال، ويحميهن الرجال
    • يجب أن يكون الرجال مستعدين للتضحية من أجل النسوة
    • النساء أكثر عِفَةً من الرجال
    • الفتيات أكثر لباقةً ونقاءً، مقارنةً بالرجال

    رغم مظاهر التحيز الجنسي الخير الذي يبدو شهمًا ورومانسيًا، فقد وجدت الأبحاث السابقة أن الفتيات اللواتي يؤمنّ بهذه المعتقدات، غالبًا ما يبدين موافقةً على القيود المفروضة على حريات المرأة واستقلالها وحكمها الذاتي، قد كذلك يؤثر على دعم المرأة للمساواة بين الجنسين.

    استخدم جول وكوبفر العديد من التجارب المختلفة المرتبطة، من أجل اختبار السبب وراء إيجاد النساء للرجال مع هذا النمط من المعتقدات أكثر جاذبيةً وسحرًا. وجد الباحثان أن النساء اللواتي رأين هذا النوع من الرجال أكثر جاذبيةً، رأينهم أيضًا أكثر استعدادًا لحمايتهن ورعايتهن، والالتزام بالعلاقة معهن. ومن المثير للاهتمام أن هؤلاء النسوة لم يكنّ حمقاوات في الحب، بل كانت عيونهن مفتوحةً حول هؤلاء الرجال. على الرغم من انجذابهن إليهم، ورؤيتهم بمثابة زملاء وشركاء جيدين، فإن هؤلاء النسوة رأين أن هؤلاء الذكور رجال متعالون ومدمرون وهم أكثر عرضةً لتقييد النساء.




    أجرى جول وكوبفر عدة تجارب منفصلةً، تبين أن نتائجها تكررت في عينات مختلفة وباستخدام طرق مختلفة (استراتيجية هامة في أزمة تكاثر اليوم)، وأن التأثير كان واضحًا في الشركاء المحتملين، وفي زملاء العمل. حتى عندما يتعلق الأمر بالرجال المستثنيين من كونهم شركاء حميمين محتملين، زاد احتمال اعتبار النساء الرجال المميزين جنسيًا أكثر جاذبيةً. أظهرت كل من الفتيات اللواتي كُنَ أكثر وأقل (نسوية – feminist) مستويات مماثلةً من الانجذاب للرجال المتحيزين جنسيًا، لذا لا يُعتبَر هذا التأثير نتيجةً لعدم وعي النسوة بشكل كاف.

    اختبرت إحدى التجارب فيما إذا كانت تصنيفات النساء للرجال المتحيزين جنسيًا تختلف اعتمادًا على الإشارات الدالة على وجود رجال عدوانيين في محيط أولئك النسوة اللواتي يحتجن الحماية، ولكن هنا ومرةً أخرى، لم يتأثر انجذاب النسوة نحو الرجال المتحيزين جنسيًا بسبب حاجتها المحتملة للحماية من رجال أكثر عدائيةً.

    يقدم بحث جول وكوبفر طريقةً جديدةً للتعامل مع ديناميكيات الجذب المعقدة هذه، ودمج دور التأثيرات التطورية، مع توقعات دور التأثير الثقافي الاجتماعي. كما يتحدى بحثه بعض المعتقدات المضللة التي تلقي باللوم على النساء والرجال معًا لاستمرار التحيز الجنسي في مجتمعنا. يجدر التنويه إلى أن التمييز الجنسي وكراهية النساء ليست مفاهيم متطابقة. تقترح (كيت مان – Kate Manne) أن كراهية النساء تتمحور حول السيطرة على النساء أكثر من تمحورها حول الكراهية، وتزعم أن التمييز الجنسي هو أكثر أيديولوجية تدعم أسباب معاملة الفتيات بشكل مختلف.
    «يُعتَبَر قرار مواعدة ذكر نسوي من أسوأ القرارات التي اتخذتها»، – (كيت ايزلين – Kate Iselin).


    لا تُعتبَر النساء المنجذبات للرجال المتحيزين جنسيًا خائنات لنساء أخريات، ولا ساذجات لا يفهمن خياراتهن. بل يُعتبَرن من الفتيات اللواتي يتخذن قرارات عقلانية، ويقبلن بالمقايضة. تعترف هؤلاء النسوة أن وجود شريك ملتزم وعلى استعداد للتضحية من أجلهن وأسرتهن، قد يكون أكثر فائدةً من وجود رجل نسوي (واعٍ) يريد أن يكون مستقلًا.




    أتطلع إلى الأبحاث المستقبلية التي قد تستكشف تصورات الرجال الخاصة عن مواقفهم تجاه النساء. هل يدرك الرجال الذين يحملون معتقدات تحيز جنسي خيّرة أن هذا الأمر قد يزيد من جاذبيتهم، بينما يُنظَر إليه أيضًا على أنه متعالٍ؟ لكن في الوقت الحالي، ربما يمكن أن يساعدنا هذا البحث في التوقف عن مهاجمة الرجال المتحيزين جنسيًا كأدوات معادية للنساء في المجتمع الأبوي (مجتمع سيطرة الأب)، والاعتراف بأن هذه الديناميكيات الاجتماعية توجد بسبب اختيارات كل من الرجال والنساء لأسباب أخرى غير السلطة أو الكراهية أو السيطرة.


    المصدر:.ibelieveinsci
يعمل...
X