تويت
Aboud Salman
7 مايو 2021 ·
ظل لزمن بعيد الفنان التشكيلي العربي الفلسطيني محمد الشريف عاشق لخامة الحرق على الخشب في جل اعماله الفنية، التي اوقفها على ترسيخ صورة النمطية الفنية التشكيلية العربية الفلسطينية، مشبعة باللون الشفاف المائل الى التعتيق البني والبرتقالي والأحمر ودرجاته الهرموني ضمت توناته التحليلية الاخاذة الى قيمة التربة الفلسطينية في استحضارتها اللونية، الجمالية للدلالة على ربط منتزه الفني في عوامل تجذير الانتماء في لوحته الفنية، المشعة في اشراقاتها الحنونة، على حياة تجاعيد نساءه وشيوخ مايرسمهم من اهالي وطنه الفلسطيني، ومابين ذلك ودفائن عوامله المرسومة، تبرز شخوصه الفنية ،البطلة وكانها رؤى حالمة وحاكمة في ملامح ومميزات ابطاله الملحميون، حيث تشيل الأسطورة التاريخية عن فحوى جماليات مخلصة للزخرف المنقوش عن جواهر ابداعات المرأة الفلسطينية العاملة والفلاحة ومكانة ام الشهيد في حناءها، وتمتمات عوالم صبرها الاسطوري اتجاه ابناءها الابطال، سواء من ذهب اسير او بقي صغير، او سكن المنافي أميرا ومشتاق، ومابين هيولى بيوتاته المرسومة، وعيون القلب في جمال سيدات أرضه وتاريخه وحضارته،
تنتصب قامات شخصياته المشبعة بالانتظار ات المريرة، والعيون المتاملة لمدى لا أحد يعرف نتائجه ومصائره، لهذا تبدو اعمال في تكاوين جمالية مبنية في مزيد من العناية والموهبة والتمكن، مطوع تلك اداة الحرق، والكاي بالنار، حيث يخالط روائحها من روائح خشب أشجار فلسطين وبياراتها الوارفة، ومابين صوره التقليدية التكوينية في جمال تشكيليه، المتمكن في قدرة مذهلة، لتحاذي عبق انجازات انامله المضيئة حيز الاهمية بالاهتمام التشكيلي، فمن مسطح قطعة لوح المازونيت الخشبي، حيث اتخذ روحية جمالية اعماله والإبداع فيه، الى إجادة اهم خاصية وهي اداة التنفيذ بالحرق،والحرارة الملتهبة، وتصالح رضا عيونه في نفسه، حيث يبدع وينتج ويقدم، قضيته الام، حياة معاناة الشعب الفلسطيني، عبر لوحة ذات رؤى جمالية هامة، متخذ من التبسيط في بساطة ممكناته الفنية، الى جوهر مواهبه الفنية المبدعة، عندما يبث روحه الخلاقة في صورة رسمه الفلسطيني، وعبر مزيج لوحاته الممتزجة بالكي واللون والفكرة وصعوبة تنفيذ حرارة الابداع فيه، الى تلك التفرد الجمالي في نسيحية صناعة اللوحة التشكيلية الفلسطينية المفتوحة على منتهى الخيارات الفنية الممكنة، ليترجم ذلك الفنان والرسام والحرفي التشكيلي، المبدع محمد الشريف ،والذي اتخذ الفن موهبة وهوية، وممارسة خاصة بعد عمله الصحي حيث واقع اختصاصه، ليكون الفن مسعى شخصي وابداعي وابتكاري قل نظيره بين عموم إمكانيات الفنانين التشكيليين العرب الفلسطينين، ومن تلك الميزة والخصوصية نشأ ذلك الشريف التشكيلي محمد الشريف مدافع عن قضية اهله وشعبه في وطنه الفلسطيني، راسم لمجرى حياته مسمى ان يحقق لذاته شيء، ويترك في تاريخ نضالات شعبه الصابر، شيء ينفع في ترسيخ تاريخ وطنه، منجزات حياته على عدة اصعدة، وفي عدة اتجاهات، خاصة انه يتناول الانسان والارض ،وحياة ذلك الإنسان في يومياته وجمالياته، طارح تجسيد تراثياته الفلسطينية وتكريس تخليدها في لوحة، للمحافظة عليه، من الاندثار والسرقة من محتل غاشم، وغاصب وقد استباح البلاد الفلسطينية، ارض وشعب، وقتل ودمر وسرق وطمس ويحاول تشويه كل شيء ،وكلها وفق رؤى محددة وأهداف مستبدة وقاتلة وشنيعة وفضيعة، لتبقى اللوحة عزاء الفنان الاخير، ومنها يجسد بيارق الامل ،في روحانية المحافظة على القيم الانسانية والاجتماعية الوطنية سواء في غزة موطن عشق الفنان محمد الشريف، او عبر باقي مدن الوطن الفلسطيني المحتل ،والذي يناضل مع كل شعبه للتحرر من واقع احتلال غاشم،ومجرم ومحتل ومستبد لايرحم، كبيرة كانت وصغيرة، كل ذلك وضعه الفنان الشريف، في نصب افكاره النرسومة والوانه وتوثيقه في فنه وتجربته الفنية القائمة على الايقاع التشكيلي الجمالي، عندما يطوع مهنية ومهارة حرفيه في تنفيذ لوحاته العديدة، حول قضايا الساعة الفلسطينية المعاشة، بالف شكل ولون،
من يدقق في وجوه ابطاله المرسومين، يكتشف كمية جماليات زراعة الملامح العربية الفلسطينية الرائدة في حقيقة امال وطموحات شعبه، لهذا يختار الرجل والمرأة ابطال حقيقين له في عنفوان أصالة لوحاته الموشومة والموسوعة في نمنمة محببة يجيد تجديدها مرسومة في منتهى الحرص والاهمية، سارح في خيالاته الرمزية، وتشكيل واقعية شخصياته المنثورة وفق معالجاته خطية غرافيكية تحدها خطوط متسقة ومتفاعلة، بالظلال والحروق والشروق والالوان الدافئة، لتعيد بناء خاصية سر جمالها البعيد، الذي يستوطن الذاكرة الفلسطينية ويستوعبها دائما في حيز ابداعي مهم،