يخضع العزاب لنظرة نمطية من غيرهم، لكن إن ركزت على إحساسهم ورؤيتهم تجاه الحياة التي اختاروها، بدلًا عما يفترضه الآخرون، تجد أنّ لحياة العزوبية جانبًا آخر. مع مرور الوقت، تصبح حياة العزوبية أفضل وأفضل ، وتزيد من رضى الشخص على حياته. قد كان للارتباط دور كبير في مواجهة الشعور بالوحدة ، لكن ليس في عصرنا هذا. نُشرت هذه الدراسة في مجلة علم الشيخوخة The Journal of Gerontology: Series B تحت عنوان: «العلاقة المتغيرة بين الارتباط والوحدة: تأثيرات متعلقة بالتقدم في السن والحقبة».
حلّل المؤلفان آن بوجر (Anne Boger) وأوليفر هاكسهولد (Oliver Huxhold) من المركز الألماني لعلم الشيخوخة معطيات ونتائج مستقدمة من الدراسة الألمانية للتقدم في السن، وهي دراسة استقصائية تخص المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و85 سنة، أجريت في السنوات 1996 و2002 و2008 و2014.
ركز كل من آن وأوليفر على 2552 شخصًا استُجوبوا سنة 2008 ثم مجددًا سنة 2014، مع الأخذ بعين الاعتبار حالات من 1996 و2002.
خرجا بأربع خلاصات واضحة تبين أن الرضى عن حياة العزوبية ارتفع تاريخيًا، ويزداد أيضًا مع التقدم في السن. من جهة ثانية، فقد الارتباط أهمية دوره في مواجهة الوحدة مع مرور الوقت والتقدم في السن. أما فيما يخص الأشخاص المرتبطين ومدى رضاهم عن علاقاتهم، فالنتائج ليست بنفس دقة ما سبق. مع التقدم في السن، وبأخذ بعين الاعتبار الفترة التاريخية الحالية، يزداد رضى العزاب عن حياتهم:
1. في هذه الدراسة التي شملت عينة تتراوح أعمار أفرادها بين 40 و85 سنة، يصبح الأفراد الذين فضلوا عدم الارتباط أكثر رضى على حياتهم بعد التقدم في السن. تظل النتائج متباينة بالنسبة للأفراد المرتبطين، إذ صرح بعضهم بأن جودة العلاقة تقهقرت لمدة قبل أن تتحسن بعد التقدم بالسن.
2. مع مرور الوقت (بين 1996 و2014)، أصبح العزاب أكثر رضًى بالحياة التي اختاروها. مجددًا، نشير إلى أن النتائج الخاصة بالأزواج ليست بالدقة الكافية. انطلاقًا من الطريقة التي حُللت بها تلك المعطيات، وجد الباحثون أن الأشخاص المرتبطين لديهم نفس مدى الرضى عن حياتهم في هذه الفترة كالفترات التي سبقتها، لكن هذا يظهر أساسًا لدى الأزواج في منتصف سن الرشد.
مع التقدم في السن، يصبح دخول الشخص في علاقة حميمية عاملًا غير مؤثر على مدى شعوره بالوحدة. قارن الباحثون مستويات الشعور بالوحدة لدى الأشخاص المرتبطين بعلاقة حميمية والأشخاص غير المرتبطين بعلاقة حميمية. يندرج تحت المجموعة الأولى كل من المتزوجين والأفراد الذين يعيشون مع شريكهم العاطفي والأفراد الذين صرحوا بكونهم في علاقة حميمية مستقرة. بينما تضم المجموعة الثانية المطلقين والأرامل والأشخاص الذين يعيشون بعيدًا عن شركائهم وكذلك الذين يعيشون بمفردهم دون أي علاقة حميمية تذكر.
عند وجود تباين في مستويات الشعور بالوحدة، يكون الفرق الأكبر بين المتزوجين والذين سبق لهم أن تزوجوا لفترة معينة، بينما يغيب الشعور بالوحدة عند الأفراد الذين لم يسبق لهم أن خاضوا تجربة الزواج. على سبيل المثال، في دراسة شملت عينة من الأشخاص لا تقل أعمارهم عن 65 سنة، وُجد أن الشعور بالوحدة مرتفع لدى الأرامل مقارنة بغيرهم. بالنسبة للذين لم يسبق لهم أن تزوجوا، ما يقارب النصف (%46) لم يشعروا بالوحدة أبدًا، و %9 فقط اعترفوا بشعورهم بالوحدة دائمًا أو على فترات.
ليس من الملائم إقحام العزاب في نفس الخانة مع الأرامل والمطلقين والمنفصلين، بأخذ هذه الملاحظة بعين الاعتبار، ليس من المفاجئ أن يجد الباحثون غياب الشعور بالوحدة لدى المجموعة الأولى مقارنة بالمجموعة الثانية.
3. مع التقدم في السن، تتلاشى الفوارق في الشعور بالوحدة بين الأشخاص بغض النظر عن حياتهم العاطفية.
4. مع مرور الوقت (بين 1996 و2014)، تقلصت الفوارق في الشعور بالوحدة بين الأشخاص بغض النظر عن حياتهم العاطفية.
قد يكون الشعور بالوحدة نادرًا لدى الأشخاص المرتبطين في علاقة حميمية مقارنة بغيرهم سنة 1996، لكن ذلك الفرق تلاشى مع مرور الوقت، بحلول سنة 2014، لم تبقَ هناك علاقة بين طبيعة الحياة العاطفية للشخص ومدى إحساسه بالوحدة. لماذا أصبحت حياة العزوبية أفضل مع التقدم في السن وأيضًا مع مرور الوقت؟
لم يدخل الباحثون في تفاصيل العوامل التي تجعل العزاب أكثر رضًى عن حياتهم مع تقدمهم في السن، أو الأسباب خلف تحسن أوضاعهم العاطفية مقارنة بما كانت عليه في التسعينيات. في كتابها Singled Out، تحدثت الدكتورة بيلا ديباولو (Bella DePaulo) (صاحبة المقالة الأصلية) عن السبل التي انخفضت بها أهمية الزواج سواء مع التقدم في السن أو التغيرات الاجتماعية بمرور الوقت، خصوصًا بالنسبة للنساء:
«يتبوأ الاستقلال المادي -بالنسبة للنساء على الخصوص- مكانة مهمة على لائحة التغيرات الاجتماعية التي قوّت العديد من العزاب. مع كون النساء يتقاضين أقل من الرجال، يوجد عدد كبير من النساء اللاتي يجنين مدخولًا كافيًا لدعم أنفسهن، أو حتى بضع أطفال. لم يعد من المفروض عليهن الاتّكال على أزواجهن اقتصاديًا.
ويمكن للرجال والنساء ممارسة الجنس دون أي ضوابط اجتماعية. وإن لأبناء الأمهات العازبات نفس حقوق غيرهم. مع التقدم العلمي، أصبح من الممكن للمرأة أن تمارس الجنس دون أن تصبح حبلى، ويمكنها أيضًا أن تصبح حبلى دون أن تمارس الجنس. عندما كان الجنس والأبوة والأمومة والحالة الاقتصادية مرتبطين بعقدة محكمة تسمى الزواج، كانت الفوارق بادية بشدة بين العزاب والمتزوجين. أما في وقتنا الحالي، ما تزال مؤسسة الزواج مترسخة في قوانيننا وسياساتنا ودياناتنا وثقافتنا. لكنها فقدت الكثير من معناها كسُنّة للحياة».
ليس بوسع بوجر وهاكسهولد سوى إعطاء رأيهما الخاص في الأسباب خلف ما توصلت إليه دراستهما. من بين الأسباب التي يطرحانها؛ أن العزوبية لم تعد ضمن محظورات المجتمع؛ لأن عدد العزاب في تزايد. توجد العديد من الأسباب الأخرى، في مقالة نشرتها الدكتورة ديباولو على واشنطون بوست (Washington Post)، وُصفت الأمور التي يقوم بها العزاب في حياتهم والتي من المحتمل ألا يقوموا بها لو كانوا مرتبطين.
أشارت أيضًا إلى نتائج دراسة تبين أن العزاب يملكون نضجًا أكبر على المستوى الشخصي واستقلالًا أكبر خلال 5 سنوات مقارنة بغيرهم من المتزوجين. هذا وتكون حياة العزاب غير قابلة للتنبؤ، على عكس حياة المرتبطين التي طالما تسير وفق نمطٍ معين، تنقص معه الاحتمالات الأخرى. في ما يخص الوحدة، أشار الباحثون إلى عدم وجود علاقة وطيدة بينها وبين الحياة العاطفية للشخص. يمكن للأشخاص المرتبطين الشعور بوحدة رهيبة، ويمكن للعزاب أيضًا العيش دون أدنى شعور بالوحدة، والعكس صحيح.
من الممكن أن يكون الباحثان قد بالغا في وصفهما للعلاقة بين الحياة العاطفية والشعور بالوحدة؛ لأنهما لم يأخذا بعين الاعتبار السبل الأخرى التي تشكل الفوارق بين الأشخاص المرتبطين وغيرهم. على سبيل المثال، الوضع المالي. خذ على سبيل المثال مجموعة من العزاب يعيشون بمفردهم، والفرق بينهم وبين الذين يعيشون مع آخرين.
في دراسة ألمانية أخرى شملت 16.000 شخصًا بالغًا، وُجد أن الذين يعيشون بمفردهم يشعرون بالوحدة أكثر. لكن الأشخاص الذين يعيشون في مجموعات يختلفون عنهم على مستويات عدة، مثلًا، يكونون في حالة مادية أفضل. لكن إن قارنت عينات تعيش في نفس المستوى المادي، عندها يصبح الأفراد الذين يعيشون بمفردهم أقل عرضة للإحساس بالوحدة.
ما يزال هناك المزيد لنتعلمه حول حياة العزوبية وما يجعلها تتحسن بمرور الوقت ومع التقدم في السن. على الأقل، ستصبح للعزاب أهمية أكبر في الدراسات القادمة، بدل إقحامهم في خانات تضم الأرامل والمطلقين والمنفصلين. وما يزال كون حياة العزاب أفضل أمرًا مفاجئًا بالنسبة للبعض.
يخضع العزاب لنظرة نمطية من غيرهم، لكن إن ركزت على إحساسهم ورؤيتهم تجاه الحياة التي اختاروها، بدلًا عما يفترضه الآخرون، تجد أنّ لحياة العزوبية جانبًا آخر. مع مرور الوقت، تصبح حياة العزوبية أفضل وأفضل ، وتزيد من رضى الشخص على حياته. قد كان للارتباط دور كبير في مواجهة الشعور بالوحدة ، لكن ليس في عصرنا هذا. نُشرت هذه الدراسة في مجلة علم الشيخوخة The Journal of Gerontology: Series B تحت عنوان: «العلاقة المتغيرة بين الارتباط والوحدة: تأثيرات متعلقة بالتقدم في السن والحقبة».
حلّل المؤلفان آن بوجر (Anne Boger) وأوليفر هاكسهولد (Oliver Huxhold) من المركز الألماني لعلم الشيخوخة معطيات ونتائج مستقدمة من الدراسة الألمانية للتقدم في السن، وهي دراسة استقصائية تخص المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و85 سنة، أجريت في السنوات 1996 و2002 و2008 و2014.
ركز كل من آن وأوليفر على 2552 شخصًا استُجوبوا سنة 2008 ثم مجددًا سنة 2014، مع الأخذ بعين الاعتبار حالات من 1996 و2002.
خرجا بأربع خلاصات واضحة تبين أن الرضى عن حياة العزوبية ارتفع تاريخيًا، ويزداد أيضًا مع التقدم في السن. من جهة ثانية، فقد الارتباط أهمية دوره في مواجهة الوحدة مع مرور الوقت والتقدم في السن. أما فيما يخص الأشخاص المرتبطين ومدى رضاهم عن علاقاتهم، فالنتائج ليست بنفس دقة ما سبق. مع التقدم في السن، وبأخذ بعين الاعتبار الفترة التاريخية الحالية، يزداد رضى العزاب عن حياتهم:
1. في هذه الدراسة التي شملت عينة تتراوح أعمار أفرادها بين 40 و85 سنة، يصبح الأفراد الذين فضلوا عدم الارتباط أكثر رضى على حياتهم بعد التقدم في السن. تظل النتائج متباينة بالنسبة للأفراد المرتبطين، إذ صرح بعضهم بأن جودة العلاقة تقهقرت لمدة قبل أن تتحسن بعد التقدم بالسن.
2. مع مرور الوقت (بين 1996 و2014)، أصبح العزاب أكثر رضًى بالحياة التي اختاروها. مجددًا، نشير إلى أن النتائج الخاصة بالأزواج ليست بالدقة الكافية. انطلاقًا من الطريقة التي حُللت بها تلك المعطيات، وجد الباحثون أن الأشخاص المرتبطين لديهم نفس مدى الرضى عن حياتهم في هذه الفترة كالفترات التي سبقتها، لكن هذا يظهر أساسًا لدى الأزواج في منتصف سن الرشد.
مع التقدم في السن، يصبح دخول الشخص في علاقة حميمية عاملًا غير مؤثر على مدى شعوره بالوحدة. قارن الباحثون مستويات الشعور بالوحدة لدى الأشخاص المرتبطين بعلاقة حميمية والأشخاص غير المرتبطين بعلاقة حميمية. يندرج تحت المجموعة الأولى كل من المتزوجين والأفراد الذين يعيشون مع شريكهم العاطفي والأفراد الذين صرحوا بكونهم في علاقة حميمية مستقرة. بينما تضم المجموعة الثانية المطلقين والأرامل والأشخاص الذين يعيشون بعيدًا عن شركائهم وكذلك الذين يعيشون بمفردهم دون أي علاقة حميمية تذكر.
عند وجود تباين في مستويات الشعور بالوحدة، يكون الفرق الأكبر بين المتزوجين والذين سبق لهم أن تزوجوا لفترة معينة، بينما يغيب الشعور بالوحدة عند الأفراد الذين لم يسبق لهم أن خاضوا تجربة الزواج. على سبيل المثال، في دراسة شملت عينة من الأشخاص لا تقل أعمارهم عن 65 سنة، وُجد أن الشعور بالوحدة مرتفع لدى الأرامل مقارنة بغيرهم. بالنسبة للذين لم يسبق لهم أن تزوجوا، ما يقارب النصف (%46) لم يشعروا بالوحدة أبدًا، و %9 فقط اعترفوا بشعورهم بالوحدة دائمًا أو على فترات.
ليس من الملائم إقحام العزاب في نفس الخانة مع الأرامل والمطلقين والمنفصلين، بأخذ هذه الملاحظة بعين الاعتبار، ليس من المفاجئ أن يجد الباحثون غياب الشعور بالوحدة لدى المجموعة الأولى مقارنة بالمجموعة الثانية.
3. مع التقدم في السن، تتلاشى الفوارق في الشعور بالوحدة بين الأشخاص بغض النظر عن حياتهم العاطفية.
4. مع مرور الوقت (بين 1996 و2014)، تقلصت الفوارق في الشعور بالوحدة بين الأشخاص بغض النظر عن حياتهم العاطفية.
قد يكون الشعور بالوحدة نادرًا لدى الأشخاص المرتبطين في علاقة حميمية مقارنة بغيرهم سنة 1996، لكن ذلك الفرق تلاشى مع مرور الوقت، بحلول سنة 2014، لم تبقَ هناك علاقة بين طبيعة الحياة العاطفية للشخص ومدى إحساسه بالوحدة. لماذا أصبحت حياة العزوبية أفضل مع التقدم في السن وأيضًا مع مرور الوقت؟
لم يدخل الباحثون في تفاصيل العوامل التي تجعل العزاب أكثر رضًى عن حياتهم مع تقدمهم في السن، أو الأسباب خلف تحسن أوضاعهم العاطفية مقارنة بما كانت عليه في التسعينيات. في كتابها Singled Out، تحدثت الدكتورة بيلا ديباولو (Bella DePaulo) (صاحبة المقالة الأصلية) عن السبل التي انخفضت بها أهمية الزواج سواء مع التقدم في السن أو التغيرات الاجتماعية بمرور الوقت، خصوصًا بالنسبة للنساء:
«يتبوأ الاستقلال المادي -بالنسبة للنساء على الخصوص- مكانة مهمة على لائحة التغيرات الاجتماعية التي قوّت العديد من العزاب. مع كون النساء يتقاضين أقل من الرجال، يوجد عدد كبير من النساء اللاتي يجنين مدخولًا كافيًا لدعم أنفسهن، أو حتى بضع أطفال. لم يعد من المفروض عليهن الاتّكال على أزواجهن اقتصاديًا.
ويمكن للرجال والنساء ممارسة الجنس دون أي ضوابط اجتماعية. وإن لأبناء الأمهات العازبات نفس حقوق غيرهم. مع التقدم العلمي، أصبح من الممكن للمرأة أن تمارس الجنس دون أن تصبح حبلى، ويمكنها أيضًا أن تصبح حبلى دون أن تمارس الجنس. عندما كان الجنس والأبوة والأمومة والحالة الاقتصادية مرتبطين بعقدة محكمة تسمى الزواج، كانت الفوارق بادية بشدة بين العزاب والمتزوجين. أما في وقتنا الحالي، ما تزال مؤسسة الزواج مترسخة في قوانيننا وسياساتنا ودياناتنا وثقافتنا. لكنها فقدت الكثير من معناها كسُنّة للحياة».
ليس بوسع بوجر وهاكسهولد سوى إعطاء رأيهما الخاص في الأسباب خلف ما توصلت إليه دراستهما. من بين الأسباب التي يطرحانها؛ أن العزوبية لم تعد ضمن محظورات المجتمع؛ لأن عدد العزاب في تزايد. توجد العديد من الأسباب الأخرى، في مقالة نشرتها الدكتورة ديباولو على واشنطون بوست (Washington Post)، وُصفت الأمور التي يقوم بها العزاب في حياتهم والتي من المحتمل ألا يقوموا بها لو كانوا مرتبطين.
أشارت أيضًا إلى نتائج دراسة تبين أن العزاب يملكون نضجًا أكبر على المستوى الشخصي واستقلالًا أكبر خلال 5 سنوات مقارنة بغيرهم من المتزوجين. هذا وتكون حياة العزاب غير قابلة للتنبؤ، على عكس حياة المرتبطين التي طالما تسير وفق نمطٍ معين، تنقص معه الاحتمالات الأخرى. في ما يخص الوحدة، أشار الباحثون إلى عدم وجود علاقة وطيدة بينها وبين الحياة العاطفية للشخص. يمكن للأشخاص المرتبطين الشعور بوحدة رهيبة، ويمكن للعزاب أيضًا العيش دون أدنى شعور بالوحدة، والعكس صحيح.
من الممكن أن يكون الباحثان قد بالغا في وصفهما للعلاقة بين الحياة العاطفية والشعور بالوحدة؛ لأنهما لم يأخذا بعين الاعتبار السبل الأخرى التي تشكل الفوارق بين الأشخاص المرتبطين وغيرهم. على سبيل المثال، الوضع المالي. خذ على سبيل المثال مجموعة من العزاب يعيشون بمفردهم، والفرق بينهم وبين الذين يعيشون مع آخرين.
في دراسة ألمانية أخرى شملت 16.000 شخصًا بالغًا، وُجد أن الذين يعيشون بمفردهم يشعرون بالوحدة أكثر. لكن الأشخاص الذين يعيشون في مجموعات يختلفون عنهم على مستويات عدة، مثلًا، يكونون في حالة مادية أفضل. لكن إن قارنت عينات تعيش في نفس المستوى المادي، عندها يصبح الأفراد الذين يعيشون بمفردهم أقل عرضة للإحساس بالوحدة.
ما يزال هناك المزيد لنتعلمه حول حياة العزوبية وما يجعلها تتحسن بمرور الوقت ومع التقدم في السن. على الأقل، ستصبح للعزاب أهمية أكبر في الدراسات القادمة، بدل إقحامهم في خانات تضم الأرامل والمطلقين والمنفصلين. وما يزال كون حياة العزاب أفضل أمرًا مفاجئًا بالنسبة للبعض.
المصدر:.ibelieveinsci
حلّل المؤلفان آن بوجر (Anne Boger) وأوليفر هاكسهولد (Oliver Huxhold) من المركز الألماني لعلم الشيخوخة معطيات ونتائج مستقدمة من الدراسة الألمانية للتقدم في السن، وهي دراسة استقصائية تخص المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و85 سنة، أجريت في السنوات 1996 و2002 و2008 و2014.
ركز كل من آن وأوليفر على 2552 شخصًا استُجوبوا سنة 2008 ثم مجددًا سنة 2014، مع الأخذ بعين الاعتبار حالات من 1996 و2002.
خرجا بأربع خلاصات واضحة تبين أن الرضى عن حياة العزوبية ارتفع تاريخيًا، ويزداد أيضًا مع التقدم في السن. من جهة ثانية، فقد الارتباط أهمية دوره في مواجهة الوحدة مع مرور الوقت والتقدم في السن. أما فيما يخص الأشخاص المرتبطين ومدى رضاهم عن علاقاتهم، فالنتائج ليست بنفس دقة ما سبق. مع التقدم في السن، وبأخذ بعين الاعتبار الفترة التاريخية الحالية، يزداد رضى العزاب عن حياتهم:
1. في هذه الدراسة التي شملت عينة تتراوح أعمار أفرادها بين 40 و85 سنة، يصبح الأفراد الذين فضلوا عدم الارتباط أكثر رضى على حياتهم بعد التقدم في السن. تظل النتائج متباينة بالنسبة للأفراد المرتبطين، إذ صرح بعضهم بأن جودة العلاقة تقهقرت لمدة قبل أن تتحسن بعد التقدم بالسن.
2. مع مرور الوقت (بين 1996 و2014)، أصبح العزاب أكثر رضًى بالحياة التي اختاروها. مجددًا، نشير إلى أن النتائج الخاصة بالأزواج ليست بالدقة الكافية. انطلاقًا من الطريقة التي حُللت بها تلك المعطيات، وجد الباحثون أن الأشخاص المرتبطين لديهم نفس مدى الرضى عن حياتهم في هذه الفترة كالفترات التي سبقتها، لكن هذا يظهر أساسًا لدى الأزواج في منتصف سن الرشد.
مع التقدم في السن، يصبح دخول الشخص في علاقة حميمية عاملًا غير مؤثر على مدى شعوره بالوحدة. قارن الباحثون مستويات الشعور بالوحدة لدى الأشخاص المرتبطين بعلاقة حميمية والأشخاص غير المرتبطين بعلاقة حميمية. يندرج تحت المجموعة الأولى كل من المتزوجين والأفراد الذين يعيشون مع شريكهم العاطفي والأفراد الذين صرحوا بكونهم في علاقة حميمية مستقرة. بينما تضم المجموعة الثانية المطلقين والأرامل والأشخاص الذين يعيشون بعيدًا عن شركائهم وكذلك الذين يعيشون بمفردهم دون أي علاقة حميمية تذكر.
عند وجود تباين في مستويات الشعور بالوحدة، يكون الفرق الأكبر بين المتزوجين والذين سبق لهم أن تزوجوا لفترة معينة، بينما يغيب الشعور بالوحدة عند الأفراد الذين لم يسبق لهم أن خاضوا تجربة الزواج. على سبيل المثال، في دراسة شملت عينة من الأشخاص لا تقل أعمارهم عن 65 سنة، وُجد أن الشعور بالوحدة مرتفع لدى الأرامل مقارنة بغيرهم. بالنسبة للذين لم يسبق لهم أن تزوجوا، ما يقارب النصف (%46) لم يشعروا بالوحدة أبدًا، و %9 فقط اعترفوا بشعورهم بالوحدة دائمًا أو على فترات.
ليس من الملائم إقحام العزاب في نفس الخانة مع الأرامل والمطلقين والمنفصلين، بأخذ هذه الملاحظة بعين الاعتبار، ليس من المفاجئ أن يجد الباحثون غياب الشعور بالوحدة لدى المجموعة الأولى مقارنة بالمجموعة الثانية.
3. مع التقدم في السن، تتلاشى الفوارق في الشعور بالوحدة بين الأشخاص بغض النظر عن حياتهم العاطفية.
4. مع مرور الوقت (بين 1996 و2014)، تقلصت الفوارق في الشعور بالوحدة بين الأشخاص بغض النظر عن حياتهم العاطفية.
قد يكون الشعور بالوحدة نادرًا لدى الأشخاص المرتبطين في علاقة حميمية مقارنة بغيرهم سنة 1996، لكن ذلك الفرق تلاشى مع مرور الوقت، بحلول سنة 2014، لم تبقَ هناك علاقة بين طبيعة الحياة العاطفية للشخص ومدى إحساسه بالوحدة. لماذا أصبحت حياة العزوبية أفضل مع التقدم في السن وأيضًا مع مرور الوقت؟
لم يدخل الباحثون في تفاصيل العوامل التي تجعل العزاب أكثر رضًى عن حياتهم مع تقدمهم في السن، أو الأسباب خلف تحسن أوضاعهم العاطفية مقارنة بما كانت عليه في التسعينيات. في كتابها Singled Out، تحدثت الدكتورة بيلا ديباولو (Bella DePaulo) (صاحبة المقالة الأصلية) عن السبل التي انخفضت بها أهمية الزواج سواء مع التقدم في السن أو التغيرات الاجتماعية بمرور الوقت، خصوصًا بالنسبة للنساء:
«يتبوأ الاستقلال المادي -بالنسبة للنساء على الخصوص- مكانة مهمة على لائحة التغيرات الاجتماعية التي قوّت العديد من العزاب. مع كون النساء يتقاضين أقل من الرجال، يوجد عدد كبير من النساء اللاتي يجنين مدخولًا كافيًا لدعم أنفسهن، أو حتى بضع أطفال. لم يعد من المفروض عليهن الاتّكال على أزواجهن اقتصاديًا.
ويمكن للرجال والنساء ممارسة الجنس دون أي ضوابط اجتماعية. وإن لأبناء الأمهات العازبات نفس حقوق غيرهم. مع التقدم العلمي، أصبح من الممكن للمرأة أن تمارس الجنس دون أن تصبح حبلى، ويمكنها أيضًا أن تصبح حبلى دون أن تمارس الجنس. عندما كان الجنس والأبوة والأمومة والحالة الاقتصادية مرتبطين بعقدة محكمة تسمى الزواج، كانت الفوارق بادية بشدة بين العزاب والمتزوجين. أما في وقتنا الحالي، ما تزال مؤسسة الزواج مترسخة في قوانيننا وسياساتنا ودياناتنا وثقافتنا. لكنها فقدت الكثير من معناها كسُنّة للحياة».
ليس بوسع بوجر وهاكسهولد سوى إعطاء رأيهما الخاص في الأسباب خلف ما توصلت إليه دراستهما. من بين الأسباب التي يطرحانها؛ أن العزوبية لم تعد ضمن محظورات المجتمع؛ لأن عدد العزاب في تزايد. توجد العديد من الأسباب الأخرى، في مقالة نشرتها الدكتورة ديباولو على واشنطون بوست (Washington Post)، وُصفت الأمور التي يقوم بها العزاب في حياتهم والتي من المحتمل ألا يقوموا بها لو كانوا مرتبطين.
أشارت أيضًا إلى نتائج دراسة تبين أن العزاب يملكون نضجًا أكبر على المستوى الشخصي واستقلالًا أكبر خلال 5 سنوات مقارنة بغيرهم من المتزوجين. هذا وتكون حياة العزاب غير قابلة للتنبؤ، على عكس حياة المرتبطين التي طالما تسير وفق نمطٍ معين، تنقص معه الاحتمالات الأخرى. في ما يخص الوحدة، أشار الباحثون إلى عدم وجود علاقة وطيدة بينها وبين الحياة العاطفية للشخص. يمكن للأشخاص المرتبطين الشعور بوحدة رهيبة، ويمكن للعزاب أيضًا العيش دون أدنى شعور بالوحدة، والعكس صحيح.
من الممكن أن يكون الباحثان قد بالغا في وصفهما للعلاقة بين الحياة العاطفية والشعور بالوحدة؛ لأنهما لم يأخذا بعين الاعتبار السبل الأخرى التي تشكل الفوارق بين الأشخاص المرتبطين وغيرهم. على سبيل المثال، الوضع المالي. خذ على سبيل المثال مجموعة من العزاب يعيشون بمفردهم، والفرق بينهم وبين الذين يعيشون مع آخرين.
في دراسة ألمانية أخرى شملت 16.000 شخصًا بالغًا، وُجد أن الذين يعيشون بمفردهم يشعرون بالوحدة أكثر. لكن الأشخاص الذين يعيشون في مجموعات يختلفون عنهم على مستويات عدة، مثلًا، يكونون في حالة مادية أفضل. لكن إن قارنت عينات تعيش في نفس المستوى المادي، عندها يصبح الأفراد الذين يعيشون بمفردهم أقل عرضة للإحساس بالوحدة.
ما يزال هناك المزيد لنتعلمه حول حياة العزوبية وما يجعلها تتحسن بمرور الوقت ومع التقدم في السن. على الأقل، ستصبح للعزاب أهمية أكبر في الدراسات القادمة، بدل إقحامهم في خانات تضم الأرامل والمطلقين والمنفصلين. وما يزال كون حياة العزاب أفضل أمرًا مفاجئًا بالنسبة للبعض.
يخضع العزاب لنظرة نمطية من غيرهم، لكن إن ركزت على إحساسهم ورؤيتهم تجاه الحياة التي اختاروها، بدلًا عما يفترضه الآخرون، تجد أنّ لحياة العزوبية جانبًا آخر. مع مرور الوقت، تصبح حياة العزوبية أفضل وأفضل ، وتزيد من رضى الشخص على حياته. قد كان للارتباط دور كبير في مواجهة الشعور بالوحدة ، لكن ليس في عصرنا هذا. نُشرت هذه الدراسة في مجلة علم الشيخوخة The Journal of Gerontology: Series B تحت عنوان: «العلاقة المتغيرة بين الارتباط والوحدة: تأثيرات متعلقة بالتقدم في السن والحقبة».
حلّل المؤلفان آن بوجر (Anne Boger) وأوليفر هاكسهولد (Oliver Huxhold) من المركز الألماني لعلم الشيخوخة معطيات ونتائج مستقدمة من الدراسة الألمانية للتقدم في السن، وهي دراسة استقصائية تخص المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و85 سنة، أجريت في السنوات 1996 و2002 و2008 و2014.
ركز كل من آن وأوليفر على 2552 شخصًا استُجوبوا سنة 2008 ثم مجددًا سنة 2014، مع الأخذ بعين الاعتبار حالات من 1996 و2002.
خرجا بأربع خلاصات واضحة تبين أن الرضى عن حياة العزوبية ارتفع تاريخيًا، ويزداد أيضًا مع التقدم في السن. من جهة ثانية، فقد الارتباط أهمية دوره في مواجهة الوحدة مع مرور الوقت والتقدم في السن. أما فيما يخص الأشخاص المرتبطين ومدى رضاهم عن علاقاتهم، فالنتائج ليست بنفس دقة ما سبق. مع التقدم في السن، وبأخذ بعين الاعتبار الفترة التاريخية الحالية، يزداد رضى العزاب عن حياتهم:
1. في هذه الدراسة التي شملت عينة تتراوح أعمار أفرادها بين 40 و85 سنة، يصبح الأفراد الذين فضلوا عدم الارتباط أكثر رضى على حياتهم بعد التقدم في السن. تظل النتائج متباينة بالنسبة للأفراد المرتبطين، إذ صرح بعضهم بأن جودة العلاقة تقهقرت لمدة قبل أن تتحسن بعد التقدم بالسن.
2. مع مرور الوقت (بين 1996 و2014)، أصبح العزاب أكثر رضًى بالحياة التي اختاروها. مجددًا، نشير إلى أن النتائج الخاصة بالأزواج ليست بالدقة الكافية. انطلاقًا من الطريقة التي حُللت بها تلك المعطيات، وجد الباحثون أن الأشخاص المرتبطين لديهم نفس مدى الرضى عن حياتهم في هذه الفترة كالفترات التي سبقتها، لكن هذا يظهر أساسًا لدى الأزواج في منتصف سن الرشد.
مع التقدم في السن، يصبح دخول الشخص في علاقة حميمية عاملًا غير مؤثر على مدى شعوره بالوحدة. قارن الباحثون مستويات الشعور بالوحدة لدى الأشخاص المرتبطين بعلاقة حميمية والأشخاص غير المرتبطين بعلاقة حميمية. يندرج تحت المجموعة الأولى كل من المتزوجين والأفراد الذين يعيشون مع شريكهم العاطفي والأفراد الذين صرحوا بكونهم في علاقة حميمية مستقرة. بينما تضم المجموعة الثانية المطلقين والأرامل والأشخاص الذين يعيشون بعيدًا عن شركائهم وكذلك الذين يعيشون بمفردهم دون أي علاقة حميمية تذكر.
عند وجود تباين في مستويات الشعور بالوحدة، يكون الفرق الأكبر بين المتزوجين والذين سبق لهم أن تزوجوا لفترة معينة، بينما يغيب الشعور بالوحدة عند الأفراد الذين لم يسبق لهم أن خاضوا تجربة الزواج. على سبيل المثال، في دراسة شملت عينة من الأشخاص لا تقل أعمارهم عن 65 سنة، وُجد أن الشعور بالوحدة مرتفع لدى الأرامل مقارنة بغيرهم. بالنسبة للذين لم يسبق لهم أن تزوجوا، ما يقارب النصف (%46) لم يشعروا بالوحدة أبدًا، و %9 فقط اعترفوا بشعورهم بالوحدة دائمًا أو على فترات.
ليس من الملائم إقحام العزاب في نفس الخانة مع الأرامل والمطلقين والمنفصلين، بأخذ هذه الملاحظة بعين الاعتبار، ليس من المفاجئ أن يجد الباحثون غياب الشعور بالوحدة لدى المجموعة الأولى مقارنة بالمجموعة الثانية.
3. مع التقدم في السن، تتلاشى الفوارق في الشعور بالوحدة بين الأشخاص بغض النظر عن حياتهم العاطفية.
4. مع مرور الوقت (بين 1996 و2014)، تقلصت الفوارق في الشعور بالوحدة بين الأشخاص بغض النظر عن حياتهم العاطفية.
قد يكون الشعور بالوحدة نادرًا لدى الأشخاص المرتبطين في علاقة حميمية مقارنة بغيرهم سنة 1996، لكن ذلك الفرق تلاشى مع مرور الوقت، بحلول سنة 2014، لم تبقَ هناك علاقة بين طبيعة الحياة العاطفية للشخص ومدى إحساسه بالوحدة. لماذا أصبحت حياة العزوبية أفضل مع التقدم في السن وأيضًا مع مرور الوقت؟
لم يدخل الباحثون في تفاصيل العوامل التي تجعل العزاب أكثر رضًى عن حياتهم مع تقدمهم في السن، أو الأسباب خلف تحسن أوضاعهم العاطفية مقارنة بما كانت عليه في التسعينيات. في كتابها Singled Out، تحدثت الدكتورة بيلا ديباولو (Bella DePaulo) (صاحبة المقالة الأصلية) عن السبل التي انخفضت بها أهمية الزواج سواء مع التقدم في السن أو التغيرات الاجتماعية بمرور الوقت، خصوصًا بالنسبة للنساء:
«يتبوأ الاستقلال المادي -بالنسبة للنساء على الخصوص- مكانة مهمة على لائحة التغيرات الاجتماعية التي قوّت العديد من العزاب. مع كون النساء يتقاضين أقل من الرجال، يوجد عدد كبير من النساء اللاتي يجنين مدخولًا كافيًا لدعم أنفسهن، أو حتى بضع أطفال. لم يعد من المفروض عليهن الاتّكال على أزواجهن اقتصاديًا.
ويمكن للرجال والنساء ممارسة الجنس دون أي ضوابط اجتماعية. وإن لأبناء الأمهات العازبات نفس حقوق غيرهم. مع التقدم العلمي، أصبح من الممكن للمرأة أن تمارس الجنس دون أن تصبح حبلى، ويمكنها أيضًا أن تصبح حبلى دون أن تمارس الجنس. عندما كان الجنس والأبوة والأمومة والحالة الاقتصادية مرتبطين بعقدة محكمة تسمى الزواج، كانت الفوارق بادية بشدة بين العزاب والمتزوجين. أما في وقتنا الحالي، ما تزال مؤسسة الزواج مترسخة في قوانيننا وسياساتنا ودياناتنا وثقافتنا. لكنها فقدت الكثير من معناها كسُنّة للحياة».
ليس بوسع بوجر وهاكسهولد سوى إعطاء رأيهما الخاص في الأسباب خلف ما توصلت إليه دراستهما. من بين الأسباب التي يطرحانها؛ أن العزوبية لم تعد ضمن محظورات المجتمع؛ لأن عدد العزاب في تزايد. توجد العديد من الأسباب الأخرى، في مقالة نشرتها الدكتورة ديباولو على واشنطون بوست (Washington Post)، وُصفت الأمور التي يقوم بها العزاب في حياتهم والتي من المحتمل ألا يقوموا بها لو كانوا مرتبطين.
أشارت أيضًا إلى نتائج دراسة تبين أن العزاب يملكون نضجًا أكبر على المستوى الشخصي واستقلالًا أكبر خلال 5 سنوات مقارنة بغيرهم من المتزوجين. هذا وتكون حياة العزاب غير قابلة للتنبؤ، على عكس حياة المرتبطين التي طالما تسير وفق نمطٍ معين، تنقص معه الاحتمالات الأخرى. في ما يخص الوحدة، أشار الباحثون إلى عدم وجود علاقة وطيدة بينها وبين الحياة العاطفية للشخص. يمكن للأشخاص المرتبطين الشعور بوحدة رهيبة، ويمكن للعزاب أيضًا العيش دون أدنى شعور بالوحدة، والعكس صحيح.
من الممكن أن يكون الباحثان قد بالغا في وصفهما للعلاقة بين الحياة العاطفية والشعور بالوحدة؛ لأنهما لم يأخذا بعين الاعتبار السبل الأخرى التي تشكل الفوارق بين الأشخاص المرتبطين وغيرهم. على سبيل المثال، الوضع المالي. خذ على سبيل المثال مجموعة من العزاب يعيشون بمفردهم، والفرق بينهم وبين الذين يعيشون مع آخرين.
في دراسة ألمانية أخرى شملت 16.000 شخصًا بالغًا، وُجد أن الذين يعيشون بمفردهم يشعرون بالوحدة أكثر. لكن الأشخاص الذين يعيشون في مجموعات يختلفون عنهم على مستويات عدة، مثلًا، يكونون في حالة مادية أفضل. لكن إن قارنت عينات تعيش في نفس المستوى المادي، عندها يصبح الأفراد الذين يعيشون بمفردهم أقل عرضة للإحساس بالوحدة.
ما يزال هناك المزيد لنتعلمه حول حياة العزوبية وما يجعلها تتحسن بمرور الوقت ومع التقدم في السن. على الأقل، ستصبح للعزاب أهمية أكبر في الدراسات القادمة، بدل إقحامهم في خانات تضم الأرامل والمطلقين والمنفصلين. وما يزال كون حياة العزاب أفضل أمرًا مفاجئًا بالنسبة للبعض.
المصدر:.ibelieveinsci