Aboud Salman
11 يوليو 2021 ·
مظهر نزار
يحلو لمن يريد ان يعرف عن حضارة فن اليمن السعيد ، ان يدقق في جدوى بحوث الفنان التشكيلي اليمني مظهر نزار Mazher Nizar الذي ان أطلت النظر في ربوع بحوثه التشكيلية الجمالية، سوف تعرف للتو ماهو جدوى ذلك التلوين في تراكمات بلقيس لوحته اليمنية، وشكل ذلك المزخرف في منمنمات حضارات انسان صنعاء وحمير وسبا ومارب وعمارات اليمن المعمارية التي توفقت لزمن بعيد على شكل اسبقية ناطحات السحاب الأولى في الأرض، ومنذ نهد عصر الحضارات الأولى للانسان اليمني في هذه الارض المحترقة، لهذا اصدق اجمل ماقيل عنه من احد كبار الفنانين التشكيليين اليمنية طلال نجار عندما كتب على صفحته الفيس بوكية، من يريد ان يعرف اجمل مابقي من اليمن السعيد ،يجب الاطلاع على فن ذلك الفنان التشكيلي الحفار الذي هو الشيخ نزار مظهر، احد اهم أبرز الفنانين التشكيليين العرب في اليمن الجريح، واهم فنان يقف في وجه الحرب المدمرة في اليمن، مقاوم في اللوحة والتلوين، وصامدا مع جراح وطنه الذي استقر فيه، بعدما ولد في أرض الهند ودرس فيها وتعلم ،وبالكاد يتقن فنون اللغة العربية، الا في لهجة صنعاء التشكيلية، حيث خو الفنان اليمني الذي يجيد تلاوين صبره، وصدقه وعناده مثل أبنية اليمن في حضاراته التاريخية القديمة، ففي اليمن حضارة الانسان ونبض روح المكان ،واصالةموقف الفنان اليمني الذي جعل من لوحته حياته المعاشة عبر فنيات احترافهفي مرسمه في صنعاء الذي هو منزله ومتحفه، لهذا يستحق لقب فنان اليمن الأول ،بعدما حفظ دروس عباقرة الجمال في ابداع مبدعيهاالكبار، ليظل ذلك المظهر الجمالي والابداعي والمعاش رغم نزيف ذلك البلد الغارق في جروح الدم والخراب والدمار وهجرة العقول ،وصمودكل ابناء الشعب اليمني في مواجهة آلة الموت اليومية، ليجعل الفنان التشكيلي مظهر نزار من لوحته ، صيغة اشتغالاته وفي الوان مائية وغيرها، لتكون خصوصية ثقافته الفنية، التي يريدها خصوصية تقنية وموضوعية، في شاعرية مفعمة بالتراكمات التجريبية وفق معايير روحه المبدعة، التي وان انفتحت في حس تجريبي وتجديدي واقعي، منها روح بعض تجريداته، ومنها ماسكبه لون خالص وفق واقعية مدهشة، جعلت من شوارع وازقة حواري صنعاء واسواقها الشعبية، وبوتريهات نساءها المرسومة بعناية من يعكس مخزون حضاري، وثقافي متنوع، فمن ذلك الوجه النسوي المغمق، والمقنعة ،والنقبة، والشيلة، والكميت ،والكمه والمشكبيت ،وخلوق والمجرم والطليس المذهب والشنت وغطاء اي رأس يجسده الفنان الرسام مظهر نزار، في أعماله حيث يعيد حكايات اليمن، من خلال لوحته، ومثل اي نول يدوي يصنع ابهى الالوان المبهجة المستلهمة ،يعيد لنا الفنان الملون مظهر نزار في لوحته، ذلك الحناء وليل الغسل وماتتزين به جميلات اليمن، في عقود من ذهب، وقلائد من فل طبيعي يستحضره الفنان برائحته العطرة، من جبال لحج او تعز او اب او ذمار، او جبل صبرا، او المهرة أو شبوه عاصمة مملكة حضرموت، او عبر عقود من الاغاني والمسرات في السمرات ،ليالي سبأ التاريخية ،حيث الطرب اليمني الاصيل، وأغاني مساءات ذلك الوجه الانساني، الذي يدرسه الفنان مظهر نزار، لوحته الأم، ومن محيطه ترى عبق زخارفه التراثية ،وكأنه يجسد كل تراث موروث اليمن ومناطق اليمن، حيث الوجه الانساني اليمني، وأشكال اغطية الراس المطرزة بخيوط معدنية من الفضة، في ملمح اي لون او موتيفة،او ثيمة يمينة، يريدها الفنان المجرب في بيئة مناخاته التصويرية، حيث قال عنه اهم نقاد الفن التشكيلي العربي، انه افضل من رسم جسد المراة عاريا، وقد شاهد أعماله في تمكن وتفوق مذهل، وقد وصفه الناقد التشكيلي العربي الفلسطيني الراحل خليل صفية في كتاباته النقدية عن أسفار فناني اليمن، وهذا ماجعله فنان المرأة بامتياز، وفنان من يعرف كيف يكتب قصائده التشكيلية، عبر جماليات تراثه الشعبي، سابح في الفضاء الحر، ينسجم مع سجادته الجمالية اليمنية، غي قيمة مايجسده من قيمة لازياء نساء اليمن، وزخرف تراثيات وطنه، حيث يتعشق قماشة تصاوير أعماله الفنية، وكأنه العازف التشكيلي اليمني، الذي وجد في لوحته ملاذ ينعكس ماضي عريق وحاضر غريق، ومن بينهما يحاول النجوى والنجدة في لوحته التي يريدها روح الزمان والمكان، وهو الدارس للفن على اصوله وتقنياته، ولكنه المتحرر التشكيلي الذي تحرر مغردا ، كالهدهد التي يسكن الذاكرة اليمنية ، تاريخ وقصص وحكايا واساطير وحضارة في لوحة ولون يتمدد ، في نقش معاصر يراقص اعذب الالتماعات التشكيلية العربية، ومن تلك الفرادة والخصوصية تسبح شخوص عوالم انسانه المرسومة،ولوحاته تكتظ في نساء جميلات لهن من عذوبة الافكار والاحلام المسربلة جماليات كبرى،
وقد تماهى مع طاقة الامل لانه من أولئك المحكومين بالامل، والمحروسين بالبذل التشكيلي الرائع الذي يطربنا به،لانه يتطور بالتجريب ويقدم لوحة ترفض الاستكانة والجمود ،لهذا ترى ايحاءاته ،وممكناته، في الشكل واللون عبر حركة متداخلة تاخذ من بحثه الجمالي خاصيةشاعرية مفتوحة على كافة الأطراف، ومن تشخصية معززة بما يحاول توظيفه، من كولاج ومواد اخرى في استخدامات عدة تقنيات في لوحته الفنية ، غير تلك اللوحة التي يعتمد فيها على رسم المنظر الطبيعي للمكان ، ومن خصوصية بحثه التشكيلي تظهر لنا متيولوجيا رموزه المتعارف عليها، سواء في تمثلات شكل الهدهد او الحصان او الزهور او الزخارف اليمنيةالقديمة المستلهمةمن حفريات رواسب التاريخ الحضاري في اليمن القديم، ومنها يستفيد علائق بحثه البصري اتجاه اشكال مثل الهلال والأشكال المرمزة، كذلك حكائية عوالمه ، وتكثيف عناصره في لوحته ، التي يريدها ان تجمع مابين التراث المعاصرة، في كشوفات جديدة، واضافات متداخلة ممتلئة ، انه ذلك الملون التشكيلي، والحفار التشكيلي العذب، الطالع مثل ألحان اليمن ، عندما يغني ازهى الالحان الجنوبية، لتناغي أقمار المساء اليمني العزيز، فنان عذب مثل نعومة منمنماته الشرقية التي يريدها لوحته الخصبة، في ثيماته الاخصب، لهذا تجد لوحته تكتظ في شكل اعادة إحياء تراث اليمن ،وفق افق التجريب والتجريد، وهو من أكثر الفنانين التشكيليين اليمنية إنتاج لشكل بيئة اليمن الحاضر والماضي مستفيداايضا من ثقافة الهند في منشأ ولادته ومع عبق ايامه المعاشة يختزل ويضيف ،يحور ويكتشف ،يطور وينتج في لغته التعبيرية الجماليةالتي يريدها، درس اولي قابل لاعادة تدوير الجمال وفق رؤى جماليةمعاصرة ،ووفق مشاهد نادرة ولقطات احترافية ينقلها ويوثقها عبر لغة بصرية جمالية يريدها للاجيال في اليمن ان تفخر في ثقافتها وسر جمال حضاراتها في فنها ،
مأخوذ بما يحيط فيه من مظاهر الحياة، وموضوعاتها الكثيرة، التي يعايشها ويتاثر بها،ويوثر فيها، كفنان تشكيلي، سجله الابداعي في موضوعاته ولوحاته وتاملاته هو رحلة الفن اليمني الذهبي رغم كل شيء ،انه فنان الحالات في ارتحالات وارتجالات جمالية مختلفة،
قراءة نقدية : ابو الفرات / كندا
الناقد:عبود سلمان