الإمام جعفر الصادق
إن جعفراً ممن قال الله فيهم : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ، وكان ممن اصطفى الله ، وكان من السابقين بالخيرات . أبو جعفر المنصور
يلاحظ الباحث في تاريخ الإسلام أنه بعدما استقر النبي في المدينة وقطع أشواطاً بعيدة في إنشاء الأمة الاسلامية الجديدة مع دولتها المركزية ، بدأ يظهر إلى الوجود رسوم خاصة تحدد طرق التعامل مع النبي ، الذي لم يعد مجرد داعية إلى دين جديد يتحدى به النظام القائم ، كما كان الحال في مكة ، بل صار سيد أمة في جميع المجالات ، لذلك اقتضى الحال خاصة للتعامل معه ، ومن الملاحظ أن ظهور هذه الرسوم ترافق مع تمييز أسرة النبي ولا الا الله عن غيرها من الأسر ، وإلزام أفراد هذه الأسرة بالتزامات أشد من التزامات بقية أفراد الأسر الإسلامية ، فالصدقة - مثلا -- كانت حلالاً لكل مسلم محتاج إلا آل النبي ﷺ ، والحجاب فرض
على أزواج النبي وهكذا
وفي أواخر أيام النبي لا الهلال لو كان الأحياء من الرجال من آله قلة أبرزهم ابن عمه علي ثم عمه العباس رضي الله عنهما. وكان علي أقدم سابقة في الإسلام من العباس ، كما كان أوثق صلة بالنبي الله ، فهو ربيب النبي وزوج ابنته فاطمة ووالد سبطيه .
وبعد وفاة النبي ظل علي أبرز آل محمد عل ، ورأى فيه بعض المسلمين الجدارة والأحقية الخلافة النبي الا الله ، ومع الأيام تكون حول علي نواة حزب خاص ، وبعد مصرع عثمان آلت الخلافة اليه ، وكان عصره زاخراً بالحروب الأهلية، وقد انتهى هذا العصر باغتيال علي ، ثم بإخفاق ابنه الحسن في البقاء في الخلافة ، حيث استولى معاوية بن أبي سفيان على مقاليد الحكم .
وبعد ما احتكر معاوية وآله من بني أمية السلطة ، تصدى المعارضته قوى كثيرة تطورت إلى أحزاب ، وكان الحزب العلوي أبرز هذه الأحزاب وفي العربية حزب رجل ما : هم شيعته ، فحزب علي هم شيعته ، وفي مستقبل الأيام سيقتصر الناس على استخدام عبارة شيعة ليعنوا بها حزب علي بن أبي طالب
. تشريعي خاص. حصادها مع وبعد تنازل الحسن لمعاوية من حزب الشيعة بعدة مراحل ، ونزل به عدة نوازل حولته من حزب سياسي معارض ، يرى أحقية جماعة في السلطة إلى فرقة دينية ذات عقائد متميزة ، وبالتالي ذات فقـــــه وكان أبرز هذه النوازل فاجعة كربلاء ، ثم ثورة المختار بن
أبي عبيد الثقفي وقيام فرقة الكيسانية
وبعدما تحولت الحركة الشيعية إلى فرقة دينية ، عانت من التمزق والانقسام ، كما عانت من القمع والتنكيل ، وتورطت بعض الفرق الجديدة في ثورات آلت إلى الاخفاق والدمار ، كان أهمها ثورة الامام زيد بن علي في عصر هشام بن عبد الملك .
وحافظت بعض الجماعات على الهدوء ولم تتورط - بعد كربلاء - في أي حركة سياسية حربية، وعرف خط هذه الجماعات باسم الخط الإمامي ، مائة أوائل
وقد قاده سلسلة الأمة من من . أبناء الحسين بن علي ، وقد ظل هذا الخط محافظاً على اعتداله ووحدته حتى أواخر حياة الامام السادس منه ، حيث حدث انشقاق بين صفوفه ، شطره إلى قسمين : قسم تابع خطه حتى الإمام الثاني عشر ، وعرف باسم الإثناعشرية أو الإمامية ، وعرف الخط الثاني باسم السبعية أو الاسماعيلية ، وادعى كل طرف من الطرفين بأن فقبه وعقائده وعلومه استقاه من الامام السادس .
والامام السادس هو جعفر بن محمد، الذي عرف باسم الصادق ، والأئمة قبله هم : علي بن أبي طالب، ثم الحسن بن علي، ثم الحسين بن علي ، ثم علي بن الحسين - زين العابدين ، ثم محمد بن علي الذي عرف بالباقر .
وولد الامام جعفر في حوالي سنة ثمانين للهجرة، ونشأ في المدينة حيث آثار جده ، وحيث كبار علماء الاسلام مع تراث آل البيت ، لذلك كان حظه كبيراً من العلوم الاسلامية مع مكانة اجتماعية سامية ، وقيمة سياسية وعندما بلغ مبلغ الرجال صار أبرز رجالات عصره ، وبعد وفاة أبيه اعتبره الشيعة إمامهم ، وكان رجالاتهم ودعاتهم يرجعون اليه بقضاياهم وكافة شؤونهم الخاصة والعامة، كما أن الغلاة منهم أخذوا يلهجون باسمه رافعين إياه إلى درجات عليا ، لذلك تصدى الامام الصادق لدعوات الغلو وحارب أفكارها وقام بتعرية رجالاتها والبراءة منهم، لكن جهوده كلها لم تحل دون انشطار صف الشيعة إلى شطرين : معتدل ومتطرف، وتزعم ابنه اسماعيل الجناح المتطرف، بينما تزعم ابنه الآخر موسى الكاظم الجناح الآخر .
وقد شهد الامام الصادق نهاية الدولة الأموية ثم قيام الخلافة العباسية ، وخلال الأحداث حاول أكثر من طرف توريطه فأخفق ، وبعدما تسلم المنصور الخلافة بعد أخيه السفاح خشي من نشاط الشيعة .
إن جعفراً ممن قال الله فيهم : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ، وكان ممن اصطفى الله ، وكان من السابقين بالخيرات . أبو جعفر المنصور
يلاحظ الباحث في تاريخ الإسلام أنه بعدما استقر النبي في المدينة وقطع أشواطاً بعيدة في إنشاء الأمة الاسلامية الجديدة مع دولتها المركزية ، بدأ يظهر إلى الوجود رسوم خاصة تحدد طرق التعامل مع النبي ، الذي لم يعد مجرد داعية إلى دين جديد يتحدى به النظام القائم ، كما كان الحال في مكة ، بل صار سيد أمة في جميع المجالات ، لذلك اقتضى الحال خاصة للتعامل معه ، ومن الملاحظ أن ظهور هذه الرسوم ترافق مع تمييز أسرة النبي ولا الا الله عن غيرها من الأسر ، وإلزام أفراد هذه الأسرة بالتزامات أشد من التزامات بقية أفراد الأسر الإسلامية ، فالصدقة - مثلا -- كانت حلالاً لكل مسلم محتاج إلا آل النبي ﷺ ، والحجاب فرض
على أزواج النبي وهكذا
وفي أواخر أيام النبي لا الهلال لو كان الأحياء من الرجال من آله قلة أبرزهم ابن عمه علي ثم عمه العباس رضي الله عنهما. وكان علي أقدم سابقة في الإسلام من العباس ، كما كان أوثق صلة بالنبي الله ، فهو ربيب النبي وزوج ابنته فاطمة ووالد سبطيه .
وبعد وفاة النبي ظل علي أبرز آل محمد عل ، ورأى فيه بعض المسلمين الجدارة والأحقية الخلافة النبي الا الله ، ومع الأيام تكون حول علي نواة حزب خاص ، وبعد مصرع عثمان آلت الخلافة اليه ، وكان عصره زاخراً بالحروب الأهلية، وقد انتهى هذا العصر باغتيال علي ، ثم بإخفاق ابنه الحسن في البقاء في الخلافة ، حيث استولى معاوية بن أبي سفيان على مقاليد الحكم .
وبعد ما احتكر معاوية وآله من بني أمية السلطة ، تصدى المعارضته قوى كثيرة تطورت إلى أحزاب ، وكان الحزب العلوي أبرز هذه الأحزاب وفي العربية حزب رجل ما : هم شيعته ، فحزب علي هم شيعته ، وفي مستقبل الأيام سيقتصر الناس على استخدام عبارة شيعة ليعنوا بها حزب علي بن أبي طالب
. تشريعي خاص. حصادها مع وبعد تنازل الحسن لمعاوية من حزب الشيعة بعدة مراحل ، ونزل به عدة نوازل حولته من حزب سياسي معارض ، يرى أحقية جماعة في السلطة إلى فرقة دينية ذات عقائد متميزة ، وبالتالي ذات فقـــــه وكان أبرز هذه النوازل فاجعة كربلاء ، ثم ثورة المختار بن
أبي عبيد الثقفي وقيام فرقة الكيسانية
وبعدما تحولت الحركة الشيعية إلى فرقة دينية ، عانت من التمزق والانقسام ، كما عانت من القمع والتنكيل ، وتورطت بعض الفرق الجديدة في ثورات آلت إلى الاخفاق والدمار ، كان أهمها ثورة الامام زيد بن علي في عصر هشام بن عبد الملك .
وحافظت بعض الجماعات على الهدوء ولم تتورط - بعد كربلاء - في أي حركة سياسية حربية، وعرف خط هذه الجماعات باسم الخط الإمامي ، مائة أوائل
وقد قاده سلسلة الأمة من من . أبناء الحسين بن علي ، وقد ظل هذا الخط محافظاً على اعتداله ووحدته حتى أواخر حياة الامام السادس منه ، حيث حدث انشقاق بين صفوفه ، شطره إلى قسمين : قسم تابع خطه حتى الإمام الثاني عشر ، وعرف باسم الإثناعشرية أو الإمامية ، وعرف الخط الثاني باسم السبعية أو الاسماعيلية ، وادعى كل طرف من الطرفين بأن فقبه وعقائده وعلومه استقاه من الامام السادس .
والامام السادس هو جعفر بن محمد، الذي عرف باسم الصادق ، والأئمة قبله هم : علي بن أبي طالب، ثم الحسن بن علي، ثم الحسين بن علي ، ثم علي بن الحسين - زين العابدين ، ثم محمد بن علي الذي عرف بالباقر .
وولد الامام جعفر في حوالي سنة ثمانين للهجرة، ونشأ في المدينة حيث آثار جده ، وحيث كبار علماء الاسلام مع تراث آل البيت ، لذلك كان حظه كبيراً من العلوم الاسلامية مع مكانة اجتماعية سامية ، وقيمة سياسية وعندما بلغ مبلغ الرجال صار أبرز رجالات عصره ، وبعد وفاة أبيه اعتبره الشيعة إمامهم ، وكان رجالاتهم ودعاتهم يرجعون اليه بقضاياهم وكافة شؤونهم الخاصة والعامة، كما أن الغلاة منهم أخذوا يلهجون باسمه رافعين إياه إلى درجات عليا ، لذلك تصدى الامام الصادق لدعوات الغلو وحارب أفكارها وقام بتعرية رجالاتها والبراءة منهم، لكن جهوده كلها لم تحل دون انشطار صف الشيعة إلى شطرين : معتدل ومتطرف، وتزعم ابنه اسماعيل الجناح المتطرف، بينما تزعم ابنه الآخر موسى الكاظم الجناح الآخر .
وقد شهد الامام الصادق نهاية الدولة الأموية ثم قيام الخلافة العباسية ، وخلال الأحداث حاول أكثر من طرف توريطه فأخفق ، وبعدما تسلم المنصور الخلافة بعد أخيه السفاح خشي من نشاط الشيعة .
تعليق