علي بن أبي طالب
( أنت مني و أنا منك ) النبي - صحيح البخاري
لاختلف مصير بعد وفاة النبي ، واجهت الأمة الإسلامية عدة أزمات فيها تحديات كبيرة، وبشجاعة كبيرة أخذت الأمة تشق طريقها ، واهتمت بشكل كبير في إيجاد منهجية للادارة والحكم ، تحت لواء أن السلطة إحدى أدوات الشريعة ، تساعد على تطبيقها فما من أحد يملك القدرة على زيادة حرف في القرآن الكريم أو حذف آخر . وهذا حال نادر في التاريخ ، فكلنا يعرف أنه لولا اعتراف قسطنطين الكبير بالمسيحية بمرسوم ميلان عام ۳۱۳ م هذه الديانة وتاريخها مع بنيتها العقائدية ، وفي عصرنا ماثلة أمامنا قصة الشيوعية بين ماركس ولبنين ثم خلفاء لينين ، وبين بلد آخر . وأثناء البحث من قبل المسلمين عن منهجية للسلطة ، تمكنوا من تحقيق معجزة التاريخ الكبرى ، ففتح المسلمون الأجزاء المهمة من العالم القديم : ولأول مرة قامت الدولة الإسلامية المترامية الأطراف تجمع تحت ظل إدارة واحدة ، ذات شرعة سماوية ، شعوباً وقوميات لم تعرف من قبل سوى
الصراعات والتباين الشديد و ببراعة لانظير لها تمكنت شريعة الإسلام من العمل على الشعوب المتنافرة ، وسارت بها نحو تكوين أمة جديدة أساس التجنس فيها العقيدة
فكان ذلك أروع نهج نحو تحقيق فكرة الأممية الواحدة للبشرية . ولم يحدث هذا طفرة ، ولم يمر بدون ثمن ، كان هناك تجربة السقيفة وتعيين عمر بوصية ، ثم اختيار عثمان من قبل شورى الستة . وفي المقابل كان هناك اغتيال عمر ثم مقتل عثمان من قبل ثوار مسلمين ، لكن ظل هناك توازن ولم يفلت زمام الأمور .
وبعد مصرع عثمان ، خلا منصب الخلافة من صاحبه ، وظل خالياً لعدة أيام ، أراد فيها الثوار مع بقية سكان المدينة تعيين خليفة جديد ، ولم يكن أمامهم غير علي بن أبي طالب ، بسبب شخصيته ومركزه في الإسلام وسابقته فيه مع قرابته من النبي وعلاقته به ، فهو ابن عمه وربيبه وصهره ، ووالد الأولاد الذكور من أسرته ، وكان علي مرشحاً لخلافة النبي منذ لحظة وفاته لكن منه وظروفاً كثيرة حالت بينه وبين الوصول إلى السلطة
وكانت مسؤولية علي الجديدة على جانب كبير من الخطورة والصعوبة فهو لم يكن يتمتع برضى جميع الأحزاب السياسية . وكان عليه تثبيت سلطته وإيجاد حل للمشاكل التي سببت الثورة على عثمان ، وكان معنى هذا : القضاء على القوى المستغلة ، ذات الثروات ، وإبعاد أفراد الأسرة الأموية عن مناصبهم .
وفي البداية علي المدينة عاصمة له ، مع أن مقتل عثمان برهن على فقدانها لمكانتها السياسية المؤثرة ، فمنذ أواخر أيام عمر بن الخطاب تجمعت قوى الدولة الإسلامية في مراكز ثلاث رئيسية وهي : الكوفة والبصرة والجابية ( الشام ) ، ومع الثورة على عثمان أخذ كل واحد من هذه المراكز يعمل في سبيل احتكار زعامة الأمة الإسلامية ، بعد انتزاعها من المدينة . وهكذا ما أن قتل عثمان وبويع علي ، حق مضى إلى البصرة عائشة
العقلاء من وطلحة والزبير ، وإلى الكوفة علي بن أبي طالب ، وكان قد مضى على وجود معاوية في الجابية قرابة عقدين من الزمن وسعى على مع الأمة نحو حل الخلافات سلماً فأخفق وهكذا وقعت واقعة الجمل ثم صفين . في الجمل انتصر الكوفيون على أهل البصرة ، وكان جند الكوفة هو الذي تزعم الثورة على عثمان، وقتله، وعين عليا في منصب الخلافة ، وهكذا
كان حين دخل معركة الجمل سيد السياسة الرسمي في الدولة الاسلامية . لقد تدخل جيش الكوفة في السياسة قبل الجمل ، فقضى على التوازن ، وبعد الجمل دخلت السياسة إلى هذا الجيش فمزقته ، وهكذا عندما خاض الكوفيون معركة صفين أخفقوا حيازة النصر ، وعادوا نحو العراق جيوشاً متحاربة .
وبعد العودة من صفين حاول علي جهده إعادة تجمع جيشه فأخفق ، و انشغل في حرب القوات التي انشقت من جيشه وخرجت عليه ، وظل حاله هكذا حتى اغتيل سنة ٥٤٠ / ٦٦١م من قبل خارجي عبد الرحمن بن ملجم ، وقد أزاح اغتياله كل العقبات من أمام معاوية بن أبي سفيان ، فاستولى على مقاليد الخلافة ، وهكذا هزم جند أهل الكوفة ، وأخفقت الثورة على علي ، وانتصر جند الجابية وتم هذا بفعل عدة عوامل على رأسها : اسمه عدم التكافؤ بين الجيوش المتحاربة ، من ناحية الضبط والربط والنظام والطاعة والاخلاص ولعل أصدق ما يصور الفوارق بين جند الكوفة وجند الجابية قول علي « لا رأي لمن لا يطاع ، وقول معاوية : « كان علي في أخبث جند ، وأشدهم خلافاً ، وكنت في أطوع جند وأقلهم خلافا » . لقد كان علي أول خليفة للمسلمين ، بلا جاهلية ، نشأ مسلماً منذ طفولته المبكرة في بيت النبوة ، فشرب من ينابيع الإسلام العليا
مباشرة
( أنت مني و أنا منك ) النبي - صحيح البخاري
لاختلف مصير بعد وفاة النبي ، واجهت الأمة الإسلامية عدة أزمات فيها تحديات كبيرة، وبشجاعة كبيرة أخذت الأمة تشق طريقها ، واهتمت بشكل كبير في إيجاد منهجية للادارة والحكم ، تحت لواء أن السلطة إحدى أدوات الشريعة ، تساعد على تطبيقها فما من أحد يملك القدرة على زيادة حرف في القرآن الكريم أو حذف آخر . وهذا حال نادر في التاريخ ، فكلنا يعرف أنه لولا اعتراف قسطنطين الكبير بالمسيحية بمرسوم ميلان عام ۳۱۳ م هذه الديانة وتاريخها مع بنيتها العقائدية ، وفي عصرنا ماثلة أمامنا قصة الشيوعية بين ماركس ولبنين ثم خلفاء لينين ، وبين بلد آخر . وأثناء البحث من قبل المسلمين عن منهجية للسلطة ، تمكنوا من تحقيق معجزة التاريخ الكبرى ، ففتح المسلمون الأجزاء المهمة من العالم القديم : ولأول مرة قامت الدولة الإسلامية المترامية الأطراف تجمع تحت ظل إدارة واحدة ، ذات شرعة سماوية ، شعوباً وقوميات لم تعرف من قبل سوى
الصراعات والتباين الشديد و ببراعة لانظير لها تمكنت شريعة الإسلام من العمل على الشعوب المتنافرة ، وسارت بها نحو تكوين أمة جديدة أساس التجنس فيها العقيدة
فكان ذلك أروع نهج نحو تحقيق فكرة الأممية الواحدة للبشرية . ولم يحدث هذا طفرة ، ولم يمر بدون ثمن ، كان هناك تجربة السقيفة وتعيين عمر بوصية ، ثم اختيار عثمان من قبل شورى الستة . وفي المقابل كان هناك اغتيال عمر ثم مقتل عثمان من قبل ثوار مسلمين ، لكن ظل هناك توازن ولم يفلت زمام الأمور .
وبعد مصرع عثمان ، خلا منصب الخلافة من صاحبه ، وظل خالياً لعدة أيام ، أراد فيها الثوار مع بقية سكان المدينة تعيين خليفة جديد ، ولم يكن أمامهم غير علي بن أبي طالب ، بسبب شخصيته ومركزه في الإسلام وسابقته فيه مع قرابته من النبي وعلاقته به ، فهو ابن عمه وربيبه وصهره ، ووالد الأولاد الذكور من أسرته ، وكان علي مرشحاً لخلافة النبي منذ لحظة وفاته لكن منه وظروفاً كثيرة حالت بينه وبين الوصول إلى السلطة
وكانت مسؤولية علي الجديدة على جانب كبير من الخطورة والصعوبة فهو لم يكن يتمتع برضى جميع الأحزاب السياسية . وكان عليه تثبيت سلطته وإيجاد حل للمشاكل التي سببت الثورة على عثمان ، وكان معنى هذا : القضاء على القوى المستغلة ، ذات الثروات ، وإبعاد أفراد الأسرة الأموية عن مناصبهم .
وفي البداية علي المدينة عاصمة له ، مع أن مقتل عثمان برهن على فقدانها لمكانتها السياسية المؤثرة ، فمنذ أواخر أيام عمر بن الخطاب تجمعت قوى الدولة الإسلامية في مراكز ثلاث رئيسية وهي : الكوفة والبصرة والجابية ( الشام ) ، ومع الثورة على عثمان أخذ كل واحد من هذه المراكز يعمل في سبيل احتكار زعامة الأمة الإسلامية ، بعد انتزاعها من المدينة . وهكذا ما أن قتل عثمان وبويع علي ، حق مضى إلى البصرة عائشة
العقلاء من وطلحة والزبير ، وإلى الكوفة علي بن أبي طالب ، وكان قد مضى على وجود معاوية في الجابية قرابة عقدين من الزمن وسعى على مع الأمة نحو حل الخلافات سلماً فأخفق وهكذا وقعت واقعة الجمل ثم صفين . في الجمل انتصر الكوفيون على أهل البصرة ، وكان جند الكوفة هو الذي تزعم الثورة على عثمان، وقتله، وعين عليا في منصب الخلافة ، وهكذا
كان حين دخل معركة الجمل سيد السياسة الرسمي في الدولة الاسلامية . لقد تدخل جيش الكوفة في السياسة قبل الجمل ، فقضى على التوازن ، وبعد الجمل دخلت السياسة إلى هذا الجيش فمزقته ، وهكذا عندما خاض الكوفيون معركة صفين أخفقوا حيازة النصر ، وعادوا نحو العراق جيوشاً متحاربة .
وبعد العودة من صفين حاول علي جهده إعادة تجمع جيشه فأخفق ، و انشغل في حرب القوات التي انشقت من جيشه وخرجت عليه ، وظل حاله هكذا حتى اغتيل سنة ٥٤٠ / ٦٦١م من قبل خارجي عبد الرحمن بن ملجم ، وقد أزاح اغتياله كل العقبات من أمام معاوية بن أبي سفيان ، فاستولى على مقاليد الخلافة ، وهكذا هزم جند أهل الكوفة ، وأخفقت الثورة على علي ، وانتصر جند الجابية وتم هذا بفعل عدة عوامل على رأسها : اسمه عدم التكافؤ بين الجيوش المتحاربة ، من ناحية الضبط والربط والنظام والطاعة والاخلاص ولعل أصدق ما يصور الفوارق بين جند الكوفة وجند الجابية قول علي « لا رأي لمن لا يطاع ، وقول معاوية : « كان علي في أخبث جند ، وأشدهم خلافاً ، وكنت في أطوع جند وأقلهم خلافا » . لقد كان علي أول خليفة للمسلمين ، بلا جاهلية ، نشأ مسلماً منذ طفولته المبكرة في بيت النبوة ، فشرب من ينابيع الإسلام العليا
مباشرة
تعليق