عثمان بن عفان
في آواخر سنة ٢٣ ه / ٦٤٤م ، طعن عمر بن الخطاب ، الخليفة الراشدي الثاني ، من قبل أبي لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبه ، وعاش عقب طعنه بضعة أيام ، قام أثناءها يبحث مستقبل الخلافة عمر حوله ، فوجد سبعة من أصحاب رسول الله العشرة المبشرين بالجنة مازالوا أحياء وهم : علي بن أبي طالب ، عثمان بن عفان ، عبد الرحمن بن عوف ، سعد بن أبي وقاص ، طلحة بن عبيد الله ، الزبير بن العوام ، سعيد بن زيد و فأوصى بأن يجتمع سنة من هؤلاء ) ذلك أنه أبعد . سعيد بن زيد ، لانه كان ابن عمه ، واستبدله بابنه عبد الله ليشارك كمراقب دون حق الانتخاب ) كي يختاروا من بينهم خليفة جديداً وحصر عمر لحق الخلافة في هؤلاء السنة الباقين من العشرة ، يعني أنه قد نشأ - أو تطور في عهده مفهوم ، فيه مكانة خاصة لبعض الصحابة الذين كانوا مقربين من النبي أكثر من سواهم ، ولقد كان هؤلاء العشرة يمثلون غالبية اسر قريش وبيوتها. لذلك برزوا زمن أبي بكر وعمر ، وصارت لهم صفة شرعية رشحتهم -
لمنصب الخلافة وكان علي بن أبي طالب واحد من اثنين من أبرز هؤلاء الستة .
بن وكان عثمان عفان الرجل الثاني بين السنة في مواجهة علي ، فهو قد اعتبر ممثل اسرة بني أمية ، اسرة المال والزعامة المكية الارستقراطية الأولى قبل قيام الإسلام ، والتي رغم أنها هزمت هزيمة ساحقة يوم فتح مكة ، تسلم العديد من أفرادها أخطر مناصب الولايات والادارات بعد سقوط مكة للاسلام وأيام الفتوحات الكبرى في زمن أبي بكر وعمر . وكان عثمان من أوائل المسلمين ، ومن أهل السابقة منهم أسلم مبكراً ، وقامت صلات قوية بينه وبين النبي ، وكان ممن عذب في الإسلام ، فهاجر إلى الحبشة مع زوجه ابنة النبي ، ذلك أنه تزوج اثنتين من بنات النبي واحدة بعد وفاة اختها ، وهي منزلة لم ينلها غيره ، لهذا عرف بذي النورين، وشهر عثمان بكرمه وتقديمه مساعدات كبرى للمسلمين والإسلام ، وكان عندما توفي عمر ، شيخاً مسالماً ، فيه طيبة ولين إلى حد الضعف المشوب بالعناد ، كما أنه كان كريم النفس محباً لاسرته وآله ، وكان بما تمتع به من صفات ، يرضي اتجاه السواد الأعظم من مسلمي المدينة وخاصة الاعيان منهم ، الذين نشدوا الثروة ، واستغلال حركة الفتوح، وأرادوا التعويض عن فترة - ٣٦ -
ذلك أنه كان ممثل بني هاشم اسرة النبي ، آل البيت في الاسلام ، وأبرز امر الزعامة القرشية في مكة قبل الاسلام ، ولقرابته من الرسول ، وصلته الخاصة به ، وصحيح أن هذه الصفات كانت مرجحة العلي ، انما هي أيضا كانت من بواعث الخصومه له عند جماعات من الناس ، كانوا قد ملوا حكم عمر ومثاليته ، لهذا لم يكونوا على استعداد القبول رجل يحكم بمثالية أشد وأرفع .
حجرهم أيام عمر . 6 ، وكان لديهم تسويغ لذلك ، وهم أنهم يجنون ثمار كفاحهم في سبيل الاسلام واجتمع الصحابة الستة ، فوضحت منذ البداية معالم الصراع ، حيث أعلن أربعة من المرشحين عزفهم عن ترشيح أنفسهم ، مع احتفاظهم بحق التصويت ، وبذلك انحصرت المعركة بين علي وعثمان أي عادت الأيام سيرتها الأولى ، إلى الصراع بين بنو هاشم وبنو أمية - وأوكلت الامور الى عبد الرحمن بن عوف لاختيار واحد منها ، وقام عبد الرحمن باستطلاع آراء الناس ، فكان أن واجه تيارين ، واحد أقوى من الاخر ، التيار القوي كان قد مل قسوة نظام عمر ورقابته المركزية الشديدة ، وكان يخشى من استئثار بني هاشم بالسلطة وقد استطاع هذا التيار أن يربح الجولة ، وهكذا تم اختيار عثمان ابن عفان خليفة جديد ، وأبعد علي ، فتعهدت السبل أمام بني أمية للسيطرة على مقاليد السلطة للأمة الناشئة ، والتحكم بها ، وآذن هذا بنهاية مرحلة من أهم مراحل تاريخ الاسلام ، وهي مرحلة التطبيق الامثل المخلص لمبادىء الاسلام ، لقد انهى ذلك عملياً الراشدين ، الذي كان امتداداً لعصر النبوة ، وجاء بفترة انتقال نحو استرداد الارستقراطية القرشيه ، التي هزمت فتح وتسلطها ، على أن ذلك لم يحدث دون ردات فعل شدي دة ، ودونما ثمن باهظ للغابة فكان أولا على عثمان أن يدفعه بدمه ، وجاءت خلافة علي ، فكانت أشبه بايماضة الحمود ، « كما يقع في السراج المشتعل ، فإنه عند مقاربة انطفاؤه يومض إيماضه توهم اشتعال ، وهي انطفاء » . وتسلم عثمان بن عفان الخلافة ، وباشر أعمال السلطة ، ويمكن أن نعتبر فترة حكمه قد مرت بمرحلتين، الأولى كانت استمرارية لعصر الخلفاء عصر يوم مكة ، لزعامتها.
في آواخر سنة ٢٣ ه / ٦٤٤م ، طعن عمر بن الخطاب ، الخليفة الراشدي الثاني ، من قبل أبي لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبه ، وعاش عقب طعنه بضعة أيام ، قام أثناءها يبحث مستقبل الخلافة عمر حوله ، فوجد سبعة من أصحاب رسول الله العشرة المبشرين بالجنة مازالوا أحياء وهم : علي بن أبي طالب ، عثمان بن عفان ، عبد الرحمن بن عوف ، سعد بن أبي وقاص ، طلحة بن عبيد الله ، الزبير بن العوام ، سعيد بن زيد و فأوصى بأن يجتمع سنة من هؤلاء ) ذلك أنه أبعد . سعيد بن زيد ، لانه كان ابن عمه ، واستبدله بابنه عبد الله ليشارك كمراقب دون حق الانتخاب ) كي يختاروا من بينهم خليفة جديداً وحصر عمر لحق الخلافة في هؤلاء السنة الباقين من العشرة ، يعني أنه قد نشأ - أو تطور في عهده مفهوم ، فيه مكانة خاصة لبعض الصحابة الذين كانوا مقربين من النبي أكثر من سواهم ، ولقد كان هؤلاء العشرة يمثلون غالبية اسر قريش وبيوتها. لذلك برزوا زمن أبي بكر وعمر ، وصارت لهم صفة شرعية رشحتهم -
لمنصب الخلافة وكان علي بن أبي طالب واحد من اثنين من أبرز هؤلاء الستة .
بن وكان عثمان عفان الرجل الثاني بين السنة في مواجهة علي ، فهو قد اعتبر ممثل اسرة بني أمية ، اسرة المال والزعامة المكية الارستقراطية الأولى قبل قيام الإسلام ، والتي رغم أنها هزمت هزيمة ساحقة يوم فتح مكة ، تسلم العديد من أفرادها أخطر مناصب الولايات والادارات بعد سقوط مكة للاسلام وأيام الفتوحات الكبرى في زمن أبي بكر وعمر . وكان عثمان من أوائل المسلمين ، ومن أهل السابقة منهم أسلم مبكراً ، وقامت صلات قوية بينه وبين النبي ، وكان ممن عذب في الإسلام ، فهاجر إلى الحبشة مع زوجه ابنة النبي ، ذلك أنه تزوج اثنتين من بنات النبي واحدة بعد وفاة اختها ، وهي منزلة لم ينلها غيره ، لهذا عرف بذي النورين، وشهر عثمان بكرمه وتقديمه مساعدات كبرى للمسلمين والإسلام ، وكان عندما توفي عمر ، شيخاً مسالماً ، فيه طيبة ولين إلى حد الضعف المشوب بالعناد ، كما أنه كان كريم النفس محباً لاسرته وآله ، وكان بما تمتع به من صفات ، يرضي اتجاه السواد الأعظم من مسلمي المدينة وخاصة الاعيان منهم ، الذين نشدوا الثروة ، واستغلال حركة الفتوح، وأرادوا التعويض عن فترة - ٣٦ -
ذلك أنه كان ممثل بني هاشم اسرة النبي ، آل البيت في الاسلام ، وأبرز امر الزعامة القرشية في مكة قبل الاسلام ، ولقرابته من الرسول ، وصلته الخاصة به ، وصحيح أن هذه الصفات كانت مرجحة العلي ، انما هي أيضا كانت من بواعث الخصومه له عند جماعات من الناس ، كانوا قد ملوا حكم عمر ومثاليته ، لهذا لم يكونوا على استعداد القبول رجل يحكم بمثالية أشد وأرفع .
حجرهم أيام عمر . 6 ، وكان لديهم تسويغ لذلك ، وهم أنهم يجنون ثمار كفاحهم في سبيل الاسلام واجتمع الصحابة الستة ، فوضحت منذ البداية معالم الصراع ، حيث أعلن أربعة من المرشحين عزفهم عن ترشيح أنفسهم ، مع احتفاظهم بحق التصويت ، وبذلك انحصرت المعركة بين علي وعثمان أي عادت الأيام سيرتها الأولى ، إلى الصراع بين بنو هاشم وبنو أمية - وأوكلت الامور الى عبد الرحمن بن عوف لاختيار واحد منها ، وقام عبد الرحمن باستطلاع آراء الناس ، فكان أن واجه تيارين ، واحد أقوى من الاخر ، التيار القوي كان قد مل قسوة نظام عمر ورقابته المركزية الشديدة ، وكان يخشى من استئثار بني هاشم بالسلطة وقد استطاع هذا التيار أن يربح الجولة ، وهكذا تم اختيار عثمان ابن عفان خليفة جديد ، وأبعد علي ، فتعهدت السبل أمام بني أمية للسيطرة على مقاليد السلطة للأمة الناشئة ، والتحكم بها ، وآذن هذا بنهاية مرحلة من أهم مراحل تاريخ الاسلام ، وهي مرحلة التطبيق الامثل المخلص لمبادىء الاسلام ، لقد انهى ذلك عملياً الراشدين ، الذي كان امتداداً لعصر النبوة ، وجاء بفترة انتقال نحو استرداد الارستقراطية القرشيه ، التي هزمت فتح وتسلطها ، على أن ذلك لم يحدث دون ردات فعل شدي دة ، ودونما ثمن باهظ للغابة فكان أولا على عثمان أن يدفعه بدمه ، وجاءت خلافة علي ، فكانت أشبه بايماضة الحمود ، « كما يقع في السراج المشتعل ، فإنه عند مقاربة انطفاؤه يومض إيماضه توهم اشتعال ، وهي انطفاء » . وتسلم عثمان بن عفان الخلافة ، وباشر أعمال السلطة ، ويمكن أن نعتبر فترة حكمه قد مرت بمرحلتين، الأولى كانت استمرارية لعصر الخلفاء عصر يوم مكة ، لزعامتها.
تعليق