_ عمر بن الخطاب :
حسبت أني كثيراً أسمع النبي يقول : ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر ، وخرجت أنا و أبو بكر وعمر علي بن أبي طالب ـ صحيح البخاري
مرض أبو بكر رضي الله عنه المرض الذي توفي فيه ، ويقال أنه عين أثناء ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولياً لعهده بموجب وصية ، فكان أول خليفة أقدم على ذلك في تاريخ الاسلام ، ويرى البعض أنه بوصية أبي بكر رضي الله عنه يمكن القول بأن ذلك كان بداية تحول في الفكر السياسي لدى العرب وفي استعداداتهم ، وسيتطور هذا التحول مع الأيام إلى درجة التخلي عن ديمقراطية القبيلة، وشورى الاسلام، والقبول بفكرة الملكية الوراثية، والأوتوقراطية الدينية المطلقة.
ويرى البعض بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه تسلم زمام الأمور مع مهام الخلافة فور وفاة أبي بكر ، بلا معارضة ، لا بموجب وصية ، ولكن ذلك كان أمراً مقرراً ومعترفاً به ومسلما له منذ أيام النبي ، فأبو بكر كان و ثاني اثنين ، ، وعمر بن الخطاب صار بعد اسلامه ثالثها ، وذلك بموجب القواعد التحالفية القبلية ، وهي قواعد لم يزلها الاسلام ، وتمسك بها عمر وسعى الى تطويرها ، كما سنبين .
عمر بهم وحقق العرب في عهد عمر رضي الله عنه نجاحاتهم الكبرى في الفتوح ، وواجهت الدولة مشاكل خطيرة للغاية استطاع عمر بما أوتيه من طاقات أن يحلها بنجاح جميعاً ، ونظم. ادارة الدولة وراقب موظفيه وعماله مراقبة شديدة ، حالت بينهم وبين استغلال مناصبهم للظلم والثراء غير المشروع . وتنبه لقضية الجند ، فراقب كبار القادة ، ولم يمكنهم من الثراء غير المشروع والاستغلال ، ومنعهم من التجرؤ على التدخل في شؤون السلطة السياسية ، أو مجرد التفكير بذلك ، ولعل عزله الخالد بن الوليد فيه دليل على هذا ، كما أنه قام في نفس الوقت برعاية مصالح الجند بشكل دائم ، فأوجد ديواناً خاصاً . ، وفرض لهم العطاء ، وكان بين آونة وأخرى يقوم بزيارة البقاع المفتوحة ، كما أنه كان على اتصال مستمر بواسطة البريد بكافة ولاته ، يعرف ما يجري في دولته ويراقبه عن كتب .
ومعلوم أن عمر رضي الله عنه حين استلم السلطة كانت الدولة الاسلامية الناشئة تجتاز مرحلة حاسمة ، وتواجه مشاكل خطيرة جديدة تحتاج الى حلول ، وتطلبت مثل هذه الحلول ممارسة الخليفة حق التشريع ، وكان أن يمنح انسان مثل هذه الصلاحيات بعد وفاة النبي بفترة وجيزة من الأمور الخطيرة . ولكن أما والكثير من المشاكل كان جديداً، ليس له نظير بين مشاكل العصر النبوي ، كان لابد من عمل ما ، وهنا تبرز صورة واضحة لفهم عمر ورجال عصره للإسلام، كما تبرز عظمة عمر ومقدرته الادارية وعبقريته التنظيمية
ومن هذه المشاكل - على سبيل المثال لا الحصر – قضايا : المؤلفة قلوبهم، والسواد، ونصارى تغلب ، حيث كان النبي يدفع مبالغ كبيرة للمؤلفة قلوبهم وحيث قضت الأحكام بتقسيم الغنائم التي يحصل عليها المسلمون وفقاً لنسب
حددها القرآن الكريم ، كما قضى الاسلام أن يدفع أهل الذمة من نصارى وسواهم من غير المسلمين الجزية دونما استثناء .
فبعد الاستيلاء على سواد العراق ، وفتح الجزيرة ، اقتضى تنفيذ الأحكام، تقسيم أرض السواد بين المقاتلة ، ودفع قبيلة تغلب العربية الجزية أسوة ببقية سكان الجزيرة النصارى ، ولكن هؤلاء رفضوا دفع الجزية، وأنفوا من ذلك ، كما أدرك عمر ما يمكن أن يلحقه تقسيم السواد من مضار على حاضر العرب ومستقبلهم الاقتصادي والاجتماعي والمسكري ، فما كان منه إلا أن ترك قسمته، ولجأ إلى إسقاط الجزية عن تغلب مقابل مضاعفة الصدقة على نصارى القبيلة - أي دفع ضريبة من نفس النوع الذي يدفعه المسلم إنما الكمية مضاعفة - أما بالنسبة للمؤلفة قلوبهم في ، أوقف الدفع لهم قطعياً . إن في إقدام عمر رضي الله عنه على مثل هذا العمل ، يعني أنه قد منح نفسه صلاحيات تشريعية ، أوقفت الحكم بقوانين سابقة ، وأحلت محلها قوانين جدد - تبعاً لقاعدة لاضرر ولا ضرار في الإسلام - وفي إقدام . رضي الله عنه على ذلك لم يعد خليفة بمعنى النائب ( المتبع ليس المبتدع ) وإنما غدا صاحب أمر وصلاحيات، أو بالحري صار أشبه بأمير الجيش الذي حدد له قائده مهمته ، ورسم له خططه وأعطاه تعليمات خاصة ، لكنه في ساحة المعركة وأثناء التطبيق وجد جوانب كثيرة لم تشملها تفاصيل الخطة ، كما وجد من الضروري تعديل بعض جوانب الخطة ، ومخالفة بعض تفاصيل التعليمات ، إنما دون المساس بالجوهر والغايات الأساسية ، وفي الإطار العام للأهداف العظمى .
وربما لهذا السبب ، ولقيام هذا الحال ، تخلى عمر رضي الله عنه عن لقب خليفة ، ليكتسب لقب ( أمير المؤمنين ، وفي هذا التعبير مؤشرات تدل على تبدل جوهري في المفاهيم السياسية للدولة الاسلامية ، خاصة وأن العرب
حسبت أني كثيراً أسمع النبي يقول : ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر ، وخرجت أنا و أبو بكر وعمر علي بن أبي طالب ـ صحيح البخاري
مرض أبو بكر رضي الله عنه المرض الذي توفي فيه ، ويقال أنه عين أثناء ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولياً لعهده بموجب وصية ، فكان أول خليفة أقدم على ذلك في تاريخ الاسلام ، ويرى البعض أنه بوصية أبي بكر رضي الله عنه يمكن القول بأن ذلك كان بداية تحول في الفكر السياسي لدى العرب وفي استعداداتهم ، وسيتطور هذا التحول مع الأيام إلى درجة التخلي عن ديمقراطية القبيلة، وشورى الاسلام، والقبول بفكرة الملكية الوراثية، والأوتوقراطية الدينية المطلقة.
ويرى البعض بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه تسلم زمام الأمور مع مهام الخلافة فور وفاة أبي بكر ، بلا معارضة ، لا بموجب وصية ، ولكن ذلك كان أمراً مقرراً ومعترفاً به ومسلما له منذ أيام النبي ، فأبو بكر كان و ثاني اثنين ، ، وعمر بن الخطاب صار بعد اسلامه ثالثها ، وذلك بموجب القواعد التحالفية القبلية ، وهي قواعد لم يزلها الاسلام ، وتمسك بها عمر وسعى الى تطويرها ، كما سنبين .
عمر بهم وحقق العرب في عهد عمر رضي الله عنه نجاحاتهم الكبرى في الفتوح ، وواجهت الدولة مشاكل خطيرة للغاية استطاع عمر بما أوتيه من طاقات أن يحلها بنجاح جميعاً ، ونظم. ادارة الدولة وراقب موظفيه وعماله مراقبة شديدة ، حالت بينهم وبين استغلال مناصبهم للظلم والثراء غير المشروع . وتنبه لقضية الجند ، فراقب كبار القادة ، ولم يمكنهم من الثراء غير المشروع والاستغلال ، ومنعهم من التجرؤ على التدخل في شؤون السلطة السياسية ، أو مجرد التفكير بذلك ، ولعل عزله الخالد بن الوليد فيه دليل على هذا ، كما أنه قام في نفس الوقت برعاية مصالح الجند بشكل دائم ، فأوجد ديواناً خاصاً . ، وفرض لهم العطاء ، وكان بين آونة وأخرى يقوم بزيارة البقاع المفتوحة ، كما أنه كان على اتصال مستمر بواسطة البريد بكافة ولاته ، يعرف ما يجري في دولته ويراقبه عن كتب .
ومعلوم أن عمر رضي الله عنه حين استلم السلطة كانت الدولة الاسلامية الناشئة تجتاز مرحلة حاسمة ، وتواجه مشاكل خطيرة جديدة تحتاج الى حلول ، وتطلبت مثل هذه الحلول ممارسة الخليفة حق التشريع ، وكان أن يمنح انسان مثل هذه الصلاحيات بعد وفاة النبي بفترة وجيزة من الأمور الخطيرة . ولكن أما والكثير من المشاكل كان جديداً، ليس له نظير بين مشاكل العصر النبوي ، كان لابد من عمل ما ، وهنا تبرز صورة واضحة لفهم عمر ورجال عصره للإسلام، كما تبرز عظمة عمر ومقدرته الادارية وعبقريته التنظيمية
ومن هذه المشاكل - على سبيل المثال لا الحصر – قضايا : المؤلفة قلوبهم، والسواد، ونصارى تغلب ، حيث كان النبي يدفع مبالغ كبيرة للمؤلفة قلوبهم وحيث قضت الأحكام بتقسيم الغنائم التي يحصل عليها المسلمون وفقاً لنسب
حددها القرآن الكريم ، كما قضى الاسلام أن يدفع أهل الذمة من نصارى وسواهم من غير المسلمين الجزية دونما استثناء .
فبعد الاستيلاء على سواد العراق ، وفتح الجزيرة ، اقتضى تنفيذ الأحكام، تقسيم أرض السواد بين المقاتلة ، ودفع قبيلة تغلب العربية الجزية أسوة ببقية سكان الجزيرة النصارى ، ولكن هؤلاء رفضوا دفع الجزية، وأنفوا من ذلك ، كما أدرك عمر ما يمكن أن يلحقه تقسيم السواد من مضار على حاضر العرب ومستقبلهم الاقتصادي والاجتماعي والمسكري ، فما كان منه إلا أن ترك قسمته، ولجأ إلى إسقاط الجزية عن تغلب مقابل مضاعفة الصدقة على نصارى القبيلة - أي دفع ضريبة من نفس النوع الذي يدفعه المسلم إنما الكمية مضاعفة - أما بالنسبة للمؤلفة قلوبهم في ، أوقف الدفع لهم قطعياً . إن في إقدام عمر رضي الله عنه على مثل هذا العمل ، يعني أنه قد منح نفسه صلاحيات تشريعية ، أوقفت الحكم بقوانين سابقة ، وأحلت محلها قوانين جدد - تبعاً لقاعدة لاضرر ولا ضرار في الإسلام - وفي إقدام . رضي الله عنه على ذلك لم يعد خليفة بمعنى النائب ( المتبع ليس المبتدع ) وإنما غدا صاحب أمر وصلاحيات، أو بالحري صار أشبه بأمير الجيش الذي حدد له قائده مهمته ، ورسم له خططه وأعطاه تعليمات خاصة ، لكنه في ساحة المعركة وأثناء التطبيق وجد جوانب كثيرة لم تشملها تفاصيل الخطة ، كما وجد من الضروري تعديل بعض جوانب الخطة ، ومخالفة بعض تفاصيل التعليمات ، إنما دون المساس بالجوهر والغايات الأساسية ، وفي الإطار العام للأهداف العظمى .
وربما لهذا السبب ، ولقيام هذا الحال ، تخلى عمر رضي الله عنه عن لقب خليفة ، ليكتسب لقب ( أمير المؤمنين ، وفي هذا التعبير مؤشرات تدل على تبدل جوهري في المفاهيم السياسية للدولة الاسلامية ، خاصة وأن العرب
تعليق