اضواء على الكاميرا السينمائية
إنسجاما مع شمولية إتجاهنا في - فن التصوير - لأبعد من الصورة الفوتوغرافية ، نلقي هنا بعض الأضواء على التصوير السينمائي بادئين بالتعرف على عمل الكاميرا السينمائية ، كمدخل لابد منه .
رغم كل الاعتبارات الأخرى يبقى للكاميرا السينمائية حضورها المعقول بين ايدي هواة التصوير ، خاصة أولئك الذين يريدون نشاطاً ومتعة تتجاوز الحصول على صورة ساكنة ، رغبة منهم في نقل حركة مواضيعهم بشكل أقرب الى حالتهم الطبيعية .
والتصوير السينمائي لدى الهواة ـ هم المعنيون في موضوعنا هذا ـ يبدأ غالباً بنقل المناسبات السعيدة ، كـاعياد الميلاد والأعراس وغير ذلك من الحفلات . ويطال أمورا أخرى من النشاطات اليومية ، أو العطل الأسبوعية ، لكن غالباً ما يبدا هؤلاء ، وبعد قليل من الخبرة بالتفكير بشكل
اكثر شمولا ، حيث يبـداون بصياغة بعض الأفكار والقصص الصغيرة وتكليف البعض بنقلها - تمثيلها وهذا الأمر ليس مستهجنا أو بعيداً عن متناولهم . إذ لاحدود تلزم الهاوي بالوقوف عند نمط او افكار مفيدة ، دون إمكانية تجاوزها . ضمن حق الهاوي الاحاطة بكل الجوانب التي يجد متعة في خوضها حتى ولو دفعه الأمر الى تجربة التصوير تحت الماء ، طالما أن الكاميرا التي يمكنها العمل ضمن هذه الظروف ، متاحة لديه .
وللاحاطة بالجوانب الرئيسية للتصوير السينمائي ولو ضمن موضوعنا المتعلق بالهواة على الأقل لا بد من معرفة الأسلوب الذي تعمل على أساسه الكاميرا السينمائية .
الخدعة الكبرى
صحيح ان العين البشرية تشتمل على ميكانيكية التركيز البؤري التي تمكنها من إلتقاط اوتوماتيكي لمواضيع ، تتراوح ابعادها بين سنتيمترات معدودة ومسافات شاسعة .. دون أن تعيقها نسبة الضوء المتوفرة ، وما يطرا عليها من تغييرات هذا لأن العين تستطيع احتمال تباينات البريق القصوى مع إمكانية التركيز على تفاصيل صغيرة ضوء الشمس الساطع كما في الظل العميق ، كما تستطيع التمييز بين تبدلات الأطوال الموجبة للضوء وتحديدها ليس من مجرد اللون فقط - باعتبار الألوان ما هي الا مجرد تبدلات في اطلال الموجات الضوئية وهذا الموضوع سبق تفصيله في أعداد سابقة - بل وتعمل على فرز أكثر دقة لما هو معروف بالتظليل أو التدرج اللوني ، كل هذه الأشياء تقوم بها العين دون مساعدة من ذكاء الانسان وعلمه .
وعلى الر غم من إمكانيات هذه الحاسة ، لكنها تنخدع بابسط الأشياء واصغرها ، إذا حدث ان ظهرت هذه الاشياء وإختفت بسرعة عاليه ... ! هذا ما أدركه الأخصائيون في مجال الكاميرا السينمائية وعملوا على أساسه ...
فالصور التي نراها متحركة على الشاشة ليست سوى مجموعة من الصور الثابتة التي تظهر أمامنا وتختفي بسرعة قصوى وبدلا من مشاهدة هذا العدد من الصور . الذي يتراوح بين ١٨ و ٢٤ صورة في الثانية الواحدة ، نرى أمامنا صورة واحدة تتحـرك تبعاً للتغييرات الطارئة بين حركة
الموضوع نفسه من صورة إلى اخرى ، فحين تمر أمامنا حوالي مائتي صورة لشخص واحـد سجلت حركة رجليه بتغيير طفيف تكاد لا تميزه العين بين لقطة وأخرى وصولا الى اللقطة الأخيرة التي تشكل إنتقالا من موقعه ، لا بد وان تولد لدينا الاحساس بأن هذا الشخص يسير أمامنا من موقع الى آخر ، كذلك حركة رفع الأيدي أو إغلاق العين وفتحها أو الركض او باقي الحركات الأخرى للطبيعة مثلا . هذه هي الخدعة الأولى التي تعتمدها السينما بعـرض مجموعات متلاحقة من الصور الثابتة التي تنخدع بها اعيننا وتتقبلها على أساس كونها متحركة .
ولا بد هنا من التعرف أكثر على الجهاز الذي يقود هذه الخدعة من داخل الكاميرا السينمائية ، ورغم انه يحتاج الى شيء من الدقة تركيبته ، لكن ميكانيكيته سهلة الفهم .. وهذا الجهاز يتمثل بمجموعتي تحريك أساسيتين هما : المغلاق والمخلب ( * ) .
المغلاق
والمعروف ان المغلاق هو عنصر رئيسي في كل الكاميرات - فوتوغرافية وسينمائية - وعمـل المغلاق واحد الا وهو السماح للضوء ببلوغ الفيلم حسب الحاجة له ، ثم منع وصول الضوء في الوقت المناسب أيضا والمغلاق السينمائي يختلف شكلا عن غيره وهو يسمى بالمغلاق الدوار علما انه يشكل نصف دائرة معدنية ، وهو موصول مع بقية الكاميرا بواسطة دبوس بمثابة المحور ، التي يستعين بها المغلاق على الدوران .
وفي مكان ما من مسار المغلاق توجد فتحة تطل على الفيلم ومع دوران المغلاق بسرعة ، يعمل على تغطية الفتحـة لفترة ثم يتارجح مبتعداً عنها ، وتاركاً الفتحة دون تغطية ، ليتـابـع الدوران حيث يغطي الفتحـة مجدداً وهكذا دواليك ومع وجود الفيلم وراء الفتحة فهو يتعرض للضوء عندما يدور المغلاق مبتعداً عنها ، ثم ينقطع بينما المغلاق يغطي الفتحة ، وهكذا إذا كان الفيلم ثابتاً فانه سيتعرض للضوء وينقطع عنه دوريا مرة بعد أخرى هما يتلفه بالطبع لما نعلمه عن مخاطر تعريض الفيلم لكمية مفرطة من الضوء ، لكن بما أن الفيلم سيكون متحركا هو الآخر فان الأمر يختلف بالطبع . الفيلم السينمائي إذن يتحرك متقدماً وذلك بواسطة المخلب .
المخلب
والمخلب هو قطعة معدنية صغيرة صنعت على شكل شوكة براسين ، وهو يتحرك من خلال قناة بحيث يبرز خارجاً من الطرف العلوي لهذه القناة ثم ينزلق هابطاً الى قعرها ، حيث يختفي هناك كسلحفاة ، تسحب رأسها الى داخل صدفتها ، لينتقل بعد ذلك عـائـدأ الى اعـلاهـا مكـرراً دورتـه والمعروف أن الأفلام السينمائية يتخللها ثقوب تغطي حافتها وتدعى ثقوب التسنن ( * ) وفي الكاميرا يتحرك الفيلم في قناته الخـاصـة التي تعرف باسم المدخل ، على مقربة من وسط هذا المدخل نجد الفتحة التي اتينا على ذكرها . فوق هذه الفتحة وعلى جانب منها نجد القناة المحتوية على المخلب ، وعندما يكون الفيلم المدخل يبرز المخلب داخلا في الثقوب ، وعند بدء دورته ، وحالما ينبعث من قمة قناته لأول مرة . يتمسك المخلب بالفيلم ويسحبه هبوطاً اثناء مساره نحـو قعر القناة ، ثم يتخلى المخلب عن الفيلم للحظة وجيزة ، يبقى خلالها الفيلم ساكنا الى ان يبرز المخلب ثانية ممسكاً بثقوب لاحقة , ويدفع بالفيلم للتحرك مرة أخرى . إذن فالفيلم يتحرك ويتوقف باستمرار ، خلال تشغيل الكاميرا . تبعا لحركة المخلب .
التزامن
المغلاق والمخلب إذن يعملان بشكل متزامن ، حيث يتم عملهما في أوقات محددة ودقيقة فالمغلاق يغطي الفتحة والفيلم معاً ، في الوقت الذي يعمل المخلب على سحب الفيلم نحو الأسفل ويدور المغلاق مبتعدا عن الفتحة فيكشفها بينما المخلب يعود الى قمة دورته ، والفيلم أو بالأحرى هذا الاطار الصغير أو « الكادر • من الفيلم الواقع تحت الفتحة يربض بسكون فيتعرض للضوء لمدة تنتهي مع عودة الحركة المتزامنة بين المخلب والمغلاق وهكذا تنشا الصور الأفرادية التي يتألف منها الفيلم السينمائي .
وتبعاً للهدف النهائي الذي سوف يحققه هذا الفيلم يتم التقاط حوالي ١٨ او ٢٤ صورة في الثانية من هذه الصور الأفرادية وربما يسال البعض لماذا لا يستمر الفيلم بحركة متواصلة خلال تسرب الضوء له طالما ان المغلاق سيمرر الضوء بشكل متقطع ، أو العكس ، لماذا ينبغي للمغلاق ان يقطع الضوء طالما أن الفيلم يقوم بحركة تتيح له التقاط الضوء المطلوب عبر الفتحة ودون الحاجة للمغلاق ؟ ! وباختصار لماذا لا تتم العملية ببساطة التسجيـل على شريط ، الريكوردر » .. فكيف يستطيع هذا الشريط التعرض للصوت طيلة الوقت ولا يستطيع الفيلم التعرض للضوء طيلة الوقت وخلال حركته .
السبب هو في الاختلاف بين هذا وذاك ، فالفيلم اذا لم يتوقف ساكناً اثناء تعريضه للضوء سوف تاتي الصورة ضبابية إلا اذا تحركت الكاميرا في الاتجاه المعاكس لوجهة تحرك الفيلم وهنا نستطيع تشبيه الأمـر بـالـكـاميرا الاعتبـاديـة الساكنة حيث ستاتي الصورة
ضبابية مع إهتزاز الكاميرا الفوتوغرافية اثناء الالتقاط أما إذا لم ينقطع الضوء عن الفيلم بواسطة المغلاق مع تحرك هذا الفيلم فلا يمكن الحصول على الصور الأفرادية التي تحتاجها لخدعة العين ، وتبدلا من ذلك سنحصل على ومضات ضوئية بين الصور الأفرادية ، أو إطاراتها الأمر الذي يقضي على الايهام بالحركة ، وهو أساس التصوير السينمائي .
فالخدعة كما قلنا تعتمد على إطارات إفرادية تظهر وتختفي لتحل محلها اطارات تالية وبسرعة كبيرة ، الى حد أن العين لا تشاهد واحدة منها بمفردها إطلاقاً ، بل تعمل هذه الاطارات على تجزئة حركة الموضوع الى خطوات أو مقادير صغيرة أي حين يعمد الموضوع الى تحريك كفه من رأسه الى جانبه ، فالاطار الأول سيظهر الكف على الرأس والاطار الثاني سيظهر الكف على بعد بوصة من الرأس ، والثالث بوصتين ، وهكذه دواليك الى حين تصل كف الموضوع الى جانبه ، بحيث يبدو هذا كله للعين وكانه حركة واحدة مستمرة .
لكن اذا لم يكن هناك مغلاق فالانتقال البصري من إطار الى آخر لن يتم بنعومة ، بفعل الومضات الضوئية التي ستظهر ۱۸ او ٢٤ مرة كل ثانية اثناء عرض الفيلم هذا التاثير ربما يعطي انطباعاً تشكيلياً وجمالياً لبعض الصور لكنه لن يأتي بالواقعية المطلوبة التي نبغيها من الشريط الذي نصوره -
إنسجاما مع شمولية إتجاهنا في - فن التصوير - لأبعد من الصورة الفوتوغرافية ، نلقي هنا بعض الأضواء على التصوير السينمائي بادئين بالتعرف على عمل الكاميرا السينمائية ، كمدخل لابد منه .
رغم كل الاعتبارات الأخرى يبقى للكاميرا السينمائية حضورها المعقول بين ايدي هواة التصوير ، خاصة أولئك الذين يريدون نشاطاً ومتعة تتجاوز الحصول على صورة ساكنة ، رغبة منهم في نقل حركة مواضيعهم بشكل أقرب الى حالتهم الطبيعية .
والتصوير السينمائي لدى الهواة ـ هم المعنيون في موضوعنا هذا ـ يبدأ غالباً بنقل المناسبات السعيدة ، كـاعياد الميلاد والأعراس وغير ذلك من الحفلات . ويطال أمورا أخرى من النشاطات اليومية ، أو العطل الأسبوعية ، لكن غالباً ما يبدا هؤلاء ، وبعد قليل من الخبرة بالتفكير بشكل
اكثر شمولا ، حيث يبـداون بصياغة بعض الأفكار والقصص الصغيرة وتكليف البعض بنقلها - تمثيلها وهذا الأمر ليس مستهجنا أو بعيداً عن متناولهم . إذ لاحدود تلزم الهاوي بالوقوف عند نمط او افكار مفيدة ، دون إمكانية تجاوزها . ضمن حق الهاوي الاحاطة بكل الجوانب التي يجد متعة في خوضها حتى ولو دفعه الأمر الى تجربة التصوير تحت الماء ، طالما أن الكاميرا التي يمكنها العمل ضمن هذه الظروف ، متاحة لديه .
وللاحاطة بالجوانب الرئيسية للتصوير السينمائي ولو ضمن موضوعنا المتعلق بالهواة على الأقل لا بد من معرفة الأسلوب الذي تعمل على أساسه الكاميرا السينمائية .
الخدعة الكبرى
صحيح ان العين البشرية تشتمل على ميكانيكية التركيز البؤري التي تمكنها من إلتقاط اوتوماتيكي لمواضيع ، تتراوح ابعادها بين سنتيمترات معدودة ومسافات شاسعة .. دون أن تعيقها نسبة الضوء المتوفرة ، وما يطرا عليها من تغييرات هذا لأن العين تستطيع احتمال تباينات البريق القصوى مع إمكانية التركيز على تفاصيل صغيرة ضوء الشمس الساطع كما في الظل العميق ، كما تستطيع التمييز بين تبدلات الأطوال الموجبة للضوء وتحديدها ليس من مجرد اللون فقط - باعتبار الألوان ما هي الا مجرد تبدلات في اطلال الموجات الضوئية وهذا الموضوع سبق تفصيله في أعداد سابقة - بل وتعمل على فرز أكثر دقة لما هو معروف بالتظليل أو التدرج اللوني ، كل هذه الأشياء تقوم بها العين دون مساعدة من ذكاء الانسان وعلمه .
وعلى الر غم من إمكانيات هذه الحاسة ، لكنها تنخدع بابسط الأشياء واصغرها ، إذا حدث ان ظهرت هذه الاشياء وإختفت بسرعة عاليه ... ! هذا ما أدركه الأخصائيون في مجال الكاميرا السينمائية وعملوا على أساسه ...
فالصور التي نراها متحركة على الشاشة ليست سوى مجموعة من الصور الثابتة التي تظهر أمامنا وتختفي بسرعة قصوى وبدلا من مشاهدة هذا العدد من الصور . الذي يتراوح بين ١٨ و ٢٤ صورة في الثانية الواحدة ، نرى أمامنا صورة واحدة تتحـرك تبعاً للتغييرات الطارئة بين حركة
الموضوع نفسه من صورة إلى اخرى ، فحين تمر أمامنا حوالي مائتي صورة لشخص واحـد سجلت حركة رجليه بتغيير طفيف تكاد لا تميزه العين بين لقطة وأخرى وصولا الى اللقطة الأخيرة التي تشكل إنتقالا من موقعه ، لا بد وان تولد لدينا الاحساس بأن هذا الشخص يسير أمامنا من موقع الى آخر ، كذلك حركة رفع الأيدي أو إغلاق العين وفتحها أو الركض او باقي الحركات الأخرى للطبيعة مثلا . هذه هي الخدعة الأولى التي تعتمدها السينما بعـرض مجموعات متلاحقة من الصور الثابتة التي تنخدع بها اعيننا وتتقبلها على أساس كونها متحركة .
ولا بد هنا من التعرف أكثر على الجهاز الذي يقود هذه الخدعة من داخل الكاميرا السينمائية ، ورغم انه يحتاج الى شيء من الدقة تركيبته ، لكن ميكانيكيته سهلة الفهم .. وهذا الجهاز يتمثل بمجموعتي تحريك أساسيتين هما : المغلاق والمخلب ( * ) .
المغلاق
والمعروف ان المغلاق هو عنصر رئيسي في كل الكاميرات - فوتوغرافية وسينمائية - وعمـل المغلاق واحد الا وهو السماح للضوء ببلوغ الفيلم حسب الحاجة له ، ثم منع وصول الضوء في الوقت المناسب أيضا والمغلاق السينمائي يختلف شكلا عن غيره وهو يسمى بالمغلاق الدوار علما انه يشكل نصف دائرة معدنية ، وهو موصول مع بقية الكاميرا بواسطة دبوس بمثابة المحور ، التي يستعين بها المغلاق على الدوران .
وفي مكان ما من مسار المغلاق توجد فتحة تطل على الفيلم ومع دوران المغلاق بسرعة ، يعمل على تغطية الفتحـة لفترة ثم يتارجح مبتعداً عنها ، وتاركاً الفتحة دون تغطية ، ليتـابـع الدوران حيث يغطي الفتحـة مجدداً وهكذا دواليك ومع وجود الفيلم وراء الفتحة فهو يتعرض للضوء عندما يدور المغلاق مبتعداً عنها ، ثم ينقطع بينما المغلاق يغطي الفتحة ، وهكذا إذا كان الفيلم ثابتاً فانه سيتعرض للضوء وينقطع عنه دوريا مرة بعد أخرى هما يتلفه بالطبع لما نعلمه عن مخاطر تعريض الفيلم لكمية مفرطة من الضوء ، لكن بما أن الفيلم سيكون متحركا هو الآخر فان الأمر يختلف بالطبع . الفيلم السينمائي إذن يتحرك متقدماً وذلك بواسطة المخلب .
المخلب
والمخلب هو قطعة معدنية صغيرة صنعت على شكل شوكة براسين ، وهو يتحرك من خلال قناة بحيث يبرز خارجاً من الطرف العلوي لهذه القناة ثم ينزلق هابطاً الى قعرها ، حيث يختفي هناك كسلحفاة ، تسحب رأسها الى داخل صدفتها ، لينتقل بعد ذلك عـائـدأ الى اعـلاهـا مكـرراً دورتـه والمعروف أن الأفلام السينمائية يتخللها ثقوب تغطي حافتها وتدعى ثقوب التسنن ( * ) وفي الكاميرا يتحرك الفيلم في قناته الخـاصـة التي تعرف باسم المدخل ، على مقربة من وسط هذا المدخل نجد الفتحة التي اتينا على ذكرها . فوق هذه الفتحة وعلى جانب منها نجد القناة المحتوية على المخلب ، وعندما يكون الفيلم المدخل يبرز المخلب داخلا في الثقوب ، وعند بدء دورته ، وحالما ينبعث من قمة قناته لأول مرة . يتمسك المخلب بالفيلم ويسحبه هبوطاً اثناء مساره نحـو قعر القناة ، ثم يتخلى المخلب عن الفيلم للحظة وجيزة ، يبقى خلالها الفيلم ساكنا الى ان يبرز المخلب ثانية ممسكاً بثقوب لاحقة , ويدفع بالفيلم للتحرك مرة أخرى . إذن فالفيلم يتحرك ويتوقف باستمرار ، خلال تشغيل الكاميرا . تبعا لحركة المخلب .
التزامن
المغلاق والمخلب إذن يعملان بشكل متزامن ، حيث يتم عملهما في أوقات محددة ودقيقة فالمغلاق يغطي الفتحة والفيلم معاً ، في الوقت الذي يعمل المخلب على سحب الفيلم نحو الأسفل ويدور المغلاق مبتعدا عن الفتحة فيكشفها بينما المخلب يعود الى قمة دورته ، والفيلم أو بالأحرى هذا الاطار الصغير أو « الكادر • من الفيلم الواقع تحت الفتحة يربض بسكون فيتعرض للضوء لمدة تنتهي مع عودة الحركة المتزامنة بين المخلب والمغلاق وهكذا تنشا الصور الأفرادية التي يتألف منها الفيلم السينمائي .
وتبعاً للهدف النهائي الذي سوف يحققه هذا الفيلم يتم التقاط حوالي ١٨ او ٢٤ صورة في الثانية من هذه الصور الأفرادية وربما يسال البعض لماذا لا يستمر الفيلم بحركة متواصلة خلال تسرب الضوء له طالما ان المغلاق سيمرر الضوء بشكل متقطع ، أو العكس ، لماذا ينبغي للمغلاق ان يقطع الضوء طالما أن الفيلم يقوم بحركة تتيح له التقاط الضوء المطلوب عبر الفتحة ودون الحاجة للمغلاق ؟ ! وباختصار لماذا لا تتم العملية ببساطة التسجيـل على شريط ، الريكوردر » .. فكيف يستطيع هذا الشريط التعرض للصوت طيلة الوقت ولا يستطيع الفيلم التعرض للضوء طيلة الوقت وخلال حركته .
السبب هو في الاختلاف بين هذا وذاك ، فالفيلم اذا لم يتوقف ساكناً اثناء تعريضه للضوء سوف تاتي الصورة ضبابية إلا اذا تحركت الكاميرا في الاتجاه المعاكس لوجهة تحرك الفيلم وهنا نستطيع تشبيه الأمـر بـالـكـاميرا الاعتبـاديـة الساكنة حيث ستاتي الصورة
ضبابية مع إهتزاز الكاميرا الفوتوغرافية اثناء الالتقاط أما إذا لم ينقطع الضوء عن الفيلم بواسطة المغلاق مع تحرك هذا الفيلم فلا يمكن الحصول على الصور الأفرادية التي تحتاجها لخدعة العين ، وتبدلا من ذلك سنحصل على ومضات ضوئية بين الصور الأفرادية ، أو إطاراتها الأمر الذي يقضي على الايهام بالحركة ، وهو أساس التصوير السينمائي .
فالخدعة كما قلنا تعتمد على إطارات إفرادية تظهر وتختفي لتحل محلها اطارات تالية وبسرعة كبيرة ، الى حد أن العين لا تشاهد واحدة منها بمفردها إطلاقاً ، بل تعمل هذه الاطارات على تجزئة حركة الموضوع الى خطوات أو مقادير صغيرة أي حين يعمد الموضوع الى تحريك كفه من رأسه الى جانبه ، فالاطار الأول سيظهر الكف على الرأس والاطار الثاني سيظهر الكف على بعد بوصة من الرأس ، والثالث بوصتين ، وهكذه دواليك الى حين تصل كف الموضوع الى جانبه ، بحيث يبدو هذا كله للعين وكانه حركة واحدة مستمرة .
لكن اذا لم يكن هناك مغلاق فالانتقال البصري من إطار الى آخر لن يتم بنعومة ، بفعل الومضات الضوئية التي ستظهر ۱۸ او ٢٤ مرة كل ثانية اثناء عرض الفيلم هذا التاثير ربما يعطي انطباعاً تشكيلياً وجمالياً لبعض الصور لكنه لن يأتي بالواقعية المطلوبة التي نبغيها من الشريط الذي نصوره -
تعليق