لا بالنسبة له فقط ، وإنما بالنسبة للعرب والبشرية جميعاً منذئذ وحتى الله الأرض ومن عليها . ولقد مر الطور الثاني من حياة النبي محمد الهلال بمرحلتين هما : المكية والمدنية . ففي المرحلة المكية وهي الأولى بداية وطولاً ، تم تبليغ مبادىء الرسالة الإلهية « الجديدة الخاتمة، التي عرفت باسم الإسلام ووضعت قواعدها وبنيت مقاصدها وأهدافها ، وشهدت المرحلة الثانية تطوير مع التطبيق العملي .
وبدأ تاريخ الإسلام بنزول الوحي على النبي الجديد » ، ( ، «خاتم الانبياء» بقوله تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، ثم أخبره بأنه رسول الله الواحد الأحد، الى قومه والى البشر كافة ، وأن عليه تبليغ الرسالة وإنارة السبل، وإرشاد الناس قولاً وعملاً الى الطريق القويم الذي شرعه الله ولم يشرعه البشر ، فالله خلق البشر ، وهو سيرعى خلقه بشرعة كاملة توافقهم بلا استثناء : لوناً ، وزماناً ، ومكاناً ، والمقصد من نزول هذه الشريعة هو هداية البشر الى الطريق الأقوم عبادة وسلوكا ، نظرياً وتطبيقياً قولاً وعملاً
وكان نزول الوحي للمرة الأولى على النبي امتحاناً قاسياً ، لكن بعد أن اعتاد عليه ، وترسخت معالم النبوة في نفسه ، أخذ يبشر بما جاءه من عند الله ، فآمن به عدد من الرجال كان أولهم أبو بكر ، أبرز رجال قبيلة تيم آنئذ ، ومع تطور العمل الدعوي لدى النبي تطورت معارضة قريش له ، وخاصة عندما بدأ ينادي بالإصلاح الاجتماعي والمساواة ومنع الظلم والاستغلال ، وبعدما أعلن الحرب على المرابين من أصحاب الاموال ثارت زعامة قريش وأخذت تضطهده وتعذب كل من آمن به.
ومرت السنوات الاولى من الدعوة ، واستخدمت الارستقراطية المكية الادوات من ترغيب وترهيب ضدها فأخفقت جميع واعتمدت الارستقراطية القرشية في عملياتها على دعم حلفائها لها وخاصة بنو عدي ، الذين آلت زعامتهم الى عمر بن الخطاب .
لقد كانت معركة بين حلف الفضول وخصومه ، لذلك هدف النبي نحو تحطيم حلف الارستقراطية ، وبعد جهد طويل أفلح في ذلك ، حين دخل عمر بن الخطاب الإسلام ، وفور اعتناق عمر للإسلام احتل المرتبة الثالثة بين جماعة المسلمين بعد النبي ما و أبي بكر .
وإثر ذلك ازدادت شراسة الارستقراطية المكية ، وتخرج وضع النبي وأتباعه في مكة حرجاً شديداً ، واقتنع النبي وصحبه بأن فرص النجاح في مكة باتت ضئيلة ، وأخذ النبي يبحث عن مخرج ، وهنا اقترح عليه أحد المسلمين الاستيلاء على مكة على حين غرة – أو بعبارة أخرى - إحداث انقلاب عسكري في مكة ، ومع تقدير النبي لصدق نوايا صاحب الاقتراح ، وتأثره بشدة اندفاعه العاطفي ، رفض الفكرة بإصرار ، ذلك أنه كان نبيا ثورياً ، وليس وصوليا ، هدفه السلطة ، فقد سبق له أن أعلنها مدوية ( والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك
هذا الأمر ماتركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه » . وأمام اشتداد المحنة ، سمح النبي ا لأتباعه بالهجرة الى الحبشة ، وأخذ هو بدوره يتصل بالاعراب وسواهم أيام المواسم ويعرض عليهم دينه وعقيدته ، فانتشر ذكره في بلاد العرب وعم بين قبائلها ، وسعى النبي الله نحو التحالف مع قادة بعض القبائل من ثقيف الطائف وسواها ولكن الترابط الارستقراطي بين زعامات القبائل وأرستقراطية مكة
حال دون نجاح مسعاه ، وهنا توجه ببصره نحو يثرب ، التي هي مدينة على بعد حوالي مائتي ميل من مكة ، والى الشمال منها ، وقد قامت ضمن واحة زراعية ، جل انتاجها من التمر ، وسكنت المدينة آنئذ من قبل يهود وعرب ، وكان هناك صراع بين اليهود والعرب أساسه اقتصادي اجتماعي سياسي ، ثم أن العرب تألفوا من قبيلتين رئيسيتين هما : الأوس والخزرج ، وكانتا في صراع دائم حول السيادة في يثرب ، ولم يكن بالمدينة كعبة ولا أرستقراطية تجارية . واتصل النبي الله وبحجاج من أهل المدينة وأثمرت الاتصالات بإسلام بعضهم ، ثم بانتشار الاسلام في يثرب ، وبعد عمل دعوي منظم وضعت الترتيبات الهجرة النبي الا الله وأصحابه من مكة الى المدينة ، وحدث هذا في سنة ٦٢٢ م ، وكان هذا الحدث من الخطورة بمكان ، لذلك اتخذه المسلمون فيما بعد منطلقاً لتقويم خاص بهم . وفي المدينة صنعت انجازات كبيرة للغاية منها ايجاد نواة أمة عقائدية حل فيها رابط الإسلام محل رابطة الدم والنسب ، ونظمت العلاقات الداخلية بين أفرادها والعلاقات الخارجية مع غيرها من الامم ، وصار النبي سيد الامة الجديدة وذلك بالإضافة لكونه نبياً ، وغدا مقر سكناه ودار دعوته وإدارته المسجد ، وتطلبت منه مهمته الجديدة مجهودات كبرى في التنظيم والحكم والادارة ، متابعة نشر الدعوة ، وبتولي النبي للسيادة الزمنية مع صفات النبوة فيه جعل المفهوم الديني ممزوجاً بالمفهوم الدنيوي ، وهذه ناحية تفرد بها هذا الدين الذي لم يفرق بين القصر والمعبد .
وما أن استقر به الحال في يثرب حتى أخذ النبي يخطط لاستخدام
القوة المسلحة ضد خصومه من قريش وسواهم ، وكانت حاجته ماسة للسلاح ، وقد استطاع تأمين أول كمية كبيرة من الاسلحة بعد غزوة بني النضير واجلائهم، وبعد ستة أشهر من غزوة بني النضير خاص المسلمون أول معركة فاصلة في تاريخهم ، حيث هزموا على أرض بدر قوات القرشيين ، وبعد بدر خاض المسلمون عدة معارك أخرى قادتهم أخيراً نحو فتح مكة ثم توحيد شبه الجزيرة ، ووضعها تحت ادارة مركزية .
ولم تكن الجزيرة وأمر اخضاعها شغل النبي الشاغل ، بل نجده يهتم بإيصال الإسلام الى البلدان المجاورة ويضع الخطط البعيدة المدى لنشر الإسلام في بقاع العالم أجمع ، وبهذا المنطلق تميز النبي محمد عن غيره من الرسل ، فالأنبياء الذين سبقوه جاؤوا برسالات محلية قومية ، فالنبي موسى عليه السلام أراد إخراج قومه من مصر وهدايتهم ، والمسيح رضي الله عنه - تبعاً للمصادر النصرانية ، إنما بعث لهداية الكباش الضالة
من بني إسرائيل .
هذا ولا تقاس أهمية النبي محمد ال الله وعظمته بالانجازات التي تمت في عصره فقط ، ولكن بما نتج عن هذه الانجازات ، وما تحقق بعده بقيام الفتوحات الكبرى، وتأسيس دولة الإسلام العظمى الممتدة من داخل الصين وحق خليج عمان ومن شواطىء المتوسط. في الشام حق جنوب فرنسه ومشارف روما ، إنشاء الأمة العقائدية العالمية ولقد كان أثر هذا ، وما زال كبيراً للغاية على البشر وحضارتهم وثقافاتهم وأوضاعهم الاجتماعية والعقائدية والعرقية والسياسية والحربية أيضاً. وتأتي أهمية النبي محمد الله في أنه أول مشرع في التاريخ قديمه ووسيطه وحديثه جاء - من عند الله - بالنظرية .
وبدأ تاريخ الإسلام بنزول الوحي على النبي الجديد » ، ( ، «خاتم الانبياء» بقوله تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، ثم أخبره بأنه رسول الله الواحد الأحد، الى قومه والى البشر كافة ، وأن عليه تبليغ الرسالة وإنارة السبل، وإرشاد الناس قولاً وعملاً الى الطريق القويم الذي شرعه الله ولم يشرعه البشر ، فالله خلق البشر ، وهو سيرعى خلقه بشرعة كاملة توافقهم بلا استثناء : لوناً ، وزماناً ، ومكاناً ، والمقصد من نزول هذه الشريعة هو هداية البشر الى الطريق الأقوم عبادة وسلوكا ، نظرياً وتطبيقياً قولاً وعملاً
وكان نزول الوحي للمرة الأولى على النبي امتحاناً قاسياً ، لكن بعد أن اعتاد عليه ، وترسخت معالم النبوة في نفسه ، أخذ يبشر بما جاءه من عند الله ، فآمن به عدد من الرجال كان أولهم أبو بكر ، أبرز رجال قبيلة تيم آنئذ ، ومع تطور العمل الدعوي لدى النبي تطورت معارضة قريش له ، وخاصة عندما بدأ ينادي بالإصلاح الاجتماعي والمساواة ومنع الظلم والاستغلال ، وبعدما أعلن الحرب على المرابين من أصحاب الاموال ثارت زعامة قريش وأخذت تضطهده وتعذب كل من آمن به.
ومرت السنوات الاولى من الدعوة ، واستخدمت الارستقراطية المكية الادوات من ترغيب وترهيب ضدها فأخفقت جميع واعتمدت الارستقراطية القرشية في عملياتها على دعم حلفائها لها وخاصة بنو عدي ، الذين آلت زعامتهم الى عمر بن الخطاب .
لقد كانت معركة بين حلف الفضول وخصومه ، لذلك هدف النبي نحو تحطيم حلف الارستقراطية ، وبعد جهد طويل أفلح في ذلك ، حين دخل عمر بن الخطاب الإسلام ، وفور اعتناق عمر للإسلام احتل المرتبة الثالثة بين جماعة المسلمين بعد النبي ما و أبي بكر .
وإثر ذلك ازدادت شراسة الارستقراطية المكية ، وتخرج وضع النبي وأتباعه في مكة حرجاً شديداً ، واقتنع النبي وصحبه بأن فرص النجاح في مكة باتت ضئيلة ، وأخذ النبي يبحث عن مخرج ، وهنا اقترح عليه أحد المسلمين الاستيلاء على مكة على حين غرة – أو بعبارة أخرى - إحداث انقلاب عسكري في مكة ، ومع تقدير النبي لصدق نوايا صاحب الاقتراح ، وتأثره بشدة اندفاعه العاطفي ، رفض الفكرة بإصرار ، ذلك أنه كان نبيا ثورياً ، وليس وصوليا ، هدفه السلطة ، فقد سبق له أن أعلنها مدوية ( والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك
هذا الأمر ماتركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه » . وأمام اشتداد المحنة ، سمح النبي ا لأتباعه بالهجرة الى الحبشة ، وأخذ هو بدوره يتصل بالاعراب وسواهم أيام المواسم ويعرض عليهم دينه وعقيدته ، فانتشر ذكره في بلاد العرب وعم بين قبائلها ، وسعى النبي الله نحو التحالف مع قادة بعض القبائل من ثقيف الطائف وسواها ولكن الترابط الارستقراطي بين زعامات القبائل وأرستقراطية مكة
حال دون نجاح مسعاه ، وهنا توجه ببصره نحو يثرب ، التي هي مدينة على بعد حوالي مائتي ميل من مكة ، والى الشمال منها ، وقد قامت ضمن واحة زراعية ، جل انتاجها من التمر ، وسكنت المدينة آنئذ من قبل يهود وعرب ، وكان هناك صراع بين اليهود والعرب أساسه اقتصادي اجتماعي سياسي ، ثم أن العرب تألفوا من قبيلتين رئيسيتين هما : الأوس والخزرج ، وكانتا في صراع دائم حول السيادة في يثرب ، ولم يكن بالمدينة كعبة ولا أرستقراطية تجارية . واتصل النبي الله وبحجاج من أهل المدينة وأثمرت الاتصالات بإسلام بعضهم ، ثم بانتشار الاسلام في يثرب ، وبعد عمل دعوي منظم وضعت الترتيبات الهجرة النبي الا الله وأصحابه من مكة الى المدينة ، وحدث هذا في سنة ٦٢٢ م ، وكان هذا الحدث من الخطورة بمكان ، لذلك اتخذه المسلمون فيما بعد منطلقاً لتقويم خاص بهم . وفي المدينة صنعت انجازات كبيرة للغاية منها ايجاد نواة أمة عقائدية حل فيها رابط الإسلام محل رابطة الدم والنسب ، ونظمت العلاقات الداخلية بين أفرادها والعلاقات الخارجية مع غيرها من الامم ، وصار النبي سيد الامة الجديدة وذلك بالإضافة لكونه نبياً ، وغدا مقر سكناه ودار دعوته وإدارته المسجد ، وتطلبت منه مهمته الجديدة مجهودات كبرى في التنظيم والحكم والادارة ، متابعة نشر الدعوة ، وبتولي النبي للسيادة الزمنية مع صفات النبوة فيه جعل المفهوم الديني ممزوجاً بالمفهوم الدنيوي ، وهذه ناحية تفرد بها هذا الدين الذي لم يفرق بين القصر والمعبد .
وما أن استقر به الحال في يثرب حتى أخذ النبي يخطط لاستخدام
القوة المسلحة ضد خصومه من قريش وسواهم ، وكانت حاجته ماسة للسلاح ، وقد استطاع تأمين أول كمية كبيرة من الاسلحة بعد غزوة بني النضير واجلائهم، وبعد ستة أشهر من غزوة بني النضير خاص المسلمون أول معركة فاصلة في تاريخهم ، حيث هزموا على أرض بدر قوات القرشيين ، وبعد بدر خاض المسلمون عدة معارك أخرى قادتهم أخيراً نحو فتح مكة ثم توحيد شبه الجزيرة ، ووضعها تحت ادارة مركزية .
ولم تكن الجزيرة وأمر اخضاعها شغل النبي الشاغل ، بل نجده يهتم بإيصال الإسلام الى البلدان المجاورة ويضع الخطط البعيدة المدى لنشر الإسلام في بقاع العالم أجمع ، وبهذا المنطلق تميز النبي محمد عن غيره من الرسل ، فالأنبياء الذين سبقوه جاؤوا برسالات محلية قومية ، فالنبي موسى عليه السلام أراد إخراج قومه من مصر وهدايتهم ، والمسيح رضي الله عنه - تبعاً للمصادر النصرانية ، إنما بعث لهداية الكباش الضالة
من بني إسرائيل .
هذا ولا تقاس أهمية النبي محمد ال الله وعظمته بالانجازات التي تمت في عصره فقط ، ولكن بما نتج عن هذه الانجازات ، وما تحقق بعده بقيام الفتوحات الكبرى، وتأسيس دولة الإسلام العظمى الممتدة من داخل الصين وحق خليج عمان ومن شواطىء المتوسط. في الشام حق جنوب فرنسه ومشارف روما ، إنشاء الأمة العقائدية العالمية ولقد كان أثر هذا ، وما زال كبيراً للغاية على البشر وحضارتهم وثقافاتهم وأوضاعهم الاجتماعية والعقائدية والعرقية والسياسية والحربية أيضاً. وتأتي أهمية النبي محمد الله في أنه أول مشرع في التاريخ قديمه ووسيطه وحديثه جاء - من عند الله - بالنظرية .
تعليق