النبي محمد صلى الله عليه وسلم ٢_a , كتاب مائة أوائل من تراثنا ، عبد الهادي حرصوني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النبي محمد صلى الله عليه وسلم ٢_a , كتاب مائة أوائل من تراثنا ، عبد الهادي حرصوني

    لا بالنسبة له فقط ، وإنما بالنسبة للعرب والبشرية جميعاً منذئذ وحتى الله الأرض ومن عليها . ولقد مر الطور الثاني من حياة النبي محمد الهلال بمرحلتين هما : المكية والمدنية . ففي المرحلة المكية وهي الأولى بداية وطولاً ، تم تبليغ مبادىء الرسالة الإلهية « الجديدة الخاتمة، التي عرفت باسم الإسلام ووضعت قواعدها وبنيت مقاصدها وأهدافها ، وشهدت المرحلة الثانية تطوير مع التطبيق العملي .

    وبدأ تاريخ الإسلام بنزول الوحي على النبي الجديد » ، ( ، «خاتم الانبياء» بقوله تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، ثم أخبره بأنه رسول الله الواحد الأحد، الى قومه والى البشر كافة ، وأن عليه تبليغ الرسالة وإنارة السبل، وإرشاد الناس قولاً وعملاً الى الطريق القويم الذي شرعه الله ولم يشرعه البشر ، فالله خلق البشر ، وهو سيرعى خلقه بشرعة كاملة توافقهم بلا استثناء : لوناً ، وزماناً ، ومكاناً ، والمقصد من نزول هذه الشريعة هو هداية البشر الى الطريق الأقوم عبادة وسلوكا ، نظرياً وتطبيقياً قولاً وعملاً

    وكان نزول الوحي للمرة الأولى على النبي امتحاناً قاسياً ، لكن بعد أن اعتاد عليه ، وترسخت معالم النبوة في نفسه ، أخذ يبشر بما جاءه من عند الله ، فآمن به عدد من الرجال كان أولهم أبو بكر ، أبرز رجال قبيلة تيم آنئذ ، ومع تطور العمل الدعوي لدى النبي تطورت معارضة قريش له ، وخاصة عندما بدأ ينادي بالإصلاح الاجتماعي والمساواة ومنع الظلم والاستغلال ، وبعدما أعلن الحرب على المرابين من أصحاب الاموال ثارت زعامة قريش وأخذت تضطهده وتعذب كل من آمن به.
    ومرت السنوات الاولى من الدعوة ، واستخدمت الارستقراطية المكية الادوات من ترغيب وترهيب ضدها فأخفقت جميع واعتمدت الارستقراطية القرشية في عملياتها على دعم حلفائها لها وخاصة بنو عدي ، الذين آلت زعامتهم الى عمر بن الخطاب .

    لقد كانت معركة بين حلف الفضول وخصومه ، لذلك هدف النبي نحو تحطيم حلف الارستقراطية ، وبعد جهد طويل أفلح في ذلك ، حين دخل عمر بن الخطاب الإسلام ، وفور اعتناق عمر للإسلام احتل المرتبة الثالثة بين جماعة المسلمين بعد النبي ما و أبي بكر .

    وإثر ذلك ازدادت شراسة الارستقراطية المكية ، وتخرج وضع النبي وأتباعه في مكة حرجاً شديداً ، واقتنع النبي وصحبه بأن فرص النجاح في مكة باتت ضئيلة ، وأخذ النبي يبحث عن مخرج ، وهنا اقترح عليه أحد المسلمين الاستيلاء على مكة على حين غرة – أو بعبارة أخرى - إحداث انقلاب عسكري في مكة ، ومع تقدير النبي لصدق نوايا صاحب الاقتراح ، وتأثره بشدة اندفاعه العاطفي ، رفض الفكرة بإصرار ، ذلك أنه كان نبيا ثورياً ، وليس وصوليا ، هدفه السلطة ، فقد سبق له أن أعلنها مدوية ( والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك

    هذا الأمر ماتركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه » . وأمام اشتداد المحنة ، سمح النبي ا لأتباعه بالهجرة الى الحبشة ، وأخذ هو بدوره يتصل بالاعراب وسواهم أيام المواسم ويعرض عليهم دينه وعقيدته ، فانتشر ذكره في بلاد العرب وعم بين قبائلها ، وسعى النبي الله نحو التحالف مع قادة بعض القبائل من ثقيف الطائف وسواها ولكن الترابط الارستقراطي بين زعامات القبائل وأرستقراطية مكة
    حال دون نجاح مسعاه ، وهنا توجه ببصره نحو يثرب ، التي هي مدينة على بعد حوالي مائتي ميل من مكة ، والى الشمال منها ، وقد قامت ضمن واحة زراعية ، جل انتاجها من التمر ، وسكنت المدينة آنئذ من قبل يهود وعرب ، وكان هناك صراع بين اليهود والعرب أساسه اقتصادي اجتماعي سياسي ، ثم أن العرب تألفوا من قبيلتين رئيسيتين هما : الأوس والخزرج ، وكانتا في صراع دائم حول السيادة في يثرب ، ولم يكن بالمدينة كعبة ولا أرستقراطية تجارية . واتصل النبي الله وبحجاج من أهل المدينة وأثمرت الاتصالات بإسلام بعضهم ، ثم بانتشار الاسلام في يثرب ، وبعد عمل دعوي منظم وضعت الترتيبات الهجرة النبي الا الله وأصحابه من مكة الى المدينة ، وحدث هذا في سنة ٦٢٢ م ، وكان هذا الحدث من الخطورة بمكان ، لذلك اتخذه المسلمون فيما بعد منطلقاً لتقويم خاص بهم . وفي المدينة صنعت انجازات كبيرة للغاية منها ايجاد نواة أمة عقائدية حل فيها رابط الإسلام محل رابطة الدم والنسب ، ونظمت العلاقات الداخلية بين أفرادها والعلاقات الخارجية مع غيرها من الامم ، وصار النبي سيد الامة الجديدة وذلك بالإضافة لكونه نبياً ، وغدا مقر سكناه ودار دعوته وإدارته المسجد ، وتطلبت منه مهمته الجديدة مجهودات كبرى في التنظيم والحكم والادارة ، متابعة نشر الدعوة ، وبتولي النبي للسيادة الزمنية مع صفات النبوة فيه جعل المفهوم الديني ممزوجاً بالمفهوم الدنيوي ، وهذه ناحية تفرد بها هذا الدين الذي لم يفرق بين القصر والمعبد .
    وما أن استقر به الحال في يثرب حتى أخذ النبي يخطط لاستخدام
    القوة المسلحة ضد خصومه من قريش وسواهم ، وكانت حاجته ماسة للسلاح ، وقد استطاع تأمين أول كمية كبيرة من الاسلحة بعد غزوة بني النضير واجلائهم، وبعد ستة أشهر من غزوة بني النضير خاص المسلمون أول معركة فاصلة في تاريخهم ، حيث هزموا على أرض بدر قوات القرشيين ، وبعد بدر خاض المسلمون عدة معارك أخرى قادتهم أخيراً نحو فتح مكة ثم توحيد شبه الجزيرة ، ووضعها تحت ادارة مركزية .

    ولم تكن الجزيرة وأمر اخضاعها شغل النبي الشاغل ، بل نجده يهتم بإيصال الإسلام الى البلدان المجاورة ويضع الخطط البعيدة المدى لنشر الإسلام في بقاع العالم أجمع ، وبهذا المنطلق تميز النبي محمد عن غيره من الرسل ، فالأنبياء الذين سبقوه جاؤوا برسالات محلية قومية ، فالنبي موسى عليه السلام أراد إخراج قومه من مصر وهدايتهم ، والمسيح رضي الله عنه - تبعاً للمصادر النصرانية ، إنما بعث لهداية الكباش الضالة

    من بني إسرائيل .

    هذا ولا تقاس أهمية النبي محمد ال الله وعظمته بالانجازات التي تمت في عصره فقط ، ولكن بما نتج عن هذه الانجازات ، وما تحقق بعده بقيام الفتوحات الكبرى، وتأسيس دولة الإسلام العظمى الممتدة من داخل الصين وحق خليج عمان ومن شواطىء المتوسط. في الشام حق جنوب فرنسه ومشارف روما ، إنشاء الأمة العقائدية العالمية ولقد كان أثر هذا ، وما زال كبيراً للغاية على البشر وحضارتهم وثقافاتهم وأوضاعهم الاجتماعية والعقائدية والعرقية والسياسية والحربية أيضاً. وتأتي أهمية النبي محمد الله في أنه أول مشرع في التاريخ قديمه ووسيطه وحديثه جاء - من عند الله - بالنظرية .


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.١٦_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	74.1 كيلوبايت 
الهوية:	72083 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.١٦ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	8 
الحجم:	81.6 كيلوبايت 
الهوية:	72084 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.١٧_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	77.3 كيلوبايت 
الهوية:	72085 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.١٧ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	76.5 كيلوبايت 
الهوية:	72086 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.١٨_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	83.4 كيلوبايت 
الهوية:	72087

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.١٨ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	62.9 كيلوبايت 
الهوية:	72089


    All of this has passed, not only for him, but for the Arabs and all of humanity since then, even God, the earth and those on it. The second phase of the life of the Prophet Muhammad Al-Hilal passed through two phases: the Meccan and the civil. In the Meccan phase, which is the first in its beginning and length, the principles of the “new, concluding” divine message, which was known as Islam, were communicated, and its rules and purposes and objectives were established. The second phase witnessed development with practical application.

    And the history of Islam began with the revelation of the new Prophet », (, “The Seal of the Prophets” by the Almighty’s saying: (Read in the name of your Lord who created, then tell him that he is the Messenger of God, the One and Only, to his people and to all mankind, and that he has to convey the message and illuminate the paths, and guide people in words And pursuant to the right path that God has legislated and not legislated by humans. God created human beings, and He will take care of His creation with a perfect law that agrees with them without exception: color, time, and place.

    The descent of revelation for the first time to the Prophet was a severe test, but after he got used to it, and the signs of prophecy became entrenched in his soul, he began to preach what came to him from God, and a number of men believed in him, the first of whom was Abu Bakr, the most prominent man of the tribe of Taym at that time, and with the development of advocacy work The Prophet developed opposition from the Quraysh to him, especially when he began to call for social reform, equality, and the prevention of injustice and exploitation.
    The first years of the call passed, and the Meccan aristocracy used tools of encouragement and intimidation against it, so all of them failed.

    It was a battle between Hilf al-Fudul and his opponents, so the Prophet aimed to destroy the alliance of the aristocracy, and after a long effort he succeeded in that, when Umar ibn al-Khattab entered Islam, and immediately after Umar embraced Islam, he ranked third among the Muslim community after the Prophet Ma and Abu Bakr.

    As a result, the fierceness of the Meccan aristocracy increased, and the position of the Prophet and his followers in Mecca became extremely embarrassing. The Prophet and his companions became convinced that the chances of success in Mecca became slim, and the Prophet began looking for a way out, and here one of the Muslims suggested to him to seize Mecca by surprise - or in other words - bring about events. A military coup took place in Mecca, and while the Prophet appreciated the sincerity of the intentions of the author of the proposal, and was affected by the intensity of his emotional impulse, he persistently rejected the idea, because he was a revolutionary prophet, not a campaigner, whose goal was power. to leave

    I will not leave this matter until God makes it victorious or I perish before it.” In the face of the intensification of the ordeal, the Prophet, may God bless him and grant him peace, allowed his followers to migrate to Abyssinia, and he, in turn, took contact with the bedouins and others during the seasons and presented to them his religion and belief. Between tribal leaders and the aristocracy of Mecca
    He prevented the success of his endeavor, and here he turned his sight towards Yathrib, which is a city about two hundred miles from Mecca, and to the north of it. And the Arabs have an economic, social and political basis. Moreover, the Arabs consisted of two main tribes: Al-Aws and Al-Khazraj, and they were in constant struggle over sovereignty in Yathrib, and there was no Kaaba or commercial aristocracy in the city. The Prophet God and pilgrims from the people of Medina contacted, and the contacts resulted in the conversion of some of them to Islam, then the spread of Islam in Yathrib, and after an organized missionary work, arrangements were made for the migration of the Prophet, except God, and his companions from Mecca to Medina, and this happened in the year 622 AD, and this event was of great danger, so he took it. Muslims later a starting point for their own calendar. In Medina, very great achievements were made, including the creation of the nucleus of an ideological nation in which the bond of Islam replaced the bond of blood and lineage, and the internal relations between its members and the external relations with other nations were organized, and the Prophet became the master of the new nation, in addition to being a prophet. His new mission required him to make great efforts in organizing, governing, and administering, following up on spreading the call, and with the Prophet’s assumption of temporal sovereignty with the attributes of prophecy in which he made the religious concept mixed with the worldly concept, and this is an aspect in which this religion is unique, which did not differentiate between the palace and the temple. with

    And as soon as the situation settled in Yathrib, the Prophet began planning to use
    The armed force against his opponents from the Quraish and others, and his need for weapons was dire, and he was able to secure the first large amount of weapons after the invasion of Banu al-Nadir and their evacuation, and six months after the invasion of Banu al-Nadir, the Muslims had the first decisive battle in their history, when they defeated the Quraish forces on the land of Badr. After Badr, the Muslims fought several other battles that finally led them towards the conquest of Mecca, then the unification of the peninsula, and placing it under a central administration.

    The island and its subjugation were not the Prophet's preoccupation. Rather, we find him interested in spreading Islam to neighboring countries and laying out long-term plans to spread Islam throughout the world. In this sense, the Prophet Muhammad was distinguished from other messengers. The prophets who preceded him came with local and national messages. The Prophet Moses, peace be upon him He wanted to expel his people from Egypt and guide them, and Christ, may God be pleased with him - according to Christian sources, was only sent to guide stray rams.

    of the Children of Israel.

    The importance and greatness of the Prophet Muhammed God is not measured by the achievements that took place in his era only, but by what resulted from these achievements, and what was achieved after him with the great conquests, and the establishment of the great Islamic state that extended from within China and right to the Gulf of Oman and from the shores of the Mediterranean. In the Levant, right south of France and on the outskirts of Rome, the establishment of the global ideological nation, and the impact of this was, and still is, very great on human beings, their civilization, their cultures, and their social, ideological, ethnic, political, and military conditions as well. The importance of the Prophet Muhammed God comes in that he is the first legislator in history, ancient, intermediate and modern, who came - from God - with the theory, and then rose with

    تعليق

    يعمل...
    X