النبي محمد صلى الله عليه وسلم
(1) وانك لعلى خلق عظيم "
ولد النبي محمد صل الله عليه وسلم عام ٠٥٧١ م ، في مدينة مكة ، التي هي ! إحدى كبريات حواضر شبه جزيرة العرب ، وجزيرة العرب هي رقعة شاسعة من الارض في آسية ، تمتد جنوبا الى شواطىء اليمن وشمالا الى بلاد الشام ، وغرباً الى خليج العقبة فسواحل البحر الاحمر ، وشرقاً إلى اطراف عمان والبحرين ، فالبصرة وشط العرب ، ورغم مكانة موقع شبه الجزيرة هذا واحاطة المياه بها ، فقد قست عليها الطبيعة ، فالمياه بها قليلة ، والأمطار شحيحة ، وقد انعكس هذا على سكانها ، من حيث الطباع ونمط الحياة ، فقد اقسم هذا النمط بعدم الاستقرار . وبسيطرة الطبيعة البدوية عليه ، لهذا كان سكان شبه الجزيرة أكثرهم بادية واقلهم حاضرة ، وفي التاريخ القديم لشبه الجزيرة قامت مواجهة بين قلة الموارد وتكاثر السكان ، وادى هذا الى جعل شبه الجزيرة واحدا من اعظم الخزانات البشرية عبر التاريخ ، تدفقت منه موجات من المهاجرين غطت بعدها الشام والعراق ومصر وشمال افريقية ، وكان اهم هذه الموجات وأبعدها تأثيراً تلك التي تمت في القرن السابع مع قيام الاسلام وبسببه .
وقطن أكثر الحاضرة في جنوب شبه الجزيرة وأقلهم في الشمال ، في مدن قامت اما في احدى الواحات ، أو في واحد من المواقع ذات المكانة الدينية والتجارية في آن واحد ، ومنذ القرن الخامس ، كانت مدينة مكة أبرز مدن شبه الجزيرة تجاريا ودينيا تحكمت بقيادة العمل الديني ، كما احتكرت صناعة المال ، ومعلوم ان من ملك المال ملك السيادة ، فكيف به اذا ملك زمام العقيدة ، حيث المال
مع من الصعب تتبع تاريخ مكة بشكل وثائقي ، انما هو على العموم ارتبط بالبداية بنبي جليل هو ابراهيم الخليل عليه السلام ، قام ببناء البيت العتيق فيها الذي عرف باسم الكعبة ، ثم اخذ بمدارج الشهرة والتأثير مع زعيم كاهن تاجر هو قصي بن كلاب ، وأخيراً احتل مكان الصدارة في تاريخ العالم مع نبي وقائد مشرع ورجل دولة من الطراز الأمثل هو النبي .
ففي القرن الخامس للميلاد استولى على مكة رجل نصف تاريخي عرف بقصي بن كلاب . فأسكنها تجمعاً قبلياً من قبائل كنانة وسواها ، وذلك نظام اجتماعي قام على أساس الثروة ثم الدين ، وخلال ما يقارب القرنين من الزمن سار مجتمع مكة نحو تكوين وحدة قبلية عرفت باسم قريش ، وحواشيها باسم الأحابيش ، وتطور الحال السياسي فيها من قاعدة القبلية البدوية نحو جمهورية التجار السدنة حسب
و ادواتهم في جميع المجالات وتبعاً لقاعدة كل تطور ، لقد ذلك خلال صراعات كبيرة ، رواها لنا الاخباريون تحت عناوين حروب واحلاف وزيادة ثروة ، وفقر واستغلال وصراع مرير عبر طرق القوافل العالمية نوعاً ومصدراً.
كانت هي في هذا الجو ، وفي هذه المدينة ولد النبي ، في عام تعرضت فيه مكة لأول مرة لغزو خارجي مؤرخ قام به جيش من الأحباش كان حليفا للامبراطورية البيزنطية ، وقد أراد هذا الجيش الاستيلاء على ثروات مكة ، وتحويل كعبتها إلى كنيسة ، وفتح جبهة عسكرية جديدة ضد الامبراطورية الفارسية التي في صراع مع بيزنطة وأخفقت هذه الحملة ، ودمر الله رجالها ، وجاء ذلك فرصة جديدة لمكة ، أكدت فيها قوتها وجبروت زعاماتها ، وعلو مكانة كعبتها فوق جميع كعبات ومعابد الوثنية في شبه الجزيرة . واثناء تعرض مكة لمحنتها برز عبد المطلب بن هاشم كزعيم أول لمكة وثيق الصلة بالكعبة، سلاحه الأول الشجاعة والأخلاق مع شيء من المال ، ولم يسلم رجال مكة الاكثر ثراءاً لعبد المطلب ، وكان أهم هؤلاء بنو أمية ومخزوم ، وكيما لا يقف بنو هاشم وحدهم في وجه بنو أمية تحالفوا مع قبيلة تيم من قريش ، وهي قبيلة كانت فيما سلف أدنى مكانة من الناحية الاجتماعية ، لكنها حصلت مؤخراً ثروة كبيرة على يد واحد من رجالاتها عرف باسم عبد الله بن جدعان ، وفي دار عبد الله بن جدعان عقد الحلف الهاشمي التيمي ، ورد بنو أمية ومخزوم على هذا الحلف بحلف مضاد عقدوه مع قبيلة عدي من قريش التي شابهت تيم ، ثم مدوا فروع هذا الحلف إلى أرستقراطية الطائف
ورؤساء القبائل في شبه الجزيرة ، وحتى إلى خارج شبه الجزيرة . ضمن هذه المعطيات ولد محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، يتيم الاب ، فاحتضنه جده عبد المطلب ، وقام على قاعدة ارستقراطية مكن بدفعه الى مرضعة بدوية من بني سعد ، عرفت باسم حليمة ٢ - مائة أوائل
(1) وانك لعلى خلق عظيم "
ولد النبي محمد صل الله عليه وسلم عام ٠٥٧١ م ، في مدينة مكة ، التي هي ! إحدى كبريات حواضر شبه جزيرة العرب ، وجزيرة العرب هي رقعة شاسعة من الارض في آسية ، تمتد جنوبا الى شواطىء اليمن وشمالا الى بلاد الشام ، وغرباً الى خليج العقبة فسواحل البحر الاحمر ، وشرقاً إلى اطراف عمان والبحرين ، فالبصرة وشط العرب ، ورغم مكانة موقع شبه الجزيرة هذا واحاطة المياه بها ، فقد قست عليها الطبيعة ، فالمياه بها قليلة ، والأمطار شحيحة ، وقد انعكس هذا على سكانها ، من حيث الطباع ونمط الحياة ، فقد اقسم هذا النمط بعدم الاستقرار . وبسيطرة الطبيعة البدوية عليه ، لهذا كان سكان شبه الجزيرة أكثرهم بادية واقلهم حاضرة ، وفي التاريخ القديم لشبه الجزيرة قامت مواجهة بين قلة الموارد وتكاثر السكان ، وادى هذا الى جعل شبه الجزيرة واحدا من اعظم الخزانات البشرية عبر التاريخ ، تدفقت منه موجات من المهاجرين غطت بعدها الشام والعراق ومصر وشمال افريقية ، وكان اهم هذه الموجات وأبعدها تأثيراً تلك التي تمت في القرن السابع مع قيام الاسلام وبسببه .
وقطن أكثر الحاضرة في جنوب شبه الجزيرة وأقلهم في الشمال ، في مدن قامت اما في احدى الواحات ، أو في واحد من المواقع ذات المكانة الدينية والتجارية في آن واحد ، ومنذ القرن الخامس ، كانت مدينة مكة أبرز مدن شبه الجزيرة تجاريا ودينيا تحكمت بقيادة العمل الديني ، كما احتكرت صناعة المال ، ومعلوم ان من ملك المال ملك السيادة ، فكيف به اذا ملك زمام العقيدة ، حيث المال
مع من الصعب تتبع تاريخ مكة بشكل وثائقي ، انما هو على العموم ارتبط بالبداية بنبي جليل هو ابراهيم الخليل عليه السلام ، قام ببناء البيت العتيق فيها الذي عرف باسم الكعبة ، ثم اخذ بمدارج الشهرة والتأثير مع زعيم كاهن تاجر هو قصي بن كلاب ، وأخيراً احتل مكان الصدارة في تاريخ العالم مع نبي وقائد مشرع ورجل دولة من الطراز الأمثل هو النبي .
ففي القرن الخامس للميلاد استولى على مكة رجل نصف تاريخي عرف بقصي بن كلاب . فأسكنها تجمعاً قبلياً من قبائل كنانة وسواها ، وذلك نظام اجتماعي قام على أساس الثروة ثم الدين ، وخلال ما يقارب القرنين من الزمن سار مجتمع مكة نحو تكوين وحدة قبلية عرفت باسم قريش ، وحواشيها باسم الأحابيش ، وتطور الحال السياسي فيها من قاعدة القبلية البدوية نحو جمهورية التجار السدنة حسب
و ادواتهم في جميع المجالات وتبعاً لقاعدة كل تطور ، لقد ذلك خلال صراعات كبيرة ، رواها لنا الاخباريون تحت عناوين حروب واحلاف وزيادة ثروة ، وفقر واستغلال وصراع مرير عبر طرق القوافل العالمية نوعاً ومصدراً.
كانت هي في هذا الجو ، وفي هذه المدينة ولد النبي ، في عام تعرضت فيه مكة لأول مرة لغزو خارجي مؤرخ قام به جيش من الأحباش كان حليفا للامبراطورية البيزنطية ، وقد أراد هذا الجيش الاستيلاء على ثروات مكة ، وتحويل كعبتها إلى كنيسة ، وفتح جبهة عسكرية جديدة ضد الامبراطورية الفارسية التي في صراع مع بيزنطة وأخفقت هذه الحملة ، ودمر الله رجالها ، وجاء ذلك فرصة جديدة لمكة ، أكدت فيها قوتها وجبروت زعاماتها ، وعلو مكانة كعبتها فوق جميع كعبات ومعابد الوثنية في شبه الجزيرة . واثناء تعرض مكة لمحنتها برز عبد المطلب بن هاشم كزعيم أول لمكة وثيق الصلة بالكعبة، سلاحه الأول الشجاعة والأخلاق مع شيء من المال ، ولم يسلم رجال مكة الاكثر ثراءاً لعبد المطلب ، وكان أهم هؤلاء بنو أمية ومخزوم ، وكيما لا يقف بنو هاشم وحدهم في وجه بنو أمية تحالفوا مع قبيلة تيم من قريش ، وهي قبيلة كانت فيما سلف أدنى مكانة من الناحية الاجتماعية ، لكنها حصلت مؤخراً ثروة كبيرة على يد واحد من رجالاتها عرف باسم عبد الله بن جدعان ، وفي دار عبد الله بن جدعان عقد الحلف الهاشمي التيمي ، ورد بنو أمية ومخزوم على هذا الحلف بحلف مضاد عقدوه مع قبيلة عدي من قريش التي شابهت تيم ، ثم مدوا فروع هذا الحلف إلى أرستقراطية الطائف
ورؤساء القبائل في شبه الجزيرة ، وحتى إلى خارج شبه الجزيرة . ضمن هذه المعطيات ولد محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، يتيم الاب ، فاحتضنه جده عبد المطلب ، وقام على قاعدة ارستقراطية مكن بدفعه الى مرضعة بدوية من بني سعد ، عرفت باسم حليمة ٢ - مائة أوائل
تعليق