إضافة صورة جديدة بواسطة Aboud Salman إلى الألبوم: قراءات نقدية في التشكيل العربي.
١٣ يوليو ٢٠٢١ ·
قراءة نقدية في تجربة الفنان التشكيلي زهراب
نادرا مايبدي الفن اسفه . على رحيل عباقرته . المعدودين . وخاصة في الشرق الاوسط . من رعايا تضاريس طقس جغرافيا الشرق والوطن العربي . وزهراب واحد من عباقرة هذا الشرق . العالمي . الانساني . بحدود نورانية روحه التي ظلت متماسكة . وعائشة لسلام داخلي . يختلج في كنف روحه التي طلبت السلام . والان تقيم مرتاحة عند ربها . وخالقها العزيز . الذي اوحى لها ان تكون . روح مشعة بالحب والسلام . والتفاول والامل . ومن هذه الحالة الوجدانية . عاش مبدعنا العالمي . الفنان العربي اللبناني وهو من اصول ارمنية . انسانية في مداها وكبرياء سموها الرفيع . لهذا يهتز الصدر بقلب العاشق الذي قاوم قبح العالم وانسانه الشرير . في فنه الاثير عندما جعل من لوحته . مواجهة كبرى . في معمار هذا الشرق المتعب بالحروب والحرائق والدمار والقتل . والقتل على الهوية . ومادونيات هذا البؤس الانساني . لهذا رسم اعماله ووسمها بروحه . تارك الفنتازيا الداخلية تبدع كوامن اصالته الانسانية . في الق شموع الطبيعة الانسانية . الزاهية بقيم التوهج الانساني . حيث محورية اعماله . قيم الانسان والبيئة . وجماليات عناصره المرسومة . بشغف الفضاءات المفتوحة . حيث الحركة سكون . والسكون حركية في فضاء مفتوح . ومن يدرس اي موضوع من مواضيعه . يجد المراة ( الام والعذراء والانتماء ) لهذه الارض الانسانية الكونية . ويجد ايضا الارض والرعاة والمراعي . ازاهير تفصيلات هذا الشرق . وفق حميمية مواضيعه الحميمية . حيث الرجل والمراة . وحيث الاطفال والنساء والملائكة والرجال . ومملكة الاحلام البنفسجية . وحوار المرايا الجمالية . واللامرئي . والحماسة في جدل الالوان المتحاباة . قد تعيد تشكيل نفسها . في موضوع تراثي انساني . يرقص فيه الحمام والخيل والفرسان . والتيجان واي عسف شرس . يؤكد على احقية رمز الفكرة عنده . في عمق اعماق اعماله التي يبدعها كحامل آزلي للارث التاريخي . والحضاري للارض والانسان . وماعلاقتهم فيما بينهم . وهذا ينقلنا الى عمق الدلالات الاليفة . في مكونات تكاوينهم الفنية التشكيلية . التي تنهل من معين منمنمات ايقوناته . شكل منمنماته الانسانية . الراكضة نحو الغيم . بابراز الجانب التفصيلي . لكل تفصيلة . يراها الفنان الشاعري وفق جمالياته الكثيرة . والتي تكتظ فيه ز بشفافية الحلم . وتتداخل باشكالها الاسطوانية . التراثية . الايقونية . المتكورة بايحاء على نفسها . وفق معالات سيرامكية هذا الشرق . المشبع بالخطاب الديني . والمؤدلج بلمسات ذات مشهدية تطلق لها الالوان شتائم . نبراتها الانفعالية . المنفعلة بانفعال محتدم . ومتوحشة بجمالية . لايخصعها . الا بقرار حب الفنان زهراب . الذي قرر الانتصار للفن والانسان والالوان . في صناعة الجمال . لهذا تراه مطئن دائم لجماليات روحه . المتحصلة على فنيقية عالمه لسرمدي . عندما تتوالد منه الاشراقات . في لوحات ترفض كل اشكال الموت والحروب الاهلية . وترسم الزهور والايقونات والقبعات وسحر فنتازية الانسان في المكان وقد عشق المكان في الانسان . عندما جعل الحياة في اللوحة . هي الحياة في كل مكان . ومايجيش في نفوسنا للمكان . في روح اللوحة والمكان . لهذا ظل الفنان زهراب هو نفسه الانسان والفنان . والشاعر مابينهما . حيث استلهم من حركة الذهن صور المدن الفاضلة . واستمر في الحياة والترحال . وجعل من يوميات مواكبة الايام . صورة ابداع مواكبة تحولاتها . وهذا ماظهره اسلوبيا . ومضمونا . وما ميزت منمنماته في لحن شرقيتها وتصوفها الروحي . الوجدي . وسكبت في العديد من النبابات والاشجار والازهار . وزحمة الالوان والاشكال . وصور التوحد والحب . ومشهدياته المتوسقة بجمالياتها على مشهدية مسرح لوحاته . حيث الموسيقا والموسيقيين . وبين التراتيل والهديل . وجوفة كل التفاصيل . الكثيفة . في خطوطه اللينة والعريضة . وخطه العام الذي يحدد عناصر الدهشة في تكاوين اعماله . التي تعج بعناصر الدهشة . وتتوفق عليها بنفسها . لتراقص الاشجان والصور والرؤى . في المكان . في الثنيات والطيات . والخطوط والالوان والتعابير في الوجوه . لنساء جميلات . هن كالاميرات . في جدائل طويلة . تلف ذاكرة الفنان . لترسم فيه . وجد الذات . ونبض الممكنات . حيث هوالعازف المايسترو الفنان الموسيقار للالوان . وعصاه الريشة والخطوط . والالوان . و خاصة في تلك اللوحات الجدرانيات الكبرى . التي يجيد العزف فيها ويتالق . او في تلك اللوحات الاخرى . حيث ترى مجاميع من البشر التي تتحشد في لوحاته . بأجسادها شبه العارية للعشاق . ولباسها الشعبي الأرمني , وألوان هذا ذلك اللباس المخملية . حيث الرقص في لوحته . حياة خالدة . مع مخزون ذاكرته عن منافي وشتات شعبه الارمني الذي شهد بحور من الدماء المستباحة والهجرات عن وطنه . ومنافيه . في الاصقاع . كل هذا سكن وجدان الفنان زهراب . المصور العشق لتراب اجداده . وجماليات وطنه البعيد . رغم ولادته على ارض عربية لبنانية . تشرف على حوض الابيض المتوسط . ولكن في تلافيف ثنايا اعماق الوانه . ترى الكثير . من المخزون . المرسوم . ولكن بشيء من السر الخفي . الذي يظهر جاليا في عوالم حياة الوانه وشخوصه السرمدية . التي يحرص على شاعرية كل هذا الالم المدفون . حيث في التجليات يظهر . وفي فن التشكيل . يظهر سابحا في فضاء مفتوح ومفتون . و بأنغام جمالية خاصة بعالمه . تظهر سيمفونية الالوان والخطوط ليبلغ مداها الهارموني العاطفي الذي يتوخاه الفنان زهراب بين عناصر لوحاته سواء في ملمح العشاق اوالمحبين الذين يظهرون دائما في اعماله . وباستمرار . وفي حمرة خدود نساءه وشفافهن . او عبر خاصية الحب في عالم مفتون بالفتنة الدائمة . كمن يراقص النفوس المحبة . ليزاوجها في عالم مائي حميم . وكأنها راسم القصيدة التشكيلية . وفق تصوير شعر غنائي . وهذا ماتراه حتى جماليات الطبيعة لمرسومة لديه . والتي تميل الى التجريد الشاعري . المتموسق الى اثير شاعري سماوي . يرفض القيود . ويرسم حاله . وكانه يجادل معادلة الالوان بالأضواء والظلال في تزجيج اللوحة . وتلوينها وترسيم هوائها . واللعب على الماء والنار . كمن يقدم علائق الحار الساخن الدافيء . مع كل ماهو فاتر وبارد في معادلاته اللونية ومنها يستخرج اشتقاقاته وكيماوياته اللونية . لينسج سديمة اللوحة . وفضاءاتها النورانية المضيئة . وفق سجادته الفنية الخاصة . والتي يبدءها وفق موتيف روحي خاص به . حتى فيوضات روحه الطافحة بالحب للانسان والحياة وقيم الحق والجمال والخير .
والتي لا تناسب الا حالته الذاتية المسكونة بهاجس الجمال والبهاء والروح . وبهذا المعنى تغدو لوحة زوهراب حالة فريدة جدا في حقل حقول الفن التشكيلي العربي والعالمي . ومن اهم العلامات الفارقة في قدرتها على الجمع بين الكلاسيكية والرومانسية والواقعية والرمزية في تاليف جديد خاص به .وصدق جوزيف عساف عندما قال :
( انه فنان سيذكره التاريخ طويلاً، بعد تاريخه..حيث ان زوهراب ابقى للحب وهجه الأول وشهقته البكر. فالحب معه ينتفي ان يكون جسداً وروحاً، سواء كانت الاسبقية للأول على الثانية، او العكس، بل هو اي الحب وحدة كيانية جامعة تؤالف بين المفهومين وتوحد بينهما ولا انفصال... فالجسد ترجمة لحركة الروح، والروح انعكاس حي ومباشر وحار لخلجات الجسد، ضمن رؤية صدقية او روحانية تقارب التعبد والصلاة والخشوع..فلطالما كانت لوحات هذا الرسام شهادة للحب في كل الازمنة التي مر بها هو شخصياً ومرت بها معه لوحاته. واذا كان للحب، بالتاريخ وبالذات الانسانية، ازمنة ومواسم، بين رومانسية وواقعية ورمزية وسوريالية، مع كل التبدلات والتحولات التي عرفها هذا المفهوم ..)
وقد كتب زهير غانم عن .الفنان زوهراب وقال (( انه في طليعة فناني الأرمن في لبنان. كما كان بول غيراغوسيان، وهو في طليعة الفنانين اللبنانيين، والعرب، وحتى أنه فنان عالمي ))
تحية الاحترام والتقدير ولروحه السلام
قراءة نقدية :
الفنان والناقد لتشكيلي العربي السوري
عبود سلمان / بيروت