كتب الناقد التشكيلي Aboud Salman.عن الفنان هاشم علي..التشكيلي اليمني .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتب الناقد التشكيلي Aboud Salman.عن الفنان هاشم علي..التشكيلي اليمني .


    Aboud Salman


    ١٣ يوليو ٢٠٢١ ·
    هاشم علي
    الفنان التشكيلي العربي اليمني الراحل الرائد والمؤسس لروح هواء جمال الفن .
    قراءة نقدية : عبود سلمان العلي العبيد / بيروت

    أن العيون الجبلية التي كانت تشرد الغيوم . الهاطلة على البشر والتراب . في عمارة الحضارات . والزمن . كانت قطرات من شفاه الظمأ الإنساني والكوني . حين كانت عصارة حزن الثمار الجبلية . على رحيل رائد الفن التشكيلي اليمني ( هاشم علي ) الذي شهد صواعق البدايات الصعبة . للفن التشكيلي باليمن السعيد . حيث كانت بروقه . وحدها من تنير كل الدروب . وفي شكل أي عالم ذو صباح آسيوي . جاء ولو صدفة من جنوب اليمن . وعمق تاريخ شبه الجزيرة العربية . وهو الذي صرخ بصوت عالي . وقال كلنا بحاجة ماسة . إلى المحراث . واللون . في قطرات كل هذا الحب الإنساني المسلح . بخارطة فوضى العالم . على فوضى الحواس . في دروب أسيا والخليج العربي . واليمن البعيد . ولكي تحل عقدة الألم . كان من الواجب . قراءة روح تجربة الفنان . بما تضج الأبعاد المأسوية لدى جهد الفنان الرائد ( هاشم علي ) الذي استوطنته الأحزان . في وجوهم وأطراف عذابهم . وجماليات أحزانهم الكبرى . حيث ملامح الإنسان . وحالات التأزم النفسي . ودفق الانفعالات الدفينة . التي تعكس معاني القهر والحرمان . في ذاك الخط المتحرك . في أعماق الذات الإنسانية. التي يرسمها في شيء كبير من الإمتاع والمؤانسة . لمكنونات نفسه الانفعالية . والوجدانية والمعرفية . حيث يتبحر في قراءة عالمه اليمني . لما بين علائق الماضي والحاضر . وعلى أوتار الإبداع في عدة اتجاهات تصويرية . لمساقاته التعبيرية . في مجاله التشكيلي الجمالي . حيث ينهل من واقع الحياة الشعبية . والطبقة الاجتماعية المقهورة . كي يستمد أعماق انعكاساته الإبداعية . في فنون تصاويريه . بواقع روح الوجوه الحزينة . والبائسة . في إيقاع الاتجاهات الرومانتيكية . لحركة الأيدي والأرجل . وألوانهما . في روح كثافتهم اللونية . لقصديه التباين البصري . مابين القيم التشكيلية . في وحدات تصويرية . المليئة بالإبهار الضوئي . لقصديه التباين البصري . حيث مفهوم الوطن . وحكاية إنسانية نزوعاته الإبداعية . لصالح التجريد الذهني . لعمق المساحات التصويرية . التي ينتهجها . بمجال ممارسة العمل الفني الإبداعي . وإنتاج اللوحة الفنية المؤثرة . حيث يجسد معاني الوفاء لصداقته . لروح الفن والحياة . وهو الذي سكب قدراته الإبداعية . كي يرسم الكادحون . الذين يعانون من القهر والاستبداد . في محاولة المرفهين . المتخمين بالمفاسد والشرور . في روح آمالهم . وإيقاعات بؤر الخوف والحرمان . وقلق المواقف التي لا تنسى . في شتى الانفعالات الإنسانية . وبخطوط التكاوين الجرئية .وقد قالها ( د. حاتم صكر وكتبها في موقع عناوين ثقافية بتاريخ : الخميس , 23 مارس 2006 م ما يلي : أتيح لي ومنذ أيام وصولي الأولى لصنعاء أواخر عام 1995م أن أواكب عروض الفنانين التشكيليين اليمنيين ، وأراقب تجاربهم مشاهداً ومتابعاً ، وحصل لي يقين عبر هذه الأعوام مؤداه أن ثمة (قطيعة) زمنية (وأسلوبية بالضرورة) تحكم نسغ الشجرة التشكيلية في اليمن عبر غياب التجارب الأولى الضرورية كتمهيد تأسيسي أو ريادي ممتد في الزمن ، لأن اعتبار الفنان هاشم علي مؤسساً للتشكيل اليمني المعاصر وهو اعتبار مناسب ومستحق ، يرهن لحظة انطلاق التجارب التشكيلية واندماجها في أفق المعاصرة ثم التحديث في وقت واحد ، وهو أمر نادر الحدوث قياساً للسيرة التشكيلية في البلاد العربية الأخرى التي شهدت مراحل ممهدة تتسم بأعمال الهواة أو الأجانب أو طلاب الفن .. ورغم ذلك فقد كانت انطلاقة هاشم علي وتأثيره في طلابه والوسط الذي أتيح له معايشته، ذات أثر تأسيسي وإن كان يرجع إلى الستينيات كتحديد زمني ، وقد سد مرسم هاشم علي واحتضانه لطلابه النقص الملحوظ في القدرات التشكيلية أو مواطن الدراسة المنظمة – وهي لا تزال حتى الآن غائبة بالمناسبة – ولن تستكمل إلا بسفر بعض الفنانين للدراسة في الخارج (فؤاد الفتيح ، عبد الجليل السروري ، سعد مبارك ، عبد الجبار نعمان) من الجيل الأول ثم سفر فنانين آخرين نذكر منهم (ناصر عبد القوي ، سعيد علوي ، ياسين غالب ، حكيم العاقل ، آمنة ألنصيري ، هاني ألأغبري ، إلهام العرشي ، أحمد باز بيدي ، عبد العزيز إبراهيم ، طلال النجار ، صبري الحيقي ، داود راجح ، عبد الحميد جحاف ، كمال مقرمي ، محمد وائل ، أحمد بامدهف ، إخلاص منصور ، علي الذر حاني ، عبد الله عبيد ، فؤاد مقبل..) وعودة بعض الفنانين المغتربين للوطن (مظهر نزار ، ريما قاسم..). ولكن الفنانين اليمنيين لم تجمعهم نقابة أو جمعية فاعلة ، أو جماعة فنية (باستثناء تجربة أخيرة لجماعة الاتيليه آمنة وطلال وريما ومظهر) وظلت معارضهم الجماعية موسمية أو ذات طابع مناسباتي ، كما أن مثابرتهم لإقامة المعارض الشخصية ظلت غير متحمسة أو متواترة ) . وكتب أيضا حول أهمية تجربة الفنان (ناجي مصلح نعمان ) في موقع ( عناوين ثقافية ). (( أن البدايات الأولى لكوكبة الفنانين الذي ولجوا التشكيل المعاصر في اليمن . تضعنا مباشرة أمام ثقافة التشكيل اليماني المعاصر . لنقف أمام تجربة الفنان الرائد " هاشم علي " ، المجايل للحركة التشكيلية اليمنية منذ الستينات ، والمنتج الكبير على درب العطاء المتواتر والإخلاص الفني النادر ، حتى انه أصبح عازفا عن الدنيا وأحوالها ، مطمئنا في استرخائه المديد عند تخوم التأمل والعزلة الاختيارية المشبعة بالترحال صوب المدى المفتوح . ) و بضمن لغة واقعيته التعبيرية . في فهم حقيقة آلية الصراع . والانتماء. في زوادة فكره المستمدة من التاريخ الإنساني . حضارة اليمن العظيم . وأصالة الإنسان اليمني . في أقاصيص بطولاته المفتوحة على العالم . حيث وصل الإنسان اليمني إلى أقصى جزر العالم . فاتحا روح حركة الفتوحات التاريخية . عبر روح صيرورة حركة الحياة المتغيرة . والتاريخ . وهو الذي ظل أمين حالة تنامي الحس القومي . والعربي . فظل بقضية الالتزام بالفن والحياة. والناس الفقراء . المطحونين . مندمج بكل جوارحه . وقدراته الفنية الإبداعية . وملكاته العقلية . مع مفهوم الوطن . والوطن الذي يأخذ منه أبعاد جمالية . وإبداعية . كي يرسم حقيقة المسؤولية التاريخية . للذات الإنسانية المبدعة . مستمدا أبعاد حقيقة كبرى . في روح كائناته المصورة . بإنسانية شمولية . حيث روح المواقف الراهنة . وعمق جماليات الإنسان . والأشياء . في روح تلك الواقعية الرمزية . لرؤية تراث الماضي وذكرياته . في حاضر واقع اللحظة الراهنة . وكنوع من المزاوجة مابين كل هذا التراث الإنساني . في روح خصوصيته المكانية تأتي سياق ملاحمه المحكمة بروح البنية التركيبية . حيث تجتمع في عناصر تشكيلية . في لوحته . عناصر أشياءه المرسومة . بدراية خطية . ولونية معمقة . وبفهم طبيعة جماليات عمله . ومكنوناته الفكرية . والجمالية . والتقنية . تبرع في هموم شخوصه روح مقدراته الفنية . لروح سيطرته على أدواته التعبيرية . والجمالية . وهو الذي رسم مواطن روح الانطباعات الرومانتيكية الواقعية والرمزية التعبيرية التصويرية . التي جاءت منعكس داخلي لنمطية إبداعية . حاشدة في آلية تطور قدراته الإبداعية . حيث التزامه حتى النخاع . بإنسانية لوحته . التي تجعل من وضوح جرأته اللونية . وطابع هويته العربية اليمنية . الزاخرة بشتى الجماليات الإبداعية . حيث شمولية مضامين لوحاته الإبداعية . المتفانية . بمواقف حياتية . وهو الذي ينحاز إلى قضايا الوطن والمواطن . وقضايا أمته العربية . والإنسان العربي . ولأنه عربي الانتماء والهوية . وشمولي النزعة القومية والإنسانية . وكوني الفراسة بحس عقلاني . لا تحددها لوحاته الإبداعية . في أبعاد نظرته الاجتماعية . بل تتغنى بها أفكار عناصره الإبداعية . حيث القصدية تحريضية . في أبعاد إنسانية . ذات رؤى فلسفية . ذاتية الحياة . في روح كل مكونات معاني المفاهيم القيمية . لدلالاته الرمزية المتداخلة حول المعاني الجمالي والإنسانية . حيث الرجل والمرأة والطفل والبيوت والماعز والسفن . والأشجار . والأسواق . والنسب الذهبية . الشكلية في اللون والنسب . والتصوير . لروحية الشكلية المنوعة المصاغة بمقاييس الفنان الملون . الذي صاغ ذاته المعذبة . في ذات روح محاكاته الواقعية لملوناته الحسية . ومشاهداته البصرية . والجمالية . وهو الذي سكن الإحساس البصري . بذاته المدركة لذاته الملونة . المجربة بفرادته الأسلوبية . المليئة بالخصوصية . والممزوجة بدرجات لونية زاهية . فرحة . لتتناغم مع إيقاعاته الموسيقية اللونية . اللحنية . في نسيج بانورامي . لفنان متمكن وعبقري . في مدركاته البصرية . حول الإنسان وجمالياته . وهو الفنان المبتكر لمشاهداته التصويرية الحسية البصرية . وفق محاكاته الاشتقاقية الذهنية . حيث ملوناته . ذات أصالة المنشأ . وتكتظ بالكبرياء والحب . واللون . والأوابد التاريخية لليمن السعيد . في كنف ديمومة الحياة واستمراريتها . لوفق تعبيراتها التي يؤلف ما بينهما في ألق تكويناته التشكيلية . في روح اختزال للانا الداخلية . التي يربطهم بقواسم بيئية مشتركة . حيث الاتساق الجمالي . والمشعات اللونية . والخطية . والمقدمات البشرية . في روح الخلفيات الواقعية . وعمق التشريح الفني . لتراجيديات التموضع الجسدي والروحي . لشخوص أعماله . حيث يجتمع الهم الجمالي والإنساني . والروحي . ليسعفهم الظهور الممتلئ بالتخيل الصوفي . الإبداعي . حيث محيط أرياف أناسه . بطبقاتها الزمنية . وموسيقى اللون . تنسحب على مسارات روح القوة الكامنة . في روح التشكيل الكامل . حيث محاولات خلق كوامنه . ذات التوظيف الديناميكي . لآدمياته الشاخصة . في جوهر إنسانية أعماله المصورة . على سديم روح المواجهات الإنسانية . التي تعتمل بها لوحاته . لتكون في نزق عصبي . طينة ألوانه المدهشة . بروح المفارقات . وطقس طقوس مواسم الحصاد . والزرع . في إعراس الهواء الطلق . والقمم الجبلية . حيث الخلفية تسبح بشخوصه . في عالم من التجريد . اللوني المنسحب باتجاه . روح العلاقات اللونية . والأبعاد المتمة لحالة الواقع المنظور . في حالة الحلم المستشري . بإحساس أخلاقي . لعالم لوحته . المطرزة بتكاوين مفتوحة . الأطراف . وفي تصميم موصوف . لهيولى زج أشخاصه . في جوهر نزق ألوانه . حيث روح الإنسان المسحوق . أريد الحياة . في تموضعات رهافة قسوة تجاعيد الزمن . تحكي روح الحكاية . في بحبوحة عمر المفارقات الإنسانية . والعشق لقدر المأساة . والتصوف . والزهد الحقيقي . لهيئاته الإنسانية . بجلاء روح قصديه التركيز . وقد تمر حلت أعماله . مابين التشخيصية الجمالية . وروعة التقنية اللونية . في وثوقها الجمالي . حيث خصوصية الجذر عبر معالجات روح الفهم الجمالي . والتشكيلي . وعنفوان قدر الاستيعاب . بروح التحديث والمواكبة . ومنها يوحد الفنان المصور الملون ( هاشم علي ) في مضامين لوحته . بين روح التشخيص الحاذق . ومنحى براعة نقل إشكال واقعه الاجتماعي . والحياتي . حيث المهارة فائقة . والتجليات في نقلات الفرشاة الخشنة . والناعمة . على سطح القماشة . المكهربة بلمساته التصويرية . المدركة . والمتناغمة لفصول دورة الحياة . والفصول الأربعة . حيث يحاصر الفصول . بروح سفح القماشة الملونة . ووجه وجع اسطوانات الإنسان المهموم بعذابات شتى . حيث الهاجس مفتوح على الأرض والإنسان . والمطر اللوني . وطبيعة الحياة . و مناخات تحولات المكان . والإنسان . في جدوى الانتظار الجمالي . لبهجة الضوء . حيث الصحو روح الابتهال المطرز . في أثواب نساءه . المرسومة بجمال وحشي نادر . ومن روح تأثيرات اشتعال المفارق . في روح بزوغ الشمس والألوان . تأتي حقول الضوء الملونة . وكأنها زهر عباد الشمس . في مرارة الصبر الجميل . لنساء اليمن السعيد . حيث هن أول الملتحفين بسحر وهجها . وأول من يصلي لنشيد السطوع . والأمل . في حقائب سفر الأيام الملونة . على الأمل والتعب . وجدوى الانتظار . في شرفات الواحات المشمسة . بماء الورد . والحلم . والأشياء . والسحر الغافي . في أغاني الفقراء في روح الضياء . لمرافئ لون السنابل والبحر والجبل . والوديان . وعرس أعراس الرصاص والدم . وثأر القبائل . حينما يغمد الخنجر في وهج احمر الدم . كي لا تموت عمر الجراح السخية . في وهج أعراس الفقراء . لان الجهل والمرض الذهني . وحرارة شارة الزمن المزمنة . في شرفات النار . لازالت محار الوقت العصيب . في ثريد رقص دفتر الأحوال . حيث التوقف والتمهل والانكسار والضوء . في ألوان لوحة الفنان الراحل . الذي رسم وهج الضياء . في صهيل دم الفقراء . وزرع دروب الأمل . في جرف سيل ألوان الطهر . في عقد روح الصمت الضاج . في ربيع الأعالي . حيث يسكن الفقراء الحالمين بالغيوم . وهمس أناشيد المطر . الجاثمين في قوت الأيام . وشوك البلاد . والرياح الهوج . في عمر الروابي . كي لا يبكي الهوى . اضمومة طعن الحلم . والادمع اليتيمة . حيث يلتحم الفنان بالأرض . والإنسان . لأنه ابن الأرض الخصبة . التي ينساب منها القهر والجمال . واللون والضوء . بروح الرؤية المستقبلية . التي تستشف سر إسرارها . من عشق التفاصيل . والتكوين . ومنها يأتي جهد الفنان دفق لا ينتهي . ويسكن ملتزم بقضايا إنسانه كما ينساب النهر الدفاق . كذلك ينشا التكوين في لوحاته حارا . ومعبرا . عن حركة الحياة . في سيرها إلى الأمام . وقد أضاف إلى رؤية الروح في ألوانه . مبشرا بعالم أفضل لإنسان ما يزال مقهورا في هذا العالم . وبرحيل احد أعمدة الفن التشكيلي العربي اليمني المعاصر هاشم علي . لا يسعني القول إلا ( أن لله وان إليه راجعون ) .وحكمة ربنا وسعت كل شيء . وباسمي شخصيا . وباسم كل عشاق الفن التشكيلي العربي اليمني . وتاريخ هذا الصرح الإبداعي الجمالي الإنساني لأبناء اليمن العظيم . وكوادرها الإبداعية في كافة فنون الحياة وصنوفها في كل روح الناس الإبداعية . وباسم منبري الميادين للإبداع العربي الحر . أتقدم بالعزاء . من عائلة الفقيد المبدع العربي اليمني الراحل . والشعب العربي اليمني . وكل الأخوة الفنانين التشكيليين العرب . من المحيط إلى الخليج . . لرحيل أستاذ الجميع . ورائد من رواده المبدعون . في مجال الفن التشكيلي . فهو سيد عشق اللون بحرارة العطاء السرمد . عندما يكون للإبداع مدرسة واتجاه وقصة لون لا ينتهي و حكايات الناس الرائعون . لا يعرفون إلا تأسيس الحضارات في هذا البيدر الكوني . في اليمن السعيد . والعالم . كله . وبحزن لا ينتهي . قرأت الخبر في خبر رحيل هذا الأخ الكبير والصديق الذي لن ننساه وكرم إبداعه مستمر . ومن خلال ما تركه لنا من ذكريات حنونة . لازالت أصابعي العاشقة . تكتبه وترسمه . لأنه كان سيد الأخلاق النبيلة . في عزاء أيامنا المشتاقة . إلى الحق والجمال والخير والإبداع . فله ولكل الأخوة الأشقاء العرب . مما يحملون الرسالة . كي يكتبوا بعضا من وجد . قد يتكامل حتى نصنع فلسفة الأيام القادمة بالإبداع المشرق . أسوة بما خلفه الآباء والأجداد . ومنهم . المبدع العربي اليمني الكبير الراحل ( هاشم علي ) رحمه الله اسكنه فسيح جناته . وان لله وان إليه راجعون . والخلود لرسالة هذا المعلم الكبير.

  • #2

    .......................................
    وكتب حول الفنان ( أقيم تأبين للفنان الراحل هاشم علي في ثلاثاء العفيف . بمعرض تشكيلي لمجموعة من الفنانين الشباب المتأثرين بتجربته الفنية تؤبن مؤسسة العفيف الثقافية الفنان الكبير هاشم علي الذي فُجعت الحركة الفنية والثقافية برحيله صباح السبت 7 نوفمبر بعد غيبوبة ألزمته الفراش لأكثر من أسبوع، وسيعقب المعرض الذي من المتوقع أن يفتتحه وزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي شهادات عن ريادة الفنان هاشم علي الذي يعد أحد أهم رواد الفن التشكيلي في اليمن يقدمها عدد من الكتاب والنقاد والتشكيليين أبرزهم الدكتور حاتم الصكر والدكتورة آمنة النصيري، عبدالباري طاهر، علي المقري، والتشكيلي وليد دلة، ومحمد عبدالوهاب الشيباني. هاشم علي الذي درس الفن دراسة ذاتية واحترفه في ستينيات القرن الماضي، فتح مرسمه في مدينة تعز لتدريس الفن التشكيلي العام 1970،و له أكثر من 45 مشاركة في معارض جماعية في اليمن وخارجه، أقام 17))معرضاً شخصياً داخل اليمن، وترأس جمعية اليمنيين للفنون التشكيلية العام 1986عضو مؤسس لنقابة الفنانين التشكيليين 1997، حاز على العديد من الأوسمة والدروع التكريمية. وقد كان ولازال مدرسة أولى لكثير من الفنانين سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.. فقد دأب تلاميذه المباشرون على سلوك ذات الدرب وإعادة تدوير متوالية الفنان “المعلم” حتى صارت المدرسة الواقعية السحرية للفنان هاشم علي بصمة تطال كوكبة واسعة من التشكيليين اليمنيين.. بل أنها الأبرز حتى اللحظة في الساحة الفنية التشكيلية اليمنية. الفعالية التي تؤبن من خلالها العفيف مدرسة وعلم من أعلام الحركة الفنية في اليمن والوطن العربي تقام في الرابعة والنصف من عصر الثلاثاء 10 نوفمبر.) وقد كتب (علي المقري ) بتاريخ الأحد , 8 نوفمبر 2009 م .((كل الألوان جميلة :هاشم علي.. وروح الشرق . حيث يعتبره الفنانون رائدًا للحركة التشكيلية في اليمن،ويصفه عدد منهم بالمعلّم الأول؛ أما هو فيحفّز طُلاّبه الشباب ألاّ يكونوا نسخاً أو صوراً منه، أو من أي أحد، لأن هذا- كما يقول - يحد من الإبداع والتطور. في بداية الستينيات من القرن الماضي استقر الفنان هاشم علي ، الذي ولد عام 1945 م . بمدينة تعز اليمنية، وكان قد عاش لفترة في اندونيسيا، ثم عاد مع أسرته إلى حضرموت حيث توفى والده هناك ، مما اضطره وهو لا يزال في العاشرة من عمره إلى ترك الدراسة والتجول في عدد من المناطق اليمنية بحثا عن عمل.وعلى الرغم من كثرة تنقلاته فإنه لم ينس أستاذه علي علوي الجفري الذي علّمه فن النحت على الخشب لأشهر عدة بعد أن بدأ وهو في الثامنة يظهر شغفا بالفن، ولعلّ ما شاهده لدى هذا الأستاذ من كد وتميّز في الإتقان أدّى إلى قيامه بمكابدة ذاتية جمعت بين طلب العيش وتحقق اللوحة فتوّصل خلاها إلى معرضه الشخصي الأول عام 1967 م .في تعز ، ثم إلى المشاركة في معرض جماعي عربي في الكويت عام 1973 م . لتبدأ ملامح تشكل هويّة الفن التشكيلي اليمني الحديث بالظهور. ومضى هاشم علي إلى تكوين عالمه الفني بالاطلاع على المنجز التشكيلي العالمي خاصة في قراءته باللغة الإنجليزية التي أتقنها مبكرًا ففتحت له الكثير من نوافذ المعرفة حتى أن الكاتبة السويسرية لورنس ديونا حين زارت مرسمه اندهشت لخبراته فقالت في كتابها (اليمن التي شاهدت): «كثير من الأوربيين المثقفين، ممن يحوزون مكتبة ومتحفًا، يعلمون عن فنهم أقل من هاشم اليمني المعزول في أقصى طرف العربية. لقد شاهد كل شيء وقرأ كل شيء: عذارى رافائيل، والرسوم الخداعة للباروكية، وزخارف الحصى للزخرفة المثقلة، وورقيات كورو، ونساء رينوار، وملصقات براك. وهكذا بالنسبة لهاشم، كما بالنسبة لكثيرين غيره، فإن سيزان هو سيّد الرسم الحديث».أشكال تقليدية ومهترئة . وقد قلّد هاشم علي في بدايته الفنية العديد من الفنانين الأوربيين، وبالذات الانطباعيين، أمثال: كلود مونيه، فان جوخ ،بيسارو، ادجار،إلاّ أن الانطباعية لم تغنه كمدرسة متكاملة ، فبحث فترة طويلة عن غايته الفنية في معظم المدارس الحديثة والقديمة، ابتداء من اليونان إلى الرومان ، وإلى التكعيبية التحليلية التي ينتمي إليها بيكاسو، والتكعيبية التوفيقية التي ينتمي إليها براك ؛لكن، وبعد أكثر من عشرين سنة توصل - كما قال لي في حوار معه - إلى اقتناع بالاستقلالية. ومن هذه القناعة يرى هاشم بأن الفن الصادق هو الفن الذي يعبر تعبيرا مباشرا عن ثقافة المجتمع، وعليه يكون مقياسًا صحيحًا لطموحاته، وحجم حرّيته. ولهذا، فالمدارس الأوربية - حسب قوله - ما هي إلا نتاج لأفكار تدور في دائرة مفرغة للبحث عن حلول لمشاكل المجتمعات عن طريق أشكال تقليدية ومهترئة. وموضوع أي إنتاج عنده يرتبط ارتباطاً مباشرًا بالحاجيات الإنسانية، أي يكون له مضمون إنساني.حيث جمال الأشياء . في فن هاشم علي لا يتنكّر للماضي بل يمتد منه إلى المستقبل، يعود بألوانه وخطوطه إلى جماليات فن الشرق القديم الذي كان جماعياً من خلال الزخرفة على السجاد والزجاج والأواني والقماش والخشب، وفن البناء والبهجة الجوهرية لروح الشرق التي تعبر تعبيرًا مباشرًا عن كمال الجمال في الأشياء. ولأن هاشم مشغول بهواجس الشرق وحكمته، وتتلازم عنده القضايا الفلسفية مع هموم الشغل اليومي في المرسم ، والمكابدة في تأمل الناس والأمكنة ، فإن لوحاته تحتفي ببهجة الحكمة الطّالعة من ينابيع ضوء الشرق والمعبرة عن تطور الإنسان، وتطلّعه إلى إتمام الأشياء فيها كشفا لبهاء الجوهري. فاللون، قد تكتشفه العيون الفاحصة المدربّة في مقارباته بالطبيعة، لكنه لون الفنان المُبتكر، وليس لون الطبيعة الخام. كما أن الضوء ليس هو من اللوحة؛ بقعة في فراغ ، أو انسكابا لونياً جاء من خارج مفاصل الخط واللون ؛ بل هو في اللوحة ،في تفاصيلها، حتى في تجسّد اللون الأسود الذي يتخذ مكانه المهم للتمام والكمال ، فكل الألوان جميلة - يقول هاشم علي - حينما يحسن استخدامها. وإذْ تميّزت مرحلة أوائل ثمانينيات القرن الماضي في مسيرة الفنان بالاحتفاء باللونين الأسود والأبيض وإنجاز لوحات الجرافيك بالحبر الصيني فإن الفنان ينطلق من أن اللون الأسود يوحي بالقوة، ولا يحتاج إلى مؤثرات أخرى ، والفلسفة الشرقية - حسب هاشم - تعتبر الأسود أوّل الألوان، والبداية التي تنطلق منها الألوان، فلولا الظلمة لما كان هناك الضوء. وسواء في لوحاته الجرافيك أو لوحاته الزيتية التي صارت غالبة على كل أعماله من منتصف القرن الماضي فإن الإنسان يحتل حيّزا مهما في جميع اللوحات وتبدو الطبيعة مشكّلة ومتحوّلة بالضوء واللون بقدرات فنية تعتمد الاشتغال بالتقنية فتنحو إلى ابتكار مشهديات جمالية غير مسبوقة. ولا تخلو هذه الجماليات من إثارة الاندهاش وهي تتمثل منحى السهل الممتنع، فمن المواضيع اليومية للإنسان البسيط: الحطّاب، الفلاّح، الراعي، المرأة البائعة للفواكه أو المنسجمة مع الحيوان،الرقّاصون، الوجوه المتأملة والشاردة،المتصوّفون، النساء في تلوّعهن وأشجانهن، إلى التشكل اللوني والضوئي للطبيعة التي تبدو وكأننا نكتشفها لأول مرّة يؤكد هاشم علي فرادته في منحاه الجمالي الخاص.))
    _________________________________

    جميع الحقوق محفوظة
    الميادين منبر الإبداع العربي المعاصر
    عرض أقل

    ٨Anwar Alrahabi و٧ أشخاص آخرين

    تعليق

    يعمل...
    X