المقدمة .. كتاب مائة أوائل ، الكاتب عبد الهادي حرصوني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المقدمة .. كتاب مائة أوائل ، الكاتب عبد الهادي حرصوني

    المقدمة

    مع حركات جمع وهذا الاهتمام الفطري تطور مع الأيام ، ورافق تطور الحضارات ، وتفاعل الأخبار وتدوينها تاريخياً ، وعندما صار التاريخ يحوي عدة فنون ، غدا من بينها فن أخبار الأول أو الأوائل ، ولعل المؤرخ الكلاسيكي بلوطر خوس المولود في منتصف القرن الأول للميلاد هو من أقدم المؤرخين الذين وصلنا نتاجهم في هذا الفن ، فقد كتب كتاباً عرف باسم ( العظماء » تحدث فيه عن عظماء اليونان والاغريق والموازنة بينهم [ ترجمه للعربية ميخائيل داود عام ۱۹۲۸ ] . ودون الوقوف طويلا أمام نتاج العصور الكلاسيكية في هذا الباب ، لننتقل الى الحديث عن هذا الفن في الأدب العربي ، على أساس أن علم

    فطر الانسان على الرغبة في معرفة أوائل الأشياء وهام في التعرف الى جلائل الأعمال ، وعظيم الانجازات . فقد كان ومازال يسأل: من أول من فعل ، ومن أول من اخترع ، ومن أول من سبق ، ومن أول من نجح ومن أول ، ومن أول ..... ؟
    التاريخ عند العرب نشأ نشأة مستقلة ، وتطور بشكل اسلامي أصيل ، يفعل المؤثرات العربية ومقتضيات الاحوال .

    والعرب اهتموا بالحديث عن الرجال الأوائل في حياتهم ، وأبدعوا عبارات لغوية خاصة لهذا الفن، فهناك من اهتم بالاوائل من رجال الكرم أو الشجاعة ، أو الوفاء ، أو المعمرين ، أو الشعراء وسواهم ، وحين أول من الرجال بصفات عظيمة شاملة كان يوصف بأنه أمة وحده ونلاحظ مثل هذا الوصف في الحديث النبوي الشريف ، حين وصف النبي أكثر من انسان بأنه سيبعث أُمة وحده تفرد

    ومن الملاحظ ان تصنيف الأوائل قد خطأ خطوات واسعة في العصر النبوي ومن بعده الراشدي ، فلقد صحب النبي عدد كبير من الرجال والنساء ، ولكن تميز بين هؤلاء عشرة فقط وهم الذين عرفوا « بالمبشرين بالجنة » .

    ورقم عشرة بحد ذاته . ، فنحن عندما نقرأ أخبار السيرة النبوية نلاحظ في البداية اعتماد النظام الستيني في التصنيف مع النظام العشري ، ففي بيعة العقبة الثانية كان عدد النقباء اثني عشر نقيباً ، ومع الايام يبدو أن النظام الستيني قد أهمل شأنه وزاد الاعتماد على النظام العشري وتطور هذا الحال مع تطور الادارة الاسلامية ، وقيام حركات التدوين والتصنيف .

    ومن المعتقد أن القصائد العشر الطوال ، أو ما عرف باسم المعلقات العشر واحداً من أقدم الأمثلة على جمع الأوائل وتصنيفها حسب النظام العشري ) ، هذا ومن الملاحظ في نفس الوقت أن بعض الكتاب المبكرين صنف في فن الأوائل بشكل عام دون اعتماد على أي نوع من النظام
    الحسابي ، كما فعل محمد بن حبيب المتوفى عام ٢٤٠ ٥ / ٨٦٠م في كتابه المحبر ، وكذلك الحسين بن محمد بن أبي معشر ( ۲۲۰ - ۸۳۱۸ ) في كتابه الاوائل والمدائني والطبراني وسواهم ، ولكن عندما ترسخت قواعد التصنيف عند العرب نجد الكتاب قد التزموا بالتصنيف العددي ، ولعل من أشهر من كتب - ووصلنا كتابه - في هذا الفن أبو هلال العسكري ، فقد صنف في جملة ماصنف ، كتاباً دعاه باسم « الاوائل ( قال في مقدمته : ( وقد رأيت أكثر الخاصة ، وجل العاملة الهجين ، بالسؤال عن أوائل الاعمال ، ومتقدمات الاسماء والافعال ، ولم يجدوا في ذلك كتاباً يجمع فنونها ، ويحوي ضروبها بأخبارها ، وشرح وجوهها وأبوابها ، إلا نبذاً متفرقة في تضاعيف الصحف ، وابتداء الكتب ، لم تذكر أسبابها ، ولم تشرح أبوابها ، فعملت كتابي هذا مشتملا على هذا النوع من الاخبار وحاويا هذا الفن من الآثار ، مشروحاً ملخصاً ، ومهذباً مخلصاً ، لا يشوبه كدر ولا يرهق وجهه قتر ، ليكون عوناً على المذاكرة ، وقوة للمناسمة وجعلته عشرة أبواب )

    وغير العسكري نجد أبا الفرج الاصفهاني قد صنف كتابه « الاغاني » ليشرح ويعالج قضية ( مائة صوت ، كان الخليفة الرشيد العباسي قد أمر في عهده باختيارها ، ثم أمر بإختيار عشرة منها ، ثم ثلاثة ، ثم صوت واحد .

    وكل هذا يفيد بأن فن الاوائل فن في أدب التاريخ العربي أصيل اعتمد في الماضي ، لكن يبدو أنه اهمل في العصر الحديث ، ذلك أن أعمالنا في التاريخ وأبحاثنا فيه جاءت في البداية وما زالت الى حد كبير مقلدة للأبحاث التي قامت في مدارس الاستشراق تسير على نهجها ، لم تتخلص بعد من شراكها
    وفي هذا الواقع المرفوض هناك محاولات جريئة في الوقت الحالي الإعادة النظر فيها كتب بالتاريخ العربي وللعمل على كتابة هذا التاريخ بشكل مستقل أصيل علمي وحيادي يريد الوصول الى الحقيقة وتعليلها تبعاً لمقاييس نابعة من الفكر العربي ، وقائمة على تجارب هذا الفكر الذاتية وليست مستوردة .....

    فالعرب كان لهم منذ قيام الاسلام نظرتهم الخاصة الى التاريخ ، ومبادئهم الذاتية التعليل حوادثه ، ونحن عندما نقرأ القرآن الكريم يمكن أن نلاحظ فيه وجود « فلسفة تاريخية خاصة » كما يمكن أن نستخرج مما جاء في القرآن الكريم والحديث الشريف معالم أسس مدرسة عربية اسلامية التعليل التاريخ

    إن هذا الموضوع من الخطوره بمكان ، تكفي الآن إثارته في هذه المقدمة على أمل العودة اليه ، والوقوف عنده بشكل مستقل ، إنما يجدر أن نذكرها هنا أن كتابنا الذي نقدم له اليوم ما هو الا محاولة للتأريخ لماضي امتنا ، تبعاً لقواعد مدرسة فلسفية للتاريخ اسلامية أصيلة .

    ان الكتاب الذي نقدمه اليوم للقارىء يبحث في قضايا تاريخ أمتنا وماضيها من خلال أفراد ، وهو قد اتخذ الافراد رمزاً لقضايا هم أسهموا فيها فأثروا وتأثروا ، إنه على هذا الاساس لا يمجد دور الفرد البطل في صناعة أحداث التاريخ ، ولكن بنفس الوقت لا يلغي هذا الدور ، بل يضعه في مكانه الطبيعي .

    وجاءت فكرة الكتاب منذ بضعة أشهر ، أثر صدور كتاب « المائة الأوائل ، للدكتور مايكل هارت ، فقد جاء هذا الكتاب كمذكر ، وعلى قاعدة التحدي والاستجابة قرر المؤلفان الشروع في صناعة كتاب .



    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.٠٩_1.jpg 
مشاهدات:	16 
الحجم:	55.7 كيلوبايت 
الهوية:	71977 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.١٠_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	80.3 كيلوبايت 
الهوية:	71978 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.١٠ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	77.6 كيلوبايت 
الهوية:	71979 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.١١_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	74.6 كيلوبايت 
الهوية:	71980 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.١١ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	76.2 كيلوبايت 
الهوية:	71981

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.١٢_1.jpg 
مشاهدات:	9 
الحجم:	81.4 كيلوبايت 
الهوية:	71983 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.١٢ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	39.2 كيلوبايت 
الهوية:	71984


    In God's name, Al-Hamleh

    the introduction

    With collecting movements, this innate interest developed with the days, and accompanied the development of civilizations, and the interaction of news and its historical codification, and when history began to contain several arts, including the art of news of the first or the first, and perhaps the classical historian Plotar Khos, who was born in the middle of the first century AD, is one of the oldest historians Those whose productions we have reached in this art, he wrote a book known as “The Greats” in which he talked about the greats of Greece and the Greeks and the balance between them [translated into Arabic by Michael Daoud in 1928]. Arabic literature, based on that science

    Man is born with the desire to know the first things and important in recognizing great deeds and great achievements. He was and still is asking: Who was the first to do it, who was the first to invent, who was the first to precede, who was the first to succeed, who was the first, and who was the first.....?
    History among the Arabs originated independently, and developed in an authentic Islamic way, activating the Arab influences and the requirements of the circumstances.

    And the Arabs cared about talking about the first men in their lives, and they created special linguistic expressions for this art. This description is in the honorable hadith of the Prophet, when the Prophet described more than one person that he would resurrect a nation alone

    It is noticeable that the classification of the first ones made great strides in the Prophet’s era and after it Al-Rashidi. The Prophet was accompanied by a large number of men and women, but only ten were distinguished among them, and they were known as “the heralds of Paradise.”

    And number ten itself. When we read the news of the Prophet’s biography, we notice at the beginning the adoption of the sexagesimal system in classification with the decimal system. In the second pledge of Aqaba, the number of captains was twelve, and with the passage of time it seems that the sixty-year system has neglected its importance and increased dependence on the decimal system, and this situation developed with the development of administration Islamic, and the codification and classification movements.

    It is believed that the ten lengthy poems, or what is known as the ten commentaries, are one of the oldest examples of collecting the early scholars and classifying them according to the decimal system).
    Arithmetic, as did Muhammad bin Habib who died in 240 5 / 860 AD in his book Al-Muhbar, as well as Al-Hussein bin Muhammad bin Abi Ma’shar (8318-220) in his book Al-Awael, Al-Madaini, Al-Tabarani and others, but when the rules of classification were established among the Arabs, we find that writers adhered to numerical classification. Perhaps one of the most famous books - and we have received his book - on this art is Abu Hilal Al-Askari. And they did not find a book that collects its arts, and contains its types with its news, and an explanation of its faces and its chapters, except for separate excerpts in the folds of the sheets, and the beginning of the books, its causes were not mentioned, and its chapters were not explained, so I made this book of mine that includes this type of news and contains this art of effects. Explained, concise, polite, sincere, not tainted by grimace, and his face not burdened by bitterness, to be a help in studying, and a force for negotiation, and I made it ten chapters.

    Other than Al-Askari, we find Aba Al-Faraj Al-Isfahani who compiled his book “Al-Aghani” to explain and deal with the issue of (a hundred voices, which the Abbasid caliph Al-Rashid had ordered during his reign to choose, then he commanded to choose ten of them, then three, then one voice.

    All of this indicates that the art of the early scholars is an original art in the literature of Arab history that was adopted in the past, but it seems that it was neglected in the modern era, because our works in history and our research in it came at the beginning and are still largely imitating the research that was carried out in the schools of Orientalism following its approach. She has not yet got rid of her traps
    In this rejected reality, there are bold attempts at the present time to review books on Arab history and to work on writing this history in an independent, authentic, scientific and impartial way that wants to reach the truth and explain it according to standards emanating from Arab thought, and based on the experiences of this thought that are subjective and not imported.... .

    Since the establishment of Islam, the Arabs have had their own view of history, and their self-explanatory principles of its events. When we read the Holy Qur’an, we can notice in it the existence of a “special historical philosophy.” We can also extract from what came in the Holy Qur’an and the noble hadith the parameters of the foundations of an Arab-Islamic school of justification for history.

    This topic is very dangerous, and now it is enough to raise it in this introduction in the hope of returning to it, and stopping at it independently, but it is worth mentioning it here that our book that we present to today is nothing but an attempt to chronicle the past of our nation, according to the rules of an authentic Islamic philosophical school of history.

    The book that we present today to the reader discusses the issues of our nation’s history and its past through individuals, and it has taken individuals as a symbol of issues in which they contributed and influenced and were affected. On this basis, it does not glorify the role of the heroic individual in making the events of history, but at the same time it does not cancel this role. Rather, it puts it in its natural place.

    The idea of ​​the book came a few months ago, following the issuance of the book “The Top 100” by Dr. Michael Hart.

    تعليق

    يعمل...
    X