كتب الناقد التشكيلي Aboud Salman.عن الفنان يوسف الشريف التشكيلي القطري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتب الناقد التشكيلي Aboud Salman.عن الفنان يوسف الشريف التشكيلي القطري


    Aboud Salman


    ١٣ يوليو ٢٠٢١ ·
    يوسف الشريف
    الفنان التشكيلي العربي القطري الراحل وهو الرائد بتحدي الاتجاه المعاكس للفن .
    قراءة نقدية : عبود سلمان العلي العبيد / سوريا

    يا فقراء العالم في الخليج العربي . تعالوا نسرق وجه الحب والتعب . كي نزرع الورد. والجمال . لفقراء الوطن العربي الموجوعين . حينما نحمل ذكرى رحيل الفنان التشكيلي العربي القطري ( يوسف الشريف ) الذي رسم ليل عذابات العمال . وصورة الشعب الفقير . حيث ساحات الظفر المشهودة . زمن مزروع بالمرارة والنخيل . وطعم الثورة بالفن . حينما يرسم الفنان المصور . واقعية ألم العمال الأسيويين . والخدم . وكل من يلتزمون بالصمت . ضد واقعية لحظات الانتظار المجنونة . كي تتسرب روح الأشياء . في كف الأمل المقتول . حيث أحلام الجوعى . فرمانات إسرار الإبداع . لوجوه من رسمهم الفنان التشكيلي ( يوسف الشريف ) ( رحمه الله ) حيث جمع وجه الريح . ووجع طعم الدمعة . في قبة الأحزان السوداء . كي ينادي في مهمة دور وظيفة الفن . لصالح كل الناس . في شكل رسم أجساد الفقراء . بما تعصف . من هموم . ودموع . وجراحات . وفن للبكاء . والحروف العنيدة . في الحسرة الباهتة . في جمرة الوجد . وهو الذي قدم نفسه رسام لعمال السوق الشعبي . في أهم أعماله ( استراحة الحمال ) و ( التحدي ) فكان الواقعي الذي تناول موضوعات البيئة الشعبية . في حياة الدوحة القديمة . والحديثة . راسم من أفق العلاقات الإنسانية . شكل حياة الخليج العربي . بكل ما يحفل من متناقضات . و استهلالات . وسجاجيد واقع مزخرف . قد لا يفصح عن محتوى الواقع . إلا ابن البلد . ورسام روح البلد . بعين ملتزمة بمحيطها . بعيدا عن مزركشات الواقع المزيف . والكاذب . حيث هناك المثيرون من ملمعين الحياة . الاستهلاكية . انتهازيون علم التكسب . والمنافقين في حتى علوم الجمال . لأنهم من المرتزقة وفقراء الموهبة . والمتكسبين من عرب الخليج . حينما تغص دول الخليج العربي بهؤلاء . وتزدهي بتجارة الفن الرخيص . ويموت الفن النقي . لان خصائص فن الإبداع هناك . يجب أن يكون على مقاس أهل البشوت وأصحاب السمو الأمراء . ومن هنا أولى عتبات سقوط الفن التشكيلي بالخليج العربي . حيث الفن مفصل على مقاس . سياسة البلاد الخليجية . ومن يرسمون بالتمجيد أصحاب الكروش والبطون والعقول الفارغة . ولهذا جاءت محاربة هذه الأفاق . ساحة معركة حقيقة . حمراء الآفاق والألوان والاتجاهات . وكأنه الاتجاه المعاكس . ومن ينحو في هذا الاتجاه . عليه الرحيل . حتى لو كان من أبناء هذه الدول الخليجية . التي يتحكم بها مال البتر ودولار . ومال النفط . الذي يسخر ضد إنسانية الإنسان . ومواقفه الوطنية . والقومية . والإنسانية . وفنانا الشريف يوسف الشريف . احد إبطال هذا الاتجاه الإبداعي والإنساني . وهو بدوره الإبداعي شكل بدوره الدور التأسيسي الجمالي . في عمق بناءات الحركة الفنية التشكيلية القطرية . ومعه كوكبة من المبدعين الفنانين التشكيليين القطريين ( جاسم محمد زيني و يوسف أحمد و محمد علي الكواري و سلطان السليطي و سلطان الغانم و حسن عبدالرحمن الملا و وفيقة سلطان و عيسى ماجد الغانم و يوسف الشريف و أحمد السبيعي و محمد علي عبدالله و عبدالله دسمال الكواري و سلمان المالك و محمد جاسم الجيدة و ماجد المسلماني و علي الشريف و سيف الكواري و فرج دهام) حيث يظهر جليا دور الفنان التشكيلي يوسف الشريف فيه كعضو مؤسس مما أضاف الكثير من شخصيته وحضوره وفنه . ولا أحد ينكر أن يوسف الشريف وضع لبنة في الفن التشكيلي وكان له حضوره.. حيث يبقى مع الزمن . واحد من المؤسسين الذين وقعوا بيان تأسيس الجمعية القطرية للفنون التشكيلية. وقد كتب عنه في كتاب : بحث في الواقعية ( يوسف الشريف ) ( 1958 – 1987) للمؤلف الناقد العربي العراقي ( شاكر لعيبي ) وتم تسمية إحدى قاعات المركز الشبابي بقطر باسمه . ومن سيرته مع محيطه لا ينسى الذين عرفوه انه كان قريبا من الجميع وأنيسا وخفيف الظل. حينما سلط بالضوء والفن والإبداعي والرسم . على حياة البسطاء والفقراء والعمال المسحوقين بتعب اليوم الواحد . وهالات عرق الأجساد المتعبة . حيث يخدم الإنسان . في شروط عمل لا إنسانية . قاهرة . فقط من اجل تمجيد سياسة الأمر الواقع . وحكم عجلة الزمن والأيام . لأناس بسطاء وفقراء . وعبيد الزمن الضائع . في ظل حقبة العولمة . والقرن الواحد والعشرين . فتخيلوا . كيف انحاز هذا الفنان المناضل بفنه وحياته وفكره . إلى روح من يعلمون ليلا ونهار . في السوق والبحر والبيوت والصحراء . والواحات . والهجر . وأعشاش مدن الصفيح اللاهب . ومن يتكسبون لقمة حياة أطفالهم . من صيد السمك واللؤلؤ . والرعي بالغنم والإبل والماعز . و المؤانى والمستعمرات الصناعية النفطية . التي لازالت تحت رحمة الاحتلال الأجنبي . بصور مختلفة . وأعلام مختلفة . ووجوه مختلفة . وادعاءات مختلفة . وأفكار مختلفة . وحجج مختلفة . كلها تصب لصالح العداوة ضد إنسانية الإنسان . ونحو تجويع الفقراء . وإثراء الأسياد والأمراء . والعملاء . من يبيعون الأرض والسماء . بدون كبرياء . لان العهر في زمن الطوفان . صحراء للتعري . في كل الدروب العربية . ولان عتمة ليل التعساء . في أغاني الحلم العريان . هي دنيا الخطايا . في لغة الرعد الملعون . كي لا تحمل النخلة ظل الفرح المنشود . ولكن أمام لون الدمع وخبز الفقراء . وطعم القرفة والبخور. وهموم الأشقياء . في جذور العمر . في صحاري القهر . يأتي روح الحلم الذابل . ميلادا جديدا . في سر عذابات ليل النهارات المشمشة . لهذا ينادي الفنان بألوان الإنسان . و أنسام وشوشات البحر . في أغصان أثواب الجمال . ومنه بعض البورتريهات التي صورها الفنان الشريف . في تكوينات لوحاته . ذات السمة الواقعية . المحملة بدلالات رمزية . قوامها البيئة القطرية الإنسانية . والشعبية . حيث قضايا المجتمع الإنساني . وللفن وجهه النضالي . الذي يمس مشروعية حلم الفنان / الإنسان . في مضمون فلسفة تزيده قوة . وثبات . بروح الفكر المتبصر . والطليعي . رافض النظرة البورجوازية . في دور الفن . عندما يستخدمها الفنان كي يرضي نرجسيته المريضة . لهذا جاءت حالات الفنان التشكيلي المصور العربي القطري ( يوسف الشريف ) مثيرة للدهشة والإبداع . بأنموذج ايجابي لحياة المجتمع . والناس . عندما التزم الفنان الشريف بهموم المجتمع وقضاياه . وصار الفن التشكيلي . في روح إعماله . عمق الروح الواقعية الطليعية . كي يدلل على دلالته الحضارية . وقدرة الفن التشكيلي على التغيير الاجتماعي . وذلك عندما اتجه الى قراءة الوجع الإنساني بروح الفلسفة الواقعية المسربلة بهمسات السريالية . الواقعية . فقد كان أنسانا متوازنا وهادئا، على الصعيد الشخصي، وهذا ما يضيف إلى مزاياه . انه صاحب جلد ومثابرة، وملتزما بالفن الواقعي، ومندفعا نحو فنه حتى في أثناء محنته. كما أن الشريف خرج بعد نجاحه الواقعي إلى منطقة سريالية.. كما في لوحة الاتجاه المعاكس، التي تشتمل على مطلع منزل وسكير وشاة تصعد السلم، وغير ذلك من التوجهات التي عكست فضلا عن قدرته الفنية رغبته في مواصلة فتح نوافذ جديدة على التشكيل، لكن الموت كان له شأن آخر. وهذا ما سعى له الفنان بنقده الإبداعي التشكيلي . ورسم المسكوت عنه في حياة الشعوب العربية الخليجية . التي تدعي التحريم . و تؤطر إنسانية الإنسان . باد لجة مفصلة على مقاس حكامها وملوكها وأمرائها . الذي يجيزون لهم أدعياء المشيخة الإسلامية . الرابشين على الفكر الإسلامي . ليمنح أصحاب السمو كل فتاوي الإباحية والشذوذ . ويحرم على فقراء الشعب الفقير . وكأنهم حفنة عبيد . وخدم وعمال . متناسين أن الواقع يفضح الكثير . وهناك الكثيرون من عباقرة الرأي والرأي الآخر . من أبناء الخليج . قد قتل وهجر وعذب وطرد . وشرد في فيافي المدن العربية والعالمية . ومنهم من لازال تضج به السجون الصحراوية .أو داخل جزر بالبحر . كي تبتلعهم الأسماك الكاسرة . بلا رحمة و لا حول و لا قوة . حيث لا احد يصرخ عليهم . ولا احد يطالب بحقوق إنسانيتهم . طالما الإنسان هناك ارخص الأشياء . وهيهات من يعلو صوته وإبداعه . خارج سلطة الاخوانيات وشلل منح وتراخيص السيد الرئيس وصاحب السمو . أو لم يقدم قرابين الطاعة والولاء . وخرج عن الملة والأمة . السيف ووجه السياف الأسود بانتظاره وهيهات في حرب خاسرة . لمن يملكون كل شيء . بما فيهم التراب والهواء والأعلام والمال سلطة القبائل والعشائر . ودواليك من معطيات زمن العهر السياسي . لهذا كان الفنان الشريف ( من أوائل المناضلين التشكيليين الرسامين الخليجيين ) الذين رسموا بإبداعهم وقائع المدن المالحة . في مدن الملح . وحارب بفنه وحياته . عبر مسيرته عمره الزمني القصير . إلى تجسيده في فنه وموضوعاته . في روح المستوى والتقنية والموضوع . وجمال طرحه . في تجلياته . في حالاته الإبداعية . حيث مجالات تنويع بناءاته التعبيرية . الواقعية . عندما يميل بروح أسلوبيته إلى محاولة توصيف وتوظيف الواقع المحيط . لأنها الذائقة الفنية . والجمالية . للبيئة القطرية . وهو من رسم بحس إبداعي . لا يضاهى . ففي أي لوحة للفنان الراحل كانت تعني له . أن هناك . تكلفة كبيرة من السعي لملاقاة الناس . ومعايشتهم . عن كثب . وتفحص . و منذ أن رسم الغوص . وما اشتمل عليه من معايشة مع ( الشياب ) ( كبار السن ) كما هي الحال مع صنوف الحياة التقليدية الأخرى. التي كان أبطال مسرحها العمال والحمالين . وحتى آخر رسم أعماله قبل رحيله .كما في لوحة (التحدي) والتي أنجزها في مرحلة صعبة من مرضه . وصارت إيقونة مسيرته . ولوحته الخالدة . في عمر التجربة والفن والمسيرة الإبداعية له . والتي أنجزها في ضوء علاقة مباشرة مع أحد الغواصين . ورسمه بمستوى فني بديع. لا يوصف . يمثل روح عمر التحدي مع الزمان والمكان والإنسان . ولوحة «التحدي» كانت للفنان الراحل ( يوسف الشريف ) لوحة مختلفة بكل المقاييس . لارتباطها بمأساته . وخصوصا أن التحدي كان ضد مرض فاتك . ولكي نستضيء في جوانب البورتريه الشخصي للفنان الراحل . يتحدث ( نجل الراحل ) الذي قال عن ألم ما حملته الأيام الأخيرة . من حياة الشريف في امتحاناتها . حيث هو الابن الأكبر محمد يوسف الشريف الذي قال: ( تعلم والدي الرسم في مرحلة صعبة، وكان عصامي علم نفسه بنفسه . وكان موهوبا منذ الصغر . وبالمدرسية كان يحرص على إصدار مجلة الحائط المدرسية . بمدرسة الصناعة . وكان مولع بإخراجها بالرسم الواقعي . كي تكون محبب لعين المتلقي والمتابعين . وكان تفكيره بالناس لا يتوقف . منذ كان صغيرا . وبين اقرأنه . كانوا يلاحظون هذا . وكان الفنان التشكيلي القطري ( فرج الدهام ) يتذكر هذا عنه . ويحدثنا عنه . كما حدثنا الراحل . وكان جدي كان يلح عليه أن يكمل الدراسة لكنه رفض . وكان يهرب من المدرسة . وحين فاجأ جدي برسوماته . أعجب بها . ومما يعرفه محمد من سيرة والده الراحل . انه تجمعت لديه . بكثير من المرويات . والصور. والإحداث والمناسبات . وكان يوسف الشريف كان محبا للتصوير الفوتوغرافي . ورفيقا للبحر . الذي سيعود منه ذات يوم . ويكتشف تراكما ملحيا في إذنه أدى إلى عطبها . لتبدأ مرحلة تفشي المرض إلى العنق . وأخيرا إلى الدماغ. وفي مرحلة تطور فيها المرض . قال لنا الطبيب البريطاني الذي اشرف على علاجه : إن هناك إمكانية لأن يعيش ولكنه سيعيش معاقا نتيجة استئصال جزء من الدماغ. . ) وكان ( يوسف الشريف ) مؤمنا بقدرة الفن على الحياة . وهو بالتأكيد صاحب مشروع تنامى . ولم يهمل . فلوحة التحدي هي إيقونة ( يوسف الشريف ) والقراءة للوحة الشريف موحية، ولوحاته تجاوزت التسجيلية الجافة . التي تعني رسم الجمل . أو الناقة . أو الصياد . إلى روح اللحظة والموقف . وعمق كل الإشارات و الدلالات . فكان يسترسل في أفكاره بصوت عال . قبل أن يحقق مشروعه . ويقوم بدراسة البيئة المحيطة . وبشكل تفصيلي مدروس . وهو بها يشكل ريادية بدوره. حيث شكل هذا الفنان التشكيلي العربي القطري . الذي غادرنا على غفلة من الزمن . بيوم السبت الثالث من يناير لعام 1987م . ليكتب بحضوره الإبداعي والإنساني . أسطورة فنان تشكيلي عربي خليجي . رفض دور الفن لصالح النخب البرجوازية . المتعفنة برطوبة الأفكار والأشخاص . حيث كان يعلن (( انزعاجه من إقامة معارضه . في صالات فندقية . حيث لم تكن في قطر صالات عرض )) وكان مولع بالسفر وكان دائما يبحث ولا يستقر . وكان مواظبا على مشروعه الفني . وأينما حل يستثمر. وجوده في أغناء روح الصورة أو اللوحة . التي يشرع . أو سيشرع في بنائها.. ويرفض العبثية في الفن . تحت ادعاء تجارب حداثية . دون الرسم أولا . بواقعية أولى . لتجسد مهارة الفنان وموهبته . وتمكنه . وأصالته . وكان يرفض بشكل قطعي صور التجريدات العبثية . لأنها لا تعبر عن الناس . ولأتحقق أحلامهم وتطلعاتهم .حينما يردد قائلا (( فكان يداعبنا: ماذا تخربطون؟...)) حيث عاش الفنان يوسف الشريف رغم مقولته الجارحة ( أن الفنان يحتفي به بعد موته ) فمتابعو تجربته صدقوا مقولته الثانية التي همس بها لزوجته قبل رحيله المؤسف عن 29 عاما حين قال لها(( أن هذه،وأشار إلى لوحة «التحدي»، هي التي ستحييني. )) وفي كل يوم يتجدد على رحيل يوسف الشريف أيام . أو أكثر . ففي الثالث من يناير 1987، هبط الفنان عن آخر سرير . رقد فيه إبان رحلته الطويلة مع السرطان . وقد وصف ( محمد هديب ) حياة الفنان بأنها كانت كافية لتعلن ولادته مؤسسا أساسيا في المشهد التشكيلي القطري، وصاحب مشروع واضح ومتمكن ومنتم لطريقة في التعبير الفني لم تركن إلى التسجيل الكربوني للمكونات المحلية التي عشقها، وإنما كان يلتقط اللحظة والموقف، والرؤية لتصبح لديه سيرة للمكان حتى لو كان فارغا من الجموع والفرد. فالعمارة التي أنس إليها يوسف الشريف هي جدران أسواق وفرجان ومجالس تعكس روحا شفيفة، محاورة بسلام، ومكتشفة في درجات الضوء، واللون، دافعية التأمل، قبل أن تحال على التوثيق. يوسف الشريف لم يقدم سجلات مسحية، وإنما توادد مع المكان، وهذا في الطابع العام الذي طبع تجربته، بيد أن سنينه القليلة التي عاشها حملت أيضا بذرات تجريبية في بعض المنحوتات .)) وكانت له تجربة محدودة في النحت ومنها تجربة «دهن العود» وهو عمل بارتفاع 60 سم، وفيها صور فيها ( نقطة زيت ) شكلها متعدد الإيحاءات، ويرصد تشكيلات حركية في نقطة. وله بها معاني شتى . و«من أعماق البحار»، لكن هذا القلق الإبداعي لم يستكمل إزهاره وترك ميراثا يشير إليه ويترك للمشاهد أن يكمل سيرة تزداد أثرا مع مرورها الكريم.. المرور الذي شكل الموت فيها جملة اعتراضية لا تستنفد الجمال وإنما تكمله . فصارت إعماله مرحلة أبداعية . تقدمية . في منحى بناءات تجربته التشكيلية . التي لمعت في سماء الحركة الفنية التشكيلية العربية الخليجية القطرية . لتكون بفعل البروق والشهب النادرة . والتي خطفت العيون العاشقة . بلمح البصر . والفكر . فصارت في حيز التاريخ الإنساني والإبداعي القطري . التجربة الفنية التشكيلية الرائدة المتفردة . في روح إبداع الخليج العربي . وإحدى أهم التجارب التشكيلية القطرية . لأنه أحد فرسان الجيل الأول في الحركة الفنية التشكيلية القطرية المعاصرة . الذي لم يمهله القدر كثيرا . حين توفي وهو في التاسعة والعشرين . وكان في مراحل نمو الإبداعي الجمالي . التشكيلي . في عمق بناءات المرحلة الأولى . لبناء تجربته الفنية التشكيلية الإبداعية . وبالرغم من رحيله المبكر وإعماله الفنية القليلة . الخمسون لوحة فقط . إلا انه ترك بصمة لا تنس . في روح التجربة الفنية التشكيلية القطرية . ومن الصعب أن تمحى أو تنسى . لان موهبته الصادقة . والتي اتسمت بالروح الصادقة . وبالهموم اليومية . وبإحساس صادق ونبيل لذاتية الفنان الانفعالية . حيث تظهر محددات قيمه اللونية . في مداها التصويري الواقعي والتأثيري التعبيري . والانطباعي . الإيقاعي . في حرارة الرسم واللون بها . وهو الذي خبر سطح العمل الفني . لقماشه اللوحة . وبطريقة ذكية . أنشى عوالمه التصويرية . بحلوله الفنية . حيث أظهر نمطية عشقه للزمان والمكان . فصارت في روح الأوضاع العامة لشخصياته المرسومة . جماليات حرارة الشمس . في روح أطياف ألوانه . التي يحتشد بها الإحساس . بروح المشاهد الضمنية بفكرة التنوع والوحدة . وعبر روح التلاصق بين روح فكرة تصاويره . الإنسانية والمعمارية . راسم بمواد إبداعه التصويرية . والتشكيلية . روحية التآلف البصري . لعناصره التشخيصية . حيث النظرة التأملية الفاحصة لروح أداءه الفني والتقني الإبداعي . عندما يتخذ من حياة معاناة الناس والبسطاء والكادحين والمقاهي الشعبية. وعمال المياومة . بمواسم العمر والصيد والفلاحة والتعب . حيث حقيقة زخم الواقع . وهموم العامة . ومشكلاتهم . باعتبارهم شواهد على عصره . وفي لغة بصرية تصويرية . مبدعة . يحاول كشف حقيقة روح الأشياء . المخبؤءة بمدلولات فنان انغمس بتعبيريته الواقعية . كي يمثل في ذاته انعكاس لحالة إنسانية . متجذرة في أعماقه القلقة . وخاصة وانه كان يصارع المرض . كي يطرد بقايا الوقت الضائع . من زمن أقدارنا المحكومة . بالأمل . ولهذا ارتحل في نوع من التآلف البصري. والتمازج الفكري . حيث إنسانية المنجز الإبداعي . وروح الفنان المتوحد بصوفية . قدرية . مع روح اللمسات . و التدرجات . والتوافق التصويري واللوني . حيث التوافق اللوني مليئة بالجرأة والتحدي والتمرس الإبداعي . مع سيكولوجيا إبداعه . في ضربات فرشاته التي تظهر جماليات دقة أداءه بحدة تمثيله الدرامي . لأسلوبية فن الرسم الدقيق . في مشخص روح الفنان المقاومة . حيث تكمن قوى الشعور الداخلي . كحالة من حالات الاندماج الكلي . مع روح استلهام ذاكرة الإنسان والمكان . كي يرسم روح المساحة والبيئة المكانية . بادراك نتاجاته الفنية التصويرية . المرسومة . بمشتقات محتوى تفكيره الإبداعي . حيث رسم حميمية الإبعاد الإنسانية . في لوحاته . وربطها بقواسم مشتركة لكل ما هو في نوازعه الذاتية . معبرا عن حالات روح التجليات . لتحولات المكان والكائن . في فلسفات معرفته المختزلة . لأعماق وعيه الداخلي . عندما يشكل الوعي الإنساني . روحانية حالة الالتحام بالمكان والزمان . وارض وطنه . في قضايا أرضه . في جمالياته المختزلة . لقضايا الانعتاق والحرية . في محددات سماته . لخياله التصويري . لجماليات الرؤية الإنسانية . في روح التأملات البصرية . التي سكنها بكامل حريته . وإنسانيته . ومسيرته . وفنه . وأفكاره . وبحس بدائي ومخزون ذاكرة كبرى عن المكان وإبطاله . سكب روحية ترجماته الانفعالية . حين اعتمر برموز الواقع وشخوصه. وإحداثه ومكوناته في عوالمه . التي جاءت معه كنتاج طبيعي ومنطقي . لتجربته . في روح التكوين الفني . لعوالمه . حيث جسد المزيد من الترميز . في منتجه الفني الإبداعي . فسجل عالم مليء بالإسرار الجمالية . وكتب في لوحاته الكثير من أقاصيص الحكايات الشعبية . في الفريج والدواوين و المضافات . وعمائر الجص . والقش . والخشب . حيث تميزت لوحاته بدقة التصوير وبروز العلاقة بين الفنان والمكان المختزن في أعماق ذاكرته حتى بعدما انتقل في أخريات حياته من طور المباشرة والتفاصيل الواقعية إلى طور الرمزية لم يتخلى عن عشقه للمكان بخاصة الأماكن التراثية القديمة التي يفوح منها عبق الماضي. .و برمل شواطئ البحر . ولهذا تخضبت اتجاهاته التعبيرية الواقعية الرمزية إلى روح الصرامة التقليدية . لمقاييس منهجيته التصويرية الشكلانية . حيث إبداع في روح الواقعية السحرية . وهو المشحون بتحدي الذات . والوقت . والحب . راسم في خلاصة تجاربه الفنية . لا تقليدية . بروح المحاكاة . كأنموذج مسبق الإحساس والصنع . ولكن بحيوية روح دراماتيكية مكونات بناءاته لعوالم فرادته في لحمة مجاله الحيوي . للصياغة . رسم حرارة الإحساس التصويري . يتوزع منطقي . مداه التعبير والقيم اللونية . وقصديه ذاتية ارتباطه بالهموم الإنسانية . حيث الإنسان مكون أساسي في عموم لوحاته الإبداعية . وروح المكان والزمان . ولهذا تتوزع نظم لقطاته التصويرية الواقعية المرسومة . وكأنها الواقعية والنسب . التي ترتسم رموزها في روح تكرارية عناصره المحببة . لهذا يتضح مدى الالتحام ألحميمي . مابين روح العلائق الطبيعية . لمكونات إنسانه . وألوانه . وطبيعة دلالاته الجمالية المتأصلة بروح ميثولوجيا الأسطورة الإنسانية . حيث تقاسيم الروح العاشقة . تستحيل الواقع إلى تجانس إيقاعي . حركي . له كامل السمات الإبداعية المتحررة من قيود الأحاسيس المصادرة . تحت يافطة الفن السياحي . وخارطة ضياع الفنون التشكيلية . المأزومة بالتراث والهوية . في واقعية الفن التشكيلي العربي . لجغرافية التذوق الجمالي . ومن يسيء إلى هذه السمات . بدعوى الفهم الخطأ . لفنون ارتباط التصوير الفني التشكيلي . وفي محاولة لتلمس القضايا الكبيرة . جاءت درامية روح الرمز والإشارة . في عوالم جماليات تجربة الفنان التشكيلي الراحل ( يوسف الشريف ) وهو الذي كان عشق جمال البيئة في الفن . وكان امتشاق خصائص فن الإنسان . في تسامي جمال الإنسان . باسطورة المكان . حيث خاطب بفعله الإبداعي . كل الناس . من جمال روح الهم الإنساني . حين جمع الحداثة والموضوع التراثي البيئي . في روح إبداعه . وهو من مؤسسين الحركة التشكيلية في قطر . وكي يكون الإبداع الشعبي في الفن أنساني لا غير . وهذا ما كان ينبض به نبض ألوانه و تصاويريه لنبض الشرق الواقعي والحكائي . حيث الفطرة مكونات سرية . لان الفن رسالة يؤديها الفنان لمجتمعه. وما ينقله إليه من أفكار . واستغلال البيئة المحلية في توصيل الفكرة إليه . ويسخر جميع إمكانيته . ما تحمله ريشته ومخيلته وأحاسيسه في خدمه شعبه ووطنه. وبجهود فردية . تشبه أمواج البحر وشمس النهار . رسم عميق روح الأمواج المتلاطمة . كي يكون النهار . بحر وصحراء . ورجال سادوا البحر . وركبوه أجيالا متعددة . ليكون في أساطير الشعوب . وجه عمر الحب . في روح كل الفاتحين . حيث الأمس واليوم . والحاضر والماضي . محور إبداعه الخالد . في أبجديات قراءة منجزه الإبداعي الجمالي . رحم الله فقيد الفن التشكيلي العربي الخليجي القطري . واسكنه في فسيح جناته . وسجل أعماله في سجل الخالدين .
    ..................................................

  • #2

    وحول الفنان . كتبت (د. ليلى حسن علام ) حول حضور الفنان يوسف الشريف . في داخل مسيرة الفن التشكيلي في قطر في بحثها ( رحلة الفن التشكيلي بدولة قطر ) حيث يتناول هذا البحث رحلة الفن التشكيلي بدولة قطر بوصفه إحدى الواجهات الحضارية للدولة حيث يساهم الفنانون القطريون التشكيليون في إبراز ملامحه للرائي المتذوق من الجمهور القطري بصفة خاصة والخليجي بصفة عامة . ولتسجيل ذلك الحدث المهم سوف أتناول الموضوع من خلال ثلاثة محاور رئيسية هي : المحور الأول : ويتضمن تأريخ الحركة التشكيلية منذ بدايتها وحتى وقتنا الحاضر ويتناول المحور الثاني : الرموز والأشكال البيئية التي ساهمت في إثراء الأعمال الفنية للفنانين القطريين التشكيليين ، أما المحور الثالث : فهو مدخل للتعرف علي المدارس الفنية التي انتهجها الفنانون التشكيليون القطريون في أعمالهم الفنية . حيث المحور الأول : هو البعد التاريخي للفن التشكيلي القطري : حيث تبدأ قضية التاريخ للفن التشكيلي بقطر مع بداية وصول البعثة الأركيولوجية التي اضطلعت بالتنقيب في قطر علي النقوش الصخرية القطرية الموجودة بجبل الجساسية في شمال شبه الجزيرة القطرية عام 1956 ، حيث وجدت لعبة للتسلية تسمي الحويلة وهي عبارة عن مجموعة من العلاقات التي تشبه الأكواب في صفوف متوازية علي شكل وردة ، كما عثر علي نقوش لأشكال من السفن بعضها نقش بطريقة الحفر الغائر مع العناية بالتفاصيل الدقيقة لأجزاء السفن من مجاديف ومرساة وتعتبر هذه الصورة الفنية نادرة بين النقوش الصخرية ولم يسبق تسجيلها من قبل في الخليج العربي وربما تعود إلي عام 1400 م وهي خالية تماماً من أي رسوم آدمية ولكن بها القليل من رسوم الحيوانات . وكما عثر علي أدوات من العصور الحجرية في (الحملة) ورأس ( عوينات علي) جنوبي منطقة دخان تمثل فؤوساً ومقاشر ونبالاً وكميات من حجر الصوان تعود إلي العصور ( الباليوليثية ) .كذلك أسفرت عمليات التنقيب عن الآثار عام 1956 في منطقة أم الماء الواقعة علي الشاطي الغربي من البلاد علي بعد نحو 19 كم جنوبي الزيارة عن العثور علي كثير من الآثار حوالي أربعين قطعة أثرية يرجع تاريخها إلي العصور الحجرية المختلفة كما عثرت البعثة علي عدة مئات من الأدوات الحجرية الجميلة الصنع التي ترجع إلي عصور بعيدة في القدم وبعضها ذو قيم علمية كبيرة ولمسة فنية صاغتها يد الفنان القديم . ولكن كان للتبدلات المناخية عبر العصور في منطقة الخليج من جليدية إلي حجرية إلي معتدلة فصحراوية وما طرأ علي الأرض من متغيرات ، تأثير كبير لم يتح المجال للاحتفاظ بالآثار والعاديات التي استعملها الإنسان . ولقد جاءت منعكسات الصحراء علي القيم التعبيرية للفنان الشعبي لقد مرة بعدة فعاليات كانت منبثقة من الأدوات التي مر بها بين حياة البادية ثم إلي حياة البحر ، مما ألح علي الفنان الشعبي ليعبر عن إيحاءات البيئة لذلك نجد البيئة الشعبية في قطر قد تميزت بوفرة صناعتها الشعبية خاصة المشغولات النسجية . فقد ذكر أحد المؤرخين العرب – وهو ياقوت الحموي – أن قطر كانت حلقة الوصل بين البصرة و واسط في نقل البضائع وبخاصة نسيج البرود والثياب ولقد حرص البدو في منطقة قطر علي تمييز وحدة الوسم في نسيجهم وفقاً للقبيلة والعشيرة كما تمتعت منسوجاتهم الزاهية بألوانها ونقوشها الجميلة ولقد استمدت هذه الوحدات الزخرفية من البيئة المحيطة بهم . وتؤكد الدلالات الاجتماعية التي توحي بها ألوان السد وأنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالبيئة كارتباك الأشكال المنسوجة عليها فاللون الأحمر يعبر عن الفرح والأبيض عن وضوح النهاري والأسود يوحي بسواد الليل والسكينة والوقار . ومن الملاحظ أن المرأة القطرية كان لها دور رئيسي في التشكيل الفني للسدو وتظهر مهارتها وقدرتها علي إيداع سدو ذي تصميمات هندسية وأشكال مستوحاة من البيئة المحيطة بها حيث يتضح أن هناك رموزاً فنية ذات دلالات شعبية مرتبطة بعادات وتقاليد بدو المجتمع القطري فمثلاًَ يرمز للشجرة بالمثلث أو المربع أو المعين كما نجد أيضاً بعض الرموز قد استخدمت في النسيج الشعبي القطري مثل الثعبان والجمل والعقرب والمقص والمنجرة والمشط والكتابات والخطوط المتعرجة وضورس والخيل والعويرجان ، وهو تصغير للفظ عرجون وهو ما يحمل التمر والعذق من النحل كالعنقود من العنب وتحكي مجموعة هذه الرموز معني الصحراء وامتدادها وهناك رموز أخري تعبر عن قصص يعرفها البدو من الماضي المحمل بتجارب قد تحوي صراعاً مع الشكل والخامة والأدوات التعبيرية لتصل بنا في النهاية إلي طراز فريد مميز كما استطاع الفنان الشعبي أن يدخل الحس الفني في استخداماته البيئية مثل المساند والسروج الخيل والخيام والذي أصبح بعد ذلك مصدراً لإلهام الكثير من الفنانين القطريين المعاصرين . وتظهر خبرة الفنان الشعبي في زخرفة الأبواب الشعبية والزخارف الجبسية ذات عناصر زخرفيه محلية تتوافق مع التوجه الإسلامي الموجود نذكر منهم محمد جاسم زيني الذي عمل في الحفر علي السطوح الجبسية والزخرفية القديمة ثم حفر علي الخشب وصنع نماذج وإشكالا حيوانية مجسمة ونفذ نماذج من السفن متعددة الأشكال وعمل في زخرفة المنازل بصبغها بالألوان التي كان يسودها زرقة البحر وبرتقالية السماء . ثم تطور الفن التشكيلي بعد ذلك ليبدأ مرحلة معاصرة بعد ظهور النفط في قطر عام 1949 ، وبدأت البلاد نهضة تطورية ف بالتعليم والتكنولوجيا فافتتحت المدارس وأنشأت جامعة قطر والمؤسسات التي ساهمت في تأكيد وانطلاق الحركة الفنية التشكيلية بالدولة . وحقيقة الأمر فقد لعبت وزارة التربية والتعليم دوراً بارزاً في نشر الوعي الفني بين الطلاب والطالبات من خلال حرصها علي إدخال مادة التربية الفنية ضمن المنهج العام الدراسي فوضعت الخطط والبرامج لتطوير طرق تدريس التربية الفنية والاستعانة بالكفاءات التدريسية في هذا المجال ، كما حرصت علي الاهتمام بالمعارض الداخلية والخارجية للتربية الفنية وتخصيص قاعات للمراسم وحجرات للنشاط الفني الصلافي . ليزاول فيه الطلاب نشاطهم الفني كما عنيت بتوفير الوسائل التعليمية من أفلام تشتمل علي أعمال مشاهير الفنانين وأساليب تكنيك واستخدام الخامات المختلفة وطرق معالجتها ، كما اعتمدت كتباً منهجية للتربية الفنية لدور المعلمين والمعلمات خاصة بمقررات التذوق الفني وتاريخ الفن وطرق تدريس الفنون وتم وضع معايير موضوعية للفن وكلها كانت تهدف إلي تعريف الطلاب بماهية الفن والتربية الفنية وتكوين ميول واتجاهات إيجابية نحو الفن لديهم لخلق جيل من المتذوقين للفنون التشكيلية وتشجيع الطلاب للإبداع في مجال الفن التشكيلي لبناء جيل من الفنانين التشكيليين من أبناء هذا الوطن . كما أن توجيه التربية الفنية يقوم بإعداد البحوث والتجارب الفنية الجديدة إيماناً منه باستخدام الحاسوب العلمي البناء في العمل ، وكذلك إقامة المعارض الفنية الداخلية منها والخارجية بهدف التعرف علي الموهوبين وتنمية ورعاية وصقل مواهبهم نذكر منها علي سبيل المثال وليس الحصر أول معرض أقيم وقد ضم نتائج الرسم والأشغال اليدوية لجميع طلبة مدارس قطر في مدرسة قطر النموذجية للبنين عام 1961 وخصصت غرفة لكل مدرسة عرضت فيها إبداعات الطلبة وقد اتضح تأثير الطلبة بالبيئة القطرية وذلك من خلال الموضوعات المعروضة والتي تناولت صيد السمك الغوص علي اللؤلؤ البيوت القديمة صيد الحباري ، حياة البدو .. الخ. كما تم استخدام الخامات المحلية في موضوعات تساعد علي تنمية القدرة الفنية في ابتكار أشكال فنية مستوحاة من البيئة المحيطة بالطالب ، ومن خلال هذه المعارض برزت عدة أسماء شكلت ظاهرة فريدة في حركة الرسم الحديث في قطر بعد ذلك أمثال : جاسم زيني ، أحمد الخال ، عبد الواحد مولوي وغيرهم . ولم يقتصر دور وزارة التربية والتعليم علي إدخال وانتشار مادة التربية الفنية في المدارس بل تعدته إلي إرسال بعثات دراسية في مجال الفن تقديراً منها لدور الفن والتربية الفنية في تنمية ذوق الطالب وانعكاسه علي الذوق العام . فكان أول طالب يقوم بدراسة الفن التشكيلي هوا لفنان جاسم زيني عام 1962 ليكون أول طالب قطري في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد والتي تخرج فيها عام 1968 في أول دفعة للأكاديمية العراقية وعين بعد تخرجه في سلك التوجيه الفن مسجلاً أول موجه قطري لمادة التربية الفنية يعين بوزارة التربية والتعليم . ثم تتابعت البعثات الدراسية خارج دولة قطر لدراسة الفن والتعمق فيه ففي عام 1970 ابتعثت الفنانة رفيقة سلطان سيف كأول سيدة قطرية تدرس الفن التطبيقي بكلية الفنون التطبيقية بالقاهرة وتخرجت فيها عام 1974 ثم تبعها سلمان المير عام 1971 بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة وكذلك التحقت في فترة السبعينيات الفتاة القطرية الثانية بكلية الفنون الجميلة قسم الديكور وهي وضحه آل ثاني وفي نفس هذه الفترة أيضاً التحق كل من جاسم المالكي وماجد المالكي بكلية الفنون التطبيقية متخصصين في الأثاث المعدني حتى تخرجا فيها عام 1976 تبع بعد ذلك دفعات مثل أحمد زيني الذي درس في مدرسة أحمد ماهر الصناعية لمدة ثلاث سنوات ثم التحق بعدها بكلية الفنون التطبيقية وتخرج فيها عام 1980 كما استمرت وزارة التربية والتعليم في إرسال بعثاتها في مجال التربية الفنية فبعثت كلا من ماجد المسلماني ويوسف أحمد للمعهد العالي للتربية الفنية عام 1972 وتخرجا فيه عام 1976 واعتبراً بذلك أول طالبين قطريين يلتحقان بهذا المعهد التخصصي في تدريس التربية عن طريق الفن . وفي نفس هذه الفترة كان حسن الملا قد التحق بأكاديمية الفنون الجميلة عام 1972 متخصصاً في التصوير الزيتي ثم تتابعت البعثات بعد ذلك فنجد الأخويين الكواري سيف ومحمد في القاهرة بعد أن انتهيا من مدة دراستهما في المعهد المتوسط للتربية الفنية بالرياض عام 1972 وتخرجا عام 1979 في كلية التربية الفنية بالقاهرة ، وفي خلال هذه الفترة كان إبراهيم السيد مع عبد الله فضل الله الأنصاري قد التحقا بكلية التربية الفنية وتخرجا فيها عام 1978 ، وتبعهما آخرون مثل : سلمان المالكي الذي تخرج عام 1981 ، كما امتدت البعثات الجامعية إلي أوربا وأمريكا فقد أرسل الفنان محمد علي عبدا لله ليتخرج في جامعة أوهايو عام 1985 ، متخصصاً في تاريخ الفن . ولم يقصر دور وزارة التربية والتعليم علي إرسال البعثات لنيل درجة البكالوريوس ولكنها فتحت المجال للتخصص للماجستير وكان أول قطري يبتعث هو الفنان يوسف أحمد الذي حصل علي شهادة الماجستير في الفنون الجميلة تخصص تصوير عام 1982 تبعه بعد ذلك كل من سيف الكواري وماجد المسلماني عام 1981 تخصص نحت .وحالياً بعد إنشاء جامعة قطر وافتتاح كلية التربية للبنين والبنات عام 1973 تم تخصيص قسم من بين ثمانية أقسام للتربية الفنية للبنات ، حيث أستطاع أن يسد حاجة المجتمع القطري من المعلمات المتخصصات في التربية الفنية منذ عام 1983 وحتى الآن ، أما بالنسبة للبنين فقد تم افتتاح التخصص لهم عام 1994 ويتم تخريج أول دفعة عام 1999 ، وتتكون من اثني عشر طالباً إيذاناً باستيعاب دولة قطر المتمثلة في جامعة قطر لأبنائها دون الحاجة إلي إرسالهم للخارج لنيل درجة البكالوريوس في التربية الفنية ومن هذا المنطلق الصحيح للدور العلمي في إعداد مدرس التربية الفنية سوف نجد أننا في قطر سنجني الثمار وذلك في التوجيه الفني والتربوي السليم للأطفال وكيفية تشجيعهم لإنماء مواهبهم وصقلها من خلال مجموعة من المتخصصين من أبناء هذا الوطن بالإضافة إلي بروز العديد من الشخصيات الفنية علي الساحة التشكيلية من البنين والبنات .كما أن قسم التربية الفنية حريص كل الحرص علي إقامة معارض فنية سنوياً تمثل أعمال الطلبة والطالبات داخل جدران الجامعة وخارجها لنشر الوعي الثقافي الفني بين الجمهور القطري والتعريف بإنتاج الطلبة من المقررات الأكاديمية بالقسم . وعلي الساحة التشكيلية أيضاً يجب ألا ننسي دور وزارة الثقافة والإعلام ( سابقاً ) داخل الوطن في إخراج الفنون التشكيلية القطرية من حدوده إلي العالم الخارجي لإتاحة الفرصة لاحتكاك الفنان القطري بالحركة العالمية التشكيلية فلقد كان لإنشاء المركز الثقافي عام 1976 الدور البارز الذي أتاح الفرصة لكل من يملك موهبة الرسم أو الخط أو الزخرفة للانضمام بشعبة الفنون لتحقيق ذاته . وكان أول معرض أقيم في هذا المركز للفنان يوسف أحمد في مارس عام 1977 والذي افتتحه سعادة وزير الإعلام آنذاك بمتحف قطر الوطني كما كان أول معرض لأحد الرسامين العرب المقيمين علي ارض قطر هو الفنان المصري محمود القاضي وواصل المركز الثقافي تشجيعه لإقامة المعارض الفنية المتخصصة إلي أن تبلور وأصبح نواة إدارة الثقافة والفنون عام 1977 – 1978 والذي كان أول مدير لها هو الأستاذ ناصر العثمان الكاتب الصحفي المعروف عند إنشاء إدارة الثقافة والفنون وضح اهتمامها بنشاط الفنون التشكيلية من خلال قسمين هما قسم الفنون التشكيلية وقسم المعارض وعهد إليهما بتنظيم المعارض التشكيلية محلياً وعربياً وعالمياً ، وبدأت أولي مشاركات دولة قطر في المعارض العالمية في معرض السنتين العربي الذي أقيم بدولة الكويت (بينالي الكويت) وتتابعت مشاركات دولة قطر في المعارض التي كان يقيمها الاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب فقد شاركت دولة قطر عام 1974 في بغداد وعام 1976 في الرباط . ثم توقف بينالي الكويت لأسباب مالية بالنسبة للاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب كما بدأت قطر بالمشاركة في دورات بينالي القاهرة منذ عام 1984 (سبع دورات ) ، وحصلت فيها قطر علي ثلاث جوائز حصدها جميعها الفنان يوسف أحمد في الدورة الثالثة عام 1988 والدورة السادسة عام 1996 ، والدورة السابعة عام 1998 ، كما شاركت قطر في ترينا لي الحفر الأول والثاني الذي يقام بالقاهرة منذ حوالي ست سنوات وأيضاً ترينا لي الخزف الذي يقام كل 3 سنوات .كما شاركت دولة قطر في المعارض الخليجية والتي أقرها وزراء الإعلام والثقافة بدول مجلس التعاون في الرياض وحصدت قطر جائزة السعفة الذهبية ونالها الفنان يوسف أحمد وكذلك في الدوحة حصل الفنان نفسه علي جائزة السعفة الذهبية ، وأيضا حصد الفنان جائزة السعفة الذهبية في الكويت ( المركز الأول ) .كما أن للحركة التشكيلية حضوراً في المهرجانات العالمية الأخرى مثل مهرجان بغداد الدولي والذي أقيم لأول مرة عام 1986 ثم شاركت قطر في المهرجان الثاني عام 1988 ، ثم توقف بسبب غزو العراق لدولة الكويت كما شاركت دولة قطر في البينالي الأوروبي والآسيوي عام 1986 وحصل فيه الفنان يوسف أحمد علي جائزة المحكمين . كذلك كانت لقطر. مشاركات فنية في كل من البينالي الآسيوي المتخصص في الفن التشكيلي ببنجلادش (دكا) وقد حرص الفنانون التشكيليون علي المشاركة في الأسابيع الثقافية القطرية التي أقيمت ببلدان خارجية متنوعة مثل : فرنسا ، بون ، إسبانيا ، الأرجنتين ، هلسنكي وغيرها . وأدي الانفتاح علي المعارض وبنياليات العالم الخارجي إلي تولد تواصل وانفتاح بين الفنانين التشكيليين بدول مجلس التعاون الخليجي .علاقة الفنانين التشكيليين علاقة أزلية كما هو معروف بدول المنطقة وتتميز هذه العلاقة بأواصر الصداقة وتبادل الزيارات وتجمع الدراسة سواء في الدول العربية أو الأجنبية .وعليه فقد قام عدد من الفنانين أمثال يوسف أحمد وحسن الملا من قطر وعبد الرسول سلمان من الكويت وفؤاد طه المغربل من السعودية بتكوين جماعة أصدقاء الفن التشكيلي عام 1985 م ، حيث انطلقت من أبي ظبي وباقي عواصم دول مجلس التعاون ومنها إلي القاهرة ، وتونس وبعد ذلك إلي العواصم العالمية مثل إسبانيا (مدريد) وألمانيا (بون) وأمريكا (واشنطن) والدومنيكان ( سان دومنجو ) ،وكذلك الأردن ودمشق . ويضاف إلي ذلك تجربة معارض الهواء الطلق في قطر فهي تعتبر تجربة جريئة في مخاطبة جمهور الشارع للتوعية بالحركة الفنية التشكيلية في البلاد والمشاركة فيها بحيث تكون جزءاً لا يتجزأ من حياته اليومية العملية . وقد بدأ هذه التجربة كل من حسن الملا ، محمد علي ، يوسف أحمد الأصدقاء الثلاثة من خلال إقامة أربعة معارض للهواء الطلق التي أقاموها في طول البلاد وعرضها ولقد جاءت الكلمة الافتتاحية في كتيب المعرض الأول للأصدقاء الثلاثة عام 1977 : لقد تعودنا أن نقيم معارضنا للفنون التشكيلية في قاعات عرض تحت رسميات جامدة ولكننا وجدنا أن قاعات العرض ليست في متناول الجميع حيث إن حياتنا اليومية تعقدت وأصبح من العسير علي الشخص أن يجد لنفسه متسعاً من الوقت لرؤية المعارض الفنية المقامة في قاعات العرض فلذلك رأينا أن نكسر حدة الهوة بين الفنان والجمهور الذي بهمنا أن يعرف ما نحن عليه من ثقافة فنية . ولقد قام الأصدقاء الثلاثة بعمل أربعة معارض من هذا النوع علي مدي السنوات 1977 – 1978 ، 1981 ، 1982 ، وقد أثارت هذه التجربة ونجاحها الباهر بعض المؤسسات الأهلية التي تخاطب العامة ، كإدارة المرور التي أقامت عدة معارض مشابهة ، وجمعية الهلال الأحمر القطري في معارضها لمكافحة التدخين والمخدرات وأخطار السرعة ، وغيرها من المعارض الهادفة التي تخاطب الجمهور مباشرة . وقد شجع أيضاً وضع الحركة التشكيلية بعض المهتمين والمقيمين من المواطنين القطريين لإقامة مجموعات خاصة من الفنون التشكيلية حتى إن بعض هؤلاء قام بتجميع أكبر مجموعة للفنانين القطريين وكذلك رواد الحركة التشكيلية في الوطن العربي . ويرجع وجود هذا العدد الكبير من الفنانين القطريين الموهوبين إلي ما قامت به إدارة الثقافة والفنون من صقل العديد من هذه المواهب داخل المرسم الحر الذي إنشائه عام 1977 – 1978 واستدعت له أحد الفنانين العرب وهو الفنان المصري جمال قطب للعمل خبيراً للفنون التشكيلية ومديراً للمرسم الحر القطري ثم بدأ تشغيل ورش المرسم الحر في بادئ الأمر للذكور ، وفي هذه الأثناء كان بعض الفنانين القطريين يترددون باستمرار علي المرسم فأصبح خلية عمل بين الفنانين الموهوبين تحت إشراف الخبير وبخاصة في الأمور التقنية لإنجاز العديد من الأعمال الفنية . ثم كان طموح إدارة الثقافة والفنون كبيراً ففتحت أبواب المرسم الحر للإناث في يونيو عام 1980 ونظم علي أساسها ثلاثة أيام للذكور ، ويومين للإناث وتم انتداب مدرستين من وزارة التربية والتعليم للإشراف علي قسم الإناث وكان عند انتهاء كل ثلاث دورات يقام معرض لأعمال المنتسبين للمرسم وقد أقيم أول معرض لحوالي 100 منتسب في ديسمبر عام 1982 ولم يقف التشجيع عند هذا الحد ، بل تعداه إلي رصد جوائز قيمة لأحسن الأعمال الفائزة في هذه المعارض . أما بالنسبة لنادي الجسرة الثقافي الاجتماعي فقد لعب دوراً بارزاً في التأكيد وانتشار الحركة التشكيلية بدولة قطر فقد أنشأ ردهة كبري للمعارض كان يشرف عليها جاسم زيني عام 1972 وتعتبر هذه القاعة هي الثانية في قطر بعد قاعة المعارض التابعة لوزارة التربية والتعليم وبجانب هذا النشاط خصصت أحدى الغرف بالنادي لتكون أول متحف فني في قطر أنشئ عام 1972 ، وقبل إنشاء متحف قطر الوطني عام 1975 ، وضم هذا المتحف آثار البيوت القديمة وبعض البنادق والسيوف والأدوات القديمة المستعملة في حياة الأسر القطرية بالإضافة إلي أدوات الغوص وصيد البحر وبعض النماذج للسفن القديمة المستخدمة للغوص علي اللؤلؤ والسفر بالبحر كما خصصت ثلاثة قاعات للرسم كان يقوم بالتدريس فيها للطلبة الفنان جاسم زيني . ولحماية الإبداع ورعايته وتحفيز الموهبة انطلقت إستراتيجية من الهيئة العامة للشباب والرياضة نحو إنشاء المؤسسات الشبابية وتطويرها باعتبارها مراكز إشعاع وتنمية المجتمع من خلال تطويع برامج نشاطها من أجل بناء الإنسان القطري الواعي لمتطلبات التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تنشدها الدولة ونظراً لأهمية الإبداع الفني بأشكاله المتعددة و الدور الطليعي الذي يؤديه المبدعون جاءت الفكرة لإنشاء مركز شبابي متخصص وهو المركز الشبابي للإبداع الفني وقد تم إشهاره بموجب قرار سعادة رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة في 1/1/ 1997 ، وافتتح في 28/10/1998 ، وعين سلمان إبراهيم المالك رئيساً لمجلس إدارته ، ويوفر المركز فرص الرعاية والتوجيه الفني والتربوي للنشء والشباب وإكسابهم الاتجاهات والمعارف التي تنمي مداركهم كما تساعد علي زيادة إنتاجهم الفني كما تساعد في التعرف علي المواهب تمهيداً لدعمها وتوجيهها الوجهة السليمة مع تبني خطة نشطة لتكوين رأي عام في المجتمع عن الفنون ،ومدي أهميتها تمهيداً لإعداد قاعدة عريضة من الشباب المتميز والموهوبين في مجالات الإبداع الفني والتي تشمل كلا من مجالات الرسم والتصوير الفني ، الخزف ، الحفر ، التصوير الضوئي ، الزخرفة والخط العربي التصميم ، المهارات اليدوية النسيج المسرح الفنون الشعبية إضافة لتلك الأقسام يضم المركز بداخله مراكز للمعلومات الفنية له مكتبة متخصصة في جمع ما يمكن من الوثائق والدراسات والبحوث لتكون في متناول يد كل من ينشده من مبدعين وباحثين ومتخصصين وهي زاخرة بشتى وسائل إيصال المعلومة المقروءة والمسموعة والمرئية . وفي نهاية القرن العشرين بدأ الشيخ حسن ابن محمد بن علي آل ثاني في التفكير والتحضير لإنشاء متحف متخصص لفن المستشرقين يحتوي علي أعمال كبار الفنانين الأوروبيين الذين زاروا المنطقة العربية ، أمثال : أوجين ديلا كروا و ترنر ودينية وغيرهم من الأسماء اللامعة . ويعتبر هذا المتحف الوحيد الذي يجمع تحت سقف واحد أكثر من 600 قطعة فنية من لوحات وأثاث ونسيج وسجاد وسوف تضم هذه المجموعة إلي المتحف الإسلامي الكبير والذي سينشأ في بدايات القرن القادم علي شاطئ الدوحة. وأخيراً تم إنشاء مجلس وطني للثقافة والفنون والتراث وعين له أمين عام هو الشيخ سعود بن محمد بن علي آل ثاني ، الذي سيضفي علي الحركة التشكيلية لوناً آخر من النشاط ، وهو تنظيم مهرجانات فنية متخصصة علي أرض الدوحة وكذلك منح التفرغ للفنان التشكيلي لكي يكون متفرغاً طوال الوقت لممارسة الفن مما ينعكس مستقبلاً علي نوعية المنتج الفني ، كما سوف يحرص علي زيادة طبيعية في دعوة بعض الفنانين الخليجيين والعرب والعالميين الذين لهم تجارب وطراز في الحركة التشكيلية مما ينعكس علي استفادة الفنان القطري ورفع درجة التذوق الفني للجمهور القطري . ولقد بلغ من اهتمام الدولة أن قامت وزارة الشئون البلدية والزراعة بتخصيص مكان مناسب يرتاده الجمهور كمقر للجمعية القطرية للفنون التشكيلية وتحققت فكرة تأسيس الجمعية القطرية للفنون التشكيلية بتاريخ 19 من فبراير عام 1980 وبلغ عدد الأعضاء المؤسسين ثمانية عشر عضواً ووضعت مجموعة أهداف للجمعية بلغت سبعة أهداف واختير أول رئيس لها وهو الفنان جاسم زيني ثم عين

    تعليق

    يعمل...
    X