كتب الناقد التشكيلي Aboud Salman.عن الفنانة:الشعبية بنت طلال ..التشكيلية المغربية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتب الناقد التشكيلي Aboud Salman.عن الفنانة:الشعبية بنت طلال ..التشكيلية المغربية


    Aboud Salman


    ١٣ يوليو ٢٠٢١ ·
    الشعبية بنت طلال
    الفنانة بالفطرة والتشكيلية التلقائية المغربية الشعبية بفضاءات عالمية الفن والجمال والدهشة .
    قراءة نقدية : عبود سلمان العلي العبيد / سوريا

    تكمن نظرة الحب الأبدي . إلى حقيقة الفنون الجمالية . للإنسان . عندما تتوغل عميقا . أناشيد حلم الفقراء . بصوفية أقدارهم . التي هي مهرجان الفصول الأربعة . في دورة أسطورة الحياة . ولهذا يبقى الفن التشكيلي . ابقى وأنقى أنواع الفنون الإنسانية . التي تحمل في طياتها . كنوز الإنسان الجمالية . والتشكيلية . بحكم جماليات الرؤى البصرية في إسرار مطهمة . كذلك هي فراديس عالم تجربة الفنانة التشكيلية المغربية العالمية ( الشعبية بنت طلال ) الرائدة في مجالها الفني التشكيلي التلقائي الفطري . وهي زعيمة الفنانين الفطريين في عداد المشتغلين بالفن الفطري . حيث تفردت بفنيات الرسم الساذج . وعميق حركة أصابع اللون والخط في قدرة مكامن الضوء . لعالمها الفني التشكيلي . الجمالي . الذي ازدهر بالخط واللون والحلم . والإشارات الجمالية . التي تمرست بالروح التلقائية . والفن الفطري الساذج . المشوب بوعي كبير. حيث تأثرت بتعاليم غبار الهموم . والأيام والأوتار الراقصة في عشب الأمكنة . والتحولات .في دروب الجياع والحزانى. وهي التي عرفت وجه الوجع والتوجع . كي يكون الفن السلوى القدرية . في طريق شبابيك الضوء . كي يكون اللحن بيدر قمح . والأغاني وجه الحقيقة . في الحلم الإنساني . حيث مكونات الطبيعة الإنسانية . والبعد الحضاري . وعناصر الإيحاء المتجذرة بأصول البحث عن الذات المبدعة . في أنسابيات كينونة الحلم . وحالة الانطباع الأولي .الذي يشكل في عالمها التشكيلي . الوحدة البصرية التشكيلية . المتآلفة بتكامل . له كامل الأبعاد والعناصر والأطياف . والإشارات والرموز . والقيم الشكلية واللونية . في تناسق جمالياتها . في توزع هارموني لروحها الواصلة . إلى إسرار اللوحة الخالدة . الفاقعة .في حالة الاستبصار والتعمق لشمولية النظرة الإنسانية . حين ترسم عالمها الضاج بسبر أغوار النفس وأعماقها . الدفينة . حيث الكشف الفصيح . في محتوى إبداعاتها. ونماذجها . وخصوصيتها . واختلاف إعمالها . في أسلوبية المعالجة . وطبيعة شخصيتها . وهي الثائرة والمتمردة . بأحجار الأسس المتينة . لصخب اللوحة . في خفايا النفس الثائرة . حيث الفن لديها .له دور إبداعي . ووظيفي . في بناء الحضارة . والحياة . عندما تكون الحياة في أبهى صور الواقع والجماليات . وإمام معزوفة سيكولوجيا ارث اللون .في مجال مآثرها الفنية التسجيلية . عن حياتها . تأتي نسغ الحياة . مشبعة بالديمومة . والسرمدية . والملونات الطبيعية . لمكوناتها البنائية . حيث ترصد جماليات اللون بحس تجريدي مستوحش . إن لم يكن يستدعي الروح الأخرى . في افتراضات أسلوبيتها التعبيرية . حينما تأخذ من روحها روح الانطباعية . عن مجريات ذهنية روح قيمها الجمالية . المثقلة بالفلسفات الحرة . وروح الدلالات والإشارات والإيحاءات . و التسأولات . والتجريد الذهني والشكلي . حيث القيم الجمالية المحببة . بروح التبسيط الشكلي .و تدرجات الألوان الزاهية . بمداد علاماتها الفارقة . حيث الهموم والدموع والعذابات ووطن المتعبين الجياع . وفن البكاء الإنساني . يروح تراثها الجمالي . تحاول أن تصنع منه جمرة الوجد . والحسرة الباهتة . وهي التي عرفت طعم الظلم والحرمان وفنون عذابات الإنسان . بقيمة من ارتشف من الدمعة القاتلة . كي تكون في لحن ألوان العشق .طير يغني . ولحن يبكي ألوان دفاتر العمر المنهوب . ومابين من استعذب الآه وأرتشف اللون وجه للمرايا والبوح . جاءت أوجاع الحياة في لوحتها . ارض وجه الحب . في وجه الحزانى . وسر الإنس . في لغة الأحلام . والفن الجميل . حيث الوجه الإنساني مصلوب فوق الضوء . الإبداعي . وفي عمق أغاني الحلم العريان .تعرش ألوان ليل عتمة التعساء. في جذور العمر . حين ترسم الفنانة الفطرية الساذجة ( الشعبية ) هموم الأشقياء . وكأنهم نخلة حب أطلسية . على مشارف جبال الأطلسي . وأنغام عروق الذكريات . هي من تصنع الحريات لوجه المرأة المغربية . في شتى صنوف ظل الفرح المنشود . والخبز الموشى بدماء تعب الفقراء المحرومين هناك . وفي كل مكان . ولأنها من صحارى القهر وبساتين الزيتون وريح الأمواج العاتية . حين تحمل لنا سمك السردين . في دنيا العذابات والتعب الإنساني . تبقى روح الفنانة .ألعاب في اللون . وأثواب في علم الجمال . وقد صار الزاد أحلى في همسات لوحة فنية . هي بعض ألوان من دفتر العمر المنسي . كي يكون لوحة بصرية . إبداعية . مزهوة بعطارة الحناء والوشم والندى والبخور والبسمة المذهلة . بروح الفرح المتصاعد . في جمر الاحتراق . على شرفات الطوفان الشهم . لابنة الأمس والحاضر والماضي واليوم وغدا . وكل متاحف هداة العاصفة . حيث تكون هي الفنانة التي تغفو بمدن الألوان والإشكال وساحات الزمن المفجوع . لتنتحب على أعتاب دسامة الألوان . وتبكي اللون والضوء والحقول ووجه جياع الوطن المنشوق . المسافرين إلى مضيق جبل طارق . في سفرة الأحلام الأخيرة . لشهداء الحلم الأخير. في سفن عربات الموت . حيث البحر ازرق . والعيون الحالمة . فن عمر اللعنة . في مواسم الحشد الإنساني . في لوحتها . وهي التي امتهنت روح الخبز الممزوج بالحب والنار وبوابات الدمع ونهر الهذيان والطهر والأنفاس النشوى . باللون الذي يطعم الدمعة بكراسات الأوجاع الحبلى . بالقمر والشمس وفن ستائر الصمت الضاج بكل تلاوين الحياة والحب . لأحلام العشاق الأولى . حين يجرجرنا الموج في ثنايا ألوانها . كي يكتب قصيدة تشكيلية لمدن اللؤلؤ والمحار والبلاد البعيدة لجنوب وشرق البلاد . في المغرب العزيز . حين ترميننا الأحلام الملونة . فوق جحيم ألوان لا تنتهي . كذلك هي بعض أفكارنا . في عيون الليل ومدارات الأرض لجنون الشعراء والفنانين .في كروم علم الجمال . لعالم الفنانة الفطرية التشكيلية المغربية ( الشعبية ) التي اتخذت من جماليات فن الحياة والصمود لغة الحب الاسمي . آية عصماء لبيادر الفن في روحها . وهي التي قالت: (( لم أمارس الرسم فعلا . واحمل الفرشاة . وعلبة الألوان . والقماش إلا بعد وفاة زوجي . ولم أيكن في علم أي فرد من العائلة . أني أحاول إن أرسم . إلى أن تمرست بالرسم . وكان عمري وقتئذ حوالي 25سنة تقريبا . ولازالت أذكر أول مرة . أمسكت فيها الفرشاة . كان رسمي حلما . حيث أخذت أضع على اللوحة . ما يتراءى في أفكاري . وما أحس به .يتمخض في داخل كياني ووجداني . ويريد أن يخرج إلى حيز الوجود . ولازالت هذه هي طريقتي في الرسم .. أعبر بواسطتها عما يتفاعل في أعماقي من أحاسيس وأحلام ورؤى . وانأ ارسم بالمداد الصيني على الورق . وكذلك بالصباغة الزيتية على القماش . ولست متأثرة بأي أحد . أنا أعطي من عنديتي فقط . ووفق أسلوب فني أسير عليه في انجاز لوحاتي وإعمالي التشكيلية . وكان أول اتصال مباشر لي بالجمهور والناس . سنة 1966م . حيث أقمت أول معرض في معهد ( غوته الألماني ) وخلف أصدقاء طيبة . كانت بمثابة تشجيع وحافز لي على أن أقيم معارض أخرى . في عدد من عواصم ومدن العالم . باريس . و كوبنهاغن . وفرانكفورت. و الخ . ونالت حظها من النجاح حسب رأي الملاحظين وكذلك النقاد . ))

  • #2
    ...............................
    وقد كتب حول الفنانة ( محمد أديب السلاوي ) في كتابه ( التشكيل المغربي بين التراث والمعاصرة ) (( تتزعم الفنانة الشعبية الرسم الساذج في المغرب ( عند العنصر النسوي ) وتعتبر من أولى الرائدات في الاتجاه . وفي الحركة التشكيلية الوطنية . وتحظى بشهرة شعبية فائقة في جميع إنحاء العالم . وخصوصا في فرنسا وأوروبا الغربية . حيث تحظى باهتمام النقاد ورواد الفن التشكيلي . حيث ولدت الفنانة الشعبية في قرية شتوكة ناحية أغادير سنة 1929م. وسط بيئة فلاحيه فشاهدت اللون . والضوء . في أحضان إحدى المزارع الصغيرة الراقدة وسط الخمائل . والخضرة . والحقول . وتفتحت عيناها على عالم بهيج من الزهور والفراشات والعصافير الطليقة . وفي الثالثة عشرة زوجها أهلها . ولكنها ترملت بعد سنتين من الزواج . فلم تجد أمامها إلا اللون والضوء. فارتمت في أحضانهما لتتعامل مع الفن الساذج والتلقائي . حيث تعاملت مع اللون والخط . والشعبية على بساطتها . وتستمد موضوعاتها من الطبيعة والأرض والبيئة والمجتمع ومن جميع مظاهرة الحياة العامة في الغرب . مواضيع كلها تكاد تكون مستمدة من التراث الحضاري والفلكلوري ومن التربة الخصبة . والطبيعة في البادية المغربية . والميزة التي تنفرد بها إبداعات الشعبية التشكيلية . كونها بسيطة وأصيلة وساذجة .))وكتب أيضا عن الفنانة الشعبية طلال وشكل الأحلام التي أصبحت حقيقة . وهي الفنانة التشكيلية الفطرية الظاهرة التشكيلية. التي جابت شهرتها كل أرجاء العالم . حيث رؤى عن حياة الفنانة التشكيلية المغربية الراحلة الشعبية . وكيفية قصة المرأة التي قادها القدر من قرية شتوكة إلى أهم المعارض الدولية . حيث الحلم الأول . كما رواه Cérés FRANCO في سنة 1965 كانت الشعبية في السادسة والثلاثين من عمرها لما حدث . ولها شيء عجيب. ففي إحدى الليالي سمعت في منامها هاتفا يقول لها : " الشعبية ! انهضي، خذي الألوان وارسمي !استيقظت من نومها، وعند الصباح، ذهبت إلى السوق لاقتناء مجموعة من أدوات الصباغة من مختلف الألوان. ولما عادت إلى بيتها بدأت ترسم ... بأصابعها، بالقماش وبالريشة، على قطع من الورق المقوى والخشب. والشعبية، تزوجت وعمرها 13 سنة، أم لطفل اسمه طلال وسنها 14 سنة وهي أرملة وعمرها 15 سنة، لم تتح لها فرصة تعلم القراءة والكتابة فكيف تتعلم الفن... منذ ذلك الحين وهي ترسم ... كذلك الحلم الثاني كما رواه André LAUDE حيث قال . كيف بدأت الشعبية الرسم ؟ فكانت هي امرأة مغربية متواضعة، ومطيعة ومتعبدة ... ففي إحدى الليالي، رأت في منامها كأن الله تعالى . يأمرها بتزيين قصر ... بعد هذا الحلم، طلبت من ولدها – طلال – أن يساعدها في ذلك. فذهبا سويا إلى السوق لاقتناء الصباغة وقطع من الثوب ... وهذا هو الحلم الثالث كما حكته الشعبية . ونقله Nicole POCHARRA حين قال عن الفنانة ( الشعبية ) في حديث صريح عن نفسها : رسومي تعبر عن الحياة وعن بداياتي الاولى . أقول أنا فتاة قروية من " شتوكة " قريبا من مولاي بوشعيب. أعشق الأرض والبحر والسواقي والزهور التي تنمو مباشرة بعد سقوط المطر ... وتركت القرية مبكرا وعمري لا يتعدى 7 سنوات . ولأستقر بالدار البيضاء في بيت خالي. فتزوجت في سن الثالثة عشرة من رجل مُسِنٍّ وأصله من وارزارات . وأنجبت له طفلا سميناه طلال ... وكانت حياتنا عادية جدا ... فتوفي زوجي وتركني فقيرة ... ووحيدة .. ولكنني كنت جميلة وبشوشة ... ومليئة بالقوة والحيوية ... وما زلت أذكر المرحلة التي اشتغلت فيها خادمة في البيوت. وقد كنت أتحمل شقاء العيش من أجل تربية ولدي الذي أبدى اهتمامه بالرسم منذ طفولته ... وكنت حريصة على حضور الحفلات والمهرجانات ... والتي كانت تؤثر فيَّ كثيرا فرحا وحزنا ... وكان لدي إحساس بكل ما سيحدث لي ... وكنت أشعر أن حياتي لا بد أن تتغير ... وكنت أرى في منامي أحلاما كثيرة ... وما زلت أذكر حلما عجيبا رأيته لما كنت في الخامسة والعشرين من عمري. رأيت في منامي كأن السماء زرقاء تحوم فيها أشرعة ... وقد اقترب مني أشخاص لا أعرفهم ثم ناولوني ورقا وأقلاما ... وعند الصباح، ذهبت لاقتناء صباغة زرقاء كما في الحلم، من النوع الذي كنا نستعمله لتزيين جنبات أبواب البيوت ... وبدأت أرسم ... بعد ذلك بخمسة عشر يوما، وقد اشتريت الغواش وقطعا من القماش ... كنت أشتغل بالنهار، وأرسم في المساء ... كبر ولدي طلال وقد صار رساما ماهرا ... وفي يوم من الأيام، قدم لزيارته في البيتPierre GAUDIBERT برفقة الشرقاوي و André EL BAZ . وبعد تناول الغداء، أخبرتهم بأنني أنا كذلك أرسم ... ووضعت إزارا أبيض . وعرضت لهم مجموعة من اللوحات التي رسمتها من قبل ... فأعجبوا بذلك كثيرا. وكان ذلك منذ عشرين سنة. فشجعني كثيرا Pierre GAUDIBERT وساعدني ... بعد ذلك توالت المعارض ... وفي باريز مثل معرض L’œil du bœuf، و Cérés FRANCO التي أصبحت صديقة حميمة. وإنا أحب باريز حيث الفرحة والبهجة مع الأصدقاء البشوشين ... وأنا دائما كنت بشوشة ... أكرر كثيرا ... وهذا مهم ... مثل رسومي وألواني ... رسومي التي تعبر عن الحياة والطبيعة. لم أتغير أبدا. حياتي سهلة ولم أتغير. لا أحب الأشخاص ذوي الطبع الجاف . كما لا أحب الألوان الجافة. فأرسم مشاهد من الحياة اليومية ومواقف خيالية ... رسومي تجعلني سعيدة ... فأنا سعيدة مع الألوان ... وأحب الموسيقى ومشاهدة الأفلام ... وأحب الفرجة والمسرح والفنانين ... وطبعا أحب أصدقائي الرسامين . من المغاربة والفرنسيين ... مثل Alechinski و Corneille المقيمين بباريز. وأحب كثيرا الأطفال والحيوانات. الملابس والحلي جميلة طبعا، ولكني أنا لست من اللواتي تبالغن في ذلك. فحياة النساء اليوم مختلفة. إنهن اليوم تخرجن وتعملن. هذا جيد. إما علينا أن نقبل الحياة وأن نعيش مسرورين. فالحلم الرابع كما حكته الشعبية ونقلته فاطمة المرنيسي لتكون في قول : الشعبية في حديث صريح عن سِرِّ نجاحها : والأحداث التي أنارت طريقي ..اسمعي ! ولا تنسي أنني بدوية ... وهذا ليس كل شيء. عليك أن تعرفي الباقي . وإلا فلن تستطيعي أن تدركي سر نجاحي. عليك فقط أن تعلمي أنني وأنا طفلة . كنت أقوم بأشياء غريبة. كنت أصنع أكاليل من الزهور وأضعها على رأسي. لم تكن قريناتي تصنعن مثل ذلك. ولا أحد صنع مثلي في شتوكة. كان الناس يلقبونني بالحمقاء ( لمسطبة ). كنت شغوفة إلى حد الجنون بأزهار اللؤلؤ. والخشخاش. فكانوا يعتقدون أنني غريبة الأطوار ولم يمنعني استغرابهم من أن أغمر جسدي كله بالورود. فافهمي .هذا جيدا. فلم أكن أهتم باستغراب الناس مما أصنع. فهل تفهمين ؟ وكنت أحب العصافير كذلك كثيرا. ليس هذا ما كان يزعج من حولي. بل ما كنت أقوم به من تغطية جسدي كله بالأزهار وما أضفر منها حول رأسي وعلى جبهتي. فحاول أهلي منعي من ذلك ولو بالضرب. فكنت أهرب وأختبئ في أكوام التبن ... تحت المطر الخفيف. وستجدين هذا في لوحاتي. وكيف أصبحت رسامة ؟ كما تعلمين، كل واحد منا له قدر مسطر. قبل أن أشرع في الرسم، هناك أحداث أنارت طريقي : لقاء في ضريح، حلم، إحساسات ... رأيت حلما في هذه الغرفة الصغيرة المطلة على الحديقة. كنت في بيتي، وكانت السماء زرقاء مغلفة بالرايات والأعلام ... صوتها من شدة الرياح . كالصاعقة. وكانت هناك مصابيح مضيئة من الغرفة إلى باب البيت وعلى امتداد الحديقة كلها ... وفجأة فتح الباب ودخل رجال بثياب بيضاء بأيديهم ريشات وأقمشة... وكان بينهم شبان وعجوزان لحيتاهما طويلتان... وقالوا لي : من الآن فصاعدا، بهذا تكسبين رزقك !!! وكيف كنت أكسب رزقي آنذاك قالوا ؟ أنت لطيفة ! عندها ماذا تريدين أن نفعل ؟وماذا بإمكان امرأة أمِّية مثلي أن تصنع ؟ كنت خادمة في البيوت أغسل الثياب وأنظف ... وكنت مخلصة في عملي... إلى أن جاء هذا الحلم... عند الصباح، قصصت حلمي على أختي. فكان لابد من تحقيق ذلك الحلم ... فذهبت إلى المدينة لشراء الصباغة، من تلك التي كنا نستعملها لتزيين أبواب البيوت ... لا يهم ذلك بقدر ما كان يهمني أن أشرع في الرسم وأن أُبْدِع. ابني طلال كان له استوديو يمارس فيه الرسم ... قبل ذلك، وكان يغضبني . كثيرا لما أراه وقد لطخ ثيابه بالصباغة ... ووجدني يوما أنا كذلك ملطخة . بالصباغة فنصحني بالمثابرة والاستمرار في العمل ... حدث يوما أن جاء Pierre GAUDIBERT رفقة الشرقاوي إلى بيتنا . فأعجبوا ببعض لوحاتي وطلبوا مني أن أطلعهم على باقي أعمالي . مما زادهم دهشة وإعجابا ... وقد كتبت ( فاطمة المرنيسي ) خطابها الفكري . الى الشعبية طلال والشعبية أو الصدق الفني . في شكل هذه الرسالة التي لن تقرئيها, (( عزيزتي الشعبية . لأنك مثل أمي لم تتعلمي تهجية الحروف . أو لم يلقونك دروس محو الأمية كما يقول الموظفون - أود أن أقول لك بلغة أجنبية مقدار الإعجاب والحب اللذين أكنهما لك واللذين قد لا أوفق في التعبير عنهما جيدا بعاميتنا .إنني معجبة بك لأنك تمكنت، في مجتمع مبرمج لإهانة المرأة, من إحباط المخططات وتفكيك الآليات, دونما تعمد و مجردة من كل سلاح, لأن البحث عن الكرامة صار هو رد الفعل الأكثر تلقائية للبقاء وللحياة, بشهادات أو بدونها .فبعض المجتمعات، كما تعلمين، تنظم إذلال الفرد مثلما تنظم الاحتياط الاجتماعي أو العطل المؤدى عنها... وفي مجتمعنا، جرت العادة على اعتبار اللواتي والذين لم يحالفهم الحظ في تعلم القراءة والكتابة غير مؤهلين لدخول عالم الإبداع: فوحدهم جامعوا الألقاب مرخص لهم بذلك. أما الآخرون والأخريات – مثلك عزيزتي الشعبية ومثل أمي أو ابنة خالتي- فلأن حظكن العاشر شاء لكن أن تولدن قبلي ببضع سنوات، في زمن مبكر أو بعيدا جدا عن الحواضر الكبرى (حيث لم يبدأ التمدرس المكثف في المغرب إلا بعد الاستقلال، في أواخر الخمسينات)، وجدتن أنفسكن ممنوعات من الإقامة في فضاءات الإبداع، غير أنك، عزيزتي الشعبية، اخترت هذه المرحلة بالذات لتدخلي المشهد، مخلخلة السيناريوهات وأصحابها، مزعجة الممثلين والملقنين، ومعيدة إظهار سراب الجمال طبقا لقانونك الخاص، قانون الموهبة اللامعة.لقد تسربت إلى عالم محروس بصرامة، عالم الفن التشكيلي الحديث الوافد من جهة أخرى بقماشة عمودية وفرشاة ولون اصطناعي... من مدينة بعيدة اسمها باريس. تسربت بصمت، كما لا تقدر على ذلك سوى النساء العربيات، إلى مواقع السلطات: سلطة الإبداع ، سلطة التعبير، سلطة بيع العمل بثمنه الاعتباري، وسلطة ترصيع اللوحة بقيمتها الحقيقية. وهي قيمة صارت أصالتها تقدر اليوم بأقوى العملات الصعبة عبر المتاحف وقاعات العرض... وأنت تقومي بكل هذا مرتدية لباسك التقليدي ومجوهراتك نكاية بالموضات الزائلة، ومزخرفة يديك بالحناء، ومكر شعرك باد تحت وشاحك الذي لا علاقة له بالشارات المعروفة، وهي مجرد تدلل وضحك وسخرية من الدار البيضاء.لهذا كله أنا معجبة بك، وكذا لمكرك... حين تحيينني بذلك الهزل المحير الذي يبعث على الخوف: "آش كتكولي آلقارية؟" .فبإلحاحك – بلطف - على ما حرمت منه- أي متابعة الدراسة والحصول على شهادات – تعريننا جميعا، معيدة إيانا إلى الإنساني بعظمته ومسؤوليته. وعندما سألتك ذات يوم: "لماذا تحدثينني دوما عن التعليم؟ إنك تتدبرين أمرك أفضل من العديد من أساتذة الجامعة..."، جاء جوابك مضيئا أكثر مما يستطيعه بحث طويل: "ألح على التعليم لأن الأمية جرح. ينبغي إعداد مغرب لا تكون فيه أية امرأة جريحة. فحتى عندما نلاقي النجاح، فإن هذا الجرح لا يندمل أبدا". إنني أحبك، عزيزتي الشعبية، لأنك توقظين ضمائرنا، ليس بأبواق المناضلين، بل بنجاحك، وصدقك. وأنت تحبين المختلف لتعبري عما هو داخلي بنحو أفضل. هكذا أنت منفتحة على الغرب، وتحبين الفرنسيين والأمريكيين وكل الذين يختلفون عنك حديثا وسلوكا، لأنه ما من تهديد يطال الجوهري فيك، أي صدق كينونتك. إنك ناجحة لأنك واثقة مما أنت عليه: شعاع من الضوء يتموج ويومض ويسمى إنسانا حتى لو كنت امرأء يعتبرها بعضهم هنا وهناك تافهة وثانوية وعديمة الأهمية... وردك على المجتمعات التي تحتقر المرأة هو تلطيخ لياليها بألق ألوانك، وكنس القوالب الجاهزة بالإبداع الهادئ لجمال لا يحتاج لإثبات نفسه أمام أي كان، لأنه بكل بساطة ينير من يراه.مع كل احترامي لهذه القارئة التي هي في غنى عن القراءة، لأنها مستغرقة تماما في مصيرها المتواضع واللانهائي، المتمثل في اجتراح معجزات بصمت، ومبادرتك بالقول حين تصادفها، وعيناها الكحيلتان تشعان بلمعان ماكر: "آش كتكولو آلقاريين؟"."ما قولكم أيها المتعلمون؟" أجل، عزيزتي الشعبية، لقد مكرت بنا وتفوقت بموهبتك علينا بما نحمله من شهادات.)) وكتبت ( حبيبة زوكي) ( هذا الفن الفطري هو من المجتمع و إلى المجتمع، و الذي أعرفه أن التسمية التي نطلق عليه لا تقلل من قيمته بالعكس فهي تعمق محتواه، و هنا أستحضر ما قاله الفنان بيكاسو حينما رأى رسوم أطفال...ثم أن الفنانة الشعيبية إن تأملت لوحاتها فهي تترك بصمتها لدى المتلقي...و قد كانت فنانة عالمية حيث عرضت بأماكن قد لن يسعف الحظ بعض الفنانين بالحلم بالعرض فيها ...) وكتبت جريدة «الشرق الأوسط» من الرباط ( وفاة الشعيبية طلال.. أشهر رسامة مغربية..توفيت أول من امس الفنانة التشكيلية المغربية الشعيبية طلال عن عمر يناهز75 عاما، وهي اشهر رسامة مغربية استطاعت ان تحقق شهرة عالمية بفضل لوحاتها التي تنتمي الى ما يعرف بـ«الفن الفطري»، حيث عرضت اللوحات في اشهر المتاحف والمعارض في باريس ونيويورك وفرانكفورت وجنيف. وقد اكتشف موهبتها الناقد الفرنسي المعروف بيير كودير واقامت اول معرض للوحاتها عام 1966. ولها إبن وحيد هو الفنان التشكيلي الحسين طلال.
    وقال عنها الفنان التشكيلي احمد جريد انها «تعتبر مدخلا أساسيا للفن التشكيلي المعاصر منذ منتصف القرن الماضي، حيث كانت من الرواد الأوائل الذين اقتحموا المتاحف الدولية وصالات العرض المرموقة في العالم. كما أن أعمالها توجد حاليا ضمن المجموعات الفنية لدى عدد كبير من المنظمات الدولية والمتاحف الشهيرة وكبار مقتني اللوحات في العالم. وتميزت الشعيبية كذلك بكونها الوحيدة التي أسالت الكثير من الحبر حول تجربتها وحول ما يسمى بالفن الفطري وظلت تطرح باستمرار إشكالا فنيا عميقا على مستوى التكوين وعلى مستوى اللون والمرجعية.)

    Expositions

    1966 - Goethe-Institut , Casablanca - Morocco
    1966 - Solstice gallery, Paris - France
    1966 - Salon des Surindépendants , Musée d’Art Moderne, Paris - France
    1969 - "Ecole marocaine", Copenhagen - Denmark
    1969 - "Kunstkabinett", Frankfurt – Germany
    1970 - "Les Halles aux Idées" , Paris – France
    1971 - "Dar America", Casablanca , Rabat , Marrakech , Fes , Tangier – Morocco
    1972 - Ventes aux enchères, Drouot, Paris – France
    1973 - "L’œil de Bœuf" gallery (CIPAC), Paris – France
    1974 - "Ivan Spence" gallery, Ibiza – Spain
    1974 - "Salon des Réalités Nouvelles", Paris – France
    1976 - "Biennale d’Art", Menton – France
    1977 - "Salon de Mai", Musée d’Art Moderne, Paris – France. "Salon des Réalités Nouvelles", Paris – France
    1980 - "Engel gallery", Rotterdam - Netherlands
    1980 - "Fondation Juan Miro", Barcelona – Spain

    جميع الحقوق محفوظة
    الميادين منبر الإبداع العربي الحر
    عبود سلمان

    تعليق

    يعمل...
    X