Aboud Salman
١٣ يوليو ٢٠٢١ ·
الشعبية بنت طلال
الفنانة بالفطرة والتشكيلية التلقائية المغربية الشعبية بفضاءات عالمية الفن والجمال والدهشة .
قراءة نقدية : عبود سلمان العلي العبيد / سوريا
تكمن نظرة الحب الأبدي . إلى حقيقة الفنون الجمالية . للإنسان . عندما تتوغل عميقا . أناشيد حلم الفقراء . بصوفية أقدارهم . التي هي مهرجان الفصول الأربعة . في دورة أسطورة الحياة . ولهذا يبقى الفن التشكيلي . ابقى وأنقى أنواع الفنون الإنسانية . التي تحمل في طياتها . كنوز الإنسان الجمالية . والتشكيلية . بحكم جماليات الرؤى البصرية في إسرار مطهمة . كذلك هي فراديس عالم تجربة الفنانة التشكيلية المغربية العالمية ( الشعبية بنت طلال ) الرائدة في مجالها الفني التشكيلي التلقائي الفطري . وهي زعيمة الفنانين الفطريين في عداد المشتغلين بالفن الفطري . حيث تفردت بفنيات الرسم الساذج . وعميق حركة أصابع اللون والخط في قدرة مكامن الضوء . لعالمها الفني التشكيلي . الجمالي . الذي ازدهر بالخط واللون والحلم . والإشارات الجمالية . التي تمرست بالروح التلقائية . والفن الفطري الساذج . المشوب بوعي كبير. حيث تأثرت بتعاليم غبار الهموم . والأيام والأوتار الراقصة في عشب الأمكنة . والتحولات .في دروب الجياع والحزانى. وهي التي عرفت وجه الوجع والتوجع . كي يكون الفن السلوى القدرية . في طريق شبابيك الضوء . كي يكون اللحن بيدر قمح . والأغاني وجه الحقيقة . في الحلم الإنساني . حيث مكونات الطبيعة الإنسانية . والبعد الحضاري . وعناصر الإيحاء المتجذرة بأصول البحث عن الذات المبدعة . في أنسابيات كينونة الحلم . وحالة الانطباع الأولي .الذي يشكل في عالمها التشكيلي . الوحدة البصرية التشكيلية . المتآلفة بتكامل . له كامل الأبعاد والعناصر والأطياف . والإشارات والرموز . والقيم الشكلية واللونية . في تناسق جمالياتها . في توزع هارموني لروحها الواصلة . إلى إسرار اللوحة الخالدة . الفاقعة .في حالة الاستبصار والتعمق لشمولية النظرة الإنسانية . حين ترسم عالمها الضاج بسبر أغوار النفس وأعماقها . الدفينة . حيث الكشف الفصيح . في محتوى إبداعاتها. ونماذجها . وخصوصيتها . واختلاف إعمالها . في أسلوبية المعالجة . وطبيعة شخصيتها . وهي الثائرة والمتمردة . بأحجار الأسس المتينة . لصخب اللوحة . في خفايا النفس الثائرة . حيث الفن لديها .له دور إبداعي . ووظيفي . في بناء الحضارة . والحياة . عندما تكون الحياة في أبهى صور الواقع والجماليات . وإمام معزوفة سيكولوجيا ارث اللون .في مجال مآثرها الفنية التسجيلية . عن حياتها . تأتي نسغ الحياة . مشبعة بالديمومة . والسرمدية . والملونات الطبيعية . لمكوناتها البنائية . حيث ترصد جماليات اللون بحس تجريدي مستوحش . إن لم يكن يستدعي الروح الأخرى . في افتراضات أسلوبيتها التعبيرية . حينما تأخذ من روحها روح الانطباعية . عن مجريات ذهنية روح قيمها الجمالية . المثقلة بالفلسفات الحرة . وروح الدلالات والإشارات والإيحاءات . و التسأولات . والتجريد الذهني والشكلي . حيث القيم الجمالية المحببة . بروح التبسيط الشكلي .و تدرجات الألوان الزاهية . بمداد علاماتها الفارقة . حيث الهموم والدموع والعذابات ووطن المتعبين الجياع . وفن البكاء الإنساني . يروح تراثها الجمالي . تحاول أن تصنع منه جمرة الوجد . والحسرة الباهتة . وهي التي عرفت طعم الظلم والحرمان وفنون عذابات الإنسان . بقيمة من ارتشف من الدمعة القاتلة . كي تكون في لحن ألوان العشق .طير يغني . ولحن يبكي ألوان دفاتر العمر المنهوب . ومابين من استعذب الآه وأرتشف اللون وجه للمرايا والبوح . جاءت أوجاع الحياة في لوحتها . ارض وجه الحب . في وجه الحزانى . وسر الإنس . في لغة الأحلام . والفن الجميل . حيث الوجه الإنساني مصلوب فوق الضوء . الإبداعي . وفي عمق أغاني الحلم العريان .تعرش ألوان ليل عتمة التعساء. في جذور العمر . حين ترسم الفنانة الفطرية الساذجة ( الشعبية ) هموم الأشقياء . وكأنهم نخلة حب أطلسية . على مشارف جبال الأطلسي . وأنغام عروق الذكريات . هي من تصنع الحريات لوجه المرأة المغربية . في شتى صنوف ظل الفرح المنشود . والخبز الموشى بدماء تعب الفقراء المحرومين هناك . وفي كل مكان . ولأنها من صحارى القهر وبساتين الزيتون وريح الأمواج العاتية . حين تحمل لنا سمك السردين . في دنيا العذابات والتعب الإنساني . تبقى روح الفنانة .ألعاب في اللون . وأثواب في علم الجمال . وقد صار الزاد أحلى في همسات لوحة فنية . هي بعض ألوان من دفتر العمر المنسي . كي يكون لوحة بصرية . إبداعية . مزهوة بعطارة الحناء والوشم والندى والبخور والبسمة المذهلة . بروح الفرح المتصاعد . في جمر الاحتراق . على شرفات الطوفان الشهم . لابنة الأمس والحاضر والماضي واليوم وغدا . وكل متاحف هداة العاصفة . حيث تكون هي الفنانة التي تغفو بمدن الألوان والإشكال وساحات الزمن المفجوع . لتنتحب على أعتاب دسامة الألوان . وتبكي اللون والضوء والحقول ووجه جياع الوطن المنشوق . المسافرين إلى مضيق جبل طارق . في سفرة الأحلام الأخيرة . لشهداء الحلم الأخير. في سفن عربات الموت . حيث البحر ازرق . والعيون الحالمة . فن عمر اللعنة . في مواسم الحشد الإنساني . في لوحتها . وهي التي امتهنت روح الخبز الممزوج بالحب والنار وبوابات الدمع ونهر الهذيان والطهر والأنفاس النشوى . باللون الذي يطعم الدمعة بكراسات الأوجاع الحبلى . بالقمر والشمس وفن ستائر الصمت الضاج بكل تلاوين الحياة والحب . لأحلام العشاق الأولى . حين يجرجرنا الموج في ثنايا ألوانها . كي يكتب قصيدة تشكيلية لمدن اللؤلؤ والمحار والبلاد البعيدة لجنوب وشرق البلاد . في المغرب العزيز . حين ترميننا الأحلام الملونة . فوق جحيم ألوان لا تنتهي . كذلك هي بعض أفكارنا . في عيون الليل ومدارات الأرض لجنون الشعراء والفنانين .في كروم علم الجمال . لعالم الفنانة الفطرية التشكيلية المغربية ( الشعبية ) التي اتخذت من جماليات فن الحياة والصمود لغة الحب الاسمي . آية عصماء لبيادر الفن في روحها . وهي التي قالت: (( لم أمارس الرسم فعلا . واحمل الفرشاة . وعلبة الألوان . والقماش إلا بعد وفاة زوجي . ولم أيكن في علم أي فرد من العائلة . أني أحاول إن أرسم . إلى أن تمرست بالرسم . وكان عمري وقتئذ حوالي 25سنة تقريبا . ولازالت أذكر أول مرة . أمسكت فيها الفرشاة . كان رسمي حلما . حيث أخذت أضع على اللوحة . ما يتراءى في أفكاري . وما أحس به .يتمخض في داخل كياني ووجداني . ويريد أن يخرج إلى حيز الوجود . ولازالت هذه هي طريقتي في الرسم .. أعبر بواسطتها عما يتفاعل في أعماقي من أحاسيس وأحلام ورؤى . وانأ ارسم بالمداد الصيني على الورق . وكذلك بالصباغة الزيتية على القماش . ولست متأثرة بأي أحد . أنا أعطي من عنديتي فقط . ووفق أسلوب فني أسير عليه في انجاز لوحاتي وإعمالي التشكيلية . وكان أول اتصال مباشر لي بالجمهور والناس . سنة 1966م . حيث أقمت أول معرض في معهد ( غوته الألماني ) وخلف أصدقاء طيبة . كانت بمثابة تشجيع وحافز لي على أن أقيم معارض أخرى . في عدد من عواصم ومدن العالم . باريس . و كوبنهاغن . وفرانكفورت. و الخ . ونالت حظها من النجاح حسب رأي الملاحظين وكذلك النقاد . ))
تعليق