Aboud Salman
١٣ يوليو ٢٠٢١ ·
عدنان المعتيق
الفنان والناقد التشكيلي العربي الليبي
والمعاصر جدا. لانه الحاضر بعبق الماضي .
قراءة نقدية : عبود سلمان العلي العبيد / سوريا
يسكن الناقد التشكيلي والفنان الجمالي عدنان المعتيق مستثارا بطاقته الابداعية المتدفقة . ومندفعا بمزاجه الانساني الفني . المتفائل ليكتشف شغفه . بالفن كحبة رمل ليبية . جاءت من عمق اساطير صحراء الصحراء. وحضارة الانسان الاول . عندما منحت الوانه واشكاله . جاذبية اسرارها المميزة . في طاقة الحلم والحب واللون . والاشكال والاسطح . التي تمنح أعماله الفنية . وتجربته . حواف مكتشفاته عبر رحلته المتلونة . في فن ذو أشكال واضحة.يلطف لها الحركة . واللون ليصل عبر طرفي معادلة التشكيل الابداعي التصويري . بتجريد مشاهده الافقية . المتعامدة . بحواف شخوصه المبتورة . وكانها التعبيرية الجمالية . الرمزية . في واقعية الحلم الشفاف . على أسلوبيته المتخذة من الانسان . محورا هام لاعماله . بشكل عام . وبفنون معالجاته اللونية . والشكلية . تأتي عناصر تكوين لوحته . وكانها الصورة المباشرة لحكايا الانسان والتاريخ . والقصص والاساطير . في روح الملامح الجميلة والانفعالات التي تحدد عناصره الرئيسية . كملمح جمالي وابداعي .
هو لب الموضوعية . في مضمون عمله التشكيلي . الذي يهتم أكثر في قراءة تعابير حساسية الفنان المثقف . عندما يعيد صياغة الاشياء في ذاكرة الاشكال . ليحكي حكاية الجغرافيا التي تعيد صناعة التاريخ . في شكل لوحة فنية تشكيلية ليبية معاصرة جدا .
ناهلا من معين التراث الانساني معاصرة . الوانه في نتاجه الفني . حيث الميلاد والنشأة والاقامة . وكانه يترحل في دورة الفصول الاربعة.في مواجهة خط البحث والابتكار وتوليد الافكار . في جو تراجيدي . منكب على آفاق التقنية والحس . بقدرة الثبات الكلاسيكي عندما تولع فكرة الفنان التشكيلي ( عدنان المعتيق ) بتجريداته . بكيفية تعابيره . الجمالية والفكرية . والتقنية . الفنية . وفق معنى بصري خالص . تعطي للافكار البصرية . ماتختزنه الذاكرة الشخصية . بما تنهل من أمكانية العمق الحضاري للانسان في التاريخ الانساني . والتاريخ الليبي . القديم / الحديث . في حالات بصرية . يتعامل معها الفنان والناقد التشكيلي ( عدنان المعتيق ) بكل الايحاءات المفرطة بأكتظاظ الحياة . حيث غرام فكر ووعي الفنان المثقف . الذي يعتمد على حساسياته ومناطق حلمه . في تشكيلا ته البهية . المغرقة في تعبيرية . منطلقها الانساني نفسه . والمفارقات البصرية التجريدية . التي تتقذف لنا بتداخلاتها وتراكيبها . والوانها . واستجاباتها المفرحة . بنشاط ابداعي وثقافي وفني وتقني . تعبوي . مغامر ومجرب . بمعطى روحي وجمالي . قد يومض بمهارات الفنان ومعارفه . لانشاءاته المتناغمة بطقوسها وهيولى جمالها . واقواس مخطوطاته التراثية المعاصرة . حيث تتصارع بغنى وثراء لوني . وكانه التكوين والانشاء والطبيعة والبيئة وعناوين مكامن الضوء. في كهنوت الاغوار السحيقة . وروح الغابة الانسانية والكونية .
وفق منظور بصري سرمدي . مخضب بالتأثير الحتمي . الغامض . حيث يعيد تكوين رموزه الفنية الابداعية . كي يقول لنا أنه الكاهن الابدي والمراقب الابداعي . في اسلوبيته البنائية . في غنى الرؤية التي تتخذ من لونيتها الاثيرة . لتكون الحياة الجديدة مرمزة والمرأة هنا كالشهيدة . والرجل هنا . كعملاق الاسطورة . المستند الى كل ماهو رديف بثنايا خطابه التشكيلي والجمالي . في ظل الوانه الحارة والباردة . المتناغمة في مستويات وجهات نظره . في فانتازيا تاريخية . تأخذ من مسالك خريطة معالمه التشكيلية . لبوس البيئة الانسانية . ومكنوناتها الشعبية القصصية . حيث موسيقى احساسه الداخلي . هي وحدها من ترسم أسباب موضوعية . لشعوره المتناغم مع مكون أصيل في اضافات قدرته العالية . على استعاراته المحسوسة لشيء ما . من التاريخ والذكريات . التي تعود به الى ذاكرة طفولية . حلمية . مرتعها الطفولة والصبا .لسلطة المبدع وديكتاتوريته في التعامل مع منجزه . الابداعي . فلا حرج طالما انه يستمتع ويمتع المتلقي . حيث يستحضر التاريخ ورموزه . بكثافة كبيرة . وبلغة حميمية . وكانه الرسام القصصي . الذي يطلق العنان لخيوط الذكريات التي تبدأ ولاتنتهي . في تجلياته الفنية . حينما ينسجم بملامح الفلاحة الجمالية . زراع الخصب والصراع والحب . والقوة والنماء . في رقصات البشر الحالميين . الذين هم محاصيل جمالية . فيها الاخضر واليابس . والاحمر الدامي . والازرق السماوي . في طقوس ذاته . التي تتنوع بكورال الغناء التشكيلي . الجماعي . في مواسم الحصاد والتأمل . في مغازي مؤشراته احساساته الانسانية . حيث فسيفساء فردوسه . لوحة فنية ابداعية . تعكس عطر الزمان والمكان . وتطرز الانسان بموهبة وجوده على الارض . في عذوبة الالوان والاشكال . وببراعة توازن التراكيب . والتبسيط والاختزال .
مما يؤكد في زخرفية واقعه التصويري . ببراءة الخيال والسحر والبساطة . باسلوب تعبيري وبنائي عفوي تلقائي . حيث في اعماله . التلميح والتصريح . ومابينهما . هناك حضارات العالم ومواويل همس القوافل والحروب والفتوحات وعرائس فن التحطيب في الصحراء الليبية . التي كانت مدخل كوامن الضوء . في عوامل الفنان التشكيلي الحالم ( عدنان معتيق ) الذي يتخذ من عوالمه طفولته . مشارب غناءه الطرب . ومسارب عالمه التشكيلي الفني . وهو الذي تنامى في كشوفاته التقنية التصويرية . وتجلى في شغفه بالفن . كي يستثمر بطاقاته الابداعية المتدفقة . وبمزاجه المتفاني . اشكال جديدة . لصراع الانسان مع قوى الطبيعة والحياة . في رحلة سلسلته اللانهائية . لمستوياته القصدية . حيث يتشرب قوانين فعل الحب والحياة . وصدق التعمق في ذهنية الفنان . الى تجريد كل ماهو معاكس وآزلي . يريد تأطيره بمساحة شفافة . تعطي الاحساس للفنان والمتلقي . وتجعل من امواج تضاريسه . صور ملونة . وبشر ملونين . ونساء متلونات . وحيوات أخرى . قد تتحرك كالعاصفة . في مجالها الحيوي والجمالي والتشكيلي . وبها تعطي مفردات نصه التشكيلي الجمالي . الفني.
لهذا يؤلف الخط واللون والفكرة قوام أشكاله الانسانية ومفرداته الاخرى . كالدائرة والاشكال الهلامية . ومعاني شفافية الالوان والحلم . التي يطرحها بأسلوب معاصر . بعيدا عن شكل المحاكاة التقليدية والمحاكاة الصرفة .
عدنان المعتيق . فنان المضامين الرومانسية الكثيرة . وهو يداعب أحاسيس المتلقي . في جو حميمي من الذكريات الملئية بالمعاني الكبيرة . وهو المناضل ضد اشكال القبح الاستعمارية . لانه ينهل من تاريخ بلاده النضالي . معنى آخر لوجوده . راسم عمق عمر الشهداء في ثورة عمر المختار . صورة كفاح جمالي مستمر . لازال حاضر في لوحته وتجربته . بقوام مفرداته الشعبية التاريخية . وخطاب نصه الفكري المشحون بجماليات عمق التاريخ والصحراء التي ترك عليها الانسان الاول والفنان الليبي الاول . خربشات محفورة . توثق لصياغة الايدي الماهرة . حكاية عشق التاريخ والمواقف الباسلة . في الصيد والمعركة وصراع الخير والشر . والثور والانسان . والحصان العربي وجمال انسانية وجود المرأة في الحياة . في ربيع أنوثتها الخصبة . كأم وحبيبة وأخت وزوجة وصديقة . وفي صدق وجودها الى جانب الرجل . الذي صار في لوحته . هو شكل المتابعة الدقيقة . في عملية تفاعل الفنان . مع تراب الوانه وشخوصه . واحلامه . كل هذا النسيج الملحمي . في حالتها البدائية . حيث تسخن الرموز في صور سريالية . سابحة بالمفردات والدلالات والمضامين . وبتكتيك خاص به . تغفو نباتات الصحراء وطيرها وحيوانها وانسانها والوانها الحارة . كي ترسم حناء الوانه . لان جدائل نساء الشرق . له مفعول السحر به . وهو الفعل الذي يطرز هواء ابداعه . بهواء ماء بلاده وعشق تراب أرضه الليبية .
وفق حس لوني بديع . وتوزع لشحنة الفنان الابتكارية . في وحدة الاسلوب والاداء . وتكوين المفردة الجمالية به . المونسنة بقالب أعطاء الملمس . اهمية كبرى. يطرحها بشكل تجريدي زخرفي نابع من الشرق الافريقي . حيث الريليف الخارج عن مآلوف تأثيراته الجمالية . لرجال سكنوا الايام بحرية صحراوية . وركبوا البحر في اجيال متعددة . وبيئة تدعو الى السكون والشموخ والاستفزاز النفسي . مع عوالم الامواج الرملية المتلاطمة . في محور اهتمام عين الفنان . حيث الانطباع المحلي . مصداقية عمر الفنان . وحكم الفنان الجمالي . في مدرك عقلاني . لانه هو صاحب انتاج التجربة . في ملمح مكوناتها الاساسية . لعلائق الخط واللون والسمة البصرية في ابجدياته البصرية . البنائية اللونية التصويرية الانفعالية .
عدنان المعتيق في زحمة المشوار الجمالي والانساني . هو نفسه الباحث في جماليات السرد التشكيلي العربي الليبي المعاصر. وهو ذاته من ظلال الامس البعيد الحميم . لانه الحاضر بعبق الماضي . والماضي الجميل . في صورة أهواء التمني . وفد عطر مسيرته الانسانية . في مجد الاشواق الحرى . عندما كتب ورسم في التشكيل الفني الليبي . راسم خصوصيته . بخطواته الانسانية الشجية . تاركا على صخور بلاده دمعة شاعر فنان . وبسمة طفل لازال يتعذب من سجايا الحروب الملعونة . بقصص جمالية . ترفض ( ألف ليلة وليالي القهر في الشرق ) ولانه من طهر الصلوات في هزيم الوقت والريح . مازال يطرز هواء لوحاته . بذكرياته ومشاهداته وطبيعة مواطنيه وعفويتهم وصدقهم والوانهم وحميمتهم وفلسفتهم وتأملهم وحوادثم اليومية . وحكايا اساطيريهم . محددا بأعماله التشكيلية التصويرية مفاصيل ابداعه الفني . في نمطية خاص به . ولاتشبه أحد لها .
لانه من خواص فن النفس حركية . يستخرج ذاته المبدعة في حالة تفاعل بصري قصدي . تحمله صخب الذات المعلنة ومكامن الضوء . وتستحيل به المشاكسة في مجاله التآليفي . كي يرسم الزمان والمكان في انسانية مفرطة . بتجلياتها اللونية . والخطية . وهو الذي يكتسي من شموس بلاده والمنطقة .تواصله الفكري والتقني . مستعينا بحدائق العشق السرمدية . في تكويناته التحويرية الانسانية . راسم لزهاء اللون والوعي . عنصر المحاكأة والتأثير . في ثقافات انسانية عالمية . نابعة من الواقع الحياتي الليبي . حيث بريق المناسبات الانسانية والجمالية . هي خواص فنه الانساني . وسر اسرار موهبته التشكيلية المبتكرة . القادمة من شرق عيون مجاله الابداعي . الطالع مع رموزه وتكويناته وروحانيتها . كهمس الندى في احتراق نكهة فيض الحياة . في مصراته . عروس المدن الليبية الصامدة . أمام العدم ولعنة القيظ الصحراوي . حيث البحر والصحراء . وكسوف احتراق الزهر . لتباريح النجوى .
ملامح طيف الفنان ومدينته التي ولد بها . لتكون حاضرته في صنوف الحكايا ومكامن الضوء . عندما يهطل الضوء في شكل غروب او شروق او غسق او شفق .
عدنان المعتيق . بوح صدى الذات المرسومة في جدول الايام والريح . وفي مواسم الحلم . هو كل ماهو بيدر للنسائم . في ظلال الامس .والاوجاع . في رؤى الماضين والآتين . وفي ليالي الصمت . تعلو النغمات سبايا للعشق . في احلام الصبايا الغيد . عندما يناجي سراب الامس الجميل . في بوح أهوال الصباح والمساء . كي يتنامى هاجس اللحن الانساني . في بوح درب الخريف . وفي لؤلؤه المسحور . على الصحراء والبحر . ومامر به . في ليل السهد . كذاكرة الفنان البسيط كالورد . والهادىء كبركان لايهدأ. وكالنعناع البري يرسم شرايين الحياة النازفة . وحيدا يعبر الورق والماء والالوان . في فضاء صداقة نبيلة . يرسم عطر الوقت والورد . والبنفسج . بشغاف ذاكرة لاتشيخ . انه يشبه طائر العنقاء في فضاءات الروح المبدعة . على حكايا الوجع الانساني . الجميل . لشؤاطىء اللون والوتر . حيث لا أثر لظل الاشياء في ضوء الشمس والاجساد . والرغبات الدفينة . الا في ريشة فنان الحكايا والروح الشرقية . والشفافية اللونية الحالمة .
___________________________________________
جميع الحقوق محفوظة
الميادين منبر الإبداع العربي الحر
الناقد :عبود سلمان