عن الحروب بين عامي ١٨٧٠ و ١٨٤٨ حرب القرم
في حرب القرم عام ١٨٤٨ دخلت الكاميرا الفوتوغرافية لأول مرة إلى ساحات القتال ، ومنذ ذلك التاريخ صارت جزء لا يتجزء من بنا إلى الصور الأولى ، ويتابع عام ٨٣ والحرب اللبنانية التي لم تتوقف بعد ونظراً لأهمية هذا الموضوع بالنسبة لمتتبعي تاريخ التصوير » رأينا ترجمته من الألمانية ، خصوصا وانه لم يترجم إلى أي لغة بعد ، ليكون بمتناول قرائنا باسرع وقت ممكن .
الكتاب لرينيه فابيان وهانس کریستیان آدم . ويقع في ٣٤٠ صفحة من الحجم الكبير ويحتوي على صور لم يسبق نشرها قبل الآن لأسباب عديدة . والصـور جميعها بالاسود والأبيض بلا شك ، وهو مقسم إلى سبع فترات تاريخية تبدا بين عامي ١٨٤٨ و ١٨٧٠ وتنتهي بين عامي ١٩٥٠ و ۱۹۸۳ .
عندما إندلعت الحرب التي عرفت بحرب القرم ما بين بريطانيا وروسيا ، لم يقلق احد في الصالونات البريطانية ، وقد اعتقد رعايا صاحبة الجلالة بان « الحملة ، ستنتهي بسرعة تماماً مثل رحلة لصيد الثعالب . وإغتاظ الناس على أكثر تقدير لأن الحرب ضد القيصر كانت تجري في منطقة بعيدة جدا عن الوطن الأم مجلة « بونشی - - Punch - سجلت هذا الشعور في ذلك الزمن ، وعلى رسم كاريكاتوري لظابط إغتاظ لأن الحرب تجري في
آخر العالم : « حقا إن إندلاع الحرب لكارثة في بداية الموسم سوف افتقد لمسابقة الدربي ( Derby ) واتمنى لو ان الروس قدموا إلى عقر دارنا لمحاربتنا عندئذ بإمكاننا أن نهزمهم شر هزيمة في الهايد بارك ونذهب بعد ذلك لتناول العشاء في مكان قريب ! . .
وداع القوات البريطانية كان مطابقا لهذه الصورة ففي الثامن والعشرين من شباط . ظهرت الملكة فيكتوريا على شرفة قصرها ثم رفعت المنظار الذي تستخدمه في الأوبرا إلى عينيها وتطلعت إلى الفرق التي كانت تمر من تحتها .
واخذ الجمهور بلوح بقبعاتـه والجنود يهزون بنادقهم والفرقة الموسيقية التابعة للفوج أخذت تعزف الاناشيد . وكانت صاحبة الجلالة ، ترتدي اثناء اللحظة التاريخية ، ثياب الصباح باللون الأخضر الداكن وشالا باللون المناسب . وكان وداع الجيوش كتقرير عن الموضة .
كاميرا لمعركة لطيفة !
أرسل إليك صديقي العزيز تجهیزات تصوير كاملة ، هذا كتبته شابة بريطانية إلى خطيبها في القرم ، ثم أردفت تقول : « هذه التجهيزات سوف تسليك عندما تشعر بالضجر ، وأكون شاكرة لك يا عزيزي ، إذا ما أرسلت لي صور عن معركة لطيفة ! .
الليدي كانت تفكر مثل حربي ، كتبت فيما بعد تقول له في ملاحظة : « إذا تمكنت من اخذ الصورة ، أثناء إحراز النصر من قبل جنودنا ، يكون ذلك أجمل واكثر وقعا . .
ولقد نسي البريطانيون معنى الحرب ، منذ معركة واترلو . ضد الامبراطور الفرنسي نابوليون بونابرت ، وبعد أربعة عقود من الزمن قضوها في سياسة السلم والأعمال التجارية الرائعة . كان الجنود خلالها يقضون أوقاتهم الثكنة بتنظيف وتلميـع جزمهم . . وفي عام ١٨٤٤ أخذت لأول مرة في تاريخ التصـويـر صـورة للعسكريين . دافيد هيل David ( Hill وروبرت آدامسون Robert ( Adamson قاما بأخذ هذه الصور للجنود على سور القلعة في لايت بورت ( Lecith Port ) المرفا البحري لمدينة ادنبورغ ( Edinnburgh ) كلمة عن حرب القرم في الواقع فإن حرب القرم كانت عبارة عن كارثة لبريطـانيـا فالحملة العسكرية البريطانية إنطلقت دون أدنى تحضير للسيطرة على مضايق البوسفور والدردانيل .. فقط واحد وعشرون آلية عسكرية كانت موضوعة تحت تصرف القوات العسكرية المؤلفة من ثلاثين ألف جندي .
اما رجال الاسعاف من أطباء وممرضين فكانت تجهيزاتهم غير كافية . عدا عن مشاكل الأمدادات ، وقد مات الجنود في حرب القرم بالتيفوئيد والكوليرا ، عشرة أضعاف أكثر من موتهم عن طريق حراب الروس !..
فالى جانب اليخت الأبيض الفخم ، دریاد ، ( DRyad ) خاصة العميد في سلاح الفرسان الدوق أوف كارديغان ، الذي كان راسيا في مرفا بالاكلافا ، كانت تطوف جثث اموات الكوليرا علما انهم حاولوا تنقيلها بالأوزان وانزالها إلى أعماق البحر ، ولكن الجثث المتفسخة أصبحت خفيفة وطفت على السطح مجدداً .
جورج كامبريدج Georue ) ( Cambridge . ابن عم الملكة فيكتوريا ، ملكة بريطانيا ، والذي
ذهب إلى الحرب ، برغبة منه وبسعادة تامة ، لجا إلى التمارض بعد معركة انكـرمـان in ) ( Kerman ؛ ونقل الى جزيرة مالطا ولم يعد من هناك إطلاقاً إلى ساحة القتال ثانية .
المخبر العسكري
وقبل أن يعلم أي شخص بفظاعة حرب القرم . وصل المخبر العسكري بجريدة التايمس
ويليام هارالد رسال William ) ( Harald Russel إلى ساحة القتال .
وكتب كل ما شاهده دون أن يخفی أي شيء فانتقد جهل الضباط البريطانيين ، الذين أرسلوا إلى القرم وكأنهم ذاهبون إلى صيد الحجـل .
ومن الثلاثين ألف عسكري لم يبقى سوى أحد عشر
الفا منهم فقط ، قادرين على وضع البندقية على أكتافهم .. كما أنه سخر من جنود ، الطقس الجميل . التابعين للدوق أوف كارديفان الذين لا يحتملون مشاهدة الغبار على سراويلهم .
وعندما راقب سير القوات إلى الجبهة ، كان - راسل ، منفعلا من إخفاق العسكريين . فالجيش البريطاني ظهر امام مخبر جريدة التايمس العسكري وكانه عبارة عن زمر من المتجولين والسواح ...
وراسل هو المخبر العسكري الذي ادخل لأول مرة الظرف الاحمر للبرقيـات مع عبـارة د انتباه صحافة له الأفضلية بالنقل - - وكان صحافياً لا يهاب أي شيء ، وبين إسبوع وأخـر تقاريره مريرة أكثر واكثر .
لقد كان يشاهد الضباط يجلسون امـام خيمهم وعـلى موائدهم ما لذ وطاب من ماكل ومشرب ويرى الفوضى التي تغرق فيها القوات البريطانية ، فكتب في تقريره يقول : اين هي قاعدة الحرس البريطاني ؟ ما من أحد يعرف ... اين يمكن للمرء الالتقاء بالجنرال البريطاني ؟ ما من أحد يعرف ... اين هو المستشفى من أجل إيصال الجريح إليه ؟ ما من احد يعرف ....
وكلما اصبحت حالة القوات البريطانية صعبة ، كلما إنتقد راسل بشدة عدم الكفـاءة العسكرية ، الجرحى الذين نقلوا الى مرفا بالاكلافا شكلوا واحداً اشنع المواكب الذي بإمكان المرء أن يفكر به ، حيث أن معظم الرجال كانوا شبه ميتين بعيون مغمضة وأفواه مفتوحة ووجوه هزيلة .
فقط بخار النفس الخفيف كان يشاهد في البرودة القاتلة ويدل على أنهم لا يزالون قيد الحياة ! بريطانيا صدمت من هذه
الأخبار لأول مرة ووصف الأمير البرت المخبر الصحافي العسكري راسل بالكاتب التعيس . وزير الدفاع البريطاني سيدني هربرت ( Sidney Herbert ) تمني لو ان الجيش يقدم على شنق مراسل صحيفة التايمز ، أما اللـورد راغلان Lord Raglan ) الجنرال القائد العام في الجبهة فأصدر أمره يتقويض خيمة الصحافي راسل كما أبلغ مطبخ الجبهة بعدم تسليم الصحافي اية مواد غذائية .
المصورون الأوائل
و في تلك الأسابيع قدم لأول مرة إقتراح لإرسال مصور إلى الجبهة من أجل بعض تقارير راسل غير المعقولة ! اما من اجل ريبورتاج عسكري ، فلم يكن أحد يفكر بالأمر على الإطلاق وكتبت جريدة جمعية الفن ، تقول إن الحكومة تريد إرسال مصور إلى الجبهة والرجل المنشود بإمكانه مثلا ، تصویر خطوط الشواطيء . القلاع وكذلك طوبوغرافيا البلاد ..
وعوضاً عن المخبر الصحافي غير المحبوب ارسلت وزارة الحربية البريطانية ثلاثة مصورين إلى الجبهة ولقد أرسل المصور ريتشارد نيكلين Richard ) Nicklin مع عاملين إثنين في المختبر ، من قبل إستوديو تصوير الأشخاص في لندن ، إلى ساحة القتال . ولكن اثناء العودة من القرم هبت عاصفة هوجاء على السفينة . ريب فان فينكل ، Rip ) ( Wan Winkle التي كانت تقلهم ، و غرقت مع كل ما عليها ، بما في ذلك رقاقات التصوير الزجاجية .
وكذلك فإن المحاولة الثانية من اجل تمجيد حملة جلالة الملكة باءت بالفشل . وفي ربيع عام ١٨٥٥ ابحـر من جبل طارق شخصان يعملان بالطبـاعـة الحجـريـة وهما : بـرانـدون وداوسون ( Brandon - Dawzon ) وإتجها نحو القرم ، ولكن الغنيمة التصويرية التي أحضراها معهما كانت سيئة للغاية ، وهذا لم يكن مستغرباً ، حيث ان هذين الشخصين كانا حديثي العهد في اسرار فن التصوير .
الرجل الخامس جلب له فشل اسلافه شرفاً تاريخياً إنه روجيه فنتون Roger Fenton ) . الذي إعتبر لوقت طويل کاول مصور حربي في التاريخ إذ عاد إلى لندن على احسن حال وفي جعبته ثلاثمائة وخمسة وستون رقاقة زجاجية مصورة . وفي الواقع فإن الصور الأولى عن الحروب قد أخذت قبل سبع سنوات من ذلك التاريخ .. ففي عام ١٨٤٨ عمل مصور من تكساس عشرة صور على الطريقة الأغرية - طريقة قديمة في التصوير الفوتوغرافي على الواج فضية - للجنرال جون وول John ) ( Wool الذي دخل مع فرقة من فرسانه إلى المدينة المكسيكية
سالتيللو ( Saltillo ) بمشهد وكانه من مشاهد افلام رعاة البقر الأميركية .
في حرب القرم عام ١٨٤٨ دخلت الكاميرا الفوتوغرافية لأول مرة إلى ساحات القتال ، ومنذ ذلك التاريخ صارت جزء لا يتجزء من بنا إلى الصور الأولى ، ويتابع عام ٨٣ والحرب اللبنانية التي لم تتوقف بعد ونظراً لأهمية هذا الموضوع بالنسبة لمتتبعي تاريخ التصوير » رأينا ترجمته من الألمانية ، خصوصا وانه لم يترجم إلى أي لغة بعد ، ليكون بمتناول قرائنا باسرع وقت ممكن .
الكتاب لرينيه فابيان وهانس کریستیان آدم . ويقع في ٣٤٠ صفحة من الحجم الكبير ويحتوي على صور لم يسبق نشرها قبل الآن لأسباب عديدة . والصـور جميعها بالاسود والأبيض بلا شك ، وهو مقسم إلى سبع فترات تاريخية تبدا بين عامي ١٨٤٨ و ١٨٧٠ وتنتهي بين عامي ١٩٥٠ و ۱۹۸۳ .
عندما إندلعت الحرب التي عرفت بحرب القرم ما بين بريطانيا وروسيا ، لم يقلق احد في الصالونات البريطانية ، وقد اعتقد رعايا صاحبة الجلالة بان « الحملة ، ستنتهي بسرعة تماماً مثل رحلة لصيد الثعالب . وإغتاظ الناس على أكثر تقدير لأن الحرب ضد القيصر كانت تجري في منطقة بعيدة جدا عن الوطن الأم مجلة « بونشی - - Punch - سجلت هذا الشعور في ذلك الزمن ، وعلى رسم كاريكاتوري لظابط إغتاظ لأن الحرب تجري في
آخر العالم : « حقا إن إندلاع الحرب لكارثة في بداية الموسم سوف افتقد لمسابقة الدربي ( Derby ) واتمنى لو ان الروس قدموا إلى عقر دارنا لمحاربتنا عندئذ بإمكاننا أن نهزمهم شر هزيمة في الهايد بارك ونذهب بعد ذلك لتناول العشاء في مكان قريب ! . .
وداع القوات البريطانية كان مطابقا لهذه الصورة ففي الثامن والعشرين من شباط . ظهرت الملكة فيكتوريا على شرفة قصرها ثم رفعت المنظار الذي تستخدمه في الأوبرا إلى عينيها وتطلعت إلى الفرق التي كانت تمر من تحتها .
واخذ الجمهور بلوح بقبعاتـه والجنود يهزون بنادقهم والفرقة الموسيقية التابعة للفوج أخذت تعزف الاناشيد . وكانت صاحبة الجلالة ، ترتدي اثناء اللحظة التاريخية ، ثياب الصباح باللون الأخضر الداكن وشالا باللون المناسب . وكان وداع الجيوش كتقرير عن الموضة .
كاميرا لمعركة لطيفة !
أرسل إليك صديقي العزيز تجهیزات تصوير كاملة ، هذا كتبته شابة بريطانية إلى خطيبها في القرم ، ثم أردفت تقول : « هذه التجهيزات سوف تسليك عندما تشعر بالضجر ، وأكون شاكرة لك يا عزيزي ، إذا ما أرسلت لي صور عن معركة لطيفة ! .
الليدي كانت تفكر مثل حربي ، كتبت فيما بعد تقول له في ملاحظة : « إذا تمكنت من اخذ الصورة ، أثناء إحراز النصر من قبل جنودنا ، يكون ذلك أجمل واكثر وقعا . .
ولقد نسي البريطانيون معنى الحرب ، منذ معركة واترلو . ضد الامبراطور الفرنسي نابوليون بونابرت ، وبعد أربعة عقود من الزمن قضوها في سياسة السلم والأعمال التجارية الرائعة . كان الجنود خلالها يقضون أوقاتهم الثكنة بتنظيف وتلميـع جزمهم . . وفي عام ١٨٤٤ أخذت لأول مرة في تاريخ التصـويـر صـورة للعسكريين . دافيد هيل David ( Hill وروبرت آدامسون Robert ( Adamson قاما بأخذ هذه الصور للجنود على سور القلعة في لايت بورت ( Lecith Port ) المرفا البحري لمدينة ادنبورغ ( Edinnburgh ) كلمة عن حرب القرم في الواقع فإن حرب القرم كانت عبارة عن كارثة لبريطـانيـا فالحملة العسكرية البريطانية إنطلقت دون أدنى تحضير للسيطرة على مضايق البوسفور والدردانيل .. فقط واحد وعشرون آلية عسكرية كانت موضوعة تحت تصرف القوات العسكرية المؤلفة من ثلاثين ألف جندي .
اما رجال الاسعاف من أطباء وممرضين فكانت تجهيزاتهم غير كافية . عدا عن مشاكل الأمدادات ، وقد مات الجنود في حرب القرم بالتيفوئيد والكوليرا ، عشرة أضعاف أكثر من موتهم عن طريق حراب الروس !..
فالى جانب اليخت الأبيض الفخم ، دریاد ، ( DRyad ) خاصة العميد في سلاح الفرسان الدوق أوف كارديغان ، الذي كان راسيا في مرفا بالاكلافا ، كانت تطوف جثث اموات الكوليرا علما انهم حاولوا تنقيلها بالأوزان وانزالها إلى أعماق البحر ، ولكن الجثث المتفسخة أصبحت خفيفة وطفت على السطح مجدداً .
جورج كامبريدج Georue ) ( Cambridge . ابن عم الملكة فيكتوريا ، ملكة بريطانيا ، والذي
ذهب إلى الحرب ، برغبة منه وبسعادة تامة ، لجا إلى التمارض بعد معركة انكـرمـان in ) ( Kerman ؛ ونقل الى جزيرة مالطا ولم يعد من هناك إطلاقاً إلى ساحة القتال ثانية .
المخبر العسكري
وقبل أن يعلم أي شخص بفظاعة حرب القرم . وصل المخبر العسكري بجريدة التايمس
ويليام هارالد رسال William ) ( Harald Russel إلى ساحة القتال .
وكتب كل ما شاهده دون أن يخفی أي شيء فانتقد جهل الضباط البريطانيين ، الذين أرسلوا إلى القرم وكأنهم ذاهبون إلى صيد الحجـل .
ومن الثلاثين ألف عسكري لم يبقى سوى أحد عشر
الفا منهم فقط ، قادرين على وضع البندقية على أكتافهم .. كما أنه سخر من جنود ، الطقس الجميل . التابعين للدوق أوف كارديفان الذين لا يحتملون مشاهدة الغبار على سراويلهم .
وعندما راقب سير القوات إلى الجبهة ، كان - راسل ، منفعلا من إخفاق العسكريين . فالجيش البريطاني ظهر امام مخبر جريدة التايمس العسكري وكانه عبارة عن زمر من المتجولين والسواح ...
وراسل هو المخبر العسكري الذي ادخل لأول مرة الظرف الاحمر للبرقيـات مع عبـارة د انتباه صحافة له الأفضلية بالنقل - - وكان صحافياً لا يهاب أي شيء ، وبين إسبوع وأخـر تقاريره مريرة أكثر واكثر .
لقد كان يشاهد الضباط يجلسون امـام خيمهم وعـلى موائدهم ما لذ وطاب من ماكل ومشرب ويرى الفوضى التي تغرق فيها القوات البريطانية ، فكتب في تقريره يقول : اين هي قاعدة الحرس البريطاني ؟ ما من أحد يعرف ... اين يمكن للمرء الالتقاء بالجنرال البريطاني ؟ ما من أحد يعرف ... اين هو المستشفى من أجل إيصال الجريح إليه ؟ ما من احد يعرف ....
وكلما اصبحت حالة القوات البريطانية صعبة ، كلما إنتقد راسل بشدة عدم الكفـاءة العسكرية ، الجرحى الذين نقلوا الى مرفا بالاكلافا شكلوا واحداً اشنع المواكب الذي بإمكان المرء أن يفكر به ، حيث أن معظم الرجال كانوا شبه ميتين بعيون مغمضة وأفواه مفتوحة ووجوه هزيلة .
فقط بخار النفس الخفيف كان يشاهد في البرودة القاتلة ويدل على أنهم لا يزالون قيد الحياة ! بريطانيا صدمت من هذه
الأخبار لأول مرة ووصف الأمير البرت المخبر الصحافي العسكري راسل بالكاتب التعيس . وزير الدفاع البريطاني سيدني هربرت ( Sidney Herbert ) تمني لو ان الجيش يقدم على شنق مراسل صحيفة التايمز ، أما اللـورد راغلان Lord Raglan ) الجنرال القائد العام في الجبهة فأصدر أمره يتقويض خيمة الصحافي راسل كما أبلغ مطبخ الجبهة بعدم تسليم الصحافي اية مواد غذائية .
المصورون الأوائل
و في تلك الأسابيع قدم لأول مرة إقتراح لإرسال مصور إلى الجبهة من أجل بعض تقارير راسل غير المعقولة ! اما من اجل ريبورتاج عسكري ، فلم يكن أحد يفكر بالأمر على الإطلاق وكتبت جريدة جمعية الفن ، تقول إن الحكومة تريد إرسال مصور إلى الجبهة والرجل المنشود بإمكانه مثلا ، تصویر خطوط الشواطيء . القلاع وكذلك طوبوغرافيا البلاد ..
وعوضاً عن المخبر الصحافي غير المحبوب ارسلت وزارة الحربية البريطانية ثلاثة مصورين إلى الجبهة ولقد أرسل المصور ريتشارد نيكلين Richard ) Nicklin مع عاملين إثنين في المختبر ، من قبل إستوديو تصوير الأشخاص في لندن ، إلى ساحة القتال . ولكن اثناء العودة من القرم هبت عاصفة هوجاء على السفينة . ريب فان فينكل ، Rip ) ( Wan Winkle التي كانت تقلهم ، و غرقت مع كل ما عليها ، بما في ذلك رقاقات التصوير الزجاجية .
وكذلك فإن المحاولة الثانية من اجل تمجيد حملة جلالة الملكة باءت بالفشل . وفي ربيع عام ١٨٥٥ ابحـر من جبل طارق شخصان يعملان بالطبـاعـة الحجـريـة وهما : بـرانـدون وداوسون ( Brandon - Dawzon ) وإتجها نحو القرم ، ولكن الغنيمة التصويرية التي أحضراها معهما كانت سيئة للغاية ، وهذا لم يكن مستغرباً ، حيث ان هذين الشخصين كانا حديثي العهد في اسرار فن التصوير .
الرجل الخامس جلب له فشل اسلافه شرفاً تاريخياً إنه روجيه فنتون Roger Fenton ) . الذي إعتبر لوقت طويل کاول مصور حربي في التاريخ إذ عاد إلى لندن على احسن حال وفي جعبته ثلاثمائة وخمسة وستون رقاقة زجاجية مصورة . وفي الواقع فإن الصور الأولى عن الحروب قد أخذت قبل سبع سنوات من ذلك التاريخ .. ففي عام ١٨٤٨ عمل مصور من تكساس عشرة صور على الطريقة الأغرية - طريقة قديمة في التصوير الفوتوغرافي على الواج فضية - للجنرال جون وول John ) ( Wool الذي دخل مع فرقة من فرسانه إلى المدينة المكسيكية
سالتيللو ( Saltillo ) بمشهد وكانه من مشاهد افلام رعاة البقر الأميركية .
تعليق