تويت
Aboud Salman
١٣ يوليو ٢٠٢١ ·
فريال الاعظمي
( وطن اثر الرافدين في دعوة للجمال بتجربة تشكيلية عربية عراقية مبدعة )
قراءة نقدية : عبود سلمان العلي العبيد / سوريا
للحديث عن عجلة الايام عندما تدور مسرعة الخطا. تنطوي هناك الكثير من التفاصيل الحميمية. التي لو تخلى عنها الانسان . لكانت حياة الانسان عدمية . وبلا نفع . كذلك هي في حياة الفنون الجميلة .حيث هناك الكثيرمن قبيل الصدف قد تأتي في شكل لقاءات هامة . قد تترك الكثير من الاثر. وهذا ماتم صدفة عندما زرت معرضا لم يكن في الحسبان في وقت زيارة كانت لي لمدينة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة.عندما سافرت لها و لاول مرة بحياتي . حيث كانت لي جولة على بعض الغاليريهات الخاصة بالفنون التشكيلية. وكان لي شرف اللقاء بمعرض للفنانة تشكيلية عراقية مجيدة . كان اسمها راسخ في ذاكرتي . ولاانساه عندما شدتني بفكرة طرافة محتوى معرضها. واعمالها. حين اعادت رسم الاثار العراقية. بلوحات كبيرة وصغيرة ابدعت اناملها بها.
واسمها ( فريال الاعظمي ) وهي الفنانة التي ولدت ببغداد. ونشأت هناك في ارض الرافدين . وتخرجت من احدى جامعاتها. ومنها بدءت سيرتها الابداعية .
عبر مختلف فنون الابداع التشكيلية. فرسمت لوحاتها واجادت . في تلك اللوحات . التي تعكس حضارة أثر الانسان . في محاولة منها. لتسجيل روح العبقرية بحضارات أثر الانسان واوابده التاريخية. التي تركها الانسان القديم . ليكون شاهد على عصره . عبر اثريات فنيات اللقى والاثار والمخطوطات والنحت والعمارة والزخرفة والخط العربي . وخصائص عمر التاريخ العتيق . وعمق النتاجات التراثية والحضارية . فانتشرت بشهرة واسعة بنتاجاتها الفنية ورسوماتها المعبرة التي عرضتها في الشرق الاوسط . وعبر اوربا وانجلترا . بفنون الطباعة على الحرير. والجرافيك . وقد شاركت بالكثير من المعارض الفنية . المتعددة في مدن عدة منها . لندن والعراق ودول الخليج العربي. بالاضافة الى تكليفها . باستشارات فنية. من قبل مشاهير مهندسي الديكور الداخلي في العديد من الفنادق والمؤسسات الفنية الخاصة. في دول الخليج العربي.
لتكون في جماليات اعمالها(( دعوة صريحة للجمال قد تأتي من بلاد الرافدين )) في شكل اهم . معارضها الفنية .التي عرضتها لاعمالها . في المنامة . بالبحرين .ودبي. راسمة عالمها التشكيلي . بمعرض كامل او عدة معارض اخرى . لتحكي توزعات . اعمالها الفنية بلوحاتها الابداعية. التي نثرتها. على جدران قاعات العروض التشكيلية . وفق منهجيتها الاسلوبية. ذات المذهب الرومانتيكي . الذي يحفل باستنشاق جذوة الحب. في رمزية الحياة . وعنفوان صمود . رموز التاريخ العظيمة. التي أعادت تصويريها .
في محاولة لاسترجاع . روح القطع الأثرية النفيسة . المفقودة منها . والمنهوبة منها . والباقية منها . وتخليدها في لوحات جميلة غنية . بالألوان . والدلالات والمعاني . نابضة تلك اللوحات. بالحياة في شكل لوحات قد تعكس حضارة تاريخ العراق العظيم . وتؤكد على خلود عمر الإنسان و الوطن فيه . في روح أبناءه الإبرار .ليبقى اللحن والمعنى والإبداع خالدا.
حيث الأيام المضطربة . وفاجعة احتلاله من الداخل والخارج . قد تشغل الأذهان في مراحل تاريخية فاصلة وعبر مواقف إنسانية . بحيث يجب ان يتصدى لها المبدعون . الإفراد. وبالذات المثقفين والفنانين والكتاب والأدباء . وغيرهم . لأنهم في حياة الشعوب وفي أوطانهم . هم مفكرة تراب الأحباب. وشعلة عمر الحضارات. التي تسجل عظمة الإنسان. على تراب وطنه .
ولان الاستمرار الحر في معركة الوجود . كانت الشغل الشاغل. في ناقوس إي. مبدع فنان. وعلى مر العصور.ولهذا جاءت. ملحمة سعي الفنانة ( فريال الاعظمي ) كي ترسم . وذلك عبر مساحات فنية هامة . هي شكل أريج أزاهير. عشق الوطن المنتشرة . والمخضبة بالدماء الطاهرة. في عشرات الصور والشهداء . والضحايا. و في فواتير. أثواب قشيبة مزركشة . بالأماني. ومطرزة بالبذل الكبير.واللون الاكبر .واللوحة الاجمل . عندما يريد الشعب وأبناءه . إيجاد أبجديات. حرية إعراسه الوطنية. لهذا كان دور الفنانة هنا. هام جدا. وكان ناجزا إمام. ريشة الفنانة الوطنية . ان تعيد حب جنبات الوطن . وتدلل على اهمية . عنصر الوفاء للمواقف. الوطنية والجمالية. وليس في رسم مستنسخات صورة ( عاش القائد ومات القائد ) حيث دأب الكثيرون من مرتزقة النفاق السياسي والتشكيلي . فناني المناسبات التجارية في مزايدات رخيصة . أساءت للفن ومدعيه . لهذا كان لازما في عمق وجدان الفنانة ( فريال الاعظمي ) ان تمجد اثأر الوطن. وتنبه الى ظاهرة ما يتعرض له العراق. والوطن العربي. من حكاية نهب الأوطان. ومتعلقاتها التاريخية. الحضارية الخالدة . سواء التي يعاد احتلاله بالقوة . أو تسرق. لتباع في شكل خردة تذكارية. أو تعطى لدول استعمارية شهيرة لتهديها لإسرائيل . حيث دخلت الكثير من أثار العراق .هناك . لقاء سماسرة محليون وتجار أثار لامعون وجامعون . او تهجيرها تلك الآثار أو قتلها برصاص حي وهدمها .بدواعي فرضيات التحريم والتمذهب . أو إبادتها أو تكسيرها أو تزيفها وتقليدها. أو حرقها. في ظلال عمر الكآبة والعدوان الداخلي والخارجي.
أو عبر لامبالاة واقعية يمارسها البعض الأخر. تحت وابل من المحاصصة. والحجج . والادعاءات السياسية والفنية. في معركة الإحداث الجارية في العراق . وهي من أهم الحوادث الجسام .
ولهذا كان يجب محاربة كل إشكال أعداء الجمال وإقصاء أبطال. نفوذ الكراهية. والعنصرية. والطائفية. حتى لو رسمت لوحات أخرى وإعادة تدوير الجمال وتكراره . لان علم الإبداع والجمال الإنساني . والتاريخي . يجب أن يكون ضد .فنون رسم القبح والادعاء .لان الفن الخالد . باقي ابد الدهر. ضد نجوم فضاءات الأفق. الضيق . وعبيد لاءات. فرضيات كل فكر وافد مندس ورجعي تحت يافطات . التحريم والتكفير والحلال .والحرام .
بعدما كانت وستبقى بغداد عروس الشرق . وساحرة الأفق المبدع . و شعلة الريادة الإنسانية .التي تحطمت على اسوارها. كل اشكال البربرية. والهمجية. والغزاة . وابطال الرجعية. والتخلف. والمرض العنصري. ومنذ بدء الخليقة .هي . ارض للرسل والتنبؤات. والصالحين . ومزارات. للمواقف الإنسانية. التاريخية في ملاذات الحب الأصيل . والحضارات الكونية الأولى . فمن بابل وآشور وسومر وأكاد وكربلاء. وشط العرب. وصوب الكرخ. وبعقوبة. وتكريت .وعانه والموصل. والفضوة. والدجيل. والبصرة. وهوعراق الأهل و كأنهم النخيل . في كرب إحزان. مدينة السلام والفكر. والعلم. والمكتبات. والاشعار. وأسطورة نهر دجلة .وماء الورد في .عباءات الدمع . المتشحات بالسود. وكأن الشاعر .السياب . يغني آخر .شناشيل بنت الجلبي . ومعه . يغني فؤاد سالم . غريب على الخليج. والقبانجي والقصبي وداخل حسن وخضيري بعزيز . وناظم الغزالي. ورياض احمد .والياس خضر. وسعدون جابر. ومائدة نزهت. وستياكوبيان. وامل خضير .وفاطمة الربيعي. ومحمد مهدي الجواهري ومظفر النواب . وشيركو بي س . وسركون بولص. وسعدي يوسف. ونصب الحرية بساحة التحرير. لجواد سليم . وحرائق من مزق لوحات فائق حسن الشهيدة. وتنظيرات. بيانات شاكر حسن آل سعيد الجمالية . ونساء . إسماعيل الشيخلي . الملونة . وفرج عبو ومحمد عارف . وأصالة تاريخ الرسام عبد القادر الرسام. وحلم . مخطوطة شيخ الخطاطين . محمد هاشم البغدادي. ونصب الجندي المجهول لنحت خالد الرحال . ومحمد غني حكمت في كهرمانة والمتنبي.وفي لمح السنيين . وتناسل الشعراء.رثاء عبادة كل المنافي. بعدما أصبح عشق الوطن الجريح. منفى أخير .لكل عشاق الحب. والحرية والأوطان .
في شلالات بيخال . وكأنه. سماء المنتهى في حانة البحار. وحفريات آشور. لملوك ( الحضر ) .والزقورة وورق البردي في الاهوار. وموسيقى المقاهي في سامراء. والملوية. واهل الكوفة. وقيمة السلف الصالح في ارض السلام .
وهذي الحروب. والأعوام. والقتلى. وعروس مندلي حيث كان . مجد الدم الوطني . ساحات للمزايدة التاريخية والفوضى . وكان الفن يقتل بصاروخ أو قنبلة انشطارية. في حماقات لاعبي . الكؤوس الأخيرة والعجيبة في عواصم صنع القرار. ومن على حبر الموائد الملعونة. في شبق الانتهازية .
كانت مهمة إبداع الفنانة ( فريال الاعظمي ) شاقا. وهام . وقد جعل هذا .في وجدانها انفعالات إبداعية . قد ارتسمت في نسيج ملحمي أبداعي على القماش. أوالورق . أو الألوان . فجاءت موهبة ابتكاراتها . في حدود أصالة تعبيريتها وفي داخل واقعيتها. لتصل بها الرؤى إلى. حدود الحرفية البديعة .
عندما . وصلت بملوناتها . ووفق صياغاتها التكوينية. التشكيلية. المليئة. بالخصوصية .والفرادة التعبيرية المسجاة . بقوانين عوالمها الفنية . كحالة إبداعية ذهبية القياس .وفي تشكيل عالمها.الذي هومزيج من ثقافتها الإبداعية . حيث الإبعاد حضارية . ومحيط بيئة عالم الفنانة . هو من يعيد تشكيل. لوحاتها المجسدة بأصول تقنية تنفيذية. لعالمها المتيافيزيقي . حيث تنهل من محيطها الإبداعي و الحضاري . كل هذه الوثائق الجمالية. في قيمة حضارة . تلك المآثرالجمالية. لعين المشاهد. الجميل . الذي يقدس .الفن الجميل بأثر أجمل . وفي أسلوبية. محببة لرسمها. ومليئة بالعواطف الانفعالية.و الجمالية الجياشة. بحب الوطن وأثاره . أوقفت. عميق تجربتها الجمالية .
عند حسها الرهيف. والأسلوبية. المغرقة في الذاتية. وهي التي . تعيد تكوين رسم. الوجوه الأثرية. وقوام مجسمات .الآثار. ورسم نقش الرقم الأثرية والمسمارية. لأثار وطنها الأم . العراق العظيم. وحواف جماليات عشق الفنون الجميلة. به . أعجاب وتمجيدا. لتاريخ الفن. والحضارة. والإبداع في أوابده التي لا تفنى. ووسط المناخات. الثقافية. لشرف الإسهام في صون حضارة بلادها . جاءت سلسلة أعمالها. الفنية. لتجسد الواقع بروح نضالية أبداعية . قد لا يفكر بها. الكثيرون من المشتغلين. بمقدرات الفن . حيث أن مجال أفكارها المتخيلة.هي المسكونة بهموم الوطن. وجمال حب المكان . والزمان . والناس. وإنسان الحرية. والتطلع الأبدي. إلى عشق تخليد. مآثر الإنسان. في مواقف جمالية جديدة.
وبنزعة شمولية. وطنية قومية .أعادت . تفاعلات داخلية ذاتية. مع رموزها. وتكويناتها الجمالية . حيث الذاكرة المتقدة. والذات المندمجة. بقضايا هموم المجتمع المصيرية . ومنها كانت فرز الكامن بالذاكرة المختزلة. و بعمق الذاكرة الحاشدة . جاءت النظرة الموضوعية. والواقعية بتأملية تحليلية . لتطرز ماهية عشرات الصور الإبداعية في أبداعها الجديد . في حركية الساحة التشكيلية العراقية المعاصرة.
عندها تشع لوحاتها. بروحية العوامل المؤثرة . ببناءات درامية ملحمية . مسكونة . بالنمط المدرسي
( الأكاديمي ) وهي تقول أن العمل الفني الذي لا ينتمي إلى الزمكان بمقومات رومانتيكية . ماهو إلا صياغات مكتسبة . وهذا ما يسقط على ملامس المؤثرات الإبداعية. المكتسبة. في شكل صياغات. قد لا تنتمي إلى الروح والرؤى . بمزيج أبداعي . حقيقي .
لهذا أنا ارسم ذاتي . في شكل مكنوناتي الأخرى. حيث أنا سليلة الإبداعات الرافدية الخالدة . في شكل تاريخ امة إنسانية. خالدة. كانت ولازالت لها من ذات الأهداف. الجمالية الخالدة . مهما صار وطني منفى . وصارت أحلامي. حفيف ستائر لا تنتهي . واصبحت مداعبة جمال صور جيراني . ضربا من الخيال . في ظل متفجرات الواقع الملعون. بعدما كنا نسيج عشب الأمكنة بنسيج واحد . لم يفرقنا به. احد. فوطني أكبر من لوحة أو تمثال أو أنقاض ذكريات . وطني حقيقة . خالدة. مهما أصبح برية للموت والفناء . وطني مرآتي لأنه بحري من أمة واحدة . وارض كريمة. وتاريخ وناس . وطني العراق كله . وهذا البيدر الكوني . هو كامل وطني. ووجع السنين. وسفر . أسراب من الطيور المهاجرة. فانا في حلمي وفني والواني . أنا وطني الكبير الصغير . الصغير الكبير. ومازالت أحلق فوق بيتي. ورأسي .ولوحتي الأخيرة.
أنا الفريال في نسمة خريف خرائط وطني الممزق ولكن والاعظمية في صفحة محطات العمر. التي تبدع لوحة للمستقبل الكبير.
___________________
جميع الحقوق محفوظة
تنشر لاول مرة :
موقع غيث العبد الله للتراث والفنون السقيلبية /سورية
منتديات شبكة ماري الثقافية/ محمد هاشم الآلوسي، سورية
منتديات ابناء الفرات ( موقع الشباب العربي ) سورية
منتديات شبكة ضباء الشمال / السعودية
صفحات عبود سلمان على الانترنت والتواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ) العالمية
البريد الالكتروني
للتواصل
[email protected]
الناقد عبود سلمان