Aboud Salman
١٣ يوليو ٢٠٢١ ·
قراءة نقدية في تجربة الفنان العربي الفلسطيني سليمان منصور .
بقلم : الفنان والناقد التشكيلي السوري عبود سلمان
منذ ان سافرت لوحته ( جبل المحامل ) الى بيروت ولحقتها الطائرات الاسرائيلية . كي تقضي عليها . في فعل مقاومة الفن . وثورة الفن الفلسطيني المقاوم . للعدو الصهيوني الذي احتل البلاد وهتك منطق العباد المقاومة . لتعيش قضيته في اعماق كل من مكونات العقل الحسي لشعب يرفض الاحتلال وعبودية الاستعمار . من رجال ونساء واطفال وشيوخ وشباب . كل هذا الزخم اعطى الفنان الرائد في مجاله سليمان منصور . ابن فلسطين ومدرس الرسم في ثانويات القدس الشريف . اعطاه قوة الانتماء في جذر الانتماء . واعطى للعالم درسا لاينسى عن اهمية الثورة ضد الاحتلال والعدوان والظلم والدمار . والتشرد . وهو الفنان الفلسطيني الذي اعتبر من اشهر الفنانين العرب الفلسطينين المعاصرين للقضية الفلسطينة . من تفاصيل نكبتها وحتى يومنا هذا . واكثرهم مواظبة على معايشة القضية بكامل تفاصيلها والتي اصبحت جزء منه اسطورة العصر . تفوق القدرة على الوصف . وتتفوق عليها بحرية تمكن العقل الباطن . في ضرورة استشراف المستقبل التي ذاده التعبير الامثل في ذات الفنان . التي تسوده قوانين الحلم لامعقولية روح الشعب الصامد . المقاوم . صاحب الارض . الذي تفوق على احاسيسه . فكان الفنان الرائد سليمان منصور الفنان الامين . لتطلعات هذا الشعب الفلسطيني الجبار . وهو فنان الشعب الاصيل . الذي سكن وجدانه . بابداعه . والوانه . ومواقفه . ورسم له . آلاف التفاسيرات الجمالية عنه . وطرح في فنه وتجربته الاصيلة . واقع الحال لشعب الجبارين . فكرا وفنا والوانا وتصاويرا تقاوم الحقيقة المرة . لتقول ان حقيقة فن الشعب ثورة كامنة . عنوانها الحرية والفن الثائر . قوامها الواقعية التعبيرية . السحرية مرات عديدة . لتقول ان ثوار الارض . والوطن السليب . هم انسانيون واصحاب قضية لاتقبل المساومة . منذ بدأ التكوين . وحتى الى جانب الثراء اللوني الموظف بطريقة تجعلك تقف وقتا طويلا . امام حشد حشود اعماله . البانورمية . الفلسطينية . المأخوذة في جماليات بيارات البرتقال الحزين . ولحظة مايسجله الفنان عبر ذاكرته . التصويرية . وهو ابدع عالما كله صور يومية من حياة اعماق النفس البشرية الفلسطينية . وقد استشعر الفنان سليمان منصور . ذهنية الفنان الملتزم بقضايا وطنه . فاجاد بقدرته على فن التعامل التصويري واللوني . وجعل من ملمس اعماله صورة الفنان الشعبي المستلهم من ارث شعبه المناضل . في واقع تصويره لتوزعات الظل والنور على تقنية تصويره لعوالم لوحته . مستوحيا بكل صدق واخلاص قسوة الحياة الاجتماعية لشعبه المقاوم والذي ير فض طرده من ارضه ووطنه . باعثا في اجساد عوالم لوحاته المرسومة بدقة متناهية . روح السوبرمانية المقاومة بفضل عوامل الصمود التي يراه الفنان ماثل في ابطاله المرسومين بواقعيته التعبيرية الرمزية . احيانا تراها في الشكل والمضمون واللون حتى . رافضا كل حزن يحبط شخوصه المرسومة والمفتونة بالصبر والمقاومة . ناهلا من معين تاريخ المدن الفلسطينية وحكايا تراثها القديم . في احقية الاجيال القادمة في انارة الدرب لمشاعل الحرية والامل .
ومن واقع الحياة الشعبية الفلسطينية . وواقع الالم الذي يكتسي هم الشعب الفلسطينيين في الداخل والخارج . منهم احلام النازحين والمناضلي . في رؤى دور الصمود والتصدي . تأتي جل انفعالات مواضيع الفنان الرائد سليمان منصور المصور بخبرته الطويلة . وممارسته المستمرة . وهو الذي طوع اداوته الفنية بكل طواعيتها ومرونتها لتكون هي يد فكر فن الفنان . الاصيل لقضايا شعبه . ضد كل انواع الظلم الانساني . وظل كل تعسف يلحق الاذىء بالانسان . وهو من رافضين الاضطهاد والخراب والعدوان . ليكون الفن في خدمة الناس والشعب . في صورة تمثيل احلام هذا الشعب ؟ الذي يريد له ان ينتصر في حريته وحياته وريادته واصالته . لهذا ظل الفنان الرائد سليمان منصور رائد من رواد الحركة الفنية التشكيلية العربية الفلسطينية . ومن اهم فناني العالم الانساني . لانه كان وفيا لشحنة التعبير الانساني في ملامح لوحاته التي عرفها العالم عبر تلك الملصقات الفلسطينية التي واكبة فترة نضال منظمة التحرير الفلسطينية . وجهود ابناءها في التعريف برمزية قضيتهم الام . وقد وصلت اصواتهم الافاق العالمية . من المانيا الى باريس وموسكو وهافانا وواشطن ولندن . وكل مدن الشرق والغرب . من يقرأ يوميات فلسطين يعرف كم هي ريادة الفنان الفلسطيني العالمي سليمان منصور . وماهي سمات ريادته التي تسكنه بالاصالة والريادة . وفي كل جهد اي عمل فني . ينتجه يحمل آمال الجماهير العريضة المناضلة من اللد الى الضفة ومن البحر الى النهر . ومن تل الزعتر وصبرا وشاتيلا وعين الحلوة حتى اليرموك . وغور الاردن . وكل الشتات الفلسطيني في المنافي الكبرى . انه فنان عنصر عناصر البانوراميا الفلسطينية . التي سكنت فعل الميلودارمي من مساحات لوحته حتى يرفع من مباشرة العمل الفني الى مستويات الفعل التشكيلي الجاد . ويخلص في جل مواضيعه الى صورة الارتباط الوثيق عن طريق الواقعية في الفن الفلسطيني مستفيدا من روح الواقعية الرمزية . صورة الانسان المتخذ كمحور في اعماله .وكعنصر اساسي له كامل الانفعال .الذي تتضح على صفحة وجه لوحته لب الموضوعية في المضمون الشكلي لعمله التشكيلي . المطروح بملامح جميلة ومباشرة ولكنه الملتحف بقراءات اخرى . حاضرة في البال سؤالها الحاضر . وفي معظم اعماله .تقفز التقنية من الوانه الزيتية ذات الحساسية التي تشعرك . بانك امام معالجة لونية وشكلية نادرة . تضفي عليك المنهج الواقعي وكانه ملمس احساس القرية الفلسطينية . وتربة وجه ذات الشأن الفبلسطيني . مع روحية البناء الوني لفنان متمكن من خاماته التصويرية التي تتسم بها اعماله لتكون . مساحة خضرة الارض الفلسطينية . وشفافية الحلم الفلسطيني . وهو يعالج بذات الجرأة والتمكن . التوزع والتناغم والترديد . لعالمه المشحونة بهم الانسان والارض . وفي جل مضامينه ومفرداته التصويرية . هو يرسم ويلون . الروح الفلسطينية العذبة . القادرة على بث نثار الضوء والبهاء والجمال في روح المتلقي . وفق رؤى بصرية اصيلة عرفته مسيرته الفنية الطويلة . وعبر مساهماته التنظيرية للفن الفلسطيني الحديث . وهو الفنان المعلم المؤهل للاسهام في الثقافة الفنية والوطنية ونشر التذوق الجمالي بين الجمهور بشكل عام . وهنا تكمن سر من اسرار ريادته الكبرى . في الفن التشكيلي العربي الفلسطيني المعاصر . في الداخل او الخارج . بكونه فنانا مخضرم واصيل .لاتحتاج المفردة الشعبية عنده الى تأكيد . وانما يطرحها باسلوب معاصر جديد . وهو السمة التي يتفرد بها الفنان المعلم سليمان منصور . ويتخذها محورا في اعماله وتجربته ومسيرته الهامة .
وبحس معاصر . تحقق كامل القيمة الغنائية في موسيقى الشكل واللون يتعامل الفنان مع احتفالاته التصويرية الاخيرة . وتلمع الارقام الصغيرة . والكبيرة . في اناشيد ازمنته السعيدة . فتأتي المشهدية . احتفالات كبرى . يتصاعد منها السؤال والجواب . ويكتب الفنان مسيرته .على صورة الازهار التي استشهدت تحت عضلات السوبرمان الدامي . نازعا من الازمنة السعيدة بريق احلاما يريدها كاشجار اخرى في بياراته الحزينة . ناهلا من طين الارض ىالمقدسية دور هاملت وانكيدوا وقصفة اغصان الزيتون وكل الكلمات المرسلة في بريد الايام اليومية المعاشة بالف شكل ولون . وعلى شكل اطراف البساتين الفلسطينية . جلس السارد التشكيلي يغني شفاه البحر . عربات صغيرة تريد جرها . بغية حراثة الارض الفلسطينية من جديد لتنمو ازهار الربيع الفلسطيني وتضحك اسنان المرأة الام . هي وطفلها الفلسطيني الحالم . في لوحة اخرى وغد آخر ..
كتب عنه الكثير ولكن اجمل ماقيل بصفحة الفن في فلسطين قائلا+ :
(( سليمان منصور فنان تشكيلي ونحات فلسطيني (مواليد بيرزيت، رام الله عام 1947). استخدم خامات من البيئة الفلسطينية (طين على خشب – فخّار أثري – حِنّاء – شيد على خشب – طين وحنّاء وألوان مائية – خيش )، وهو صاحب اللوحة المشهورة "جمل المحامل" التي رسمها في منتصف السبعينات من القرن الفائت، والتي تمثل عجوزاً فلسطينياً يحمل القدس وصخرة الأقصى على ظهره مربوطة بحبل الشقاء. ))
الناقد عبود سلمان