وجد باحثون في الجامعة الوطنية الأسترالية (ANU) أنه من الممكن استعمال الميمز (memes) لنشر أفكار متحيّزة، وتزداد قابلية تصديقها عند وجود تفاعل كبير معها – كعدد كبير من الإعجابات على الفيسبوك – من طرف أفرادٍ ذوي آراء مماثلة.
وجدت إميلي ريد (Emily Read)، الحاصلة على شهادة الماجستير من كلية أبحاث علم النفس بجامعة أستراليا الوطنية، أنّه من الممكن اعتبار الرسائل المتحيّزة صحيحة حسب كمّ التفاعل معها ونوعه على الإنترنت.
تقول ريد: «خلُص بحثنا إلى أن الميمز يمكن استعمالها كوسيلة لنشر الأفكار المتحيّزة. كما تتمتّع بأسلوب خاص لنقل مضمونها الذي يفهمه مرتادو الإنترنت، ما يساعد أفكارَ الميمز تلك على الانتشار بسرعة كالفيروسات».
«سرعان ما ينتقل كل هذا التأثير إلى الواقع، يمكن للميمز تغيير تصوّرنا للديمقراطية وفهمنا للحقيقة».
دارت الدراسة حول التحيّز تجاه المهاجرين ذوي الخلفية الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة مناصرين للحزب الديمقراطي وآخرين للحزب الجمهوري.
في تجربة على الإنترنت، صنعت ريد ميمًا يحمل خطابًا متعصّبًا.
عُرض هذا الميم على مجموعة من المشاركين على أساس أن مصدره مجموعة جمهورية على الفيسبوك، وعُرض على آخرين على أساس أن مصدره ديموقراطي.
تلاعب المشرفون على التجربة بكمّ التفاعل مع المنشور ومصدره، ثم سألوا المشاركين ما إذا كان المحتوى متعصّبًا أو صحيحًا.
تشرح ريد التجربة: «وضعت صورتين لتمثال الحرية، ترتدي برقعًا في إحداهما، مع الجملة التالية: مرحبًا بالمهاجرين، شرط أن يتقبّلوا قيمنا».
«رفعنا عدد الإعجابات وأشرنا إلى أنّ صاحب المنشور جمهوريّ أو ديموقراطيّ. عندما بلغ عدد الإعجابات أزيد من 18000، عدّ المشاركون محتواه حقيقة، بينما عندما تلقّى المنشور عددًا قليلًا من الإعجابات –بحدود 12 إعجابًا– عدّوه مجرد تعصّب».
وجدت التجربة أيضًا أن احتمال تصديق المحتوى كحقيقة يزداد عندما يكون المتفاعلون بتوجّه مماثل لتوجّه الشخص.
تضيف ريد: «عندما رأى المشاركون بأن الصورة نُشرت ونالت إعجاب أشخاص كثر ينتمون إلى نفس توجّههم السياسي، مالوا أكثر لتلقّي محتواه كحقيقة أكثر من كونه مجرّد تحيّز.
بينما حدث العكس ورأى المشاركون أن محتوى الميم متحيّز، عندما كان مصدره من الطرف المعارض مع تفاعل ضعيف».
تقول ريد بأن الميمز قد تبدو غير مضرّة لكن لها القدرة على نشر أفكار سيئة.
أضافت ريد: «حُكمنا على مدى صحة المحتويات على الإنترنت متعلّق بهوية المتفاعلين، ويسهل على مواقع التواصل الاجتماعي التلاعبُ بهذه العوامل. لهذا يجب على المستخدمين الحذر في التعامل مع المحتوى الذي يُعرض عليهم على الفيسبوك، وتنمية الحسّ النقدي لديهم لتجنّب الانسياق وراء المنشورات التي يطرأ التلاعب في محتواها. جدير بالذكر أن تصميم تلك الميمز استغرق مني نحو 20 دقيقة».
الميم: وحدة لحمل الأفكار الثقافية أو الرموز أو الممارسات، والذي يمكن أن ينتقل من عقل إلى آخر من خلال الكتابة أو الحديث أو الإيماءات أو الطقوس أو أي ظاهرة أخرى قابلة للتقليد يربط بينها صورة عامة.
المصدر:.ibelieveinsci