لا بد أنكم توقعتم هذا منذ زمن، ولكن من الجميل أن يتم تأكيده: دراسة قد وجدت رابطًا بين انخفاض الذكاء والأشخاص الذين لديهم آراء متعصبة تجاه المثليين الجنسيين.
باحثون من جامعة كوينزلاند، أستراليا نظروا في الرابط بين الذكاء والموقف من المثليين، معتمدين في ذلك على دراسات سابقة تظهر ارتباطًا بين انخفاض معدل ذكاء الشخص ودعمه للآراء التعصبية، كالهوموفوبيا (رهاب المثلية) والعنصرية.
ولكن هذه هي المرة الأولى التي ينظر فيها بالرابط بين الذكاء والهوموفوبيا في مجتمع خارج الولايات المتحدة الأميركية.
قال كاتب الدراسة فرانسيسكو بيرالس: «بالرغم من أهمية الموضوع ومعاصرته، بعض الدراسات وجدت بشكل محدد الروابط بين قابلية إدراك الشخص وموقفه تجاه قضايا المثليين جنسيًا LGBT».
الدراسة، التي نشرت في صحيفة (Intelligence)، نظرت في 11564 نموذجًا من الأستراليين. حلل الباحثون البيانات من إحصاء أفراد الأسرة، الدخل، وآليات العمل في أستراليا، إحصاء HILDA 2012، الذي طرح أسئلة لتقييم قدرات الأشخاص الإدراكية، وإحصاء HILDA 2015، الذي سُئل فيه المشاركون عن موقفهم تجاه المساواة بالحقوق.
لقد طلب منهم بالتحديد أن يقيموا حالة أن “المثليين جنسيًا يجب أن يكون لديهم نفس الحقوق التي لدى المغايرين جنسيًا” بمقياس يبدأ من 1 (يعارضون بشدة) حتى 7 (يوافقون بشدة).
وقد وجدوا، بشكل أساسي، أنه كلما زاد غبائك، كلما كنت أكثر تعصبًا تجاه المثليين.
قال كاتب الدراسة: «هناك رابط معروف بين القدرة الإدراكية القليلة والتعصب أو الموقف غير العادل، هذه الدراسة تضيف للمعرفة السابقة بتقديم التحليلات الأولية للعلاقة بين القدرة الإدراكية والموقف تجاه قضايا المثليين جنسيًا، الأشخاص ذوي القدرة الإدراكية القليلة أقل احتماليةً لأن يدعموا الحقوق المتساوية للمثليين».
الرابط كان قويًا بشكل خاص عندما قيّمت القدرة اللفظية، وبقي كذلك بعد أن أخذت جميع المتغيرات بعين الاعتبار؛ متضمنةً التعليم ومتغيرات اقتصادية واجتماعية أخرى.
وجدت دراسة عام 2012 نشرت في Sage روابط متشابهةً بين القدرة الإدراكية والموقف التعصبي. ناظرين في أكثر من 1500 من البيانات المسجلة بالمملكة المتحدة، وجد الباحثون أن انخفاض الذكاء بالطفولة يُنبئ بازدياد العنصرية عندما يصبح الشخص راشدًا.
أضاف كاتب الدراسة: «نتائجنا تقترح أن القدرات الإدراكية تلعب دورًا انتقاديًا، وإن لم يعطَ حقه، في التعصب. بناءً على ذلك، ننصح بزيادة التركيز على القدرات الإدراكية بالأبحاث التي تتعلق بالتعصب وتداخل أفضل بين القدرة الإدراكية والنماذج المتعصبة».
خلص كاتبو الدراسة الجديدة إلى أن انخفاض درجات الذكاء قد تكون علامةً مهمةً على زيادة الآراء التعصبية، واقترحوا استراتيجيات تتضمن زيادة المشاركة بالتعليم لدى الشباب وتطوير مستوى القدرة الإدراكية بالمجتمع بالمجمل؛ لعل ذلك يكون خطوةً مهمةً نحو القضاء على جميع أشكال التعصب تجاه المثليين جنسيًا.
المصدر:.ibelieveinsci