"منتدى فلسطين": شراكة بحثية علمية للمستقبل الفلسطيني
ربيع عيد 6 فبراير 2023
هنا/الآن
الدكتور بشارة والدكتور متري في الجلسة الختامية للمنتدى
شارك هذا المقال
حجم الخط
اختتم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومؤسسة الدراسات الفلسطينيّة، الأسبوع الماضي، في الدوحة، فعاليات منتدى فلسطين الأول، في حدثٍ فريدٍ تمكّن من جمع المئات من الباحثين الفلسطينيين، وغيرهم من عرب وأجانب ومهتمين بالقضيّة الفلسطينيّة في مكان واحد على مدار ثلاثة أيّام.
أثنى عشرات المشاركين خلال الجلسة الختاميّة، يوم الإثنين 30 يناير/ كانون الثاني، على تنظيم هذا الحدث الذي "من الصعب عقده في أي دولة عربيّة أخرى"، بحسب ما أكدت مداخلات مشاركين خلال الجلسة التي خصصت لطرح أفكار حول المنتدى، والمشروع الوطني الفلسطيني، أدارها المفكر العربي عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي، ود. طارق متري من مؤسسة الدراسات.
وجاءت فكرة "منتدى فلسطين" من قبل المؤسستين مع بداية عام 2022، إذ أعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، عن التعاون في تنظيم المنتدى السنوي لفلسطين في ربيع عام 2022، وذلك "لسد حاجة وفراغ في الساحة العربيّة والفلسطينيّة والدوليّة في ما يتعلق بالموضوع الفلسطيني"، بحسب ما قالته الباحثة في المركز العربي، آيات حمدان، لـ"ضفّة ثالثة".
في دوره، أكد مدير عام مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة، خالد فرّاج، أن هذا المنتدى ثمرة تعاون مسبق بين المركز العربي، ومؤسسة الدراسات، خلال السنوات الأخيرة، منها ندوات مشتركة في ذكرى النكبة، وحول مدينة القدس المحتلة.
يقول فرّاج لـ"ضفة ثالثة": "المنتدى نتيجة للحاجة إلى عمل أكاديمي بحثي مستقل غير تابع لأي جهة، وذلك لإتاحة المجال للباحثين للعمل والحوار والتفكير المشترك، وبيننا وبين المركز العربي شراكة قديمة واحترام متبادل، والمؤسستان تُعدان مؤسستين عربيتين".
تؤكد حمدان أيضًا على ذلك، وتقول: "تأتي جهود هذا المنتدى من أجل توفير شروط كتابة أكاديميّة جادة، وتنشيط النقاش العلمي في ما يتعلق بفلسطين، كما أفرد المنتدى مساحة للمهتمين بموضوعات المؤتمر قصد التسجيل لحضوره من دون تقديم أوراق. وذلك لإتاحة الفرصة للمهتمين بقضية فلسطين، وسياقاتها الإقليميّة والعالميّة، للالتقاء وتبادل وجهات النظر".
بحسب منظمين للمنتدى، كان التجاوب كبيرًا، إذ قدّم 370 باحثًا، من فلسطين، ومن العرب والأجانب، أوراقًا بحثيّة قُبلت منها ستون ورقة. كما أن التسجيل لحضور المنتدى شهد إقبالًا واسعًا تجاوز الـ800 شخص، وهو ما يعكس بحسب حمدان "الحاجة إلى مثل هذا المنتدى، والتعطش لدى الباحثين والمهتمين والفاعلين لمكان يجمعهم، لتبادل وجهات النظر، والالتقاء، وخلق جسور للتواصل في ما بينهم".
وأشار فرّاج إلى أهميّة البحث العلمي في السياق الفلسطيني، قائلًا: "لا يمكن التفوق على المشروع الصهيوني وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني من دون أن نحرز تقدمًا كبيرًا في العلم. روّاد المشروع الصهيوني أعطوا العلم اهتمامًا وتأسيسًا بالمقدار نفسه الذي أعطوه للحرب والسلاح. الحفاظ على مؤسساتنا البحثيّة والعلمية ضرورة حتميّة لتحقق أهدافنا".
وفي الإجابة على سؤال طرحه بعضهم خلال الجلسة الختامية حول غياب بعض القضايا في الأوراق المقدّمة، تقول حمدان: "لم يكن للمنتدى موضوع محدد، بل تم تقديم أوراق بناءً على الموضوعات التي يشتغل عليها الباحثون/ الباحثات، إذ تنوعت المواضيع التي طرحتها المقترحات المقدمة، ما قبل منها تركز في المواضيع التالية: فلسطين وتاريخها، والقضيّة الفلسطينيّة بأبعادها المحلية والإقليمية والدولية، والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في ظل الاحتلال، ونظام الأبارتهايد والاستعمار الاستيطاني، والصهيونيّة وحركات التحرر الوطني، وأنماط المقاومة الفلسطينيّة، والجندر، والديموغرافيا، والقانون الدولي، وقضايا الرأي العام، وغيرها من القضايا ذات الصلة. بالإضافة إلى ست ورشات عمل تناولت قضايا تهم الشأن الفلسطيني".
ورأى فرّاج أن تنظيم المنتدى ونجاحه "حدث استثنائي لقيمته العلميّة وتنوعه، وما قدّمته الأوراق المحكّمة من قبل اللجنة المشتركة للمؤسستين من رؤى وتحليل أكاديمي للوضع الفلسطيني بعدسة العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة، يمكنها المساهمة للمستقبل".
وأشارت حمدان إلى حديث مدير المركز العربي عزمي بشارة في كلمة الافتتاح أنه "لا يوجد لدينا وهم بأن الأوراق العلمية من الممكن ان تغير الواقع، ولكنها خطوة لفتح النقاش حول فلسطين كقضية استعماريّة لا زالت حاضرة، وهي آخر قضية استعمار. بالتالي، إعادة المركزية لهذه القضية من هذا المنطلق، وليس كقضية أصبحت ماضيًا. كما أن المؤسستين واثقتان بأن المنتدى سوف يشكل رافعة مهمّة، ليس للبحث العلمي حول فلسطين والقضايا العديدة المرتبطة بها فحسب، بل أيضًا لتعزيز مركزية قضيّة فلسطين والاهتمام العربي والدولي بها".
وخلص فرّاج إلى القول إن منتدى فلسطين "ما زال في نسخته الأولى، وسوف تُبحث كافة الأفكار التي طُرحت خلال الجلسة الاختتاميّة، وبعد تقييم التجربة بشكل مشترك بهدف أن يكون مساحة حرّة للحوار بين المثقفين والأكاديميين حول فلسطين".
يذكر أن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أطلق خلال المنتدى موقع "ذاكرة فلسطين" للأرشيف الرقمي، وقدم عرضًا عن موقع "القدس: القصة كاملة"، الذي أطلقه المركز العربي في شهر يونيو/ حزيران 2022. وهو موقع متخصص في تاريخ القدس المحتلة، ويعرض الرواية العربية لهذه المدينة باللغة الإنكليزية، وأطلقت مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة مشروع "الموسوعة الإلكترونيّة" حول فلسطين التي ستكون باللغتين العربيّة والإنكليزيّة، مع سعيٍ لإضافة الفرنسيّة والإسبانيّة مستقبلًا.
ربيع عيد 6 فبراير 2023
هنا/الآن
الدكتور بشارة والدكتور متري في الجلسة الختامية للمنتدى
شارك هذا المقال
حجم الخط
اختتم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومؤسسة الدراسات الفلسطينيّة، الأسبوع الماضي، في الدوحة، فعاليات منتدى فلسطين الأول، في حدثٍ فريدٍ تمكّن من جمع المئات من الباحثين الفلسطينيين، وغيرهم من عرب وأجانب ومهتمين بالقضيّة الفلسطينيّة في مكان واحد على مدار ثلاثة أيّام.
أثنى عشرات المشاركين خلال الجلسة الختاميّة، يوم الإثنين 30 يناير/ كانون الثاني، على تنظيم هذا الحدث الذي "من الصعب عقده في أي دولة عربيّة أخرى"، بحسب ما أكدت مداخلات مشاركين خلال الجلسة التي خصصت لطرح أفكار حول المنتدى، والمشروع الوطني الفلسطيني، أدارها المفكر العربي عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي، ود. طارق متري من مؤسسة الدراسات.
وجاءت فكرة "منتدى فلسطين" من قبل المؤسستين مع بداية عام 2022، إذ أعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، عن التعاون في تنظيم المنتدى السنوي لفلسطين في ربيع عام 2022، وذلك "لسد حاجة وفراغ في الساحة العربيّة والفلسطينيّة والدوليّة في ما يتعلق بالموضوع الفلسطيني"، بحسب ما قالته الباحثة في المركز العربي، آيات حمدان، لـ"ضفّة ثالثة".
في دوره، أكد مدير عام مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة، خالد فرّاج، أن هذا المنتدى ثمرة تعاون مسبق بين المركز العربي، ومؤسسة الدراسات، خلال السنوات الأخيرة، منها ندوات مشتركة في ذكرى النكبة، وحول مدينة القدس المحتلة.
يقول فرّاج لـ"ضفة ثالثة": "المنتدى نتيجة للحاجة إلى عمل أكاديمي بحثي مستقل غير تابع لأي جهة، وذلك لإتاحة المجال للباحثين للعمل والحوار والتفكير المشترك، وبيننا وبين المركز العربي شراكة قديمة واحترام متبادل، والمؤسستان تُعدان مؤسستين عربيتين".
تؤكد حمدان أيضًا على ذلك، وتقول: "تأتي جهود هذا المنتدى من أجل توفير شروط كتابة أكاديميّة جادة، وتنشيط النقاش العلمي في ما يتعلق بفلسطين، كما أفرد المنتدى مساحة للمهتمين بموضوعات المؤتمر قصد التسجيل لحضوره من دون تقديم أوراق. وذلك لإتاحة الفرصة للمهتمين بقضية فلسطين، وسياقاتها الإقليميّة والعالميّة، للالتقاء وتبادل وجهات النظر".
بحسب منظمين للمنتدى، كان التجاوب كبيرًا، إذ قدّم 370 باحثًا، من فلسطين، ومن العرب والأجانب، أوراقًا بحثيّة قُبلت منها ستون ورقة. كما أن التسجيل لحضور المنتدى شهد إقبالًا واسعًا تجاوز الـ800 شخص، وهو ما يعكس بحسب حمدان "الحاجة إلى مثل هذا المنتدى، والتعطش لدى الباحثين والمهتمين والفاعلين لمكان يجمعهم، لتبادل وجهات النظر، والالتقاء، وخلق جسور للتواصل في ما بينهم".
وأشار فرّاج إلى أهميّة البحث العلمي في السياق الفلسطيني، قائلًا: "لا يمكن التفوق على المشروع الصهيوني وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني من دون أن نحرز تقدمًا كبيرًا في العلم. روّاد المشروع الصهيوني أعطوا العلم اهتمامًا وتأسيسًا بالمقدار نفسه الذي أعطوه للحرب والسلاح. الحفاظ على مؤسساتنا البحثيّة والعلمية ضرورة حتميّة لتحقق أهدافنا".
وفي الإجابة على سؤال طرحه بعضهم خلال الجلسة الختامية حول غياب بعض القضايا في الأوراق المقدّمة، تقول حمدان: "لم يكن للمنتدى موضوع محدد، بل تم تقديم أوراق بناءً على الموضوعات التي يشتغل عليها الباحثون/ الباحثات، إذ تنوعت المواضيع التي طرحتها المقترحات المقدمة، ما قبل منها تركز في المواضيع التالية: فلسطين وتاريخها، والقضيّة الفلسطينيّة بأبعادها المحلية والإقليمية والدولية، والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في ظل الاحتلال، ونظام الأبارتهايد والاستعمار الاستيطاني، والصهيونيّة وحركات التحرر الوطني، وأنماط المقاومة الفلسطينيّة، والجندر، والديموغرافيا، والقانون الدولي، وقضايا الرأي العام، وغيرها من القضايا ذات الصلة. بالإضافة إلى ست ورشات عمل تناولت قضايا تهم الشأن الفلسطيني".
"أطلق المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال المنتدى موقع "ذاكرة فلسطين" للأرشيف الرقمي، وقدم عرضًا عن موقع "القدس: القصة كاملة"، الذي أطلقه المركز العربي في يونيو 2022" |
ورأى فرّاج أن تنظيم المنتدى ونجاحه "حدث استثنائي لقيمته العلميّة وتنوعه، وما قدّمته الأوراق المحكّمة من قبل اللجنة المشتركة للمؤسستين من رؤى وتحليل أكاديمي للوضع الفلسطيني بعدسة العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة، يمكنها المساهمة للمستقبل".
وأشارت حمدان إلى حديث مدير المركز العربي عزمي بشارة في كلمة الافتتاح أنه "لا يوجد لدينا وهم بأن الأوراق العلمية من الممكن ان تغير الواقع، ولكنها خطوة لفتح النقاش حول فلسطين كقضية استعماريّة لا زالت حاضرة، وهي آخر قضية استعمار. بالتالي، إعادة المركزية لهذه القضية من هذا المنطلق، وليس كقضية أصبحت ماضيًا. كما أن المؤسستين واثقتان بأن المنتدى سوف يشكل رافعة مهمّة، ليس للبحث العلمي حول فلسطين والقضايا العديدة المرتبطة بها فحسب، بل أيضًا لتعزيز مركزية قضيّة فلسطين والاهتمام العربي والدولي بها".
وخلص فرّاج إلى القول إن منتدى فلسطين "ما زال في نسخته الأولى، وسوف تُبحث كافة الأفكار التي طُرحت خلال الجلسة الاختتاميّة، وبعد تقييم التجربة بشكل مشترك بهدف أن يكون مساحة حرّة للحوار بين المثقفين والأكاديميين حول فلسطين".
يذكر أن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أطلق خلال المنتدى موقع "ذاكرة فلسطين" للأرشيف الرقمي، وقدم عرضًا عن موقع "القدس: القصة كاملة"، الذي أطلقه المركز العربي في شهر يونيو/ حزيران 2022. وهو موقع متخصص في تاريخ القدس المحتلة، ويعرض الرواية العربية لهذه المدينة باللغة الإنكليزية، وأطلقت مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة مشروع "الموسوعة الإلكترونيّة" حول فلسطين التي ستكون باللغتين العربيّة والإنكليزيّة، مع سعيٍ لإضافة الفرنسيّة والإسبانيّة مستقبلًا.