روزي جدّي: رواياتي متأثرة بالعنف السياسي في تشاد
صدام الزيدي 17 فبراير 2023
حوارات
روزي جدّي
شارك هذا المقال
حجم الخط
في العامين المنصرمين، أصدر الروائي التشادي المقيم في العاصمة أنجمينا، محمد جدي، الذي يعرف باسم (روزي جدي)، روايتين هما على التوالي: "زمن الملل" عن دار المصورات في الخرطوم، 2021، و"قاربٌ يلاحق مرساه" عن دار مسو التشادية بالاشتراك مع دار الأسرة العربية في إسطنبول، 2022، وعمّا قريب تصدر روايته الثالثة "ارتدادات الذاكرة".
في هذا الحوار، مع روزي جدي، يواصل منبر "ضفة ثالثة" إلقاء ضوء على الأدب المكتوب بالعربية في تشاد المعروفة بتنوع ثقافاتها وإثنياتها، في محاولة لتنويع المادة الثقافية وفتح نافذة مغايرة على آداب وفنون اللغة العربية في تشاد التي تواترت فيها الحروب والصراعات الداخلية حتى أثخنتها. مع الإشارة إلى أن الأدب المكتوب بالعربية ما زال شحيحًا أمام ما يكتب بالفرنسية هناك.
هنا نص الحوار:
(*) لنبدأ الحديث معك من روايتك الأولى "زمن الملل" 2021، هل تعتبرها رواية سيرة ذاتية؟ وإلى أي مدى يمكن أن يجعل الكاتب من نفسه بطلًا روائيًا؟
"زمن الملل" ليست سيرة ذاتية، بل يمكن اعتبارها سيرة روائية. استخدمتُ ضمير المتكلم في عملية السرد وهناك التداعي والصراحة الواضحة جدًا، لكني أعتقد أن هذا راجع إلى كونها روايتي الأولى. في الرواية عادةً يبدأُ الكاتب بشيء يعرفه، بقصته أو قصة يعرفها، لكن الكتاب لن ينتهي كما بدأ، بل حتى وأنت تكتب قصتك سوف تكتب قصصًا أخرى. أما بخصوص إلى أي مدى يمكن أن يجعل الكاتب من نفسه بطلًا روائيًا؟، فأنا أتفق مع المعلم عبد الرحمن منيف الذي يعتقد أنه في حال أراد الروائي أن يكون بطلًا في عمله فعليه فعل ذلك في رواية واحدة. يمكن للروائي أن يجعل من نفسه بطلًا، فهو إنسان ولديه قصة وتجارب. بيد أنه يجب ألا يعتمد على قصته فقط ما لم تكن تجربة فريدة وجديرة بسردها، وكل هذا في رواية واحدة أو اثنتين وإلا سوف يقع في التكرار ويدور حول نفسه تاركًا العالم الواسع والتجارب العديدة التي ينبغي أن يحكيها، فالروائي فرد، والرواية عالم. اللافت في رواية "زمن الملل" أنني تركت فيها الكثير من هواجسي وقلقي وأفكاري كما يفعل أي أديب في عمله الأول.
رواية العنف السياسي
(*) ما الذي تطرحه عوالمك الروائية، وتعتبره خيطًا رفيعًا يمكن أن يربط بينها؟
ترتكز رواياتي على المشاكل الاجتماعية التي يعانيها المجتمع التشادي. لكنها متأثرة أيضًا بالتاريخ السياسي العنيف لهذا البلد. فعقب استقلال تشاد في عام 1960 لم تعرف البلاد الهناء. حروب أهلية تعقبها حروب أخرى وهكذا. لكني أحاول عبر شخصياتي معرفة الأسباب التي دفعت هذا المجتمع إلى الاقتتال. أستنطق أحداثًا تاريخية وشروخات اجتماعية لأعرف السبب. وإذا كان هناك خيط واحد يجمع عوالمي الروائية فهو "القلق"، حيث عاش التشادي قلقًا طوال حياته. قلقًا من حرب تطرق أبواب مدينته، ومن سلطة تطحن مواطنيها. هذا الخوف الدائم هو ما يجمع أغلب من يعيشون في أنجمينا. فالروايتان تدوران في العاصمة التشادية، لذا يقول البعض بأنني كاتب مدينة إلا أن هذا ليس دقيقًا، فسلاح الكاتب الأول هو الخيال، لذا حين أكتب عن المدينة لا أفعل كما هي في الحقيقة بل كما في خيالي، ومن الطبيعي أن تأخذ مدينتي عنصر المكان فهي التي أعرفها أكثر من أي منطقة أخرى.
وأيضًا هناك خيط رفيع آخر يربط ما كتبته وما سأكتبه وهو النقد. أعتقد أن إحدى وظائف الأدب هو النقد. أنتقد ما حصل وما يحدث في المجتمع وما تقوم به الحكومة من ممارسات ضد حقوق الإنسان... وأهدف من خلال ما أكتبه إلى نشر الوعي.
(*) مع أنها بعدد الأصابع وحديثة المغامرة قياسًا بما يُكتب بالفرنسية، ما أكثر رواية تشادية مكتوبة بالعربية تثير اهتمامك؟ ولماذا؟
هناك روايتان، الأولى رواية "سندو" لآدم يوسف، لأنها قالت أشياء أردت أن أقولها. والثانية رواية "سيمفونية الجنوب" لصديقي الروائي طاهر النور، التي أعتبرها جيدة جدًا ورائعة، وقد أدهشني فيها النور، ولطالما عبرت له عن إعجابي بطريقته في الوصف. ففي هذه الرواية يصف الأشياء بطريقة بسيطة بدون زخرفة أو مبالغة، لكنها عميقة جدًا ومؤثرة؛ والتأثير هو ما يهدف إليه كل روائي.
النشر خارج تشاد
(*) حدثنا عن تجربتك في النشر خارج تشاد... هل هذا ما يفعله كتاب الرواية بحثًا عن فضاء تفاعلي أوسع بخلاف النشر في الداخل التشادي الذي يبدو متواضعًا ومغمورًا؟
النشر في الخارج كان ضرورة. حين نشرت روايتي الأولى "زمن الملل"، وقتها لم يكن في البلاد كلها دار نشر تهتم بالرواية. نشرتها في السودان التي فتحت أبوابها لجميع الروائيين التشاديين الذين يكتبون بالعربية. النشر في الخارج يعطي لعملك فرصة أن تتم قراءته في دول أخرى من قبل أشخاص لا يعرفون بلادك أو ثقافتك وهذا ما يتمناه كل كاتب؛ أن يُقرأ من قبل شخص لا يعرفه. كانت تجربة رائعة، نشرت في بلاد أخرى واشترى الناس عملي وكتبوا نقدًا وناقشوا روايتي في ندوات أدبية. هذه هي الجائزة في الأدب.
مجموعة قصصية يتيمة
(*) في عام 2014 فزت بجائزة "قاص الجامعة" وهي جائزة تمنح لأفضل قصة قصيرة، تقيمها جامعة الملك فيصل في تشاد... أين هو اهتمامك القصصي؟ وإجمالًا، كيف هو مشهد الكتابة القصصية (بالعربية) في تشاد؟
كتبت القصة القصيرة في بادئ الأمر... كتبت اثنتي عشرة قصة قصيرة وجمعتها تحت عنوان "بحثًا عن الأمل" لكني منذ أن اكتشفت الكتابة الروائية لم أعد إلى القصة القصيرة لأن الرواية واسعة وفيها مساحة كبيرة من الحرية في الكتابة. يمكن قول الكثير من الأشياء في الرواية وهو ما لن تتمكن من القيام به في القصة القصيرة التي أظنها متمسكة جدًا بشروطها الصعبة. أحببت القصة القصيرة، أحببت قراءتها وكتابتها، وأعتبرها من أصعب الفنون الكتابية، لكن المشكلة أنها لا تجد النشر بسهولة. اليوم هناك عدد من الجوائز للرواية في العالم العربي لكننا نعجز عن ذكر اسم جائزة واحدة تخص القصة القصيرة. لقد قضت الرواية برأيي على هذا النوع من الكتابة الرائعة التي يجب أن يمارسها أي كاتب كي يتعلم الدقة والاختصار ووضع المفردة في مكانها.
في تشاد صدرت مجموعة قصصية واحدة في السنوات الأخيرة، هي مجموعة "التنازلات" لموسى شاري، بينما صدرت بضع روايات فقط، وهذا يعني أن الكتابة القصصية ضعيفة جدًا في تشاد ونحتاج إلى ممارستها.
(*) تكتب في نوافذ صحفية عربية من بينها تحقيقات تنشر لك في صحيفة "العربي الجديد". ما أهم ما تتناوله؟ وما مدى مقروئية وانتشار الصحافة الصادرة (بالعربية) في تشاد؟
أكتب مقالات ثقافية في جريدة لبنانية، وهي مقالات تهتم بإبراز الجانب الثقافي في تشاد: التراث، الموسيقى، الأفلام التشادية، الشعر، الشعراء. أحاول أن أُعرِّف القارئ العربي بالثقافة التشادية.
أما في "العربي الجديد" فأكتب التحقيقات الصحافية. كتبت عن إيرادات النفط التشادي وسوء إدارتها، وعن أطفال الشوارع وما يتعرضون له من انتهاك لحقوقهم، النزاعات بين المزارعين والرعاة، وهنالك قضايا اجتماعية وسياسية وبيئية مسكوت عن تناولها في تشاد تستحق أن يكشف عنها الصحافي.
(*) تعد لنشر رواية ثالثة بعنوان "ارتدادات الذاكرة"، ما الذي تحمله متون الرواية وهل يستفيد الكاتب من تجاربه الأولى في النشر ليصلح أشياء كثيرة لاحقًا؟
الرواية تحوم حول حقبة تاريخية مهمة جدًا في تاريخ تشاد، لكنها كأي عمل فني تهتم بالإنسان أكثر مما تهتم بالتاريخ، لذا هي رواية تاريخية لكنها تركز على الأشخاص الذين كانوا يعيشون تلك الحقبة، قضاياهم، مشاكلهم اليومية، وما شابه ذلك.
صدام الزيدي 17 فبراير 2023
حوارات
روزي جدّي
شارك هذا المقال
حجم الخط
في العامين المنصرمين، أصدر الروائي التشادي المقيم في العاصمة أنجمينا، محمد جدي، الذي يعرف باسم (روزي جدي)، روايتين هما على التوالي: "زمن الملل" عن دار المصورات في الخرطوم، 2021، و"قاربٌ يلاحق مرساه" عن دار مسو التشادية بالاشتراك مع دار الأسرة العربية في إسطنبول، 2022، وعمّا قريب تصدر روايته الثالثة "ارتدادات الذاكرة".
في هذا الحوار، مع روزي جدي، يواصل منبر "ضفة ثالثة" إلقاء ضوء على الأدب المكتوب بالعربية في تشاد المعروفة بتنوع ثقافاتها وإثنياتها، في محاولة لتنويع المادة الثقافية وفتح نافذة مغايرة على آداب وفنون اللغة العربية في تشاد التي تواترت فيها الحروب والصراعات الداخلية حتى أثخنتها. مع الإشارة إلى أن الأدب المكتوب بالعربية ما زال شحيحًا أمام ما يكتب بالفرنسية هناك.
هنا نص الحوار:
(*) لنبدأ الحديث معك من روايتك الأولى "زمن الملل" 2021، هل تعتبرها رواية سيرة ذاتية؟ وإلى أي مدى يمكن أن يجعل الكاتب من نفسه بطلًا روائيًا؟
"زمن الملل" ليست سيرة ذاتية، بل يمكن اعتبارها سيرة روائية. استخدمتُ ضمير المتكلم في عملية السرد وهناك التداعي والصراحة الواضحة جدًا، لكني أعتقد أن هذا راجع إلى كونها روايتي الأولى. في الرواية عادةً يبدأُ الكاتب بشيء يعرفه، بقصته أو قصة يعرفها، لكن الكتاب لن ينتهي كما بدأ، بل حتى وأنت تكتب قصتك سوف تكتب قصصًا أخرى. أما بخصوص إلى أي مدى يمكن أن يجعل الكاتب من نفسه بطلًا روائيًا؟، فأنا أتفق مع المعلم عبد الرحمن منيف الذي يعتقد أنه في حال أراد الروائي أن يكون بطلًا في عمله فعليه فعل ذلك في رواية واحدة. يمكن للروائي أن يجعل من نفسه بطلًا، فهو إنسان ولديه قصة وتجارب. بيد أنه يجب ألا يعتمد على قصته فقط ما لم تكن تجربة فريدة وجديرة بسردها، وكل هذا في رواية واحدة أو اثنتين وإلا سوف يقع في التكرار ويدور حول نفسه تاركًا العالم الواسع والتجارب العديدة التي ينبغي أن يحكيها، فالروائي فرد، والرواية عالم. اللافت في رواية "زمن الملل" أنني تركت فيها الكثير من هواجسي وقلقي وأفكاري كما يفعل أي أديب في عمله الأول.
رواية العنف السياسي
(*) ما الذي تطرحه عوالمك الروائية، وتعتبره خيطًا رفيعًا يمكن أن يربط بينها؟
ترتكز رواياتي على المشاكل الاجتماعية التي يعانيها المجتمع التشادي. لكنها متأثرة أيضًا بالتاريخ السياسي العنيف لهذا البلد. فعقب استقلال تشاد في عام 1960 لم تعرف البلاد الهناء. حروب أهلية تعقبها حروب أخرى وهكذا. لكني أحاول عبر شخصياتي معرفة الأسباب التي دفعت هذا المجتمع إلى الاقتتال. أستنطق أحداثًا تاريخية وشروخات اجتماعية لأعرف السبب. وإذا كان هناك خيط واحد يجمع عوالمي الروائية فهو "القلق"، حيث عاش التشادي قلقًا طوال حياته. قلقًا من حرب تطرق أبواب مدينته، ومن سلطة تطحن مواطنيها. هذا الخوف الدائم هو ما يجمع أغلب من يعيشون في أنجمينا. فالروايتان تدوران في العاصمة التشادية، لذا يقول البعض بأنني كاتب مدينة إلا أن هذا ليس دقيقًا، فسلاح الكاتب الأول هو الخيال، لذا حين أكتب عن المدينة لا أفعل كما هي في الحقيقة بل كما في خيالي، ومن الطبيعي أن تأخذ مدينتي عنصر المكان فهي التي أعرفها أكثر من أي منطقة أخرى.
وأيضًا هناك خيط رفيع آخر يربط ما كتبته وما سأكتبه وهو النقد. أعتقد أن إحدى وظائف الأدب هو النقد. أنتقد ما حصل وما يحدث في المجتمع وما تقوم به الحكومة من ممارسات ضد حقوق الإنسان... وأهدف من خلال ما أكتبه إلى نشر الوعي.
(*) مع أنها بعدد الأصابع وحديثة المغامرة قياسًا بما يُكتب بالفرنسية، ما أكثر رواية تشادية مكتوبة بالعربية تثير اهتمامك؟ ولماذا؟
هناك روايتان، الأولى رواية "سندو" لآدم يوسف، لأنها قالت أشياء أردت أن أقولها. والثانية رواية "سيمفونية الجنوب" لصديقي الروائي طاهر النور، التي أعتبرها جيدة جدًا ورائعة، وقد أدهشني فيها النور، ولطالما عبرت له عن إعجابي بطريقته في الوصف. ففي هذه الرواية يصف الأشياء بطريقة بسيطة بدون زخرفة أو مبالغة، لكنها عميقة جدًا ومؤثرة؛ والتأثير هو ما يهدف إليه كل روائي.
النشر خارج تشاد
(*) حدثنا عن تجربتك في النشر خارج تشاد... هل هذا ما يفعله كتاب الرواية بحثًا عن فضاء تفاعلي أوسع بخلاف النشر في الداخل التشادي الذي يبدو متواضعًا ومغمورًا؟
النشر في الخارج كان ضرورة. حين نشرت روايتي الأولى "زمن الملل"، وقتها لم يكن في البلاد كلها دار نشر تهتم بالرواية. نشرتها في السودان التي فتحت أبوابها لجميع الروائيين التشاديين الذين يكتبون بالعربية. النشر في الخارج يعطي لعملك فرصة أن تتم قراءته في دول أخرى من قبل أشخاص لا يعرفون بلادك أو ثقافتك وهذا ما يتمناه كل كاتب؛ أن يُقرأ من قبل شخص لا يعرفه. كانت تجربة رائعة، نشرت في بلاد أخرى واشترى الناس عملي وكتبوا نقدًا وناقشوا روايتي في ندوات أدبية. هذه هي الجائزة في الأدب.
ترتكز رواياتي على المشاكل الاجتماعية التي يعانيها المجتمع التشادي. لكنها متأثرة أيضًا بالتاريخ السياسي العنيف لهذا البلد. فعقب استقلال تشاد في عام 1960 لم تعرف البلاد الهناء... حروب أهلية تعقبها حروب أخرى! |
(*) في عام 2014 فزت بجائزة "قاص الجامعة" وهي جائزة تمنح لأفضل قصة قصيرة، تقيمها جامعة الملك فيصل في تشاد... أين هو اهتمامك القصصي؟ وإجمالًا، كيف هو مشهد الكتابة القصصية (بالعربية) في تشاد؟
كتبت القصة القصيرة في بادئ الأمر... كتبت اثنتي عشرة قصة قصيرة وجمعتها تحت عنوان "بحثًا عن الأمل" لكني منذ أن اكتشفت الكتابة الروائية لم أعد إلى القصة القصيرة لأن الرواية واسعة وفيها مساحة كبيرة من الحرية في الكتابة. يمكن قول الكثير من الأشياء في الرواية وهو ما لن تتمكن من القيام به في القصة القصيرة التي أظنها متمسكة جدًا بشروطها الصعبة. أحببت القصة القصيرة، أحببت قراءتها وكتابتها، وأعتبرها من أصعب الفنون الكتابية، لكن المشكلة أنها لا تجد النشر بسهولة. اليوم هناك عدد من الجوائز للرواية في العالم العربي لكننا نعجز عن ذكر اسم جائزة واحدة تخص القصة القصيرة. لقد قضت الرواية برأيي على هذا النوع من الكتابة الرائعة التي يجب أن يمارسها أي كاتب كي يتعلم الدقة والاختصار ووضع المفردة في مكانها.
في تشاد صدرت مجموعة قصصية واحدة في السنوات الأخيرة، هي مجموعة "التنازلات" لموسى شاري، بينما صدرت بضع روايات فقط، وهذا يعني أن الكتابة القصصية ضعيفة جدًا في تشاد ونحتاج إلى ممارستها.
(*) تكتب في نوافذ صحفية عربية من بينها تحقيقات تنشر لك في صحيفة "العربي الجديد". ما أهم ما تتناوله؟ وما مدى مقروئية وانتشار الصحافة الصادرة (بالعربية) في تشاد؟
أكتب مقالات ثقافية في جريدة لبنانية، وهي مقالات تهتم بإبراز الجانب الثقافي في تشاد: التراث، الموسيقى، الأفلام التشادية، الشعر، الشعراء. أحاول أن أُعرِّف القارئ العربي بالثقافة التشادية.
أما في "العربي الجديد" فأكتب التحقيقات الصحافية. كتبت عن إيرادات النفط التشادي وسوء إدارتها، وعن أطفال الشوارع وما يتعرضون له من انتهاك لحقوقهم، النزاعات بين المزارعين والرعاة، وهنالك قضايا اجتماعية وسياسية وبيئية مسكوت عن تناولها في تشاد تستحق أن يكشف عنها الصحافي.
(*) تعد لنشر رواية ثالثة بعنوان "ارتدادات الذاكرة"، ما الذي تحمله متون الرواية وهل يستفيد الكاتب من تجاربه الأولى في النشر ليصلح أشياء كثيرة لاحقًا؟
الرواية تحوم حول حقبة تاريخية مهمة جدًا في تاريخ تشاد، لكنها كأي عمل فني تهتم بالإنسان أكثر مما تهتم بالتاريخ، لذا هي رواية تاريخية لكنها تركز على الأشخاص الذين كانوا يعيشون تلك الحقبة، قضاياهم، مشاكلهم اليومية، وما شابه ذلك.