الباب الحادي عشر
مقدمة
إختص الجانب الأكبر من هذا الكتاب بدراسة الجانب العلمي في التصوير الملون ، والمصور الذي درس التصوير الملون وفقاً لأصول علمية عميقة قد يكون قادرا على الإتيان بصور صحيحة التعريض وصحيحة الإظهار ومطبوعة طبعاً صحيحاً خالياً من مسحات الألوان ، ولكنها قد لا تكون مقبولة جمالياً . إذ هناك اعتبارات فنية يجب إدخالها في الحسبان ، وهذه الاعتبارات هي التي تجعلنا نقول عن الصورة أنها جميلة أو مقبولة أو ممجوجة.
ويمكننا أن نقسم هذه الاعتبارات إلى قسمين رئيسيين : (1) يختص ) نص أولهما بتكوين الصورة Composition ، وهي اعتبارات تنطبق على جميع الصور عامة سواء نتجت عن رسم يدوى أو تصوير فوتوغرافى ملون . وإذ لا يتسع المجال فى هذا الكتاب لدراسة هذا الموضوع الواسع بشكل مقبول ، لذلك رأينا أن نخصص له بحثا مستقلا ، سوف ينشر قريباً بعون الله
(ب) أما القسم الثاني فيختص بالألوان ومدى انسجامها ومدلولها ، فهو بذلك يرتبط بالصور الملونة فقط سواء أكانت مرسومة باليد أو بألوان زيتية أو مائية أو كانت صورا فوتوغرافية ملونة .
وكثيراً ما يتبادر إلى ذهن المبتدى أن الصورة الملونة إذا شملت ألواناً عديدة زاهية فهي عوامل فى حد ذاتها تكفل أن تكسب الصورة قيمة جمالية، بل قد يقول بعضهم أنه إذا كان الفيلم ملونا فلابد من حشوه بكل ماهو ملون، وإلا كان من الأولى أن نستخدم فيلم أبيض وأسود .
يبعد ذهنه عن بصر على فلسفة ) وجع البطن ولا رمى الطبيخ 11 ولكن يتضح خطأهم حين يعلمون أن فى البساطة جمال ، وأن المصور حين يسرف في استخدام الألوان ، فهو حقيقة قد يلفت الرائى إليها، ولكنه إدراك معانيها ، فالصورة رسالة مرئية يعمل المصور بفنه على إبلاغها إلى الرائى .
وحين نفكر في اختيار ألوان الصورة ، علينا أن نحدد سلفا الإجابة عن سلسلة من الأسئلة نوجهها إلى أنفسنا ، وكمثال لهذه الأسئلة ما يلى : . ما هو الطابع الذي نرغب أن يسود ألوان الصورة، أهو البرودة مما يستلزم ألواناً مناسبة كالأخضر والأزرق، أم الدفء، الذي يستلزم ألوانا أخرى ( كالأحمر والأصفر مثلا ) ؟
هل نرى أن تكون الألوان قائمة Low Key أي منخفضة القيمة Value ومظللة Shaded قليلة التشبع desaturated) کی تناسب الموضوعات الحزينة أو الجادة أو الوقورة؟ أم نرى العكس فنستخدم ألوانا قليلة التشبع مخففة tinted، وذات قيمة مرتفعة كى تسودها الألوان الفاتحة (High Key). . هل ترغب فى لفت النظر إلى موضوع رئيسي معين في الصورة، فنستخدم له لونا مكملا Complementary لزيادة تباينه عما حوله ، أم نرغب أن تكون الألوان مترابطة (۳) ؟
هل ترغب فى زيادة الإحساس بالعمق الفراغي (۳) Spatial depth يدعو إلى إختيار ألوانا متقدمة (4) Advancing Colours وأخرى متأخرة
ألوان متأخرة Recending colours ؟
(۱) لتفسير ما نعنيه بهذه المسميات الرجا الرجوع إلى الباب الثالث في هذا الكتاب الذى يبحث في وصف الألوان . (۲) سوف يأتى شرحاً لما تعنيه بهذه التسمية في ص ٤١٣ . (۳) سبق أن شرحنا المقصود بالعمق الفراغى فى ص ٢١٥ من كتاب آلة التصوير بالطبعة الأولى . (٤) سوف يأتى شرحا لما نعنيه بذلك فى ص ٤٠٨ من هذا الكتاب .
ولعله قد بدا الآن من أمثلة الأسئلة المتقدمة مدى أهمية تحديد أهداف الصورة والطابع الذى نطلبه لها قبيل أن نختار ألوانها ، فإذا ما حددنا هذه النقاط نبدأ فى اختيار الألوان المناسبة .
وقد أثبتت التجارب المعملية على مجموعات من الأفراد المثقفين فنيا أن هناك عناصر ، لو أنها توافرت فى الصورة الملونة لأجمعت الغالبية العظمى من الناس على استحسانها . ونلخص فيما يلى هذه العناصر (۱) (1) أن تؤدى الغرض الذى أعدت من أجله . (ب) أن تتناسب ألوانها مع هذا الغرض ( وسوف نشرح ذلك تحت عنوان المعانى المرتبطة بالألوان ) . (ج) أن يكون بألوانها تنويعاً Variety ، وبحيث يظل هناك إنسجاما بين الألوان المجتمعة وسوف نشرح ذلك تحت عنوان إنسجام الألوان ص ٤١١). ( 3 ) أن يكون هناك مركزا لجذب الانتباه Center of Intrest ، أى جزءا منها يتمتع بالسيادة عما يجاوره ، فيكون هو أول ما يلفت النظر فيها دون ما عداه . وليس من المستحب أن يتصارع جزآن أو أكثر من أجزاء
الصورة في جذب انتباه الرائى، ففى ذلك تشتيتا لذهنه وإضعافاً لقيمتها الجمالية .
مقدمة
إختص الجانب الأكبر من هذا الكتاب بدراسة الجانب العلمي في التصوير الملون ، والمصور الذي درس التصوير الملون وفقاً لأصول علمية عميقة قد يكون قادرا على الإتيان بصور صحيحة التعريض وصحيحة الإظهار ومطبوعة طبعاً صحيحاً خالياً من مسحات الألوان ، ولكنها قد لا تكون مقبولة جمالياً . إذ هناك اعتبارات فنية يجب إدخالها في الحسبان ، وهذه الاعتبارات هي التي تجعلنا نقول عن الصورة أنها جميلة أو مقبولة أو ممجوجة.
ويمكننا أن نقسم هذه الاعتبارات إلى قسمين رئيسيين : (1) يختص ) نص أولهما بتكوين الصورة Composition ، وهي اعتبارات تنطبق على جميع الصور عامة سواء نتجت عن رسم يدوى أو تصوير فوتوغرافى ملون . وإذ لا يتسع المجال فى هذا الكتاب لدراسة هذا الموضوع الواسع بشكل مقبول ، لذلك رأينا أن نخصص له بحثا مستقلا ، سوف ينشر قريباً بعون الله
(ب) أما القسم الثاني فيختص بالألوان ومدى انسجامها ومدلولها ، فهو بذلك يرتبط بالصور الملونة فقط سواء أكانت مرسومة باليد أو بألوان زيتية أو مائية أو كانت صورا فوتوغرافية ملونة .
وكثيراً ما يتبادر إلى ذهن المبتدى أن الصورة الملونة إذا شملت ألواناً عديدة زاهية فهي عوامل فى حد ذاتها تكفل أن تكسب الصورة قيمة جمالية، بل قد يقول بعضهم أنه إذا كان الفيلم ملونا فلابد من حشوه بكل ماهو ملون، وإلا كان من الأولى أن نستخدم فيلم أبيض وأسود .
يبعد ذهنه عن بصر على فلسفة ) وجع البطن ولا رمى الطبيخ 11 ولكن يتضح خطأهم حين يعلمون أن فى البساطة جمال ، وأن المصور حين يسرف في استخدام الألوان ، فهو حقيقة قد يلفت الرائى إليها، ولكنه إدراك معانيها ، فالصورة رسالة مرئية يعمل المصور بفنه على إبلاغها إلى الرائى .
وحين نفكر في اختيار ألوان الصورة ، علينا أن نحدد سلفا الإجابة عن سلسلة من الأسئلة نوجهها إلى أنفسنا ، وكمثال لهذه الأسئلة ما يلى : . ما هو الطابع الذي نرغب أن يسود ألوان الصورة، أهو البرودة مما يستلزم ألواناً مناسبة كالأخضر والأزرق، أم الدفء، الذي يستلزم ألوانا أخرى ( كالأحمر والأصفر مثلا ) ؟
هل نرى أن تكون الألوان قائمة Low Key أي منخفضة القيمة Value ومظللة Shaded قليلة التشبع desaturated) کی تناسب الموضوعات الحزينة أو الجادة أو الوقورة؟ أم نرى العكس فنستخدم ألوانا قليلة التشبع مخففة tinted، وذات قيمة مرتفعة كى تسودها الألوان الفاتحة (High Key). . هل ترغب فى لفت النظر إلى موضوع رئيسي معين في الصورة، فنستخدم له لونا مكملا Complementary لزيادة تباينه عما حوله ، أم نرغب أن تكون الألوان مترابطة (۳) ؟
هل ترغب فى زيادة الإحساس بالعمق الفراغي (۳) Spatial depth يدعو إلى إختيار ألوانا متقدمة (4) Advancing Colours وأخرى متأخرة
ألوان متأخرة Recending colours ؟
(۱) لتفسير ما نعنيه بهذه المسميات الرجا الرجوع إلى الباب الثالث في هذا الكتاب الذى يبحث في وصف الألوان . (۲) سوف يأتى شرحاً لما تعنيه بهذه التسمية في ص ٤١٣ . (۳) سبق أن شرحنا المقصود بالعمق الفراغى فى ص ٢١٥ من كتاب آلة التصوير بالطبعة الأولى . (٤) سوف يأتى شرحا لما نعنيه بذلك فى ص ٤٠٨ من هذا الكتاب .
ولعله قد بدا الآن من أمثلة الأسئلة المتقدمة مدى أهمية تحديد أهداف الصورة والطابع الذى نطلبه لها قبيل أن نختار ألوانها ، فإذا ما حددنا هذه النقاط نبدأ فى اختيار الألوان المناسبة .
وقد أثبتت التجارب المعملية على مجموعات من الأفراد المثقفين فنيا أن هناك عناصر ، لو أنها توافرت فى الصورة الملونة لأجمعت الغالبية العظمى من الناس على استحسانها . ونلخص فيما يلى هذه العناصر (۱) (1) أن تؤدى الغرض الذى أعدت من أجله . (ب) أن تتناسب ألوانها مع هذا الغرض ( وسوف نشرح ذلك تحت عنوان المعانى المرتبطة بالألوان ) . (ج) أن يكون بألوانها تنويعاً Variety ، وبحيث يظل هناك إنسجاما بين الألوان المجتمعة وسوف نشرح ذلك تحت عنوان إنسجام الألوان ص ٤١١). ( 3 ) أن يكون هناك مركزا لجذب الانتباه Center of Intrest ، أى جزءا منها يتمتع بالسيادة عما يجاوره ، فيكون هو أول ما يلفت النظر فيها دون ما عداه . وليس من المستحب أن يتصارع جزآن أو أكثر من أجزاء
الصورة في جذب انتباه الرائى، ففى ذلك تشتيتا لذهنه وإضعافاً لقيمتها الجمالية .
تعليق